«سارة».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ عباس العقاد
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين، رواية «سارة» للكاتب عباس محمود العقاد.
«سارة» ليست مجرد رواية وإنما هي جزء من سيرة العقاد الذاتية، فهي بالإضافة لكونها عملا سرديًا روائيًا تدخل أيضًا ضمن أعمال العقاد في المحورين: كتاباته عن المرأة وأيضا في سيرته الذاتية.
وعندما نقرأ رواية «سارة» نجد «سارة» نموذجا للجمال الأنثوي، ونموذجا للأنثى الخالدة التي تنجح في إغواء الرجل بجمالها ومواهبها الخلقية وثقافتها العصرية، ونجد أيضًا العقاد يعالج رؤيته للحب والمرأة ويصور مغامرة وتجربة مكتملة لحب دنيوي خالص عاشها وسجلها في هذه الرواية بأمانة وصدق صارخ وهذا أحد أسرار انجذاب القُراء المعاودة قراءة «سارة».
وفي «سارة» يعرض المؤلف أفكاره وتصوراته عن «المرأة» - وقد جعلها هنا بطلة وأسماها «سارة» في محاولة منه لاختبار مدى عمق هذه الأفكار وشمول تلك التصورات التي صاغها عقله الجبار عن المرأة من خلال تجربة عاطفية حية عاشها وتضمنت وقائع سرد تخدم تصوراته وتعضد أفكاره التي عالجها في كتاباته الأخرى عن المرأة: فهي حواء الخالدة في الواقع وفي الأدب وفي التاريخ.
وهو يفصح عن رؤيته للحب بين الرجل والمرأة، ويعبر عن موقف الرجل (البطل - السارد) من هذه العلاقة المحكوم عليها بالقطيعة كمصير حتمي، نظرا لاختلاف طبيعة الرجل والمرأة، وأن المرأة مهما بلغت مواهبها الجسدية والنفسية والعقلية لا يمكن أن تبلغ مرتبة المكافئ للرجل ولهذا لا يمكن لهذا الحب أن يتطور وإنما ينتهي حتمًا بالموت المؤكد على مستوى الواقع المعيش لكنه يبقى في الفكر وفي الأثر الأدبي والعمل الفني الذي يتاح له وحده - البقاء والخلود.
ورواية «سارة» ليست مجرد عمل أدبي مستوحى من وقائع شخصية لكاتبها بل هي شهادة ووثيقة يسجل فيها الكاتب تجربته الحية على مستوى الفكر والواقع معا، وهي في شكلها النهائي عمل روائي يجمع بين الوثائقي والتخييلي، والواقع والفن بحيث تلاشت فيه الحدود الفاصلة بين الأنواع الكتابية وتداخلت فيها الشخصيات الحقيقية العقاد، وأليس داغر، ومي زيادة مع الشخصيات الروائية الخيالية همام، وسارة، وهند)؛ فالرواية تصور تجربة إخفاق الحب بين الرجل والمرأة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب عباس محمود العقاد
إقرأ أيضاً:
قبل عرضه في رمضان.. قراءة في رواية «شباب امرأة» للكاتب أمين يوسف غراب
رواية أدبية للكاتب أمين يوسف غراب تُدعى «شباب امرأة»، تحوّلت إلى فيلم سينمائي عُرض في عام 1956، ثم جرى معالجتها مرة أخرى حتى أصبحت مسلسلا تليفزيونيا يحمل الاسم ذاته، ومن المقرر أن يُعرض في ماراثون دراما رمضان 2025، ويشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين من بينهم غادة عبدالرازق، محمد محمود، حسن أبو الروس، رانيا منصور، أحمد فتحي، محمود حافظ، يوسف عمر، چوري بكر، داليا شوقي، وآخرين.
رواية شباب امرأة للكاتب أمين يوسف غرابرواية «شباب امرأة» للكاتب أمين يوسف غراب التي نُشرت في الخمسينيات، تناقش المشكلات التي تواجه الشباب في فترة الانتقال ما بين الريف والمدينة، وكيف سيقضون حياتهم بعيدا عن ذويهم، وهل سيجرّهم التيار أم سيحافظون على مبادئهم وأصالتهم، وذلك من خلال الشاب «إمام» الذي ينتقل إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة فتقابله العديد من المشكلات هناك، في فيلم أخرجه صلاح أبو سيف ودارت أحداثه حول سيدة تبيع بقرتها، من أجل أن يسافر ابنها إمام «شكري سرحان» إلى القاهرة، ليدرس في كلية دار العلوم، وبعد أن يصل يستأجر غرفة بحي القلعة، من امرأة متسلطة تُدعى شفاعات «تحية كاريوكا»، تمتلك البيت وسرجة أسفله، لكنها تفتتن بشبابه، وتحاول إقامة علاقة معه، فيتعثر في دراسته وتساعده سلوى (شادية)، على التخلص مما هو فيه، لكن شفاعات تكيد له المكائد، وفي النهاية تموت شفاعات تحت أرجل البغل.
وبحسبما كتب المخرج صلاح أبو سيف في مذكراته التي كتبها طارق الشناوي، فإنّ قصة فيلم «شباب امرأة» ترتكز على أحداث حقيقية عاشها المخرج صلاح أبو سيف بنفسه أثناء رحلته إلى فرنسا، إذ التقى هناك سيدة فرنسية تمتلك فندقًا، وشعر بانبهار مماثل لانبهار «إمام»، ولاحظ أنّ السيدة كانت تسعى لإيقاعه في حبها، كما فعلت «شفاعات»، وحينها شارك أبو سيف هذه التجربة مع المؤلف أمين يوسف غراب، وطلب منه تحويلها إلى فيلم، وشارك بنفسه في كتابة السيناريو بالتعاون مع نجيب محفوظ والسيد بدير وولي الدين سامح، إذ عُرض الفيلم عام 1956 بينما الرواية صدرت عام 1958.
واعتمادًا على القصة التي عاشها، وجّه صلاح أبو سيف رسالة إلى الجمهور في بداية الفيلم، قال خلالها: «إلى كل شاب يغترب عن أهله وبلده طلبًا للعلم، وإلى كل والد يريد أن يحقق لابنه مستقبلًا مرموقًا، نهدي هذا الفيلم.. ليعرف الأول مواطن الزلل فيتجنبها، ويدرك الثاني طريق الاستقامة فيسلكه».
وهناك تفاوت في شخصية شفاعات، التي تجسدها غادة عبد الرازق في المسلسل، والتي سبق أن قدمتها تحية كاريوكا في الفيلم، ففي الفيلم؛ كانت شفاعات صاحبة سرجة، بينما في المسلسل، تتحول إلى صاحبة محل أدوات كهربائية، أما في القصة الحقيقية التي ألهمت المخرج صلاح أبو سيف، فكانت صاحبة فندق في باريس.
ومن المتوقع بحسب مؤلف مسلسل شباب امرأة، أن يحافظ العمل الدرامي على الشخصيات الأربعة الرئيسية وهي إمام وشفاعات وسلوى وحسبو، إذ تدور أحداثه داخل «حارة» تسمى «حارة المسرات» وهي حارة وهمية داخل استديو مصر، في حين دارت أحداث الفيلم الذي عرض في الخمسينيات داخل استديو نحاس، أما المشاهد الخارجية جرى تصويرها في سرجة حقيقية بالجيزة، وتم تأجيرها مقابل عشرة جنيهات في اليوم، وكان صاحبها الذي يعمل بها متواجدا أثناء التصوير وشارك أيضًا في التمثيل.