نحب جميعا أن نتحلى بالأسرار، خاصة إذا كانت هناك تفاصيل مثيرة. لكن علماء اكتشفوا أن الكثيرين منا سيتحملون ألما جسديا كبيرا للكشف عن المعلومات التي نعرف أنها بلا معنى إلى حد ما.

ووجدت دراستهم أنه بالنسبة لما يقرب من نصف المشاركين الأربعين، يبدو أن "ألم الجهل" أسوأ من وضع جهاز ساخن مؤلم للغاية على أذرعهم.

وأتيحت للمشاركين فرصة ربح المال عن طريق قلب عملة متحركة على شاشة الكمبيوتر.

وإذا وافقوا على تحمل الجهاز، فيمكنهم معرفة مقدار الأموال التي سيربحونها إذا ظهرت العملة باللون الأحمر أو الأزرق. وعلى العكس من ذلك، يمكنهم اختيار تجنب الألم وعدم المعرفة - ولكن بشكل حاسم سيحصلون على المكاسب نفسها.

ويبدو أن حالة عدم اليقين تزعج الناس لدرجة أنهم كانوا على استعداد لتحمل الألم لسحقه، وفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Proceedings of the Royal Society B.

إقرأ المزيد باحثة تزعم ابتكار "كلمة الشتم المطلقة في العالم" باستخدام خوارزمية الكمبيوتر!

واستنتج معدو الدراسة، بقيادة البروفيسور ستيفان بود من جامعة ملبورن، ما يلي: "لقد أظهرنا أن المشاركين غالبا ما تقبلوا الألم الشديد للحصول على هذه المعلومات غير المفيدة. يشير هذا إلى أن "ألم الجهل" قد يكون أحيانا أكثر كرها من الألم الجسدي الفعلي".

وتوصل الباحثون إلى مقدار الألم المنخفض والمتوسط والمرتفع لكل شخص في التجربة عن طريق وضع الجهاز على أذرعهم وتسخينه.

وكان احتمال اختيار شخص ما لمعرفة المعلومات أقل عندما كان الألم أعلى.

وكان المشاركون أكثر ميلا إلى الموافقة على الألم عندما يكون متوسط المبلغ النقدي المعروض أعلى، وهو ما يبدو أنه يزيد المخاطر.

ومع ذلك، لم يكن اختيار الألم منطقيا في أي وقت، حيث كان كل شخص يعلم أنه سيحصل على مكاسب تصل إلى 5 جنيهات إسترلينية بغض النظر.

ومع ذلك، يُعتقد أن اختيار الألم قد يقلل من الشعور بعدم اليقين والقلق.

وهناك أيضا دليل على أن البشر لديهم رغبة قوية في معرفة النتيجة المحتملة لأي حدث في أسرع وقت ممكن، حتى لو لم يتمكنوا من تغييره.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا بحوث

إقرأ أيضاً:

زيارة تحذيرية.. لماذا تواجد البارزاني في بغداد بعد 6 سنوات من القطيعة؟

أجرى مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق، زيارة إلى بغداد وصفت بالتاريخية والمؤثرة، وذلك بعد 6 سنوات من القطيعة جراء خلافات عميقة مع المسؤولين العراقيين، والقادة السياسيين الشيعة منهم.

زيارة البارزاني، الأربعاء، استمرت لمدة يومين التقى فيها كل المسؤولين والزعامات السياسية، فضلا عن حضوره اجتماعات للإطار التنسيقي الشيعي، والقوى السنية بشكل منفصل، واجتماعا لتحالف إدارة الدولة المشكّل من جميع القوى المشاركة في الحكومة الحالية.

وكان لافتا في لقاءات البارزاني حضور عدد من زعماء المليشيات التي طالما أطلقت تهديدات باتجاه أربيل، واتهمتها بأنها تضم مراكز للموساد وآلاف الإسرائيليين، ولاسيما أبو آلاء الولائي، زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" الموالية لإيران.


زيارة تحذيرية
وبخصوص تواجد البارزاني في بغداد، قال المحلل السياسي العراقي غانم العابد، إن "الزيارة موضوعها يتجاوز الخلافات بين المركز والإقليم، على اعتبار أن هناك زيارات سابقة لمسؤولي الإقليم تكللت بالنجاح، لكن العراق يعيش الآن أوضاعا صعبة جدا ومشكلات كثيرة".

وأوضح العابد لـ"عربي21" أن "من هذه المشكلات هو منصب رئيس البرلمان- المخصص للمكون السني حسب العرف السياسي السائد في البلاد بعد عام 2003- الذي لا يزال شاغرا بعد مرور ثمانية أشهر على إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي".

ولفت إلى أن "العراق يعاني اليوم من انقسامات داخل جميع المكونات، وأن زيارة البارزاني تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال لملمة الوضع الداخلي، والأيام المقبلة ستكشف لنا نتيجة الحلول التي جرى طرحها أثناء تواجد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني".

ورأى العابد أن "اللقاءات التي جرت مع تحالف إدارة الدولة وقوى الإطار التنسيقي بحضور عدد من زعماء المليشيات شيء طبيعي كونهم جزء من حكومة محمد شياع السوداني ولديهم وزارات فيها".

وبيّن أن "من دوافع الزيارة هو تهديدات المليشيات باستهداف الوجود الأميركي في حال اندلعت الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، والمخاوف من اندلاع حرب شاملة بالمنطقة، وأن العراق إذا وصلته شرارة الحرب في ظل مشكلاته الداخلية، فإن نتائجها عليه ستكون كارثية".

وبحسب العابد، فإن "ما تسرب عن خلال زيارة البارزاني إلى بغداد هو الحديث عن أن المليشيات إذا استهدفت الوجود الأميركي، فإن العراق قد يتعرض إلى عقوبات سياسية أو اقتصادية، أو يعيش عزلة كما حصل بعد غزو الكويت عام 1990".

وتابع: "لذلك كانت زيارة البارزاني تحذيرية، على اعتبار أن إقليم كردستان يعد الطرف العراقي الأقرب إلى الولايات المتحدة الأميركية من بين باقي الأطراف العراقية".

وأكد العابد أن "قسم من المليشيات لا تسعى إلى التصعيد مع الولايات المتحدة، بينما (كتائب سيد الشهداء، وحزب الله، والنجباء) تسعى للتصعيد، وبالتالي ليس بالإمكان القياس أن البيت الشيعي أو الإطار التنسيقي مجمع على رأي واحد حيال ما يجري في المنطقة".


إحراج الخصوم
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، إياد العنبر، إن "الفرقاء السياسيين لم ينقطعوا يوما عن الذهاب إلى أربيل سواء خلال فترة الانتخابات أو تشكيل الحكومة، لكن زيارة البارزاني دافعها الأكبر هو إجراء وساطة بين السنة لحسم ملف رئيس البرلمان".

واستبعد العنبر في حديث لـ"عربي21" أن "الملفات الإقليمية تستحق تواجدا من البارزاني في بغداد لإجراء لقاءاته مع القوى السياسية كلها، وإنما يكتفي بالإطار التنسيقي فحسب، لكن ثمة دوافع شخصية أيضا وراء الزيارة".

ورأى الخبير العراقي أن "الزيارة تأتي للتأكيد أن البارزاني هو الرقم الأصعب في المنظومة السياسية الحاكمة بعد عام 2003، خصوصا أنه أحد الآباء المؤسسين لها، وبالتالي يجب قراء تواجد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا السياق".

ولفت إلى أن "قرار قصف أربيل من الفصائل المسلحة يتعلق بالدرجة الأولى والأخيرة بالموقف الإيراني، وبالتالي فإن هذا الأمر يحسم من خلال ذهابه إلى طهران في حال كانت هناك خشية لدى البارزاني من أي استهداف للإقليم دفعته إلى بغداد، كما يطرح البعض".

وأشار إلى أن "البارزاني بقدومه إلى العاصمة بغداد، واللقاءات التي أجراها، أحرج جميع خصومه الذين يتهموه بأنه ضمن محور التطبيع مع إسرائيل وأن الموساد متواجد في إقليم كردستان العراق".

وأردف: "من كان يتفاخر بقضية قصف أربيل، كانوا جالسين أمام البارزاني ليس على مستوى الندية، فقد كان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الأبرز خلال اللقاءات التي جرت في بغداد".


وكان السياسي العراقي، مشعان الجبوري، أكد خلال مقابلة تلفزيونية، الخميس، إن البارزاني، ابلغ قيادات الإطار التنسيقي، ان الحصار الأمريكي، سيفرض على العراق اذا تعرضت مصالح واشنطن لاعتداءات.

وأضاف أن البارزاني أبلغ قادة الاطار التنسيقي ايضا ان أمريكا تستطيع إيقاف تدفق الدولار إلى العراق وتسبب ضررا للبلاد، ولكن الأخير غير قادر على خلق أي ضرر للولايات المتحدة.

بدوره، قال البارزاني خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني وبعض قادة الأحزاب والكتل السياسية، إن "زيارتي لبغداد هدفها تعزيز الجهود التي بذلها رئيس الوزراء وأدت إلى انفراجة حقيقية بين الحكومة الاتحادية والإقليم".

وأضاف الزعيم الكردي أن "حوارنا كان بنّاءً فيما يتعلق بالوضعين الداخلي والإقليمي وكانت وجهات نظرنا متطابقة، وأن رئيس الوزراء السوداني يقود الدولة بنيّات أوصلتنا إلى هذا الوضع المريح".

مقالات مشابهة

  • «الأونروا»: أهالي القطاع يعيشون صراعا يومياً من أجل البقاء
  • اليقين بالنصر.. لافتات عاشوراء ترتفع فوق منازل دمرها القصف الإسرائيلي بلبنان (صور)
  • الأونروا: سكان غزة يواجهون نزوحا جديدا وسط استمرار المخاوف
  • زيارة تحذيرية.. لماذا تواجد البارزاني في بغداد بعد 6 سنوات من القطيعة؟
  • فوائد وأضرار العنب: نظرة شاملة على الفواكه الصحية المثيرة للجدل
  • لماذا منح البريطانيون حزب العمال الأغلبية لحكم البلاد؟
  • عكس أوروبا.. لماذا توجهت بريطانيا يسارًا نحو العمّال؟
  • سحب نوع زيت شهير في أمريكا.. لماذا تم حظر الزيت النباتي المبروم؟
  • الحريديم يتعهدون بتحدي التجنيد الإجباري.. نفضل الموت على الخدمة في الجيش
  • لماذا يجب أن يكون تفاح الورد جزءًا من نظامك الغذائي؟