كيف يمكن لشباك الصيد القديمة أن تكون جزءًا من حل أزمة المناخ؟
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحمل كايل دي بوتر سروالاً قصيرًا من علامة "Patagonia" مصنوعًا من شباك صيد مُعاد تدويرها، ويبتسم بينما يقوم العمال بجواره بقطع شبكات النايلون القديمة لتكديسها في كومات ضخمة تمتد لـ7 أقدام مربعة، وتزن طنًا واحدًا.
وقال دي بوتر الذي يمتلك شركة "Brikole" الناشئة التي تعمل على إعادة تدوير الشباك المهملة من صناعة صيد أسماك التونة: "هذا هو كل ما يتمحور حوله الأمر".
ولاحظ دي بوتر تراكم الشباك في الميناء الرئيسي لعاصمة جُزُر سيشل، وأدرك أنّ إعادة تدوير المنتجات المهملة قد يساعده في كسب الزرق أثناء المساهمة في التخلص من النفايات، وخلق فرص العمل أيضًا.
وبينما حققت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى مستوى من النجاح من خلال حثّ الشركات الكبيرة في البلدان المتقدمة على تحقيق أهداف الاستدامة، إلا أنّ الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدان النامية مهمة للغاية، وغالباً ما يتم تجاهلها.
ويُشير الباحثون إلى أنّ الشركات الصغيرة تشكل 90% أو أكثر من النشاط التجاري، وهي توظف غالبية العمال في جميع أنحاء العالم، لكنها تميل إلى أن تكون أقل انخراطًا في مجال الاستدامة.
وقال دي بوتر لـCNN: "أردنا خلق أكبر قدر ممكن من النشاط الاقتصادي لسيشل، حتّى ولو عبر مشروع صغير وبسيط".
ويبحث قادة سيشل ومؤسسات البلاد عن طرق لمواجهة تغير المناخ وتعزيز التنمية في جزرهم باستمرار.
ونظرًا لكونها منطقة رئيسية لصيد الأسماك، وخاصة لصيد أسماك التونة، يعتقد الكثيرون في سيشل أنّ هذه الصناعات تشكل أفضل نقطة للانطلاق.
الاقتصاد الأزرقونظرًا لموقعها، تتبنّى سيشل فكرة "الاقتصاد الأزرق"، الذي يعرّفه البنك الدولي بكونه "الاستخدام المستدام لموارد المحيطات لصالح الاقتصادات، وسُبُل العيش، وصحة النظام البيئي للمحيطات".
وتُوضح تقديرات الأمم المتحدة أنّ قيمة الاقتصاد الأزرق تبلغ أكثر من 1.5 تريليون دولار سنويًا على مستوى العالم، ويعمل فيه أكثر من 30 مليون شخص، كما أنّه يوفّر القوت لأكثر من 3 مليارات شخص سنويًا.
كما تتمتع سيشل بإدارة حكومية خاصة بالاقتصاد الأزرق توفر خرائط لتوجيه استخدام المحيطات وتنميتها.
وتواجه الدول الجزرية الصغيرة مثل سيشل نقاط ضعف فريدة من نوعها كونها تعتمد على المحيط من أجل البقاء، ولكنها تواجه أيضًا آثار تغير المناخ مثل ارتفاع منسوب مياه البحر، وتغير أنماط تساقط الأمطار، وأضرار زيادة الحموضة بالشعاب المرجانية.
ويقول المدافعون عن نماذج أعمال الاقتصاد الدائري إنّ هذا النهج يلهم البلدان والصناعات الصغيرة لتصبح أكثر استدامة وابتكارًا.
ورُغم تعزيز الجزيرة الدعم الموجه لرواد الأعمال، إلا أنّ هناك مجال للنمو، وفقًا لما ذكرته سيلفانا أنتات، التي تدير معهد أبحاث الاقتصاد الأزرق في جامعة "سيشل".
العقبات على الطريقوأراد دي بوتر في البداية إعادة تدوير الشباك وإنتاج منتجات النايلون داخل"سيشل". وكان الأمر سيشمل الحصول على الشباك، ونقلها، وغسلها، وتجفيفها، وتمزيقها، ووضعها في آلة بثق لصنع كريات النايلون التي يمكن تحويلها إلى أقمشة، ومنتجات أخرى.
وسرعان ما أدرك دي بوتر مجموعة القيود أمامه، إذ قد تصل كلفة الكهرباء للشركات في سيشل إلى ثلاثة أضعاف كلفتها في الدول الغربية.
وأدى ارتفاع تكاليف الإيجار وعدم انتظام إمدادات الشباك إلى خلق عقبات إضافية.
وبدأت شركة دي بوتر تقيم شراكات مع جمعيات منخرطة في صناعة صيد أسماك التونة في إسبانيا، وفرنسا، ما يعني تشجيع الشركات وقادة السفن من تلك البلدان العاملة في مياه سيشل على التبرع بشباكها المهملة إلى "Brikole".
ومع توفر مصادر الشباك، لم يرغب دي بوتر بإرسال النايلون المعاد تدويره إلى الصين بسبب مخاوف تتعلق بالبيئة، والعمالة، والشفافية.
ولكنه عثر في النهاية على شركة يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تُدعى "Bureo".
وتركز الشركة على معالجة المشاكل جراء إلقاء 18 مليار رطل من البلاستيك في المحيط كل عام، بهدف إزالة ما تعتبره الشكل الأكثر ضررًا للبلاستيك في المحيطات، أي شباك الصيد.
لذلك، بعد تجميع فريق دي بوتر الشباك، وقصها، وشحنها إلى شركة "Bureo" في تشيلي، تقوم الشركة الأخيرة بتحويل شباك الصيد إلى كريات من النايلون، ومن ثم تحويلها إلى مادة "NetPlus" المستخدمة في صناعة الأقمشة، والنظارات الشمسية، وغيرها من المنتجات في علامات تجارية مثل "Patagonia"، و"Yeti"، و"Trek".
الخطوات القادمةوعندما تنبهه شركات صيد التونة بشأن توفّر شباك للتبرع بها، يستأجر دي بوتر رافعة ومعدات أخرى لنقل الشباك إلى مكان عمله بالقرب من أحواض بناء السفن.
ويقوم عمّاله الستة بفك الشباك، ويستخدمون السكاكين لتقطيعها.
وفي إحدى الأيام المشمسة مؤخرًا في الفناء الخرساني خلف مكتب ومستودع "Brikole"، كان جوشوا تياتوس مشغولاً بقطع شباك النايلون بينما كان يقف حافي القدمين على الخرسانة.
وأفاد تياتوس البالغ من العمر 19 عامًا أنّه عَلِم بشأن هذه الوظيفه من أحد أصدقائه.
وعندما يتلقّى دي بوتر عينات نسيج النايلون من شركة "Bureo" المصنوعة بالكامل من شباك النايلون التي اشترتها "Brikole"، فإنه يخطط لإرسال الأقمشة إلى مدرسة محلية للفنون والتصميم لحث الطلبة على ابتكار أفكار لمنتجات يمكن صنعها، وتوفير مدخلات إبداعية محلية في المنتجات النهائية.
وأكّد دي بوتر: "سيكون الأمر مشروعًا توضيحيًا لإظهار ما هو ممكن للأمة والعالم. ونود القول إنّ هذا (المنتج) صُنِع في سيشل".
سيشلنشر الاثنين، 11 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: سيشل الاقتصاد الأزرق شباک الصید فی سیشل أکثر من
إقرأ أيضاً:
لجنة امن اقليم النيل الأزرق تقف على الأوضاع الأمنية بالاقليم
وقفت لجنة الأمن بإقليم النيل الأزرق في الإجتماع الذي عقدته الخميس بالقاعة الصغرى بالمقر المؤقت للأمانة العامة لحكومة الإقليم بالمجلس التشريعي برئاسة الفريق أحمد العمدة بادي حاكم الإقليم رئيس اللجنة على مجمل الأوضاع الأمنية بالاقليم.،وأمن الإجتماع على الترتيبات الخاصة بإعداد خطة للتأمين خلال فترة عيد الفطر المبارك، كما أمن الإجتماع على المقترح الخاص بتعديل ساعات حظر التجوال حتى نهاية آخر يوم من شهر رمضان المبارك.هذا وقد وقف الإجتماع على التدابير اللازمة لضبط الوجود الأجنبي خلال الفترة القادمة.إلى ذلك وقف الإجتماع على المخالفات والتعديات على حرم مطار الدمازين .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب