معارك عنيفة في غزة.. وحماس لن تفرج عن رهائن من دون تفاوض
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
يشهد قطاع غزة، الاثنين، غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة بعد تأكيد حركة حماس، المصنفة على قوائم الإرهاب بعدد من الدول، أن الإفراج عن الرهائن الذين تختطفهم منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لن يتم سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.
وبعد غارات جوية عنيفة ليلا على خان يونس في جنوب القطاع، استهدفت ضربات جديدة، صباح الاثنين، وسط وشرق المدينة التي لجأ إليها آلاف المدنيين، بعد الفرار من القتال في الشمال.
وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن "عشرات" القتلى في القطاع لا سيما في خان يونس ومدينة غزة ومخيم جباليا (شمال) ومخيمي النصيرات والمغازي (وسط)، فيما لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض.
ونقلت 32 جثة إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال 24 ساعة، بحسب الوزارة.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، أعلنت "حركة الجهاد الإسلامي"، عن قتال عنيف في مدينة غزة بشمال القطاع، مشيرة إلى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الإسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض.
وبعدما أفاد الأحد، عن "قتال عنيف" في أحياء بمدينتي غزة وخان يونس، أكد الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن إطلاق صواريخ من غزة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، الاثنين، عن سقوط شظايا صواريخ في حولون بضواحي تل أبيب، متحدثة عن "أضرار مادية وإصابة مدني بجروح طفيفة".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أكد، الأحد: "لا أريد أن أقول إننا نستخدم قوتنا الكاملة لكننا نستخدم قوة كبيرة ونحقق نتائج مهمة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، الإثنين، أن حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت إلى 102 جندي، بعد مقتل 4 جنود كشفت هوياتهم الاثنين.
مفاوضات وتبادل أسرىواندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس، في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، أسفر عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضت غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختطف حوالى 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين.
وبدأت اسرائيل عملية برية في القطاع في 27 أكتوبر.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
وحذرت حماس، الأحد، من أن ما من رهينة سيغادر القطاع "حيا" إذا لم تلب مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رسالة صوتية "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام".
"لا يوجد مكان آمن"وفي قطاع غزة يضطر السكان إلى العيش في منطقة تكتظ بشكل متزايد وحيث النظام الصحي "ينهار" وفقا لمنظمة الصحة العالمية، مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى.
ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 17997 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.
في غزة يحول القصف أحياء بكاملها أنقاضا ويحاول السكان يائسين الهروب من الاشتباكات إلى الجنوب.
وشردت الحرب 1.9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من سكان القطاع، وفق الأمم المتحدة.
وطلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين في غزة التوجه إلى "مناطق آمنة" لتجنب المعارك. إلا أن سكان القطاع والعديد من المنظمات الدولية يؤكدون عدم وجود مكان آمن في القطاع، إذ إن القصف الإسرائيلي يطال مختلف مناطقه.
وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، التي لم يتم تجديد تأشيرتها في إسرائيل إن "إعلانا أحاديا من جانب قوة احتلال بأن الأراضي التي ليست فيها بنية تحتية أو أغذية أو مياه أو رعاية صحية (...) هي مناطق آمنة، لا يعني أنها كذلك".
ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرا.
وقال أبو محمد، لوكالة فرانس برس وهو في طريقه إلى رفح "ننتقل من منطقة إلى أخرى ولا يوجد مكان آمن".
وقد تحولت هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر "يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".
وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، في حين أن "غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض" خصوصا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن النظام الصحي في غزة منهك. واعتمدت المنظمة قرارا يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية للقطاع المحاصر.
ولا تزال إمدادات الغذاء والدواء والوقود التي تصل إلى القطاع غير كافية إلى حد كبير وفق الأمم المتحدة ولا يمكن نقلها خارج رفح.
ضربات في سورياوبعد فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة في التصويت على "وقف إطلاق نار إنساني" بسبب عرقلة واشنطن مشروع قرار في هذا الاتجاه عبر استخدامها حق النقض (الفيتو)، من المقرر أن تجتمع الجمعية العامة، بعد ظهر الثلاثاء، لمناقشة الوضع في غزة.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لشبكة "سي إن إن"، إن "وقفا لإطلاق النار في هذا الوقت لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المشكلة لأن حماس لا تزال موجودة وتخطط لعمليات 7 أكتوبر أخرى".
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تصاعد التوتر في الضفة الغربية، حيث قتل أكثر من 260 فلسطينيا بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين منذ السابع من أكتوبر، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
ومع تواصل الحرب في غزة، تستمر المخاوف والتحذيرات من اتساع نطاق النزاع ليشمل جبهات إقليمية أخرى.
وشنت إسرائيل، ليل الأحد الاثنين، ضربات استهدفت مواقع في محيط دمشق، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن القصف الإسرائيلي، ليل الأحد الاثنين، "استهدف مواقع لحزب الله اللبناني" في منطقتي السيدة زينب ومطار دمشق الدولي بمحيط العاصمة.
وأدى القصف إلى "مقتل مقاتلين لبنانيين من حزب الله وسوريين إثنين" من العاملين في حراسة المقرات العسكرية التابعة للحزب، بحسب ما أفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الضربات التي استهدفت محيط دمشق، إلا أنه أفاد، ليل الأحد، بحصول قصف من لبنان نحو شمال إسرائيل. دوقال في بيان إنه "رد باستهداف مصدر إطلاق النار"، مضيفا "قصفنا خلية إرهابية تابعة لحزب الله".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجى: الوضع بين إسرائيل وحماس وصل مرحلة حرجة
أكد الخبير الاستراتيجي اللواء محمد المصري أن الوضع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس وصل إلى مرحلة حرجة، مع تزايد التوتر واحتمالية التصعيد العسكري.
وأضاف في مداخلة لبرنامج "ملف اليوم" عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الضغوط الداخلية والخارجية، مثل التهديدات التي يطلقها نتنياهو والضغوط الأمريكية، تزيد من تعقيد الوضع.
وأشار إلى أن الوضع العسكري في قطاع غزة صعب للغاية، حيث لا يمتلك الفلسطينيون القدرة العسكرية لمواجهة إسرائيل بشكل متكافئ.
ولفت، إلى أن إسرائيل تمر بحالة من الارتباك الداخلي، خاصة في ظل القضايا المرفوعة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والضغوط السياسية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية.
ونوه بأن نتنياهو يسعى للاستفادة من الصفقات السياسية رغم التحديات الداخلية، ويعمل على رفع السقف السياسي لتحقيق أهدافه، معترفًا بأن الوضع السياسي في إسرائيل يشهد توترات شديدة.
وأوضح، أن الضغوط على إسرائيل تتزايد من المجتمع الدولي، خاصة بعد القرارات المتعلقة بحصار المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأكد أن القمة العربية المقبلة قد تكون فرصة مهمة لدفع الدول العربية نحو تبني موقف موحد يسهم في التخفيف من حدة الأزمة.