عبر وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، عن شعوره بالقلق البالغ إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدا أن المملكة المتحدة تبذل كل ما في وسعها لضمان تقديم المساعدات إلى المنطقة.

وقال وزير الدفاع البريطاني حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، اليوم الاثنين، إنه بفضل جهود بريطانيا تقرر إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي لإيصال المساعدات، مشيرا إلى أنه سيتم فحص الإمدادات قبل نقلها إلى رفح لدخول لقطاع غزة.

وكان معبر كرم أبو سالم قد توقف عن العمل منذ 7 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى زيادة التحديات التي يواجهها سكان غزة في الوصول إلى السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية، وقد أثر الإغلاق بشكل كبير على تدفق السلع والخدمات، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أنه مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة لليوم السادس والستين، ارتفع عدد الشهداء جراء الهجمات الجوية والبرية والبحرية على القطاع لنحو 18 ألف شهيد، فضلا عن عشرات الآلاف من المصابين، فيما دُمِّر أكثر من 61% من المنازل، بواقع 305 آلاف وحدة سكنية، بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف وتركهم بلا مأوى بعد أن تهدمت منازلهم جراء القصف الإسرائيلي، وأجبروا على النزوح.

وكانت "الهدنة الإنسانية المؤقتة" في قطاع غزة بدأت صباح الجمعة الموافق 24 نوفمبر 2023 لمدة أربعة أيام، بعد أن اتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على بنودها التفصيلية بوساطة مصرية قطرية ورعاية أمريكية.. وبموجبها يتم تبادل 50 محتجزا في غزة مقابل تحرير 150 أسيرا فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية، وإدخال 130 ألف لتر سولار و4 شاحنات من الغاز عبر ميناء رفح البرى إلى قطاع غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية من مصر إلى القطاع بحيث يتم يوميا إدخال 200 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وبعد تمديد "الهدنة" لمدة يومين إضافيين بذات الشروط تم الإفراج عن المزيد من المحتجزين بغزة والأسرى الفلسطينيين، حيث ينص اتفاق التمديد على الإفراج عن 10 من المحتجزين من النساء والأطفال مقابل 30 من الأسرى الفلسطينيين فى كل يوم، ليصبح الإجمالي 20 إسرائيليا مقابل 60 فلسطينيا، وتكرر تمديد الهدنة ليوم واحد وفق ذات الشروط لليوم السابع على التوالي.

اقرأ أيضاًالهلال الأحمر الفلسطيني: جيش الاحتلال يستهدف مركبات الإسعاف والكوادر الصحية في غزة

إعلام فلسطيني: معارك ضارية في مخيم جباليا وحي الشجاعية شمال غزة

وفد من مجلس الأمن يصل مطار العريش لتفقد المساعدات إلى غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة لبنان اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل

إقرأ أيضاً:

كيف يعيش اليمنيون وسط تدهور الريال وانحسار المعونات؟

صنعاء- لم يستطع المواطن اليمني موسى محمد صالح توفير مقومات الحياة لأطفاله مع تدهور الأوضاع المعيشية في بلاده واستمرار غياب فرص العمل، وتراجع المساعدات الإنسانية التي تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

وفي حديثه لـ(الجزيرة نت) يشكو الأربعيني الذي يعول 5 أفراد ويعمل بالأجر اليومي بمهنة البناء في صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، من أن الأعمال أصبحت غائبة هذا العام، قائلًا: "أعمل في الشهر أو الشهرين 3 أو 4 أيام فقط، عكس الأعوام الماضية حيث كنت أحصل على فرصة عمل لأسبوع أو أكثر في الشهر، وكنت أستطيع توفير بعض مقومات العيش".

وأضاف: "لكن الآن لا أقدر على توفير أي شيء بسيط.. فكيس الدقيق أصبحت أشتري نصفه أو ربعه".

تفاقم أزمة الغذاء

يُعد صالح واحدًا من ملايين اليمنيين الذين يكابدون الفقر والبطالة سواء في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية أو جماعة الحوثي، حيث ازداد الوضع بؤسا مدفوعا بارتفاع الأسعار جراء انهيار العُملة وتراجع حجم المساعدات الإنسانية.

كان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة كشف في تقرير له صدر الأسبوع الماضي عن أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن تفاقمت بصورة ملحوظة نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

إعلان

وأوضح البرنامج أن "الأزمة كانت أكثر حدة في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة اليمنية، إذ تعاني 67% من الأسر نقصًا حادًّا في الغذاء، مقارنة مع 63% من الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".

الأوضاع المعيشية صارت أصعب في اليمن مع تراجع قيمة الريال أمام الدولار سواء في عدن أو صنعاء (أسوشيتد برس)

في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، في بيان، أن 19.5 مليون شخص باليمن يحتاجون إلى مساعدات وحماية أساسية في عام 2025، وهو ما يمثل زيادة قدرها 1.3 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي.

وأفاد البيان بأن "خطة الاستجابة الإنسانية لليمن هذا العام تسعى إلى جمع 2.5 مليار دولار لتوفير مساعدات منقذة للحياة لـ10.5 ملايين شخص من أكثر الأشخاص ضعفا، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية".

وهذا يعني أنه في حال تم الحصول على التمويل اللازم وتقديم المساعدات للمستهدفين خلال عام 2025 ، فإن نحو 10 ملايين شخص من المحتاجين لن يتلقوا أي مساعدات، ما قد يؤدي إلى تفاقم أكبر لأوضاعهم نتيجة الفقر والبطالة وغياب الخيارات البديلة.

وفي عام 2024، قدم المانحون 1.4 مليار دولار للنداء الإنساني في اليمن، ما مكّن حوالي 200 وكالة إغاثة، ثلثاها منظمات محلية يمنية من الوصول إلى أكثر من 8 ملايين شخص، حسب البيان الأممي.

وزاد من الطين بلة قرار الولايات المتحدة الشهر الماضي بفرض عقوبات على بنك تجاري يعمل في مناطق سيطرة الحوثيين، في إجراء هو الأول من نوعه الذي يستهدف بنكا تجاريا مملوكا للقطاع الخاص.

ومن شأن هذه العقوبات أن تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد والنظام المالي المتهالك في اليمن، إذ تشكل البنوك التجارية المآل الأخير للتحويلات المالية من الخارج التي يعتمد عليها اليمنيون، إضافة لكونها قنوات وصول الأموال المخصصة للمساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وبالعودة للمواطن صالح أوضح أن "السكان في صنعاء ومعظم المحافظات كانوا يتسلمون مساعدات غذائية ومبالغ مالية رمزية من قبل المنظمات الإغاثية، وكانت تمثل لهم مصدرا أساسيا داعما لهم بجوار أعمالهم الشحيحة، لكن انقطاعها تسبب بحدوث كارثة كبيرة، وبات العديد من الناس يعيشون على مقربة من المجاعة".

واختتم حديثه قائلا: "أتمنى أن أستطيع تأمين قوت عيش دائم لأسرتي، من مواد غذائية أساسية فقط لا غير".

إعلان

بدوره، يقول أحمد حسان، موظف في مدرسة خاصة بمدينة تعز (جنوب صنعاء) إن "الوضع المعيشي أصبح مزريا للغاية، ولا يستطيع الموظفون شراء الحاجات الضرورية لأسرهم أو دفع إيجار الشقة الذي بات بالعملات الصعبة".

وفي تصريح لـ(الجزيرة نت) أضاف الرجل الأربعيني "أصبحت أعيش حاليا بين همّين، توفير المقومات المعيشية لأسرتي المكونة من 6 أفراد، أو دفع إيجار السكن خاصة أن راتبي لا يوازي 90 ريالا سعوديا، وأتقاضاه لـ8 أشهر في العام".

وشكا حسان من "انقطاع المساعدات التي كانت تقدمها المنظمات الإغاثية العالمية"، ما أثر سلبا على وضعه المعيشي".

ويختم حديثه قائلا: "أريد فقط تأمين أولادي من حيث التعليم والتغذية والصحة، ..".

معيشة كارثية

ويتواصل تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن مع تراجع غير مسبوق للعملة، إذ وصل سعر الدولار للمرة الأولى نحو 2300 ريال في مناطق سيطرة الحكومة، مع بقاء الدولار بحدود 535 ريالا في مناطق نفوذ الحوثيين التي تعاني كذلك من ركود اقتصادي مصحوب بالفقر والبطالة وغياب الرواتب المنتظمة للموظفين.

ويوم الخميس، طالب التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية (يضم 22 مكونًا سياسيًّا) الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي بالتحرك الفوري لوقف التدهور المتسارع للخدمات الأساسية والانهيار الاقتصادي غير المسبوق.

وحذر التكتل، في بيان، من أن "استمرار تجاهل معاناة المواطنين سيؤدي إلى انفجار اجتماعي خطير، ستكون تبعاته كارثية على الجميع، بما في ذلك الشرعية والقوى السياسية، ولن يكون أحد بمنأى عن تداعياته".

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية (أسوشيتد برس)

في السياق، يرى الخبير الاقتصادي وحيد الفودعي أن "المعيشة تبدو كارثية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، حيث تآكلت القدرة الشرائية بفعل انهيار العملة، وارتفعت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات خيالية، بينما انحسرت المواد الإغاثية التي كانت تشكل طوق نجاة لكثير من الأسر".

إعلان

وأضاف، في تعليق لـ(الجزيرة نت)، أن "المواطن يعيش بين فكي الفقر والجوع، فيما الحكومة غارقة في عجزها، لا تملك سوى الوعود".

وحول الوضع في مناطق سيطرة الحوثيين، يرى الفودعي أن" الصورة لا تقل قتامة، فالركود الاقتصادي يزداد حدة مع غياب المساعدات الإنسانية والقيود المفروضة على النشاط التجاري".

وأكد الباحث اليمني أن "مناطق الجماعة تشهد فجوة متزايدة بين ارتفاع الأسعار وانعدام الدخل"، مشيرا إلى أن السوق محتكرة بيد طبقة ضيقة، والفقر يتغلغل في أوساط السكان، بينما تستمر الأزمات بلا حلول حقيقية.

ويشدد الخبير اليمني على أن المخرج الوحيد من هذا الوضع البائس "يكمن في كسر حالة الجمود الاقتصادي باتفاق سياسي شامل أو بالحسم العسكري، وضبط السياسة النقدية لكبح تدهور العملة، مع اتخاذ إجراءات صارمة ضد المضاربات المالية، وتوجيه الموارد نحو دعم الإنتاج المحلي بدلًا من الاعتماد على الواردات، بالإضافة إلى توحيد قنوات المساعدات وضمان توزيعها بعدالة".

وأوصى بأنه "إذا لم يتم إنهاء الفساد والتلاعب، ستظل أي حلول مجرد مسكنات مؤقتة أمام كارثة متصاعدة".

من جانبه، يقول الناشط الإنساني عبد الله البركاني الذي سبق أن عمل في منظمات ومبادرات إغاثية إن "السكان في مناطق الحكومة الشرعية يعانون من انهيار حاد للعملة المحلية، وغلاء في الأسعار وتقلص للمواد الإغاثية، ما تسبب في انعدام القدرة الشرائية لديهم، وعدم استطاعتهم توفير الاحتياجات الضرورية".

وأضاف لـ(الجزيرة نت) أن "المواطنين باتوا يقلصون وجباتهم اليومية من 3 إلى وجبتين جراء هذا الوضع البائس".

وحول الوضع في مناطق سيطرة الحوثيين، يرى البركاني أن "الواقع الإنساني بات كارثيا جراء انعدام السيولة النقدية لدى الموطنين، وسط شح في فرص العمل، بينما رواتب الموظفين لم تصرف منذ سنوات، ومؤخرًا انقطعت المساعدات الإغاثية، ومُنع استيراد المواد الأساسية".

إعلان

ومضى قائلًا: "في ظل هذه الأوضاع بعموم اليمن، أصبحت أحلام الناس مختزلة في توفير الدقيق وقليل من الزيت، أما السكر والأرز والمتطلبات الأخرى فأصبحت أشياء ثانوية".

مقالات مشابهة

  • قيادي بحركة حماس: إسرائيل ترفض تنفيذ أي اتفاقات تتعلق بتحسين الوضع الإنساني في غزة
  • محمود مرداوي: نتنياهو يعرقل تنفيذ اتفاق الهدنة ويصر على إبقاء غزة كما هي
  • الأونروا”: سكان الخيام في غزة يعيشون ظروفا قاسية جراء العواصف الشتوية العنيفة
  • كيف يعيش اليمنيون وسط تدهور الريال وانحسار المعونات؟
  • مراسل "إكسترا نيوز" من معبر رفح: قطاع غزة يواصل استقبال المساعدات الإنسانية
  • قطاع غزة يواصل استقبال المساعدات الإنسانية؟؟ دخول 167 شاحنة
  • الأورومتوسطي .. الأزمة الإنسانية تتفاقم ولا تغيير ملموس في الواقع الإنساني رغم وقف إطلاق النار
  • خرق الاحتلال للبروتوكول الإنساني مستمر والأردن يكسر “الحصار الإغاثي”
  • الأمم المتحدة: خطر المجاعة في غزة قد يعود إذا انهارت الهدنة
  • الصليب الأحمر: الأوضاع الإنسانية في غزة صعبة