ارتفاع سعر زيت الزيتون البكر الممتاز.. هكذا يتم التلاعب به ويُصبح مغشوشًا
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اعتُبر زيت الزيتون عنصرًا أساسيًا بالنظام الغذائي والثقافة في منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ آلاف السنين. قبل أن يصل إلى المائدة، كان يُستخدم في الممارسات الطبية والدينية، وحصل على لقب "الذهب السائل" في الملحمة الشعرية "الإلياذة" للشاعر هوميروس.
على مرّ القرون، أصبح غصن الزيتون يرمز إلى السلام والازدهار، كما أن زيوت الزيتون البكر الممتازة وزيوت الزيتون البكر تُعتبر من الصادرات العالمية ذات القيمة العالية.
بقيمة بلغت 22.3 مليار دولار في عام 2022، من المتوقع أن يزداد سوق زيت الزيتون بشكل كبير خلال العقد المقبل.
ولكن وراء زيوت الزيتون البكر الممتازة الأكثر شعبية في العالم - المنتجة في إيطاليا، وإسبانيا، واليونان - توجد شركات إجرامية مربحة بالقدر ذاته تستغل حمى الذهب عن طريق بيع الذهب السائل المزيف الذي يستخدم عباد الشمس، أو الكانولا، أو حتى زيت المصابيح، لإنشاء منتج يمكن بيعه بالتجزئة بمبلغ يصل إلى 30 دولارًا لليتر في الولايات المتحدة.
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، قالت السلطات في إسبانيا وإيطاليا التي تعمل مع وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروبول" إنها ألقت القبض على 11 شخصًا مرتبطين بإحدى هذه العصابات الإجرامية، وصادرت 12 برميلًا تحتوي على حوالي 260 ألف لتر من زيت الزيتون المغشوش أو غير البكر أو البكر الممتاز.
كما صادروا أيضًا 5,200 لتر إضافي من الزيت عالي الجودة الجاهز للتسويق والذي كان جاهزًا للتصدير.
وقالت السلطات إنه "غير صالح للاستهلاك"، رغم العلامات الكاذبة التي تزعم أن الزيت إيطالي أو إسباني بنسبة 100%.
وعثرت السلطات أيضًا على مبلغ 91 ألف يورو (حوالي 100 ألف دولار) نقدًا، وأربع مركبات فاخرة، وملصقات مزورة، وعلامات تجارية مزورة، والأوراق التي تشير إلى أن الزيت كان إسبانيًا وإيطاليًا عندما كشفت اختبارات العينة أنه من المرجح أن يكون مصنوعًا عن طريق خلط منتجات زيت الزيتون الثانوية مع أنواع أخرى من الزيت.
ارتفاع الطلبوجاء في بيان "يوروبول" أن "مزيجًا من العوامل المختلفة، مثل التضخم العام للأسعار، وانخفاض إنتاج زيت الزيتون، وزيادة الطلب، خلق أرضًا خصبة مثالية للمنتجين المحتالين".
وأضافت وكالة إنفاذ القانون: "لسوء الحظ، يُعد زيت الزيتون البكر الممتاز المغشوش ممارسة شائعة، ولهذا السبب تُعتبر مكافحته أولوية لإنفاذ القانون - خاصة في بلدان الإنتاج".
أوضحت منظمة كولديريتي، المنظمة الزراعية الرئيسية في إيطاليا، أن غرس زيت الزيتون عالي الجودة مع منتجات أقل أصبح ممارسة شائعة، حيث أن الطلب المتزايد على صادرات زيت البحر الأبيض المتوسط يقابله انخفاض معدلات الإنتاج بسبب الظروف المناخية القاسية المتزايدة.
كما يستخدم المحتالون بشكل متزايد الكلوروفيل أو البيتا كاروتين لتلوين الزيت بألوانه المميزة باللون الأخضر أو الأصفر الزبداني.
وقال كولديريتي إنه في عام 2023، انخفض إنتاج الزيت في البحر الأبيض المتوسط بنسبة 41%. كان الربيع الرطب للغاية يعني أن أشجار الزيتون تزدهر بشكل أقل، كما أدت الحرارة القياسية في الصيف إلى إلحاق الأذى بأشجار الزيتون التي كانت تنمو بالفعل.
وأدى هذا الأمر إلى عدم قدرة المنتجين على تلبية طلب السوق.
تتحرك ما تُسمى بـ "المافيا الزراعية" في مناطق إنتاج الزيت بالبحر الأبيض المتوسط لسد الثغرات، وتطوير عمليات إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز المزيف.
وقالت وكالة "يوروبول" إن "خلط زيت الزيتون من الدرجة الاستهلاكية مع بدائل ذات جودة أقل سمح للمجرمين بتقديم أسعار تنافسية أثناء الدخول في سلاسل التوريد القانونية".
وحذر البيان من أن "هذه الممارسة غير القانونية لا يمكن أن تسبب خطرا على الصحة العامة فحسب، بل يمكن أن تقوّض أيضا ثقة المستهلك، وبالتالي يكون لها المزيد من التداعيات الاقتصادية".
وتبعد منتجاتهم المتلاعب بها كل البعد عن أن تكون أصلية، حيث تحتاج العصابات الإجرامية إلى زيتون عالي الجودة للزيت الأساسي الذي يستخدم في صنع خلطاتها.
وقد أدى ذلك إلى ارتفاع طفيف في سرقة أشجار الزيتون الكاملة أو الأغصان المنتجة. وفي اليونان وإيطاليا، دأب اللصوص على أخذ المناشير إلى الأشجار القديمة لسرقة أغصان الزيتون.
ويُعد حصاد الزيتون عملية دقيقة، لذا فإن سرقة أشجار أو أغصان بأكملها أسهل من قطف الثمار، رغم من أن ذلك غالبًا ما يتسبب في تلف الأشجار بشدة.
وأبلغت السلطات في اليونان وإسبانيا وإيطاليا أيضًا عن ارتفاع حوادث اقتحام مستودعات الزيتون وتدمير معدات الحصاد كمحاولة لتأخير الحصاد حتى يتمكن اللصوص من سرقة الزيتون.
وقالت السلطات الإسبانية والإيطالية، التي نفذت الاعتقالات في نوفمبر/تشرين الثاني، إن التحقيقات بدأت بعد اكتشاف "مخالفات".
يُعد زيت الزيتون أحد أكثر الأطعمة التي تحمل علامات احتيالية في أوروبا وأحد أكثر الأطعمة التي يتم التحقيق فيها بكثير من الأحيان، وفقًا لتقرير صادر عن المفوضية الأوروبية في عام 2022.
وأشار كولديريتي إلى أن الطلب على زيت الزيتون المغشوش مدفوع.
ومن غير المرجح أن تنخفض أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز في أي وقت قريب، رغم من سوء الحصاد في عام 2023.
وبعد الجفاف الإسباني في عام 2022، قفزت أسعار زيت الزيتون من إسبانيا (أكبر منتج في العالم للصنف البكر الممتاز) بأكثر من 80% بحسب ما ذكره الاتحاد الأوروبي، بينما ارتفع سعر الزيت الإيطالي بنسبة 66%.
هذا العام، عانت البلدان من نقص حاد في الإنتاج، ما يعني أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار لموسم التصدير في عام 2024 بشكل أكبر، ما يجعل السوق أكثر جاذبية للمجرمين.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأبیض المتوسط فی عام
إقرأ أيضاً:
11 طناً مبيعات الذهب في الإمارات خلال الربع الأول
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
بلغ حجم مبيعات الذهب في دولة الإمارات، خلال الربع الأول من العام الحالي، نحو 11 طناً، متضمنة 7.9 طن من المجوهرات الذهبية و3.1 طن من السبائك والعملات الذهبية، حسب تقرير «اتجاهات الطلب على الذهب للربع الأول من عام 2025» الصادر عن «مجلس الذهب العالمي». وأكد التقرير أن المجوهرات الذهبية استحوذت على نسبة 71.8% من المبيعات الاجمالية مقابل 28.2% للسبائك والعملات الذهبية، مشيراً إلى تراجع مبيعات الذهب الإجمالية في الإمارات بنسبة 14.7% على أساس سنوي حيث بلغت 12.9 طن في الربع الأول من عام 2024.
وأظهر تقرير مجلس الذهب العالمي، تراجع الطلب على السبائك والعملات الذهبية في دولة الإمارات، خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 8% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، وبنسبة 5% مقارنة بالربع الأول من عام 2024، ليبلغ 3.1 طن مقارنة بنحو 3.4 طن في الربع الرابع من عام 2024، ونحو 3.3 طن في الربع الأول من العام ذاته. وأشار إلى أن الطلب على المجوهرات الذهبية في الإمارات قد انخفض خلال الربع الأول من عام 2025، إلى 7.9 طن مقارنة بنحو 9.6 طن في الربع الأول من عام 2024، ونحو 8.8 طن في الربع الرابع من عام 2024، وبذلك يكون الطلب على المشغولات الذهبية قد تراجع بنسبة 18% على أساس سنوي وبنسبة 11% مقارنة بالربع الرابع من 2024. وأوضح التقرير أن أعلى مستوى للطلب على السبائك والعملات الذهبية في دولة الإمارات تحقق خلال الربع الثالث من العام الماضي حيث بلغ 3.6 طن، منوهاً بأن أعلى مستوى للطلب على المجوهرات الذهبية في الإمارات تم تسجيله خلال الربع الأول من العام الماضي بنحو 9.6 طن ثم انخفض إلى 9.2 طن في الربع الثاني من العام قبل أن يتراجع مجدداً إلى 7.1 طن في الربع الثالث من عام 2024.
مستويات قياسية
أخبار ذات صلةوفيما يخص أسعار الذهب عالمياً، أفاد تقرير مجلس الذهب العالمي، بأن العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قياسية، تمثلت في ضعف الدولار الأميركي، وشبح الرسوم الجمركية الأميركية، وحالة عدم اليقين الجيوسياسي، وتقلبات سوق الأسهم. وقال التقرير إن سعر الذهب في رابطة سوق لندن للسبائك (LBMA) واصل تسجيل عدة مستويات قياسية جديدة خلال عام 2025، وبلغ متوسط السعر ربع السنوي 2860 دولاراً للأونصة في الربع الأول، بزيادة قدرها 38% على أساس سنوي، منوهاً بأن الذهب حقق بالفعل مكاسب سعرية كبيرة في أوائل الربع الثاني من العام الحالي، ولكن ربما سيبدأ تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في توليد بعض عمليات البيع بسبب الضائقة المالية، أو ربما ستظل أحجام إعادة التدوير ضئيلة نسبياً مع استمرار الشعور الإيجابي الراسخ تجاه سعر الذهب.
وأضاف تقرير مجلس الذهب العالمي، أن إجمالي الطلب على الذهب من حيث القيمة، قارب الرقم القياسي المسجل في الربع الرابع من العام الماضي والبالغ 111 مليار دولار، وقد ترجم الارتفاع الطفيف في حجم الطلب إلى ارتفاع في القيمة بنسبة 40% على أساس سنوي، نتيجةً لارتفاع الأسعار، منوهاً بأن إجمالي المعروض من الذهب في الربع الأول ارتفع بنسبة 1% على أساس سنوي ليصل إلى 1206 أطنان، وارتفع إنتاج المناجم تدريجياً إلى مستوى قياسي في الربع الأول بلغ 856 طناً، وفي المقابل، انخفضت عمليات إعادة التدوير بنسبة 1% على أساس سنوي، حيث تمسك المستهلكون بذهبهم على أمل ارتفاع الأسعار.
الطلب الاستثماري
ووفقاً لتقديرات مجلس الذهب العالمي، فقد ارتفع إجمالي الطلب على الذهب في الربع الأول من العام الحالي (بما في ذلك الاستثمارات خارج البورصة) بنسبة 1% على أساس سنوي، ليصل إلى 1206 أطنان، وهو أعلى مستوى للطلب في الربع الأول منذ عام 2016. وأكد تقرير مجلس الذهب العالمي زيادة إجمالي الطلب الاستثماري بأكثر من الضعف ليصل إلى 552 طناً، بزيادة سنوية قدرها 170%، وهي أعلى زيادة منذ الربع الأول من عام 2022. وأشار إلى أن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في جميع أنحاء العالم، تسارعت لتصل إلى قيمة إجمالية تبلغ 226 طناً في الربع الأول، لافتاً إلى أن الطلب على السبائك والعملات المعدنية ارتفع بنسبة 3% على أساس سنوي، عند 325 طناً.
ورصد تقرير «اتجاهات الطلب على الذهب للربع الأول من عام 2025»، صافي شراء للبنوك المركزية للعام السادس عشر على التوالي، حيث أضافت 244 طناً إلى الاحتياطيات العالمية في الربع الأول، في ظل استمرار حالة عدم اليقين العالمية وذكر التقرير، أن الطلب على المشغولات الذهبية تأثر سلباً بوصول سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في الربع الأول من 2025 على مدار 20 عاماُ، وليشهد الربع الأول من العام الحالي زيادة في إنفاق المستهلكين بنسبة 9% على أساس سنوي ليصل إلى 35 مليار دولار، مختتماً الإشارة إلى أن الطلب على الذهب المستخدم في التكنولوجيا، ظل دون تغيير على أساس سنوي، ليستقر عند 80.5 طن، حيث أدى استمرار تبني الذكاء الاصطناعي إلى استمرار النمو في قطاع الإلكترونيات.