الجزيرة:
2025-07-04@03:43:01 GMT

القمر.. هل دخل عصرا جديدا بتأثير البشر؟

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

القمر.. هل دخل عصرا جديدا بتأثير البشر؟

"حقبة التأثير البشري" أو "الأنثروبوسين".. اصطلاحان يستخدمان للدلالة على عصر جيولوجي مقترح يعود تاريخه إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض ونظمها البيئية، فقد تسبب وجودُ الإنسان وانتشاره بتغيرات واضحة في التركيب الكيميائي للغلاف الجوي والمحيطات والتربة.

وإلى جانب ذلك، دفع النشاط البشري في الأرض إلى تغير المناخ، الأمر الذي قاد بدوره إلى حالة واسعة من الانقراض لصور الحياة بمعدلات أكبر بآلاف المرات من المتوسط، وهو ما يشير إليه العلماء باسم "الاتقراض السادس"، وعلى خلاف الانقراضات الخمسة السالفة التي كانت طبيعية، فإن هذا الانقراض كان مدفوعا بنشاط البشر.

ويقترح فريق من الباحثين أن حقبة التأثير البشري (الأنثروبوسين) بدأت مع بداية ثورة العصر الحجري الحديث منذ 12 ألفا إلى 15 ألف سنة مضت، لكن الخلاف مازال مستمرا بين الباحثين بشأن هذا الأمر.

بيئة القمر ليست ثابتة كما كان يُظن سابقا، والإنسان بات هو القوة المهيمنة عليها (ناسا) الأنثروبوسين القمري

ويتساءل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة كنساس الأميركية عن إمكانية تطبيق نفس الاصطلاح على القمر، لنحصل على حقبة التأثير البشري القمري أو الأنثروبوسين القمري، الذي بدأ بحسب دراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر جيوساينس" مع إثارة أول غبار قمري في 13 سبتمبر/أيلول 1959، عندما هبطت المركبة الفضائية غير المأهولة التابعة للاتحاد السوفياتي لونا 2 على سطح القمر. وفي العقود التالية لهذا التاريخ، هبط عدد من البشر وأكثر من 100 مركبة بشرية الصنع على سطح القمر، سواء هبطت بأمان أو تحطمت تماما.

وبحسب الدراسة، فإنه يجب على العلماء التفكير في أن بيئة القمر ليست ثابتة كما كان يُظن سابقًا، وأن الإنسان بات بالفعل هو القوة المهيمنة على البيئة القمرية، وأنه يؤثر فيها بقوة، وأول تلك الآثار هو عملية تحريك الثرى القمري، والتي كانت تتم سابقا عبر ضربات النيازك، أما الآن فإن المركبات البشرية هي التي تفعل ذلك.

وبات القمر بالفعل يحتوي على كمّ كبير من نفايات البعثات البشرية إلى القمر، مثل مكونات المركبات الفضائية المهملة والمهجورة وأكياس الفضلات البشرية والمعدات العلمية، وغيرها من الأشياء مثل الأعلام وكرات الغولف والصور الفوتوغرافية والنصوص الدينية.

القمر يخضع لـ"معاهدة الفضاء الخارجي" في الستينيات و"اتفاقية القمر" في السبعينيات (ناسا) مستقبل محفوف بالمخاطر

الأهم مما سبق بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة كنساس، هو الآثار المتوقعة في المستقبَلين القريب والبعيد، حيث تعتزم العديد من الدول الهبوط على القمر لدراسة سطحه. ومع انخفاض كلفة السفر أو توصيل الحمولات إلى الفضاء، فإن ذلك أصبح أسهل من أي وقت سابق.

وسيؤدي ذلك إلى المزيد من وجود البشر وأدواتهم على سطح القمر، خاصة وأن هناك آمالا لدى كثير من الدول في استخراج بعض الموارد القمرية لتحقيق فائدة اقتصادية، كما أن دولا مثل الصين والولايات المتحدة الأميركية تعمل على إقامة محطات قمرية دائمة خلال عقد من الزمن، بالإضافة إلى نطاق سياحة الفضاء الذي يزدهر يوما بعد يوم.

ويأتي ذلك كله في سياق هام يتعلق بملكية القمر، فالقمر يخضع لـ"معاهدة الفضاء الخارجي" في الستينيات، و"اتفاقية القمر" في السبعينيات والتي تدافع عن القمر وجميع الأجرام الفضائية الأخرى باعتبارها ملكا للجنس البشري بأكمله، لكن هذه الاتفاقيات ضبابية ولا تضع حدودا لاستخدام القمر لأي غرض، سواء أكان علميا أم اقتصاديا.

وبحسب الدراسة، فإنه يجب البدء برصد هذه المشكلات من الآن والتعامل معها، قبل أن يتفاقم الأثر السلبي للإنسان على القمر ويأتي يوم يكون قد سبق فيه السيف العذل، مثلما يحدث على الأرض الآن.

ويقترح هذا الفريق أنه على البعثات القمرية المستقبلية أن تفكر على الأقل في تخفيف التأثيرات الضارة على البيئة القمرية، إلى حين تطوير منظومة قانونية تحمي القمر من أثر الإنسان الضار.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مفوض حقوق الإنسان الأممي يدعو لحماية البشر من فوضى المناخ

جنيف-سانا

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى اتخاذ خطوات ضرورية لحماية الناس من فوضى المناخ، وحماية مستقبلهم، وإدارة الموارد الطبيعية بطرق تحترم حقوق الإنسان والبيئة.

ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن تورك قوله، خلال حلقة نقاشية بشأن تأثيرات تغير المناخ أقيمت ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: إن “أزمة المناخ هي أزمة لحقوق الإنسان”، وما نحتاجه الآن هو خارطة طريق تبين لنا كيفية إعادة التفكير في مجتمعاتنا واقتصاداتنا وسياساتنا بطرق عادلة ومستدامة”.

وأشار تورك إلى أن معايير وقواعد حقوق الإنسان توفر قواعد أساسية وبوصلة لتحول عادل نحو استخدام مصادر متجددة للطاقة، مشدداً على أنه “إذا لم نحمِ حياة الناس وصحتهم ووظائفهم وفرصهم المستقبلية، فإن التحول (من الوقود الأحفوري) سيفاقم الظلم وعدم المساواة في عالمنا”.

ودعا تورك الدول والشركات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تخلف أحد عن الركب في هذه المرحلة المبكرة من التحول الكامل إلى مصادر الطاقة المتجددة.

كما شكل الحق في العمل اللائق محوراً رئيساً في دورة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث اعتبر المسؤول في منظمة العمل الدولية مصطفى كمال غاي أن “الحق الإنساني في العمل اللائق يواجه تحدياً جوهرياً حالياً بسبب تغير المناخ”.

وحذر غاي من أن 80 مليون وظيفة بدوام كامل ستختفي بحلول عام 2030 إذا استمر العالم في مساره المناخي الحالي، وسيتعرض أكثر من 70 في المئة من القوى العاملة العالمية، أي 2.4 مليار عامل، لحرارة مفرطة في مرحلة ما من العمل.

وكشف غاي أن التحول نحو اقتصادات منخفضة الكربون يمكن أن يخلق أكثر من 100 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، مؤكداً أن أجندة المناخ العالمية إنسانية، تتعلق بحقوق الإنسان.

وقال: “لا يمكن حصر الطموح الذي تسعى إليه الدول والمجتمع الدولي في أهداف ومؤشرات رقمية، بل يجب أن يكون محوره الأساسي هو الإنسان”.

فولكر تورك 2025-07-01mohamadسابق مطار دمشق الدولي.. تأهيل وتحديث شامل وتشغيل 10 شركات طيران يسافر على متنها الآلاف يومياً انظر ايضاً الأمم المتحدة: القصف الإسرائيلي المتواصل على شمال غزة يهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين

جنيف-سانا حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم من أن سياسات وممارسات الاحتلال …

آخر الأخبار 2025-07-01مفوض حقوق الإنسان الأممي يدعو لحماية البشر من فوضى المناخ 2025-07-01الأمم المتحدة ترحب برفع جزء كبير من العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن سوريا 2025-07-01أوتشا: أكملنا مهمة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة شمال غرب سوريا 2025-07-01تخريج 3000 مقاتل من الفرقة 76 في الأكاديمية العسكرية بحلب 2025-07-01الصحة تدعم جهود الهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا 2025-07-01الإدارة المحلية تبحث مع الهجرة الدولية دعم البلديات في سوريا 2025-07-01منتخب سوريا لرفع الأثقال يشارك ببطولة آسيا في كازاخستان 2025-07-01تعرف على نظام البلاي أوف لتحديد بطل الدوري السوري الممتاز لكرة القدم 2025-07-01ترامب: قرار رفع العقوبات عن سوريا جاء لمنحها فرصة 2025-07-01القبض على معاون مدير سجن صيدنايا في ريف طرطوس

صور من سورية منوعات شركة صينية تطرح روبوتاً لإزالة الأعشاب الضارة بالليزر 2025-06-30تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية 2025-06-29
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • «عمره 80 ألف عام».. اكتشاف أثري في الإمارات يعيد كتابة تاريخ البشر الأوائل
  • إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في القطاع الرياضي.. من الاستثمار إلى التأثير العالمي
  • إرادة البقاء
  • ملتقى التأثير المدني: ضرب الحريات يشي بانقلابات على تعهد صونها
  • أستاذ طب نفسي يوضح الكهوف المغلقة لدى البشر
  • وزير الطيران المدني يشهد توقيع بروتوكولات تعاون تدريبي لتعزيز قدرات العنصر البشري
  • مشروع ACT ينطلق رسميًا.. تعاون ثلاثي بين «إير كايرو» وأكاديميات الطيران لرفع كفاءة العنصر البشري|صور
  • سبيس إكس تطلق قمراً اصطناعياً لتعزيز التنبؤات الجوية
  • مفوض حقوق الإنسان الأممي يدعو لحماية البشر من فوضى المناخ
  • عبد العاطي: فرص واعدة في السوق العماني.. ورأس المال البشري المصري عنصر جذب أساسي