CNN Arabic:
2025-04-30@17:53:06 GMT

كيف يمكن لشباك الصيد القديمة أن تكون جزءًا من حل أزمة المناخ؟

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحمل كايل دي بوتر سروالاً قصيرًا من علامة "Patagonia" مصنوعًا من شباك صيد مُعاد تدويرها، ويبتسم بينما يقوم العمال بجواره بقطع شبكات النايلون القديمة لتكديسها في كومات ضخمة تمتد لـ7 أقدام مربعة، وتزن طنًا واحدًا.

وقال دي بوتر الذي يمتلك شركة "Brikole" الناشئة التي تعمل على إعادة تدوير الشباك المهملة من صناعة صيد أسماك التونة: "هذا هو كل ما يتمحور حوله الأمر".

بدأ كايل دي بوتر مشروعًا تجاريًا صغيرًا في سيشل لتحويل شباك الصيد المصنوعة من النايلون إلى مواد خام. Credit: Paul Glader/CNN

ولاحظ دي بوتر تراكم الشباك في الميناء الرئيسي لعاصمة جُزُر سيشل، وأدرك أنّ إعادة تدوير المنتجات المهملة قد يساعده في كسب الزرق أثناء المساهمة في التخلص من النفايات، وخلق فرص العمل أيضًا.

وبينما حققت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى مستوى من النجاح من خلال حثّ الشركات الكبيرة في البلدان المتقدمة على تحقيق أهداف الاستدامة، إلا أنّ الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدان النامية مهمة للغاية، وغالباً ما يتم تجاهلها.

إحدى المنتجات المصنوعة من النايلون المعاد تدويره. Credit: Paul Glader/CNN

ويُشير الباحثون إلى أنّ الشركات الصغيرة تشكل 90% أو أكثر من النشاط التجاري، وهي توظف غالبية العمال في جميع أنحاء العالم، لكنها تميل إلى أن تكون أقل انخراطًا في مجال الاستدامة.

وقال دي بوتر لـCNN: "أردنا خلق أكبر قدر ممكن من النشاط الاقتصادي لسيشل، حتّى ولو عبر مشروع صغير وبسيط".

ويبحث قادة سيشل ومؤسسات البلاد عن طرق لمواجهة تغير المناخ وتعزيز التنمية في جزرهم باستمرار.

ونظرًا لكونها منطقة رئيسية لصيد الأسماك، وخاصة لصيد أسماك التونة، يعتقد الكثيرون في سيشل أنّ هذه الصناعات تشكل أفضل نقطة للانطلاق.

الاقتصاد الأزرق أفاد جوشوا تياتوس، الذي يعمل لدى Brikole، أنّه أراد العمل مع شركة مستدامة. Credit: Paul Glader/CNN

ونظرًا لموقعها، تتبنّى سيشل فكرة "الاقتصاد الأزرق"، الذي يعرّفه البنك الدولي بكونه "الاستخدام المستدام لموارد المحيطات لصالح الاقتصادات، وسُبُل العيش، وصحة النظام البيئي للمحيطات".

وتُوضح تقديرات الأمم المتحدة أنّ قيمة الاقتصاد الأزرق تبلغ أكثر من 1.5 تريليون دولار سنويًا على مستوى العالم، ويعمل فيه أكثر من 30 مليون شخص، كما أنّه يوفّر القوت لأكثر من 3 مليارات شخص سنويًا.

كما تتمتع سيشل بإدارة حكومية خاصة بالاقتصاد الأزرق توفر خرائط لتوجيه استخدام المحيطات وتنميتها.

Credit: Eduardo Soteras/The Washington Post/Getty Images

وتواجه الدول الجزرية الصغيرة مثل سيشل نقاط ضعف فريدة من نوعها كونها تعتمد على المحيط من أجل البقاء، ولكنها تواجه أيضًا آثار تغير المناخ مثل ارتفاع منسوب مياه البحر، وتغير أنماط تساقط الأمطار، وأضرار زيادة الحموضة بالشعاب المرجانية.

ويقول المدافعون عن نماذج أعمال الاقتصاد الدائري إنّ هذا النهج يلهم البلدان والصناعات الصغيرة لتصبح أكثر استدامة وابتكارًا.

ورُغم تعزيز الجزيرة الدعم الموجه لرواد الأعمال، إلا أنّ هناك مجال للنمو، وفقًا لما ذكرته سيلفانا أنتات، التي تدير معهد أبحاث الاقتصاد الأزرق في جامعة "سيشل".

العقبات على الطريق

وأراد دي بوتر في البداية إعادة تدوير الشباك وإنتاج منتجات النايلون داخل"سيشل". وكان الأمر سيشمل الحصول على الشباك، ونقلها، وغسلها، وتجفيفها، وتمزيقها، ووضعها في آلة بثق لصنع كريات النايلون التي يمكن تحويلها إلى أقمشة، ومنتجات أخرى.

وسرعان ما أدرك دي بوتر مجموعة القيود أمامه، إذ قد تصل كلفة الكهرباء للشركات في سيشل إلى ثلاثة أضعاف كلفتها في الدول الغربية.

وأدى ارتفاع تكاليف الإيجار وعدم انتظام إمدادات الشباك إلى خلق عقبات إضافية.

وبدأت شركة دي بوتر تقيم شراكات مع جمعيات منخرطة في صناعة صيد أسماك التونة في إسبانيا، وفرنسا، ما يعني تشجيع الشركات وقادة السفن من تلك البلدان العاملة في مياه سيشل على التبرع بشباكها المهملة إلى "Brikole".

ومع توفر مصادر الشباك، لم يرغب دي بوتر بإرسال النايلون المعاد تدويره إلى الصين بسبب مخاوف تتعلق بالبيئة، والعمالة، والشفافية.

ولكنه عثر في النهاية على شركة يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تُدعى "Bureo".

وتركز الشركة على معالجة المشاكل جراء إلقاء 18 مليار رطل من البلاستيك في المحيط كل عام، بهدف إزالة ما تعتبره الشكل الأكثر ضررًا للبلاستيك في المحيطات، أي شباك الصيد.

لذلك، بعد تجميع فريق دي بوتر الشباك، وقصها، وشحنها إلى شركة "Bureo" في تشيلي، تقوم الشركة الأخيرة بتحويل شباك الصيد إلى كريات من النايلون، ومن ثم تحويلها إلى مادة "NetPlus" المستخدمة في صناعة الأقمشة، والنظارات الشمسية، وغيرها من المنتجات في علامات تجارية مثل "Patagonia"، و"Yeti"، و"Trek".

الخطوات القادمة

وعندما تنبهه شركات صيد التونة بشأن توفّر شباك للتبرع بها، يستأجر دي بوتر رافعة ومعدات أخرى لنقل الشباك إلى مكان عمله بالقرب من أحواض بناء السفن.

ويقوم عمّاله الستة بفك الشباك، ويستخدمون السكاكين لتقطيعها.

وفي إحدى الأيام المشمسة مؤخرًا في الفناء الخرساني خلف مكتب ومستودع "Brikole"، كان جوشوا تياتوس مشغولاً بقطع شباك النايلون بينما كان يقف حافي القدمين على الخرسانة.

وأفاد تياتوس البالغ من العمر 19 عامًا أنّه عَلِم بشأن هذه الوظيفه من أحد أصدقائه.

وعندما يتلقّى دي بوتر عينات نسيج النايلون من شركة "Bureo" المصنوعة بالكامل من شباك النايلون التي اشترتها "Brikole"، فإنه يخطط لإرسال الأقمشة إلى مدرسة محلية للفنون والتصميم لحث الطلبة على ابتكار أفكار لمنتجات يمكن صنعها، وتوفير مدخلات إبداعية محلية في المنتجات النهائية.

وأكّد دي بوتر: "سيكون الأمر مشروعًا توضيحيًا لإظهار ما هو ممكن للأمة والعالم. ونود القول إنّ هذا (المنتج) صُنِع في سيشل".

سيشلنشر الاثنين، 11 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: سيشل الاقتصاد الأزرق شباک الصید فی سیشل أکثر من

إقرأ أيضاً:

نظام حديث لتتبع سفن وقوارب الصيد عبر الأقمار الصناعية

 

 

مسقط- الرؤية

تُنفِّذ وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة في دائرة الرقابة والتراخيص السمكية بالمديرية العامة لتنمية الموارد السمكية بالوزارة مشروع تركيب نظام أجهزة التتبع الآلي على سفن وقوارب الصيد الساحلية والحرفية في إطار الجهود المستمرة لتعزيز عمل الرقابة السمكية ولتطوير الأنظمة الحالية للمنظومة الرقابية الإلكترونية بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة.

ويمتاز النظام بمستوى عالٍ من جودة الأجهزة والابتكار والموثوقية والأداء والسرعة في توفير المعلومات المطلوبة عن سفن الصيد والربط مع الأقمار الاصطناعية والتعامل مع شبكات إنترنت الأشياء وسرعة الاستجابة في حالات الطوارئ وطلب الاستغاثة وسهولة متابعة السفن من قبل المالك وتوفير تقارير الإنتاج والتمييز بين وحدات الصيد القانونية وغير القانونية وتوفير معايير مثالية لأمن وسلامة وحدات الصيد.

وتقوم الأقمار الاصطناعية بإرسال المعلومات المطلوبة عن القوارب والسفن إلى غرف العمليات وبعدها يقوم المختصون بتحليل البيانات والمعلومات في غرف العمليات ورفعها إلى الجهات المعنية للقيام بالإجراءات الواجب اتخاذها أولًا بأول.

مقالات مشابهة

  • الدريوش تعمق الفجوة بين وزارة الصيد والمهنيين
  • الموسم بدأ.. الفوائد الصحية لأكل التوت
  • البرهان في القاهرة| زيارة مفصلية في ظل أزمة السودان.. فهل تكون بداية لنهايتها؟
  • القنصلية المغربية في جدة ترد على شركة مناسك للطيران بخصوص أزمة المعتمرين المغاربة
  • نظام حديث لتتبع سفن وقوارب الصيد عبر الأقمار الصناعية
  • أزمة عودة المعتمرين.. شركة مناسك توضح حقيقية ما حصل وتتولى إعادة 18 ألف معتمر مغربي
  • الحسينية القديمة.. معلم تراثي يسنده الطين وجذوع النخيل (صور)
  • السيسي والبرهان يتفقان على رفض الإجراءات الأحادية بحوض النيل الأزرق
  • تسريبات تكشف عن إصدار هاتف آيفون 17 بلون جديد لم نره من قبل
  • الأحساء.. تدشين مبادرة "الشهر الأزرق" للتوعية بطيف التوحد