اعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن استمرار تدفق الأموال القطرية على غزة من شأنه أن يشتري للاحتلال "الهدوء" مع القطاع، ويبقي تركيز حركة "حماس" على الحكم وليس القتال، لكن كل هذا انهار في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ذلك ما كشف عنه مارك مازيتي ورونين بيرجمان، في تقرير مطول بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجم "الخليج الجديد" خلاصته، نقلا عن أكثر من عشرين مسؤولا إسرائيليا وأمريكيا وقطريا حاليين وسابقين، بالإضافة إلى مسؤولين من حكومات شرق أوسطية أخرى.

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وقالت الصحيفة إن قطر ولسنوات كانت ترسل ملايين الدولارات شهريا إلى غزة، وهي أموال ساعدت في دعم حكومة "حماس"، ولم يتسامح نتنياهو مع هذه المدفوعات فحسب، بل شجعها.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وصل رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) ديفيد بارنيا إلى العاصمة القطرية الدوحة، لعقد اجتماع مع مسؤولين قطريين، وسُئل بارنيا آنذاك: هل تريد إسرائيل أن تستمر المدفوعات؟، فرد: نعم لا تزال الحكومة الإسرائيلية ترحب بالأموال القادمة من الدوحة.

اقرأ أيضاً

صدمة البنتاجون.. تحقيق مطول عن هزيمة حماس لتكنولوجيا إسرائيل

أهداف إنسانية

وكان للأموال القطرية أهداف إنسانية، مثل دفع رواتب الحكومة في غزة وشراء الوقود للحفاظ على تشغيل محطة توليد الكهرباء، كما أضافت الصحيفة.

ويعيش في غزة نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل الحرب الراهنة أوضاعا كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

الصحيفة استدركت: "لكن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية يعتقدون الآن أن الأموال القطرية كان لها دور في نجاح هجوم 7 أكتوبر، ولو من باب أن التبرعات سمحت لحماس بتحويل بعض ميزانيتها الخاصة نحو العمليات العسكرية".

وتابعت أن "المخابرات قدرت منذ فترة طويلة أن قطر تستخدم سرا قنوات أخرى لتمويل (كتائب القسام) الجناح العسكري لحماس".

غير أن مسؤولا قطريا قال إنه "لا أساس من الصحة لأي محاولة لإلقاء ظلال من عدم الشك بشأن الطبيعة المدنية والإنسانية لمساهمات قطر وتأثيرها الإيجابي".

اقرأ أيضاً

جيروزاليم بوست: حماس مارست "خداعا مثاليا" للاستخبارات الإسرائيلية

مقامرة نتنياهو

والسماح بمدفوعات لـ"حماس"، بلغت مليارات الدولارات على مدى نحو عقد من الزمن، كانت مقامرة من نتنياهو، الذي اعتقد أن من شأنها "شراء الهدوء" من الحركة، وفقا للصحيفة.

ويقول منتقدو نتنياهو إن هذه الأموال هي جزء من استراتيجية تمر الآن بعملية إعادة تقييم قاسية في أعقاب هجوم "حماس". فيما وصف نتنياهو الإيحاء بأنه حاول تمكين حماس بـ"السخيف".

وقال مسؤول في مكتب نتنياهو إن "حكومات إسرائيلية متعددة سمحت بوصول الأموال إلى غزة لأسباب إنسانية، وليس لتقوية حماس".

وشدد على أن "رئيس الوزراء نتنياهو عمل  على إضعاف حماس بشكل كبير، وقاد ثلاث عمليات عسكرية قوية ضد الحركة".

وقال الصحفي الإسرائيلي دان مارجاليت إن نتنياهو أبلغه في ديسمبر/ كانون الأول 2012 بأنه من المهم الحفاظ على قوة "حماس" كثقل موازن للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأن وجود خصمين قويين يقلل الضغط على إسرائيل للتفاوض من أجل إقامة دولة فلسطينية. لكن مسؤولا في مكتب نتنياهو نفى أن يكون الأخير قد أدلى بهذا التصريح.

غير أن منتقدي نتنياهو يقولون إن نهجه في التعامل مع "حماس" كان في جوهره يرتكز على أجندة سياسية ساخرة، وهي الحفاظ على هدوء غزة كوسيلة للبقاء في السلطة دون معالجة تهديد حماس أو الاستياء بين الفلسطينيين.

وبينما اعترف قادة الجيش والمخابرات الإسرائيليين بالمسؤولية عن إخفاقات أدت إلى هجوم "حماس"، يرفض نتنياهو أن يعترف بتحمله مسؤولية في هذا الشأن، ويلقي اللوم على الجيش والمخابرات.

وتتصاعد تقديرات داخل إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بشأن المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر من شأنها أن تنهي الحياة السياسة لتنياهو، وهو أطول رئيس وزراء بقاءً في السلطة في تاريخ دولة الاحتلال، وحكم لمدة 13 عاما خلال الأعوام الـ15 الأخيرة.

وفي ما تبدو محاولة لتفادي هذه النهاية، يُصر نتنياهو على استمرار حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال المستمر لفلسطين منذ عقود.

وحتى مساء أمس الأحد، خلّفت الحرب الإسرائيلية في غزة 17 ألفا و997 شهيدا و49 ألفا و229 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

يعرف نقطة ضعفها.. صحيفة أمريكية: هكذا يضغط السنوار على إسرائيل

المصدر | مارك مازيتي ورونين بيرجمان/ ذا نيويوك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: خطة نتنياهو حماس قطر أموال غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعترف بمقتل 4 عسكريين بينهم ضابط في كمين جنوب غزة

لبنان تشتعل وتتصاعد أزمتها مع الكيان الصهيوني، لكن المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة تهدم وتدمر جنود الاحتلال المتواجدين في المباني السكنية الخاصة بالفلسطينيين قبل إجلاء أماكنهم.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 4 عسكريين بينهم ضابط في كمين دبٌر لهم من قبل المقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة وتحديدًا بمدينة رفح، أمس الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024.

كمين حماس.. ومقتل 4 عسكريين وضابط إسرائيليين

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه من بين العسكريين الـ4 الذي قتلوا في كمين رفح، نائب قائد سرية بكتيبة شاكيد في لواء جفعاتي، مشيرًا إلى أنه بمقتل هؤلاء العسكريين يرتفع عدد قتلى الجيش إلى 714 منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.

وبعد نجاح كمين المقاومة الفلسطينية جنوب غزة ضد الكيان الصهيوني، أفادت الهيئة الإذاعية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن المبنى المفخخ الذي انفجر بالجنود، أمس الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024، بمدينة رفح هو أحد آلاف المباني التي تفخخها حركة حماس.

وأضافت الهيئة الإذاعية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أن في مدينة رفح الفلسطينية وحدها يوجد أكثر من 14 ألف مبنى مفخخ لاستهداف الجنود، مشيرًا إلى أن مقتل الـ4 عسكريين جاء بعد أسبوع واحد فقط من إعلان الجيش القضاء على لواء رفح.

وأكدت هيئة الاحتلال الإسرائيلي، أن ما جرى في مدينة رفح الفلسطينية يؤكد أنه حتى لو تم القضاء على كتائب حركة حماس سيبقى المسلحون يستهدفون الجنود.

كمين كتائب حماس ضد الاحتلال في قطاع غزة

ولم يكن هذا الكمين هو الأول الذي ينفذ ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لـ «حركة حماس»، مقطع فيديو يبث من خلاله إيقاع قوة صهيونية في كمين ثلاثي مركب بالضفة الغربية وتحديًا في جنين قرب قرية «المطلة».

وظهر في بداية مقطع الفيديو المنشور، يوم الخميس الموافق 25 يوليو 2024، من قبل كتائب القسام بعض التوضحيات الخاصة بالعملية التي نفذت ضد قوات الاحتلال، وهم:

- انطلق مجاهدو القسام في جنين إلى بلدة المطلة لتجهيز الكمين المركب على بوابة الجدار.

- الكمين عبارة عن 3 عبوات، واحدة للاستدراج وعبوتيين للفتك بالجنود.

- أعلن العدو عن مقتل ضابط وجنديين صهيونيين خلال العملية.

حيث رصدت الفصائل الفلسطينية مكان العملية قبل تنفيذها ضد العدو الصهيوني، لحظة تجهيز العبوات، ثم بدء تفجير أولى العبوات المجهزة قرب قرية «المطلة»، وبالفعل تم تفجير عبوة الاستدراج، وخلال قدوم القوة الصهيونية تم استهدافهم مباشرةً.

ثم جاء الضابط الإسرائيلي الثالث واقترب نحو العبوة الثالثة التي زرعتها كتائب القسام، وعند اقترابه منها انفجرت به وأسفر عن مقتله على الفور، وبعد تنفيذ العملية الثلاثية المركبة ضد قوات الاحتلال، جاءت قوة صهيونية لمكان الحادث للبحث والتفتيش.

اقرأ أيضاًقوات الاحتلال تقتحم دير الغصون شمال طولكرم الفلسطينية

«حزب الله» يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسئولية تفجير أجهزة «بيجر» للاتصال.. ويؤكد: سنرد على هذا العدوان الآثم

بصواريخ الكاتيوشا.. "حزب الله" يستهدف ثكنتين عسكريتين لجيش الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • أعنف تصعيد منذ 8 أكتوبر.. إسرائيل تنفذ أكثر من 50 غارة جوية على لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل منعت وصول 33 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة
  • تقرير: إسرائيل استغلت شركة وهمية في تنفيذ تفجيرات "البيجر"
  • شركات السيارات الأوروبية تطلق نداء استغاثة.. ما علاقة السيارات الكهربائية؟
  • حماس: «نتنياهو» من يعطل الاتفاق ولم يعط موافقة واضحة حول نقاط الصفقة
  • ‏حماس: نتنياهو يضع شروطا تعجيزية عمدا لتخريب أي فرصة للتوصل إلى اتفاق
  • إسرائيل تعترف بمقتل 4 عسكريين بينهم ضابط في كمين جنوب غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول 66 مهمة إنسانية بقطاع غزة خلال الشهر الجاري
  • نتنياهو يوسع أهداف حرب غزة لتشمل الجبهة الشمالية مع لبنان
  • إقالة وشيكة لوزير حرب الاحتلال يوآف غالانت.. ما علاقة سارة نتنياهو؟