بعد أن داسه أقوياء العالم.. محام فرنسي: القانون الدولي يدفن تحت أنقاض غزة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
كانت غزة لسنوات طويلة، بمثابة سجن مفتوح يضم مليوني نسمة بينهم نسبة عالية من الأطفال، ولكنها أصبحت الآن ركاما ودمارا، يرقد تحت أنقاضها القانون الدولي الإنساني الذي أصبح كناية عن تجريد العالم من إنسانيته، فيما يعد خطوة هائلة إلى الوراء بالنسبة لهذا الحق الذي تم ترسيخه من خلال الألم منذ نهاية القرن التاسع عشر.
من هذه المقدمة، انطلق المحامي وليام بوردون –في مقال له بصحيفة ليبيراسيون- اعتبر فيه أن عملية تجريد ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من إنسانيتهم التي كانت مستمرة منذ عقود، تسارعت لتصل إلى ذروتها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مع انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومع أن القانون الإنساني الدولي تأسس لمواجهة فظائع الجرائم الجماعية، فإنه ظل عاجزا عن وقف الجرائم التي ارتكبت في القرن الـ20، كما لم يمنع رغم تعزيزه باتفاقيات جنيف الأربع جرائم الاستعمار ولا غيره، لأن استهزاء الزعماء السياسيين، وجنون الطغاة العظماء، جعل منه ورقة يحبون التوقيع عليها ليدوسوها بعد ذلك.
معايير مزدوجة
وأشار المحامي إلى أن العالم استبشر بإنشاء المحكمتين الأوليين المخصصتين ليوغسلافيا السابقة ورواندا، وعاش لحظة مليئة بالأمل مع إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، واعتبرها بداية حقبة جديدة تؤرخ لنهاية الإفلات من العقاب لأعظم مجرمي الدم.
غير أن عمل هذه العدالة المعولمة الجديدة بدا متواضعا وغامضا -حسب الكاتب- لأن هذه الأداة المناهضة للطغيان والهمجية محتقرة ومخربة من قبل أقوياء العالم الذين يتحملون أكبر قدر من سفك الدماء، مثل الأميركيين والروس والصينيين، وكلهم أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعلى مدار 20 عاما، ركزت المحكمة الجنائية الدولية على الجرائم المرتكبة في أفريقيا، ومؤخرا على تلك الجرائم التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، مما عزز في ضمائر مواطني أقصى الجنوب، الشعور باستمرار الكيل بمكيالين، خاصة مع الانتظار والترقب منذ فتح تحقيق أولي عام 2021 بشأن الجرائم المرتكبة من قبل إسرائيل وفلسطين، حسب الكاتب.
وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى التشريع الذي تبنته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، لتحرر نفسها من التراث القانوني العالمي، مما سبب التآكل التدريجي للمبادئ التي تحمي كرامة الإنسان فضلا عن الحريات العامة، وذلك باسم الحرب على الإرهاب التي لم تسلم أوروبا من تبنيها.
نفاق وازدواجية
وقد فتحت "الحرب على الإرهاب" مجالا غير محدود من الاستغلال السياسي، سهل تجريم الأصوات المعارضة، وأصبح عذرا لا جدال فيه لتحرير الدول أنفسها من التراث القانوني العالمي.
وهكذا سقط القانون الدولي تحت أنقاض غزة وهو يتألم -كما يقول المحامي- بعد أن بلغ "إضفاء الطابع الحيواني" على السكان المدنيين في قطاع غزة من قبل أحد وزراء بنيامين نتنياهو، قمة التقول بتجريد السكان من إنسانيتهم لتشريع ضربهم أو قتلهم.
وعلى هذا الأساس، فإن الكرامة التي تشكل جوهر الإنسان وعالميته، تُهدم دون أن يتأثر من ينبغي أن يكونوا حراسها، إذ تعتبر إسرائيل أن القانون عندما يحمي الآخرين، يعد عائقا أمام ما تريده، وهو الموقف الذي صدقت عليه واشنطن وباريس قبل تأهيله بالدعوة إلى عدم استهداف المدنيين.
وخلص الكاتب إلى أن النفاق وازدواجية الزعماء وأصدقائهم التجار، عجل بوصول القانون إلى نهايته، كما أن الدول الغربية، بتشجيعها لإسرائيل في المعركة التي تقدمها بأنها "حضارية"، قد أضرت بالقيم المشتركة للإنسانية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
عندما وصلت عائلة ظريفة نوفل إلى بيروت مع ابنتها حليمة لإجراء عملية جراحية في رأسها، كانت أول رغبة لها هي التوجه إلى البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لها، كان البحر رفيقاً دائماً في حياتها في غزة قبل أن تجتاحها الحرب.
اعلانوقالت ظريفة: "في اللحظة التي شممت فيها رائحة البحر، شعرت بالسلام الداخلي، كما لو كنت في غزة". لكن سرعان ما تحولت هذه اللحظات الهادئة إلى مذكرات مريرة عن الدمار الذي جلبته الحرب إلى حياة الطفلة ومن حولها.
وأما حليمة، التي كانت في السابعة من عمرها، كانت قد أصيبت بشظايا صاروخية شديدة في غزة. وعندما تم نقلها إلى المستشفى، ظن الأطباء أنها قد فارقت الحياة. كانت حالتها مروعة: جمجمتها مكسورة، وجزء من دماغها مكشوف. لكن بعد أيام من الاحتجاز في المشرحة، اكتشفت العائلة أنها على قيد الحياة، رغم الجروح البالغة. ثم تم نقلها لاحقاً إلى لبنان لتلقي العلاج، حيث أُجريت لها عملية جراحية ناجحة في المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت.
أطفال من غزة ينضمون لمخيم صيفي في لبنانBilal Husseinومع تحسن حالتها في لبنان، بدأ الوضع يتدهور في هذا البلد أيضاً. فقد اندلعت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، مما جعل العائلات الفلسطينية التي كانت تأمل في العثور على السلام في لبنان، تجد نفسها في حرب جديدة. قالت ظريفة: "لبنان ليس مجرد بلد آخر بالنسبة لنا، إنه أخت لغزة. نحن نعيش أو نموت معاً." كان أطفال غزة، الذين كانوا يهربون من الحرب، يجدون أنفسهم مرة أخرى في خضم صراع لا يرحم.
في تلك الأيام، بدأت عائلة نوفل وأطفال آخرون يعانون من الضغط النفسي الناتج عن القصف المستمر بالهرب إلى غرفة المعيشة في الفندق لحماية أنفسهم من الزجاج المتناثر بفعل الانفجارات. وكانت أصوات القصف تُعيد لهم ذكريات الحرب في غزة، مما جعلهم يتنبهون إلى ما هو قادم، لكنهم كانوا عاجزين عن الهروب من هذا المصير. حليمة، التي كانت قد بدأت في التكيف مع حياتها الجديدة، عادت لتعيش الخوف ذاته الذي عاشت فيه في غزة.
حصيلة ضحايا الحرب في غزة بحسب تقرير يعود للأمم المتحدةورغم هذه الظروف الصعبة، تمسك الأطفال بحلم العودة إلى حياة طبيعية. ومن خلال دعم الأطباء اللبنانيين، الذين كانوا يتعاملون مع جروحهم بكل خبرة، بدأ الأمل يعود إلى قلوب هؤلاء الأطفال المكلومين. قالت ظريفة: "في بيروت، كان لدينا الأمل في الشفاء، لكن الوضع في لبنان أصبح صعباً جداً. كنا نريد فقط أن نعيش بسلام".
ومع تصاعد القتال في لبنان، توقفت حملة العلاج التي كان يقودها الدكتور غسان أبو سيتة، وهو جراح بريطاني فلسطيني، من أجل علاج أطفال غزة. قال أبو سيتة: "الجروح التي يعاني منها الأطفال في لبنان تشبه تماماً تلك التي عانوا منها في غزة. الحرب لا تستثني الأطفال".
أطفال غزة يتلقون العلاج في لبنانHussein Mallaفي الوقت عينه، استمرت العائلات الفلسطينية في بيروت في التمسك بالأمل، عازمة على البقاء في لبنان رغم كل ما يواجهونه، عسى أن يعود السلام يوماً ما.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أطفال غزة للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء وسط حالة طوارئ وحرب مدمرة.. أطفال غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال في خان يونس غزةضحاياإسرائيلجرحىأطفاللبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات على الضاحية الجنوبية بعد مقتل 7 جنود إسرائيليين.. وحزب الله يضرب قاعدة الكرياه وسط تل آبيب يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي بصدد إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع السنغال وسط انتقادات محلية يعرض الآن Next روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان يعرض الآن Next بوينغ تواجه صعوبة في الوفاء بموعد تسليم الطائرات لزبائنها.. وإضراب العمال يعقّد من المهمة يعرض الآن Next فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في نهر السند بباكستان اعلانالاكثر قراءة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانغزةروسياالحرب في أوكرانيا معاداة الساميةحكم السجنمحكمةسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024