أرست دولة الإمارات نموذجاً متفرداً في التحول العملي المسؤول والمستدام في قطاع الطاقة، وأطلقت العديد من المبادرات والاستراتيجيات الداعمة لتحقيق مستهدفاتها للوصول إلى الحياد المناخي بحلول العام 2050.

وأطلقت دولة الإمارات عام 2017 استراتيجيتها للطاقة 2050 التي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، وتضمن بيئة اقتصادية داعمة للنمو في جميع القطاعات.

وتم الإعلان مؤخراً عن تحديث الاستراتيجية ضمن مشروع المراجعة الأولى لها بالتعاون مع جميع الشركاء الاستراتيجيين بهدف تحقيق الحياد المناخي وأمن الطاقة، بطريقة ميسورة التكلفة ومستدامة، إضافة إلى الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين والتي تمثل خطة طويلة الأجل لجعل الإمارات منتجاً رائداً للهيدروجين منخفض الانبعاثات الكربونية.

وتشكل الاستراتيجية برنامجاً وطنياً لتحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الطاقة وبين ضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

 وتستهدف الإمارات في الاستراتيجية ضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، باستثمار ما بين 150 إلى 200  مليار درهم حتى عام 2030 لضمان تلبية الطلب على الطاقة، واستدامة نمو اقتصاد الدولة.

كما تهدف الاستراتيجية إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي للطاقة، وتحسين معدل كفاءة استهلاك الطاقة بما يقلل الانبعاثات الكربونية وتحسين الاستدامة البيئية، بما يسهم في تحقيق توفير مالي يعادل 100 مليار درهم بحلول عام 2030، وتوفير 50 ألف وظيفة خضراء جديدة بحلول ذات العام.

وتدعم استراتيجية الطاقة مستهدف تحقيق معدل انبعاثات الشبكة بمقدار 0.27 كجم ثاني أكسيد الكربون/ كيلوواط ساعة بحلول 2030، وهي نسبة تقل عن المعدل العالمي الحالي، بما يضمن دعم مستهدفات الحياد المناخي في قطاعي الطاقة والمياه بحلول 2050، فيما ستساهم في رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول عام 2030 لضمان البقاء على المسار الصحيح للحد من آثار تغيّر المناخ، ومستهدف رفع مساهمة القدرة المركبة للطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة إلى 30% بحلول 2030.

وتمثل الخطة الوطنية للهيدروجين، خطة طويلة الأجل لجعل الإمارات من ضمن الدول الرائدة بإنتاج الهيدروجين عام 2031، وأداة حاسمة ستساهم في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ومتطلبات اتفاق باريس، وتعزيز مكانة الإمارات كمنتج ومصدّر عالمي للطاقة النظيفة وتساهم في تعزيز القدرات المحلية للإنتاج وتسريع الاقتصاد الهيدروجيني العالمي.

وتركز المحاور الرئيسة لاستراتيجية الهيدروجين على  تعزيز مكانة الإمارات كمنتج ومصدر عالمي للطاقة النظيفة، على النمو الاقتصادي وتوفير آلاف الوظائف بحلول 2050، وخفض الانبعاثات في القطاعات الكثيفة الانبعاثات بنسبة تصل إلى 25% بحلول عام 2031.

أخبار ذات صلة «أبوظبي» و«الحبتور» يدشنان كأس سلطان بن زايد للبولو «البقي تورك» يخطف الأنظار في «مرعب» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

وفي سياق متصل ، يشكل مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية ركيزة أساسية في مساعي الدولة نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 ، حيث أضافت الدولة  كميات من الكهرباء النظيفة لكل فرد على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر من أي دولة أخرى، 75 في المائة منها تم إنتاجه من الطاقة النووية، وهو ما جعلها الوجهة المثالية لاستضافة "قمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي" التي عقدت ضمن فعاليات COP28.

وشكل تطوير محطات براكة للطاقة النووية خطوة كبيرة في انتقال دولة الإمارات إلى مصادر الطاقة النظيفة، حيث تعد واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وأكبر مصدر منفرد للكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في المنطقة، والكهرباء الوفيرة والنظيفة التي تنتجها محطات براكة، بالإضافة إلى المعارف والخبرات والتكنولوجيا المكتسبة من تطوير المحطات، تدعم الابتكار في تقنيات الطاقة النووية المتقدمة ومن بينها تطوير المفاعلات المعيارية المصغرة.

وتعد الإمارات أول دولة في المنطقة العربية تقوم بتشغيل محطة للطاقة النووية حيث من المستهدف أن توفر الطاقة النووية 25 بالمئة من الطاقة النظيفة في الدولة، وذلك ضمن جهود الإمارات لتحقيق أهدافها فيما يتعلق بالحياد المناخي لعام 2050.

ويحد تشغيل المحطات الأربع في براكة من أكثر من 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية بما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات سنوياً.

إلى ذلك، لعبت مشاريع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" على مدار نحو 17 عاماً دوراً فاعلاً في مواجهة آثار التغيّر المناخي ورسخت مكانتها كشركة رائدة في مجال الطاقة المتجددة وبناء المجتمعات المستدامة وساهمت استثماراتها في الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام بشكل إيجابي في تسريع عملية التنمية المستدامة نحو بلوغ الهدف المتمثل في تحقيق الحياد المناخي.

وتنتج محفظة مشاريع "مصدر" أكثر من 20 غيغاواط في 40 دولة حول العالم موزعة في ست قارات تتجاوز قيمتها الإجمالية 110 مليارات درهم وتساهم هذه المشاريع في الحد من انبعاث أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وهو ما يكفي لتزويد 5.25 مليون منزل بالطاقة وما يعادل إزالة 6.5 مليون سيارة من الطرقات.

وتتبنى مصدر أهدافا طموحة لترسيخ مكانتها شركة عالمية رائدة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، و تستهدف محفظة مشاريع تتجاوز قدرتها الإنتاجية الإجمالية 100 غيغاواط بحلول عام 2030 و إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول العام نفسه.

وقد تخصيص يوما في مؤتمر الأطراف COP28 لموضوع  "الانتقال في قطاع الطاقة" وتضمن مجموعة من الفعاليات رفيعة المستوى، التي عكست جهود العمل المناخي لدولة الإمارات والأطراف المعنيّة في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع المبادرات الطموحة للمسرع العالمي لخفض الانبعاثات.

 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الطاقة الإمارات الانبعاثات الکربونیة الحیاد المناخی فی قطاع الطاقة دولة الإمارات بحلول عام عام 2030

إقرأ أيضاً:

المركبات الكهربائية تتزعم تجارة التقنيات النظيفة عالميًا (تقرير)

مقالات مشابهةLe Gouvernement Lance Votre Consultation Au Sein De Légalisation Des Casinos Durante Ligne

‏43 دقيقة مضت

Meilleurs Casinos Durante Ligne: Les 11 Sites Français Vrais En 202

‏52 دقيقة مضت

شراكة الغاز بين إيران وروسيا.. تمهيد لتجاوز العقوبات الدولية وعكس أثرها (مقال)

‏ساعة واحدة مضت

Top Casino Durante Ligne: Classement Des Meilleurs Sites 202

‏ساعة واحدة مضت

Najlepsze Kasyno Online Blik, Polskie Maszyny Online Blik 202

‏ساعتين مضت

شركات الطاقة الشمسية الصينية تتهرب من الرسوم الجمركية على طريقة “القط والفأر”

‏ساعتين مضت

يمثل نمو قطاع المركبات الكهربائية تحولًا محوريًا في الجهود العالمية نحو خفض الانبعاثات، وسط تزايد الحاجة الملحة لمكافحة تغير المناخ.

ومنذ عام 2020، تضاعفت تجارة السيارات الكهربائية لتصل إلى نحو 20% من إجمالي من قيمة تجارة المركبات في عام 2023، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)

ويضع هذا النمو الملحوظ المركبات الكهربائية في صدارة تجارة التقنيات النظيفة من حيث القيمة، تليها الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي تجارة التقنيات النظيفة من 700 مليار دولار عام 2023 إلى نحو تريليوني دولار بحلول عام 2035، ليعادل حجم تجارة النفط الخام حاليًا.

ارتفاع مبيعات المركبات الكهربائية وتوقعات النمو

تشهد مبيعات المركبات الكهربائية نموًا متسارعًا، إذ بلغت 14 مليون وحدة في عام 2023، بزيادة قدرها 35% عن عام 2022، ما يجعلها تتصدر تجارة التقنيات النظيفة عالميًا.

ويُعزى الجزء الأكبر من هذا النمو إلى الطلب في الأسواق الرئيسة مثل الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي تمثل مجتمعة أكثر من 85% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية.

سيارة كهربائية – الصورة من Stellantis MEDIA‏

وتشير التوقعات إلى استمرار هذا الزخم، إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب على المركبات الكهربائية إلى 58 مليون سيارة بحلول عام 2035، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وبحلول عام 2050، يمكن أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية إلى 70 مليون وحدة، ما يمثل 60% من إجمالي مبيعات السيارات في العالم.

أبرز الدول في تصنيع السيارات الكهربائية وتصديرها

بين عامي 2015 و2023، شهدت سوق صادرات المركبات الكهربائية العالمية توسعًا كبيرًا، إذ زادت 20 ضعفًا، لتصل إلى 3 ملايين وحدة بقيمة 85 مليار دولار، تليها الطاقة الشمسية بقيمة صادرات 54 مليار دولار.

وتتصدر الصين هذا التحول، فقد عززت مكانتها بصفتها أكبر مصدر للسيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة في العالم.

ووضعت القدرة التصنيعية القوية للصين وانخفاض تكاليف الإنتاج بيئة مواتية للتوسع، ما دفع نمو صادرات بكين إلى الأسواق الدولية وسط ارتفاع الطلب العالمي.

تصنيع المركبات كهربائية داخل أحد المصانع – الصورة من Energy Intelligence‏

ونتيجة ذلك، تجاوزت حصة الصين من صادرات المركبات الكهربائية العالمية 30%، في عام 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي السياق نفسه، تستحوذ المركبات الكهربائية الصينية على 20% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من السيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام 2035.

علاوة على ذلك، تتوسع قدرات الصين الإنتاجية، ففي عام 2023 استحوذت بكين على 65% من إجمالي السيارات الكهربائية المنتجة عالميًا.

وبالتزامن مع الزخم الصيني، تشهد دول مثل فيتنام وتايلاند وإندونيسيا معدلات تبني سريعة للسيارات الكهربائية؛ حيث وصلت إلى 15% و10% و2% من إجمالي مبيعات السيارات على الترتيب في عام 2023.

كما برزت الولايات المتحدة في إنتاج المركبات الكهربائية خلال السنوات الأخيرة، وبعد أن أنتجت 700 ألف سيارة كهربائية في عام 2021، ارتفع هذا العدد إلى 1.2 مليون سيارة كهربائية عام 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • «بدوي» و«يرجين» يبحثان الدراسات اللازمة لصناعة البترول والغاز وخفض الانبعاثات
  • رزان المبارك: الإمارات أثبتت ريادتها في العمل المناخي ونتطلع لمزيد من العمل الطموح في “COP29”
  • رزان المبارك: الإمارات أثبتت ريادتها في العمل المناخي
  • وزير الكهرباء: مصر لديها استراتيجية تقوم على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة والأمنة
  • وزير الكهرباء: مصر لديها استراتيجية تقوم على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة والآمنة
  • IBM وبيئة بلا حدود تطلقان منصة جرين طاقة لتعزيز الوصول إلى الطاقة النظيفة
  • الحياد الكربوني في كوريا الجنوبية يتطلب استثمارات بنحو 3 تريليونات دولار
  • مسؤول روسي: الإمارات أكبر شريك للطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • المركبات الكهربائية تتزعم تجارة التقنيات النظيفة عالميًا (تقرير)
  • “الرقابة النووية” وشرطة دبي تستضيفان الاجتماع الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دبي