اليمن يمكن أن يتحول إلى منطقة للعمليات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
نتنياهو يهدد بتوجيه ضربات لليمن، وقد أبلغ البيت الأبيض عن ذلك. حول خطر توسيع إسرائيل حربها لتشمل اليمن، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا":
أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن باستعداده لشن ضربات في اليمن، ردًا على العدد المتزايد من الهجمات التي يحاول المتمردون الحوثيون شنها على أهداف إسرائيلية.
وذكرت وكالة بلومبرغ، نقلاً عن مصادرها، أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع حلفائها في الخليج العربي حول عمل عسكري ممكن ضد الحوثيين لمواجهة محاولاتهم عرقلة مرور السفن في البحر الأحمر. لا تزال المناقشات حول هذا الأمر في مرحلة أولية، لكن من الواضح عمليا أن الدول العربية تفضل السيناريو السلمي.
وبحسب بلومبرغ، فإن أي محاولات لتطوير حل جماعي، برعاية الولايات المتحدة في البحر الأحمر، يزيدها تعقيدا تشكيك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في إقدام الإدارة الرئاسية الأمريكية على مواجهة حركة أنصار الله، خاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.
وثمة صعوبة في توسيع العملية الإسرائيلية إلى جنوب شبه الجزيرة العربية تعود إلى وجود وحدة عسكرية أمريكية في اليمن منذ العام 2000. فيشير أحد التقارير حول استخدام القوة العسكرية، التي ترسلها إدارة بايدن إلى الكونغرس كل عام، إلى أن هناك "عددا صغيرا من القوات الأمريكية في البلاد" للقيام بعمليات ضد الجماعات الجهادية. وبحسب منشورات غربية، فإن القوات الأميركية، منذ فترة، تدرب أعضاء تشكيلات محلية مكونة من ممثلي أكبر القبائل لخلق عامل ردع. لذا فإن القوات الأمريكية قد تتعرض للخطر إذا قررت إسرائيل تصعيد المواجهة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحوثيون تل أبيب صنعاء طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.