أكدت الدكتوره إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات أن البعد عن الدين يُعدُّ انحرافا عن الحقِّ والصواب من خلال شرح حديث المصطفى ﷺ “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمان”، موضحة أن شعب الإيمان كلها من الواجبات التي يلزم الآباء تعلمها وتطبيقها وغرسها في نفوس الأبناء.

وكان قد عقد الجامع الأزهر الشريف حلقة جديدة من ندواته الأسبوعية الخاصة ببرامجه الموجهة للمرأة والأسرة، تحت عنوان “دور التربية الإيمانية في تحصين الأبناء من الانحرافات السلوكية”، وحاضر فيها د.إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات وأستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، ود.رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د.سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

وأكدت "شاهين" أن شعب الإيمان تشمل أركان الإسلام، وأركان الإيمان وفروعه، وأن الخِصال الحَميدة كلُّها تَندَرِجُ تَحتَ شعب الإيمانِ كالصدق والوفاء وإكرام الضيف وبر الوالدين وتشميت العاطس وعيادة المرضى وإطعام الطعام وإماطة الأذى عن الطريق إلى آخر بقية الشعب، فتربية الأبناء على فهم وتمثل هذه الشعب كما أراد الله عزوجل، ينهض بالأمة.

من جانبها، استعرضت د.رحاب الزناتي، أهم الانحرافات السلوكية عند الأطفال والتي منها: انحرافات تنشأ عن اللسان، كالكذب والغيبة والنميمة والبذاءة والصراخ، وانحرفات أخرى تنشأ عن اليد كالسرقة والغش والعنف، وأوضحت السبيل لكيفية التعامل معها ومعالجتها.

وبينت، أهم مظاهر الانحرافات السلوكية لدى الشباب والتي منها: الإلحاد، وخيانة المجالس بانتهاك الخصوصية ونشر كل ما يسمع، والإدمان بشتى صوره، ثم بينت طريقه العلاج السوية لكل هذه الانحرافات، موضحة مفهوم التربية الإيمانية، وبينت أهم مبادئها فيما يخص العقيدة والعبادات والتزكية وأهم المبادئ التي ينبغي أن نتحلى بها، وأهم العيوب التي يجب التخلص منها بالتخلية.

، أوضحت د.سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر أن الإسلام حريص على تحصين الأبناء من الزيغ والانحراف، والحفاظ عليهم من أي اعتداء، مؤكدة أن الإيمان الصادق هو الموجه للإنسان نحو الاستقامة والعمل الصالح فإذا ضعُف الإيمان حصل الانحراف والبعد عن منهج الله.

وأضافت: إن الانحراف ليس أمرًا طارئًا بل ظاهرة قديمة منذ خالف إبليس -لعنه الله - أمرَ الله -عزّ وجلّ- حينما أمره بالسجود لآدم- عليه السلام-، ولم يكن قتل قابيل لأخيه إلا صورة من صور الانحراف السلوكي، مضيفة أن التربيةَ بناءٌ ووقاية وعلاج، وعلى المربين أن يتعلموا كيف يتعاملَون مع سلوك أبنائهم، وليعلموا أن الأبناء مرآة عاكسة لسلوك الآباء وتصرفاتهم.

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات د.محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف د.عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، و د.هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الآباء الدين حماية أبنائهم د إلهام شاهين

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إن الإيمان بالغيب يعد من أسس الإيمان في الإسلام، مؤكداً على ضرورة إيمان المؤمن بكل ما يتعلق بيوم القيامة من غيبيات.

 

 وأوضح في تصريحاته الأخيرة أن المؤمن يجب أن يصدق بكل ما ورد في القرآن الكريم حول الجنة والنار، والحساب، والبعث، وكذلك البرزخ الذي هو المرحلة التي تسبق يوم القيامة.

وأضاف جمعة أن القرآن الكريم ذكر البرزخ في قوله تعالى: ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، مشيرًا إلى أن البرزخ هو حياة ما بعد الموت التي تتضمن القبر ونعيمه أو عذابه، وهو من الحقائق التي لا يجوز للمسلم التشكيك فيها. واستشهد بآية من سورة غافر التي تقول: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًا وَعَشِيًا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ﴾، حيث يوضح أن العذاب الذي يقع على آل فرعون في البرزخ قبل يوم القيامة هو جزء من الحقيقة التي لا يمكن أن يتجاهلها المسلم.

وتابع جمعة: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستعاذة من عذاب القبر، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر في كل صلاة."

 

 كما أشار إلى ما روي عن السيدة عائشة نفسها، حيث تحدثت عن لقاء مع عجوزين من يهود المدينة أخبرتاها بأن أهل القبور يعذبون فيها، فاستغربت من هذا الكلام حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بذلك، فصدق كلام العجوزين وأكد أنه لا بد من الإيمان بعذاب القبر.

وأكد جمعة أن عذاب القبر ونعيمه هو من الأمور التي وردت في القرآن والسنة، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بكيفية هذا العذاب أو أشكاله. 

 

وأوضح أن عالم البرزخ يختلف عن عالم الدنيا، وبالتالي فلا يمكننا أن نتصور أو نتخيل قوانينه أو تفاصيله بما يتناسب مع عالمنا المادي.

كما تناول  جمعة الاختلافات بين العلماء حول طبيعة عذاب القبر ونعيمه، قائلاً إن هناك من يرى أن التنعيم والتعذيب يقع على الروح فقط، بينما يرى جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة أن هذا التنعيم والعذاب يقع على الروح والجسد معاً. وقد أضاف: "النعم والعذاب في القبر يعلمان الجسد بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه."

وفي ختام حديثه، تطرق الدكتور علي جمعة إلى الركن السادس من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. وأوضح أن الإيمان بالقدر هو تجسيد للرضا بالله تعالى في كل ما يقدره، وهو أحد أهم مظاهر الإيمان بالله، موضحًا أن المؤمن يجب أن يكون راضياً بكل ما قدره الله تعالى عليه.

واختتم جمعة حديثه قائلاً: "الإيمان بالقدر ينعكس في حياة المسلم من خلال الرضا والتسليم الكامل لأقدار الله، وهذا جزء من حلاوة الإيمان بالله."

مقالات مشابهة

  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث "الإلحاد في مواجهة المسلمات"
  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة "معًا لمواجهة الإلحاد"
  • البحوث الإسلامية ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة معًا لمواجهة الإلحاد
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية تحسن تربية الأبناء وتتعامل بإيجابية قادرة على صنع المستحيل
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل
  • علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
  • ورش عمل عن تعزيز القيم التعليمية والتربوية للأطفال والطلاب في جناح الأزهر
  • حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
  • حماية البحيرات: نسب الأملاح ببحيرة قارون عادت لطبيعتها
  • دعاء مكتوب لحفظ الأبناء.. ردده كل يوم يحميهم الله