حظي كل من الوثائقي "بنات ألفة" لـ كوثر بن هنية، والروائي "وراء الجبل" لـ محمد بن عطية، بجانب غير هين من مناقشات جمهور الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كلاهما تونسي حصل على دعم من صندوق البحر الأحمر السينمائي، انطلقا من كان وفينيسيا في وقت سابق هذا العام إلى العرض العربي الأول في جدة، يمثلان محاولات أخاذة في تأمل الداخل المحلي مع تباين الموضوع والأسلوب.



الأفلام التونسية تشاركت في قرار وضع ترجمة عربية على صورتها، وهو أمر طالما رفضه السينمائيون في المغرب العربي، ولكنه بدون شك يسر على المشاهدين من مختلف بلدان العالم العربي التعاطي والاشتباك مع القصص والوصول لعمق الحكاية  دون لبس ومن أقصر الطرق.

وراء الجبل.. محاولة غير مكتملة للتحليق 
 

يعتنق "رفيق" الذي قضى 4 سنوات في السجن الجبال رفقة ابنه، محاولا الطيران أو بالأحرى الهروب من الواقع التونسي المتأزم، والتحليق نحو عالم مغاير، يدخلنا المخرج إلى عالم بطله مستندا إلى حلم الطيران الذي ظل يراود الإنسان منذ القدم، قصة براقة يقدم محمد بن عطية ثالث أفلامه بعد “نحبك هادي” الذي انطلق من مهرجان برلين حاصدا أكثر من جائزة، و"ولدي" الذي شهد “نصف شهر المخرجين” عرضه الأول في كان.

الإنسان الأول كان يمشي منحنياً، لكن أحدهم سار مستقيماً فهاجموه ثم أصبحوا جميعاً يسيرون مثله. كذلك الطيران. الإنسان يستطيع الطيران فعلاً» جملة جاءت على لسان البطل، تلخص ما يود المخرج إيصالنا له في النهاية، التجريب والخروج عن نسق المجموعة أو حتى المنطق أحيانا ربما هو الخلاص، ولكن هذا النوع من التوافق البصري الدرامي بالفيلم لم تسعفه جماليات الطبيعة بين الجبال والوديان، وكان ليحتاج مزيدا من تصميم الإنتاج.

الفيلم به عدة نقاط مضيئة على مستوى الشكل، ولكنه مربك في علاقة الشخصيات ببعضها البعض، ساقت الظروف الشخصيات الرئيسية إلى الاختباء لدى أسرة لم يكن توظيفها في أبهى حلة، ولكن أداء حلمي دريدي وسلمى زغيدي، جعل من الأمر مقبولا، أيضا الراعي الذي ترك أغنامه خلفه ليسير في رحلة لا يعرف عنها شيئا خلف رفيق، وبطل الفيلم نفسه ينقصه الكثير من التعريف حول خلفيته ودوافعه، مع اصراره على الطيران الذي يأتي في صورة أقرب للسقوط.

 

كانت محاولة لا بأس بها من محمد بن عطية عن صنع فيلم عن أناس قرروا كسر القواعد حالمين بالأفضل، عن أب يحتضن نجله ويطير به خارج السرب والمألوف، لكنه وصل بفكرته منقوصة غير مكتملة أو مفهوم صلب تفاصيلها.


بنات ألفة.. فتيات تونس من الحياة إلى معسكرات داعش


فيلم لا يشبه غيره وسرد بعيد تماما عن النمطية، تم عرضه خلال فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، "بنات ألفة" هو جديد المخرجة كوثر بن هنية، الذي يشهد مساحة غير معتادة للتجريب بين السينما الروائية والوثائقية قادها لأول مرة إلى مسابقة مهرجان كان السينمائي لتعود بتونس بعد غياب لنحو نصف قرن.

لدينا قصة مستوحاة من أحداث حقيقية لسيدة ضلت اثنتان من بناتها طريقهما إلى داعش، من بطولة ألفة الحمروني، وهند صبري في دور “ألفة الممثلة”، مجد مستورة الأب والممثل، وآية الشيخاوي (ابنة ألفة الحقيقية) وتيسير الشيخاوي (ابنة ألفة الحقيقية)، وتلعبان نور كاروني وإشراق مطر شخصيات الشقيقتين الأكبر.


اختارت كوثر بن هنية أن تضع بطلتها هند صبري على الشاشة في كنف الشخصية الحقيقية "ألفة" وقبلت الأخيرة بشجاعة رغم ما يؤدي به ذلك إلى خفوت سطوعها نسبيا أمام كل ظهور لـ ألفة معها في كادر واحد، لكنه بلا شك طريقة في الحكي أمدت الفيلم بتوثيق فريد ونادر، في ظل وجود تفاصيل عن البنتين ومصيرهما معلومة لدى الكثيرين، تناقلتها حتى وسائل الإعلام المختلفة قبل سنوات، ولا سيما في تونس، وللتعويض عن غيابهما استعانت المخرجة بممثلات، وابتكرت أسلوبا فنيّا حول الأمر من فيلم وثائقي اعتيادي إلى رحلة تتشابك فيها الدراما مع التوثيق بصورة ممتعة ومشوقة.


الحديث يمتد إلى قهر المرأة في السينما، وما يترتب على ذلك من مصائر مدمرة وبيوت مخروبة ونفوس هشة، بداية من ليلة ألفة الأولى مع زوجها وكيف انتهت، بعد استغلال جنسي وجسدى صارخ الوضوح، وحتى تورط الشقيقيتين الكبريين في الهرب إلى معسكرات داعش بليبيا ووضعهما على قوائم المطلوبات.

 

كثير من التفاصيل يمكن التشابك معها في فيلم كوثر الجديد الذي تستحق التحية على طريقة تناوله وتنفيذه بطبيعة الحال، تحديدا فيما يتعلق بالتغيرات الجذرية التي طرأت على البطلات، الشقيقتين الصغيرتين ابنتي ألفة اللتين تظهران في الفيلم، وكيف أن سنوات قليلة غيرت فيهما ما لا يمكن تصوره، بداية من طريقة التفكير وصولا للحديث والمعتقدات وحتى الشكل، وهو ما لا يختلف كثيرا عن الأم، ألفة، السيدة التي جسدت هنا صورة ليست مألوفة للمرأة التونسية على الأقل سينمائيا، وما راود بناتها من أفكار لعبت النشأة والمجتمع دورا في تحويل مصائرهن من وردات مقبلات على الحياة، إلى مؤمنات بمعتقدات جهاد النكاح وغيره من أفكار دولة داعش الشيطانية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنات ألفة

إقرأ أيضاً:

325 شوطاً في مهرجان ولي عهد دبي للهجن

علي معالي (دبي)
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وبمتابعة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس نادي دبي لسباقات الهجن، والشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباقات الهجن، ينطلق غداً الأحد مهرجان سمو ولي عهد دبي للهجن في ميدان المرموم، وتستمر منافساته حتى 29 يناير الجاري.
ويشهد المهرجان إقامة 325 شوطاً تتنافس فيها نخبة الأصايل من هجن أصحاب السمو الشيوخ وأبناء القبائل، وتنطلق منافسات هجن أصحاب السمو الشيوخ في الفترة من 19 إلى 22 يناير الجاري بواقع 116 شوطاً، فيما تُقام سباقات هجن أبناء القبائل في الفترة من 23 إلى 29 يناير عبر 209 أشواط موزعة على مختلف الفئات العمرية، بواقع 65 شوطاً لفئة الحقايق، و40 شوطاً لفئة اللقايا، و36 شوطاً لفئة الإيذاع، و34 شوطاً لفئة الثنايا، و34 شوطاً لفئة الحول والزمول، كما تم تخصيص 85 شوطاً لهجن الإنتاج، منها 4 لأصحاب السمو الشيوخ و81 لأبناء القبائل، إضافة إلى 24 شوطاً للرموز لهجن أبناء القبائل، بما في ذلك سيف سمو ولي عهد دبي للحول المفتوح وجائزته البالغة 5 ملايين درهم، ويعتبر الرمز الأهم في المهرجان.
وعقد نادي دبي لسباقات الهجن مؤتمراً صحفياً في منصة ميدان المرموم، أعلن خلاله عن تفاصيل المهرجان وأبرز الفعاليات المصاحبة، بحضور علي سعيد بن سرود، المدير التنفيذي للنادي، وعبدالرحمن أحمد أمين، مدير إدارة القنوات الرياضية بمؤسسة دبي للإعلام، وعبدالله أحمد فرج، مدير إدارة الإعلام والتسويق والفعاليات وعلاقات الشركاء بنادي دبي لسباقات الهجن.
أكد علي سعيد بن سرود، أن توقيت مهرجان سمو ولي عهد دبي للهجن مثالي وينتظره أهل الهجن بفارغ الصبر كفرصة لاختبار جاهزية الهجن قبل المهرجانات الختامية الكبرى، مشيراً إلى أن المهرجان يُعدّ رافداً رئيسياً لملاك الهجن من خلال الجوائز القيمة وإتاحة فرص البيع والشراء.
وأوضح بن سرود أن المهرجان هذا العام سيبدأ بسباقات أصحاب السمو الشيوخ في الميدان الصغير لمدة يومين، قبل الانتقال إلى الميدان الكبير لمدة يومين إضافيين، ثم تبدأ سباقات أبناء القبائل. 
وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل التكاليف على الملاك وتسهيل نقل الهجن المشاركة، وقال: هذه الخطوة لاقت استحساناً كبيراً من أهل الهجن الذين قابلوها بمزيد من الارتياح.
وأعلن المدير التنفيذي للنادي عن إقامة مزاد للإنتاج الشخصي بتنظيم وإشراف النادي، حيث سيعرض سلالات مختارة بعناية وخاضعة للفحص، وذكر أن هذا المزاد ظل يشهد نجاحاً كبيراً وأسفر عن إنتاج مطايا مميزة حصلت على الرموز في المهرجانات المختلفة.
كما أشار إلى تنظيم ماراثون للمواطنين لمسافة 11 كلم، والذي يشهد التسجيل للمشاركة فيه إقبالاً كبيراً من جانب الشباب الراغبين في خوض هذا التحدي، وقال إن الماراثون يأتي برعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وتوجه علي سعيد بن سرود بالشكر للجهات المشاركة في المهرجان، مثل القيادة العامة لشرطة دبي، ومؤسسة دبي للإعلام، ومؤسسة دبي للمهرجانات، ومجموعة الحرس الخاص، وكل الجهات التي ساهمت في دعم وتنظيم هذا الحدث التراثي الكبير.

أخبار ذات صلة أحمد بن محمد والشيوخ يحضرون أفراح الكندي والمهيري «إسلامية دبي»: «إعمار» تدعم مبادرة «مؤذن الفريج»

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيلها.. سعاد مكاوي صوت المونولوج الذي لا يُنسى
  • أبرز المناطق الأثرية في "عروس الصعيد" المنيا..  تعرف عليها
  • محمد مجدي يكتب: زيارة لرجال «المهام المستحيلة»
  • 3 أفلام مصرية تشارك في أول دورة لـ مهرجان نينوي السينمائي بالعراق
  • الدكتور محمد بكر يكتب: فوسفات ثنائي الكالسيوم.. سر الأداء الإنتاجي المستدام لمزارع الماشية «1»
  • 325 شوطاً في مهرجان ولي عهد دبي للهجن
  • خناقة بنات.. فيديو لمشاجرة بين طالبات داخل مدرسة دولية بالتجمع
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كل هذا الصراخ من مدني.. فكيف صراخ الخرطوم!!
  • مفتي الجمهورية: الإنسان لا يدرك الحكمة الإلهية وراء القضاء والقدر| فيديو
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟