قالت "هيومن رايتس ووتش" إن جماعة الحوثي والقوات الحكومية انتهكت حقوق سكان تعز في الحصول على المياه منذ أن فرض الحوثيون حصارا على مدينة تعز في 2015، مما خلق وضعا سيئا جدا.

 

وأضافت المنظمة -في تقرير حديث أن أطراف النزاع في اليمن ساهموا بشكل كبير في تفاقم أزمة المياه في المنطقة. استخدم الحوثيون المياه في تعز كسلاح من خلال منع تدفق المياه إلى مدينة تعز التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، في حين باعت القوات العسكرية اليمنية التابعة للحكومة في السابق إمدادات المياه العامة للسكان لتحقيق مكاسب مادية خاصة.

 

وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "عانى سكان تعز على مدى السنوات الثماني الماضية، حيث جعلت أطراف النزاع حصولهم على المياه النظيفة وبأسعار معقولة من المستحيل تقريبا. لا ينبغي استخدام المياه كسلاح حرب، ويتعين على الحوثيين والحكومة اليمنية اتخاذ إجراءات فورية للسماح بدخول المزيد من المياه إلى شبكة المياه العامة".

 

وحثت الجانبين، على التشاور مع قادة المجتمع والمجتمع المدني المحلي، اتخاذ إجراءات فورية للسماح لـ"المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في تعز" والمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى البنية التحتية للمياه على الخطوط الأمامية للنزاع وفي الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وإصلاحها وتشغيلها.

 

وطبقا للتقرير قابلت هيومن رايتس ووتش 25 شخصا بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2023، بينهم مدنيين من تعز، وممثلين عن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في تعز، التي تدير وتحافظ على إمدادات المياه في المناطق الحضرية ومعالجة مياه الصرف الصحي في تعز، ومنظمات المجتمع المدني اليمنية، والمنظمات الدولية غير الحكومية ووكالات "الأمم المتحدة".

 

وذكرت المنظمة انها راجعت وحللت الوثائق التي قدمتها هيئة المياه و"مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة العامة التابعة للأمم المتحدة"، فضلا عن عشرات التقارير والتقييمات التي توضح بالتفصيل توفر المياه في تعز والوصول إليها قبل وبعد بدء النزاع.

 

ووفقا للتقرير فإن اليمن يعد واحد من أكثر البلدان ندرة في المياه في العالم. وجدت الأمم المتحدة أن 15.3 مليون يمني – أي أكثر من نصف السكان – لا يحصلون على مياه كافية ومأمونة ومقبولة للاستخدامات الشخصية والمنزلية، بما في ذلك الشرب والطهي والصرف الصحي.

 

وأشار إلى أن تعز، هي محافظة في غرب اليمن تقع على خطوط النزاع الأمامية منذ فترة طويلة، عانت تاريخيا لتوفير المياه الكافية لسكانها، لكن نسبة السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة وكافية قد انخفضت بشكل كبير خلال الحرب. العديد من مصادر المياه والمرافق والخدمات المتعلقة بالمياه التي كان سكان تعز يعتمدون عليها سابقا غير صالحة للتشغيل بسبب الأضرار الناجمة عن الحرب، أو مشاكل التملح، أو الانقطاع المستمر للكهرباء بسبب نقص الوقود الذي يتسبب في توقف مضخات المياه عن العمل.

 

وقالت إنه لا يعمل سوى 21 بئرا فقط من أصل 88 بئرا مرتبطة بشبكة إمدادات المياه العامة في تعز. يعتمد السكان على المياه المحدودة للغاية التي لا تزال تدخل إلى شبكة المياه العامة، وتجميع مياه الأمطار، والمياه التي توفرها المنظمات غير الحكومية، و/أو المياه التي يشترونها من شاحنات المياه أو من الآبار الخاصة.

 

وأكد أن السيطرة المنقسمة على المحافظة بين الحوثيين والحكومة تعتبر سبب أساسي في مشاكل المياه الحالية في تعز. أربعة من أصل خمسة أحواض في تعز تقع تحت سيطرة الحوثيين أو على الخطوط الأمامية للصراع، مما يجعل الوصول إليها غير ممكن لهيئة مياه تعز. لكن غالبية السكان يعيشون في مدينة تعز، عاصمة المحافظة، الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.

 

وأفاد أن الحوثيين منعوا تدفق المياه من الحوضين الخاضعين لسيطرتهم إلى مدينة تعز التي تسيطر عليها الحكومة، رغم معرفتهم بأن سكان مدينة تعز يعتمدون على المياه من هذين الحوضين. واصل الحوثيون أيضا منع وتقييد الوصول إلى المياه كجزء من حصارهم للمدينة، مما أعاق دخول شاحنات المياه، التي يعتمد عليها الناس في تعز غير المتصلين بشبكة المياه العامة منذ فترة طويلة.

 

وبحسب تقرير المنظمة فقد سيطرت القوات العسكرية التابعة للحكومة في وقت سابق من الحرب، على عدة آبار في الحوض الوحيد لمدينة تعز، وباعت إمدادات المياه العامة للسكان لتحقيق مكاسب مادية فيما شنت قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، التي تدخّلت نيابة عن الحكومة أثناء النزاع اليمني، غارات جوية على البنية التحتية للمياه، بما في ذلك خزانات المياه ومحطات الضخ وخطوط الأنابيب وغيرها من البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في تعز.

 

وتؤكد المنظمة في تقريرها إلى أنه يتعين على جميع الأطراف المتحاربة اتخاذ خطوات فورية لتحسين الوصول إلى المياه في المحافظة، بما في ذلك التنسيق، عند الضرورة، لتلبية احتياجات جميع السكان من المياه على المدى القصير والطويل. ينبغي للمسؤولين المحليين أيضا التنسيق مع المجتمع المدني وخبراء المياه لوضع خطة لتطوير ممارسات الإدارة المستدامة للمياه.

 

ودعت أطراف النزاع أيضا إلى تقديم تعويضات للعديد من الأشخاص الذين تضرروا بشكل مباشر من انتهاكاتهم الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك عندما أثرت تلك الانتهاكات على الوصول إلى المياه. ينبغي للأطراف المتحاربة التعاون الفوري من أجل دعم وإصلاح البنية التحتية للمياه المتضررة وغير الصالحة، وهي ضرورية لإعمال حق السكان في المياه.

 

وقالت جعفرنيا: "الحق في الماء هو أحد أهم مكونات الحق في الحياة. يتعين على الأطراف المتحاربة وضع حد لأزمة المياه في تعز بشكل عاجل واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان استدامة البنية التحتية للمياه في المستقبل".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن تعز هيومن رايتس ووتش مياه الشرب الحوثي البنیة التحتیة للمیاه إمدادات المیاه المیاه العامة والصرف الصحی هیومن رایتس الوصول إلى على المیاه بما فی ذلک المیاه فی مدینة تعز سکان تعز فی تعز

إقرأ أيضاً:

طالبة الثانوية التي وضعت أثناء الامتحان يحق لها الحصول على كامل الدرجة

كشفت الدكتورة أماني قرني وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، أنه في واقعة وضع طالبة بالثانوية العامة بإحدى لجان إدارة طاميه التعليمية مولودها أثناء تأدية امتحان مادة اللغة الانجليزية، اليوم الثلاثاء، والتى فاجأتها مخاض وآلام الولادة قبل نهاية الامتحان بربع ساعة وتم نقلها لمستشفى طاميه المركزي لإجراء عملية الوضع ووضعت مولودتها فى المستشفى ولادة طبيعية .

الإعادة بالدرجة الكاملة

وأكدت وكيل الوزارة، أن الطالبة ياسمين عزمى تم نقلها قبل إنتهاء الامتحان بـ 15 دقيقة للمستشفى عن طريق مرفق الإسعاف وأدت الامتحان بشكل طبيعي، مضيفه أنه يحق للطالبه تقديم خطاب وتقرير المستشفى بولادتها أثناء تأدية الامتحان ويمكنها إعادة الامتحان بكامل الدرجات في الدور الثاني، وليس النصف وذلك في حال عدم اجتيازها الإجابة بشكل جيد في امتحان مادة اللغة الانجليزية، مشيرة إلى أن القرار يرجع إلى الطالبة.

كانت إحدى لجان الثانوية العامة بإدارة طاميه التعليمية قد شهدت  مداهمة طالبة المخاض وآلام الولادة لطالبة بالثانوية العامة أثناء تأدية إمتحان مادة اللغة الانجليزية، وتم نقلها لمستشفى طامية المركزي، ووضعت  اول مولوده لها داخل المستشفى.

وأكد الدكتور محمد عبد العزيز وكيل المستشفى انها وضعت طفله، مؤكداً أن الولادة طبيعية وأن صحة الأم وطفلتها جيدة، وتم خروج الام ومولودتها عقب إجراء الولادة لاستقرار حالتها الصحية.

وكانت البداية عندما تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بمحافظة الفيوم، بلاغا من احدى لجان الثانوية العامة بلجنة مدرسة الإعدادية بنات بمركز طامية ،بوجود طالبة تعاني من آلام حادة ، وذلك أثناء تأديتها امتحان الثانوية العامة، وبالفحص تبين أن الطالبة تدعى ياسمين عزمي  19 سنة باللجنة رقم 766 ، وتعاني أعراض الولادة وهبوط، وتم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى طامية المركزي، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.

مقالات مشابهة

  • هيومن رايتس: مليشيا الحوثي تستخدم القمع لإخضاع المجتمع
  • قطر.. 2.9 مليون نسمة عدد السكان في يونيو
  • الهيئة السعودية للمياه تبدأ تطبيق تقنية متقدمة لإنتاج كربونات الكالسيوم بنقاوة 97%
  • طهران تحطم ارقاماً قياسية في استهلاك المياه .. السكان يشربون 2.5 مليار زجاجة يوميا
  • إثر نهب المشروع وانهيار العملة.. سكّان الضالع يعتمدون على تجميع مياه الأمطار من أسطح المنازل طيلة عقد كامل
  • طالبة الثانوية التي وضعت أثناء الامتحان يحق لها الحصول على كامل الدرجة
  • مادة مسرطنة في مياه الشرب.. كارثة وأورام نادرة تهدد سكان ولاية أمريكية
  • وزير الري يكشف عن حجم العجز المائي وتفاصيل استيراد مصر للمياه
  • الحماية المدنية تنقذ سكان عقار الجمرك اثر انهيار جزئى بالإسكندرية
  • رايتس ووتش تطالب بتعويض ضحايا الانتهاكات الفلسطينيين والإسرائيليين