وصل الحضور السياسي لدار الإفتاء المصرية إلى ما هو أبعد من دعم النظام، وإلى حد ترهيب الممتنعين عن التصويت في انتخابات الرئاسة، ووصفهم بأنهم "آثمون شرعا وكاتمون للشهادة".

وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، إن "الإسلام حث المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة، وأمر المسلم بأداء الأمانة بكل أنواعها وأشكالها".

وأضافت: "فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، ولا شك أن الشورى هي الديمقراطية التي يجب أن يتربى عليها أبناء المجتمع ليكونوا أمناء صادقين، والشورى لازمة وواجبة بين أفراد الأمة لاختيار عناصر سلطتهم التشريعية، ويجب على من توافرت فيه الصلاحية لأداء هذه الأمانة أن يدلي بصوته الانتخابي ولا يتأخر عن القيام بهذا الواجب بصدق وأمانة ونزاهة وموضوعية".

وتابعت: "فالممتنع عن أداء صوته الانتخابي آثمٌ شرعًا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأيِّ وسيلة من الوسائل، وكذلك من ينتحل اسما غير اسمه ويدلي بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل يكون مرتكبًا لغشٍّ وتزويرٍ يعاقب عليه شرعا".

وسبق أن نشرت دار الإفتاء هذه الفتوى، مطلع الشهر الجاري، وقبل انطلاق مارثون التصويت للمصريين في الخارج، حتى بدت أنها متماهية مع الحكومة في ملف الحشد الجماهيري لانتخابات الرئاسة، ما أدى لاتهامها بتوظيف الدين لأهداف سياسية، وقوبل خطابها بتحفظ من المؤيدين والمعارضين للسلطة، لأنه يتعارض مع مدنية الدولة المصرية.

لا يصحّ أبداً نردّ على دار الإفتا????????
طالما أصدرت فتوى لازم نحترمها ونعمل بيها لكن….
السؤال الأهم لدار الإفتا.. هل تروْنَ يا شيوخنا أنّ هذه انتخابات حقيقية؟ pic.twitter.com/ccEexAzPEz

— Amr Katamesh - عمرو قطامش (@AmrKatamesh) November 28, 2023

اقرأ أيضاً

رئاسيات مصر.. فنانة شهيرة تصوت مرتين والسلطات تحيلها للتحقيق

وسبق أن أجاب مفتي الديار المصرية شوقي علام، على سؤال الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" على فضائية "صدى البلد": "هل المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب وطني أم ديني؟"، بأنه "لا فارق بينهما، لكن الممتنع عن التصويت كالشخص الذي امتنع عن الشهادة ورفض القيام بواجباته التي تحث عليها الشريعة".

https://www.facebook.com/EgyptMufti/posts/pfbid09pvG7VepkWdtXRHZ7diJXtvs7MUKU4kms8G2GmbiRNjHfSfWKpw6tyFnk9rvgqK6l

واستقبل مصريون فتوى تحريم الامتناع عن التصويت في الانتخابات بسخرية لا تخلو من غضب، كونها تحمل رسائل سياسية وترهيبا دينيا لمن يعترضون على المشاركة، مع أن الخطاب الديني ليس دوره إضفاء القدسية على الاستحقاق الرئاسي أو خدمة مرشح بطريقة تظهره كأنه يتسول المشاركة.

ويؤكد رافضون لانخراط المؤسسة الدينية في الشأن السياسي بأن أهدافها تبدو كنوع من التعبئة العامة، لكن الخطورة أن يتعامل الشارع مع خطابها باعتباره موجّها من السلطة، ما يعطي الناس حق قبوله أو رفضه، والشك في أهدافه وتوقيته ودوافعه.

وشهدت الانتخابات المصرية في يومها الأول، عزوفا من قبل الناخبين، رغم حملات حكومية واسعة لاستقطاب المصريين، حيث بات نزول المصريين بكثافة في انتخابات الرئاسة قضية مهمة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حاليا، لأن ذلك يحمل رسالة إلى الخارج بأن قراراته وسياساته المحلية أو حتى التي لها أبعاد إقليمية، محاطة بتأييد شعبي.

اقرأ أيضاً

محسومة مسبقا للسيسي.. المصريون يتجهون لصناديق الانتخاب لاختيار رئيس جديد

ويخوض الانتخابات أمام الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، ثلاثة مرشحين، هم: فريد زهرانرئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثل تيار يسار الوسط، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد الليبرالي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.

ووفقا للهيئة الوطنية للانتخابات، يحق لنحو 67 مليون مصري فوق سن 18 عاما التصويت من إجمالي من سكان مصر الذين يناهز عددهم 106 ملايين نسمة، ويعيش 60 بالمئة منهم حول خط الفقر.

ويرى منتقدون أن الانتخابات "شكلية" بعد حملة قمع استمرت 10 سنوات على المعارضة، بينما وصفتها الهيئة العامة للاستعلامات، وهي الهيئة الإعلامية الحكومية، بأنها خطوة نحو التعددية السياسية.

وسيمنح الفوز السيسي ولاية مدتها 6 سنوات تتمثل الأولويات العاجلة خلالها في ترويض التضخم شبه القياسي ومعالجة النقص المزمن في العملة الأجنبية، ومنع اتساع رقعة الصراع في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

وتتصدر المشكلة الاقتصادية الاهتمامات في بلد يواجه أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، مع معدل تضخم يلامس 40%، وعملة محلية فقدت 50%، من قيمتها ما أدى الى انفلات الأسعار.

اقرأ أيضاً

انتخابات الرئاسة المصرية.. شوارع تعج بلافتات السيسي وناخبون "مجبرون" على تأييده

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: انتخابات انتخابات مصر رئاسيات مصر السيسي الإفتاء دار الإفتاء انتخابات الرئاسة

إقرأ أيضاً:

رئاسيات موريتانيا.. هدوء بنواكشوط وانتهاء مهلة الطعن بالنتائج

عاد الهدوء اليوم الأربعاء إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط بعد ليلة من الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية تزامنا مع انتهاء المهلة القانونية لاستقبال الطعون فيها.

وأعلنت وزارة الداخلية وفاة 3 متظاهرين في مدينة كيهيدي جنوبي البلاد أثناء ما وصفتها بأعمال نهب وتخريب عنيفة استهدفت مواطنين وممتلكاتهم ومرافق عمومية.

وانتهت اليوم المهلة القانونية لاستقبال الطعون في نتائج الانتخابات، ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر في المجلس الدستوري تأكيده عدم تقديم أي طعون.

ويمهل القانون المرشحين للرئاسة حق الطعن لدى المجلس الدستوري في أجل أقصاه 48 ساعة بعد إعلان النتائج المؤقتة من طرف لجنة الانتخابات.

وكانت لجنة الانتخابات أعلنت أول أمس الاثنين فوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني بفترة رئاسية ثانية مدتها 5 سنوات بحصوله على 56.12% من الأصوات.

ورفض المرشح المعارض  بيرام ولد الداه ولد اعبيد -الذي جاء في المركز الثاني (22.10% من الأصوات)- نتائج الانتخابات، وتحدث عن تزوير وانقلاب انتخابي، ولوّح بدعوة أنصاره للنزول إلى الشوارع رفضا لنتائج الانتخابات.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 55%، وهي ثامن انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد.

وأمس الثلاثاء، انقطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد تزامنا مع احتجاجات بمدن -بينها العاصمة نواكشوط- أعقبت إعلان نتائج انتخابات الرئاسة.

وشهدت موريتانيا انقلابات عديدة بين عامي 1978 و2008، وسُجّل في 2019 أول انتقال للحكم بين رئيسين منتخبين منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.​​​​​​​

مقالات مشابهة

  • عزوف واسع عن التصويت في انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • إيران.. نسبة المشاركة في جولة انتخابات الرئاسة الثانية بلغت 50%
  • رويترز: عزوف واسع عن التصويت بالجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • تمديد التصويت في انتخابات الرئاسة الإيرانية حتى منتصف الليل
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. تمديد فترة التصويت بالجولة الثانية
  • الانتخابات الإيرانية.. تمديد وقت التصويت وأحاديث اعلامية عن عزوف كبير
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. عزوف واسع دفع السلطات لتمديد التصويت
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. التصويت غداً في الدورة الثانية واحتدام الصراع بين الإصلاحيين و المحافظين
  • بريطانيا.. إقبال على التصويت في انتخابات قد تطيح بالمحافظين من سدة الحكم
  • رئاسيات موريتانيا.. هدوء بنواكشوط وانتهاء مهلة الطعن بالنتائج