محمد نجيم (الرباط)

أخبار ذات صلة السينما المغربية تتألق في «البحر الأحمر السينمائي» أنشطة وفعاليات ثقافية تستقبل ضيوف «بيت الاستدامة»

بعد موسيقى «غناوة» التي صنفتها، منذ عام 2019، قررت منظمة اليونسكو، تسجيل فنٍ آخر من الفنون العريقة في المملكة المغربية وهو «فن الملحون»، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.


وقد وافقت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو في إطار دورتها الـ 18 المنعقدة بجمهورية بوتسوانا، بالإجماع على طلب المملكة المغربية المتعلق بإدراج «فن الملحون» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
ويعتبر إدراج هذا الفن المغربي، اعترافاً دولياً بإرث مغربي أصيل، ورافداً مهماً من الروافد الفنية الغنية للمغرب، ومكوناً مرجعياً من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة، وهو من الفنون المتواجدة بمختلف مناطق ومدن المغرب، وهو رمز أساسي للتراث الثقافي المغربي، كما أن تكريسه كتراث ثقافي للبشرية، خطوة للحفاظ على تراث المغرب الثقافي غير المادي وفقاً لما تنص عليه اتفاقية عام 2003.
و«فن الملحون»، كما هو معروف منذ قرون، هو تعبير شعري موسيقي مغربي عريق، نشأ في منطقة تافيلالت بالجنوب الشرقي للمغرب، ثم انتشر تدريجياً ووصل إلى المراكز الحضرية الكبرى، وقد تلاقت في «فن الملحون» مُكونات الثقافة المغربية: الأمازيغية والعربية والأندلسية والحسّانية، وعبرَه تمّ تضفيرُ الأواصر ونسج الصّلات بين مختلف سكان المغرب، حيث احتضن المغاربةُ الملحون، الذي حمل تسمياتٍ أخرى، مثل «الكلام»، و«السْجيّة»، و«الموْهُوبْ» وسواها، ممّا يعكسُ العِناية والاهتمام الذي حظي به هذا الشعر والفنّ، سواءٌ في مهده الأول بمنطقة تافيلالت، أو بباقي الحواضر الأخرى التي أبدعت فيه كفاس وسلا ومراكش وتارودانت، حيث شهِد خلالها مراحلَ صعودِ وهبوط، ارتباطاً بالتحوّلات الثقافيّة والاجتماعية والفنيّة، ليتبوّأ مكانة رفيعة في النسيج الأدبي المغربي بوصْفه إحدى أهمّ الظواهر الثقافية والشّعرية والفنيّة التي عرفها المغرب.
ورحب بيت الشعر في المغرب بهذا الحدث، قائلاً: تلقّينا في بيت الشعر في المغرب بفرحٍ كبير خبر إدراجَ شِعر وفنّ الملحون ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادّي للبشرية، وهذا اعتراف أممي بأحدِ روافد تراثنا الشعري المغربي، الذي حظي منذ القرن التاسع الهجري بتقديرٍ كبير من طرف المغاربة، لكونهم رأوا فيه الفنّ الذي يحتوي نبضَ حياتهم ودبيبَ آهاتهم وصور أحلامهم وآمالهم، والكنّاش الذي يُدوّنُ تاريخَهم ومساراتِ حياتهم وتوتّرات منعطفاتها، ويعكسُ قِيمهم الدينية والاجتماعية وتأملاتهم في الذات والوجود والطبيعة.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث المغرب التراث الثقافي الثقافی غیر المادی

إقرأ أيضاً:

ملك المغرب يطلب من المجلس العلمي فتوى بخصوص مدوّنة الأسرة

طلب الملك المغربي، محمد السادس، الجمعة، فتوى، من المجلس العلمي الأعلى، بخصوص المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة (قانون الأسرة)، وذلك استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي، ومقاصده السمحة.

وبحسب بلاغ للديوان الملكي، اطّلعت عليه "عربي21" فإن توجّه الملك المغربي إلى رئيس المجلس العلمي الأعلى، أتى عقب انتهاء الهيئة المكلفة بمراجعة المدونة من مهامها داخل الأجل المحدد لها، ورفع مقترحاتها إلى الملك، الذي اقتضى، بالنظر لتعلّق بعض المقترحات بنصوص دينية، إحالة الأمر إلى المجلس العلمي الأعلى.

وأشار البلاغ نفسه، إلى أنه وفقا للفصل 41 من الدستور المغربي، فإن المجلس العلمي الأعلى، هو الجهة الوحيدة المؤهّلة لإصدار الفتاوى التي تُعتمد رسميا.

كذلك، دعا الملك محمد السادس، المجلس العلمي الأعلى، وهو يُفتي فيما هو معروض عليه من مقترحات، استحضار مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى رئيس الحكومة، الداعية إلى "اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء، في ظل الضابط الذي طالما عبر عنه جلالته، من عدم السماح بتحليل حرام ولا بتحريم حلال".

ولمدة أشهر مضت، ومنذ اللحظة الأولى من إعلان الرّغبة في تعديل مدوّنة الأسرة، أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، تصدّر المشهد المغربي، جملة من الآراء والمرجعيات المختلفة، ما أدّى إلى اشتعال فتيل النقاش والخلاف، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي؛ بالنظر إلى حجم أهمّية هذا القانون، بالنسبة لجميع المواطنين المغاربة. 


وبين من يطالب بتعديلات تتماشى مع "المرجعية الإسلامية" ومن يُطالب بـ"الاجتهادات وفقا لتغييرات المجتمع الذي بات حداثيا" من بينها "المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث"، علَت الأصوات وتضاربت، واحتدم النقّاش، الذي وصل لـ"تراشق الاتهامات".

إلى ذلك، كان وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، قد أكد في آيار/ مايو التزامه بالقيام بإصلاحات جديدة وصفها بأنها "المعركة الأخيرة لإنهاء إقصاء وسوء معاملة النساء المتراكم في البلاد منذ سنوات". 

تجدر الإشارة إلى أن آخر مدونة للأسرة، للمغرب، قد تم سنّها في عام 2004، وكانت آنذاك، قد أدخلت تغييرات كبيرة فيما يخص عددا من الأمور الرئيسية مثل الزواج والطلاق والميراث وحضانة الأطفال. فيما كان قانون الأحوال الشخصية لعام 1958 يسمح للرجل بتعدد الزوجات دون اشتراط موافقة زوجته (أو زوجاته) الحالية، وكان حق المرأة في الطلاق مقيدًا بشدة، ولم يكن مسموحا للمرأة الزواج دون موافقة الوصي القانوني (الولي).

مقالات مشابهة

  • باحثون وكُتّاب: للإمارات دور محوري في حفظ التراث العربي
  • هيئة المهندسين التجمعيين: الحكومة مكنت الأسرة المغربية من شروط العيش الكريم
  • الثقافة تستضيف ورشة عمل دولية حول الحفاظ على تقاليد الطعام العربية
  • «الثقافة» تستضيف ورشة عمل دولية حول حماية وصون التراث غير المادي
  • الثقافة تستضيف ورشة عمل دولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام العربية"
  • قبل حفلة السبت.. النجم محمد رمضان يوجه رسالة خاصة للجمهور المغربي ويعدد أفضال المملكة عليه
  • “حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي
  • ملك المغرب يطلب من المجلس العلمي فتوى بخصوص مدوّنة الأسرة
  • الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار موسم طانطان
  • الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار “موسم طانطان الثقافي 2024”