باريس- تتسارع الأخبار بشأن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الذي دخل يومه الـ 65، وبين كل العناوين والأرقام التي تقدمها النشرات، يبقى أطفال غزة في مقدمة ضحايا قصف الاحتلال.

وبينما تتفاقم الأزمة الإنسانية مع مرور الوقت، أشارت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ألكسندرا ميردوش لضرورة وصول آمن وغير مشروط للمساعدات بكل أنحاء القطاع لتوفير احتياجات الأطفال والمدنيين.

وقالت ميردوش -في حديثها للجزيرة نت- إن أطفال هذا القطاع المحاصر يعانون من نفاد المياه النظيفة، وغياب وسائل العلاج اللازمة لحمايتهم من شبح الموت الوشيك جراء انتشار الأمراض.

كما أكدت المتحدثة باسم المنظمة الدولية عدم وجود أي مكان آمن في القطاع، على عكس ما يدعيه الجيش الإسرائيلي، أو تدابير الحماية الضرورية لتلبية احتياجات كل الشعب الفلسطيني. وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته معها الجزيرة نت.

ما الدور الذي تقوم به اليونيسيف حالياً لإنهاء معاناة أطفال غزة؟ وهل عمل المنظمات الدولية كافٍ لسد الاحتياجات الأساسية لسكان هذا القطاع المحاصر؟

تعمل اليونيسيف على مدار الساعة مع مختلف الأطراف والدول المعنية بهذا الشأن، وقد أطلعت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية.

كما دعت كل الجهات إلى الالتزام بالقرار 2712 الذي يدعو إلى إقامة هدن وممرات إنسانية، لتوفير وصول آمن وغير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى كل قطاع غزة، من جنوبه إلى شماله.

ومن جهتنا، نؤكد على الدول ذات الصلة ضرورة الدخول الفوري للإمدادات اللازمة للنقل بالشاحنات بما في ذلك الوقود، وتحلية وضخ المياه وإنتاج الدقيق.

كما توجد منظمتنا في الميدان من خلال فرق تعمل في ظروف معقدة وخطرة للغاية، لتقديم المساعدة الممكنة لإنقاذ حياة الأطفال وأسرهم، مثل المياه والغذاء والإمدادات الطبية ومستلزمات النظافة والملابس الشتوية والبطانيات.

ونعتبر أن القيود والتحديات المفروضة على إيصال هذه المساعدات إلى قطاع غزة حكم إضافي آخر بالإعدام على الأطفال، خاصة وأن الكميات التي يتم إدخالها ليست كافية على الإطلاق مقارنة بمستوى الحاجة.

ومع استمرار القصف ونقص الوقود، أصبح توزيع المساعدات العاجلة بمثابة تحدٍّ يومي يساهم في انهيار النظام الإنساني ودفع السكان نحو حافة اليأس، لا سيما في ظل الضغط الشديد الناجم عن التدابير المفروضة بعد انتهاء الهدنة.

هل ستقومون بتدابير تجبرون من خلالها إسرائيل على مراعاة واحترام حقوق الطفل في غزة؟

مما لا شك فيه، ستواصل منظمتنا دق ناقوس الخطر بشأن حقوق أطفال غزة والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لاعتباره السبيل الوحيد لضمان عدم قتل المزيد منهم والوصول بأمان إلى المواطنين وتزويدهم بالأساسيات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

ويتمثل دورنا في التأكد من أن العالم يعرف العواقب والالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، كما نكرر دعوتنا للأطراف المتنازعة إلى الاحترام الفوري والكامل لهذا القانون وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك مبادئ الضرورة والتمييز والحيطة والتناسب.

كيف تصفين الوضع الإنساني في غزة بعد مرور شهرين على الحرب؟

نؤكد أن لا مكان آمنا في غزة اليوم، وبكل المقاييس التي يمكنك التفكير فيها، فإن وضع الفلسطينيين المدنيين في القطاع المحاصر كارثي، لقد فقدت العائلات كل ما تملك بالفعل، ونزح 80% من السكان الذين يضطرون إلى الانتقال جنوباً، إلى مساحات صغيرة مكتظة، دون توفر أي من الضروريات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

ونحن نعي الخطر المميت على الأطفال نتيجة غياب ونفاد المياه النظيفة الآمنة، مما يدفعهم إلى شرب المياه القذرة والمالحة والتعرض للإصابة بالأمراض، فضلا عن افتراش الناس أرضيات خرسانية عارية في البرد والعراء، ومعاناة 1.1 مليون طفل في قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي.

وقد أدى الصراع المستمر إلى تفاقم الضغط على النظم الصحية، وحتى فترة ما قبل الحرب، كانت امرأة واحدة من كل 4 حوامل تواجه حالات شديدة الخطورة، حيث كان فقر الدم يؤثر على 25% منهن، وتحدث الولادة المبكرة في 23% من الحالات.

كما أن عمليات خدمات الرعاية الصحية الأولية محدودة التغطية، نظرا لمشاكل الوصول، وهي تعمل بمستويات دون المستوى الأمثل. ومع تعطل خدمات التحصين، أصبح خطر تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات أمراً وشيكاً.

وتؤدي ندرة المياه والصرف الصحي غير الآمن إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض، وخاصة الإسهال المزمن بين الأطفال، كما أن مياه الآبار الزراعية قليلة الملوحة تعرضهم لمواد كيميائية ضارة ومستوى عالٍ من الملوحة، مما يهدد بشكل خاص صحة الفئات الضعيفة مثل حديثي الولادة والأطفال والنساء.

والواقع أن الفرق الطبية لاحظت ارتفاعا في حالات اضطرابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ) بما في ذلك بين الأطفال دون سن الخامسة، وحقيقة أن تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر المتوسط يزيد من هذه المخاوف.

وكان ما يقرب من 30 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة يعانون من توقف النمو، في حين كان أكثر من 7600 طفل يعانون من الهزال. واليوم، أدى القصف المستمر إلى إيقاف خدمات الوقاية والفحص والعلاج لسوء التغذية المنقذة للحياة، والتي كانت تصل في السابق إلى 340 ألف طفل دون سن الخامسة.

وبالتالي، نتوقع أن معدل هزال الأطفال، وهو أكثر أشكال سوء التغذية التي تهدد حياة الأطفال، سيرتفع خلال الأشهر القليلة المقبلة بنسبة 30% تقريباً. في حين، قد يعاني ما يصل إلى 5 آلاف منهم من الهزال الشديد ويتعرضون إلى فقدان الوزن الخطير وضعف الجهاز المناعي الحاد.

وتعتبر هذه التوقعات متحفظة، لكن كلما طال أمد الحصار ارتفعت احتمالية إثبات هذه الأرقام على أرض الواقع.

ما أول الأمور التي أثارت انتباهك عند زيارتك للقطاع؟

أخبرنا الزملاء الذين التقوا الأطفال أن هناك بأشياء لا يمكن وصفها ولا ينبغي لأي طفل أن يتحملها، فهناك من فقد أطرافه، ومن يعاني من حروق من الدرجة الثالثة، فضلاً عن آخرين غير قادرين على التحدث بسبب الصدمة الشديدة لما شهدوه.

بالإضافة إلى ذلك، وصف الزملاء ما شاهدوه بالقول إن الناس ينامون في الخارج على الأرض، ويتكدسون معا في أماكن محدودة المساحة، ويحاولون البقاء على قيد الحياة.

القصف الإسرائيلي يستهدف المنشآت الصحية والمدارس، ما موقفكم من الحياة المأساوية المليئة بالدم والقتل التي يعيشونها أطفال غزة اليوم؟

نؤكد أن الهجمات على المرافق الطبية والمدارس غير مقبولة، وتشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، وهي أمور لا يمكن التغاضي عنها.

كما لا يجوز أبداً إنكار الحق في طلب المساعدة الطبية، خاصة في أوقات الأزمات والحروب، وقد تعرضت العديد من المستشفيات للقصف أو أغلقت بسبب نقص الوقود والأدوية.

أما أولئك الذين ما زالوا يعملون، فيتعرضون لضغوط هائلة ولا يمكنهم سوى تقديم خدمات طوارئ محدودة للغاية، وجراحات منقذة للحياة وخدمات العناية المركزة.

ويهدد نقص المياه والغذاء والوقود سلامة آلاف النازحين، بما في ذلك النساء والأطفال، الذين لجؤوا إلى المستشفيات والمناطق المحيطة به.

ما رأيك فيما يدعيه الجيش الإسرائيلي بأنه "مناطق آمنة" للنزوح إليها؟ وهل ستقفون عند الدعوات لفتح ممرات للمدنيين؟

أريد الإشارة مرة أخرى إلى أنه لا وجود لمناطق آمنة في قطاع غزة، واليونيسيف تعارض بشدة إنشاء ما يسمى "المناطق الآمنة" لأن هذا غير صحيح ولا وجود له. ومن جهة أخرى، لا تمتلك المناطق المقترحة البنية التحتية أو تدابير الحماية اللازمة لتلبية احتياجات هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين.

إن المدنيين الذين يختارون البقاء في مناطقهم ومنازلهم يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي، ويجب حمايتهم، والسماح لأولئك الذين قرروا الانتقال بالقيام بذلك بشكل آمن. لكن مع ذلك ـكما ذكرنا أعلاهـ لا يوجد مكان آمن في غزة ولا مكان يذهب إليه المدنيون.

وبالتالي، نرى أن الطريقة الوحيدة لمنع المزيد من الوفيات والقدرة على الوصول إلى المدنيين بشكل آمن ومستدام تكون من خلال وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ما ردكم على الجهات التي تنتقد غياب دور المؤسسات الدولية التي من المفترض أنها تعنى بحقوق الإنسان؟

يشاهد العالم بأسره ما يحدث من دمار وهو يشعر بالعجز، ويتطلع إلى المؤسسات الدولية لمعرفة ما تفعله، وهو أمر نتفهمه بالطبع.

وبدورنا، نؤكد من خلال موقع الجزيرة نت أننا نوجد في القطاع ونقدم المساعدات منذ بداية الحرب، وحتى قبلها، وسنواصل فعل ذلك بفضل فرقنا الموجودة هناك استجابة لاحتياجات الأطفال العاجلة، ولكننا في الوقت ذاته نقول إن الكميات التي يتم إدخالها اليوم غير كافية على الإطلاق مقارنة بالكميات المطلوبة.

ويقع على عاتقنا ضمان أن يعرف زعماء العالم العواقب المترتبة على هذه الأوضاع حتى يتم فرض وقف إطلاق النار. وفي حال حدوث العكس، سنرى المزيد من أطفال غزة يفارقون الحياة، وهو أمر لا يمكننا السماح بوقوعه.

هل تلقيتم أي تهديدات أو مضايقات من الجانب الإسرائيلي خلال ممارسة عملكم في غزة؟

نحن قادرون على القيام بعملنا في غزة دون تهديدات، ولكن الظروف الحالية والقتال وعدم إمكانية الوصول للمدنيين تجعل من المستحيل بالنسبة لنا تقديم المساعدات بالكميات المطلوبة وبطريقة مستدامة للوصول بأمان إلى المحتاجين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بما فی ذلک أطفال غزة قطاع غزة من خلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس توضح حول مستجدات صفقة التبادل.. ويدعو العرب والمسلمين لاغاثة غزة

#سواليف

عقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت، مؤتمرا صحفيا حول تطورات حرب التجويع التي يشنّها العدوّ الصهيوني ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.

وقال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن الاحتلال الصهيوني يواصل لليوم (267) عدوانه الوحشي وحرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في قطاع غزَّة، وارتكابه أبشع المجازر والقتل والقصف الهمجي، وتدمير كلّ مقومات الحياة فيها.

وأضاف حمدان أن الاحتلال النازي يمعن في إغلاق كافة المعابر، شريان الحياة لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، ممّا عمَّق المأساة الإنسانية التي يعيشونها منذ ما يقارب تسعة أشهر، وأصبحت حالات الموت جوعاً حقيقة لا مجازاً تحدث في قطاع غزَّة، خصوصاً في محافظتي غزَّة والشمال.

مقالات ذات صلة مظاهرة في نيويورك ترفع صور السنوار 2024/06/29

وأكد حمدان أن الوضع في محافظتي غزة والشمال بات مأساوياً وينذر بارتقاء الآلاف من الشهداء بسبب الجوع وانعدام الغذاء والماء ومقوّمات الحياة، حيث يمنع العدو إدخال المساعدات، بل ويستهدف ويحرق ما يدخل منها، ممَّا يغرق السكّان، في حالة مجاعة كبيرة، فلا مكان آمناً، ولا توفّر لأبسط مقوّمات الحياة، لا غذاء، لا ماء، لا دواء.

ولفت حمدان إلى التقديرات الأممية تشير إلى أنَّ 70٪ من أبناء قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحقيقي، فيما يعاني الأطفال بشكل خاص من أمراض سوء التغذية وضعف المناعة، كما أكدت منظمات وهيئات دولية عديدة أنَّ أبناء قطاع غزَّة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يحتاجون إلى 500 شاحنة مساعدات على الأقل يومياً، متابعا: “ونظراً إلى عدم وصول هذا العدد من الشاحنات، فإنَّ هذا يعني أن:

جميع سكان القطاع، أي 2.3 مليون نسمة، يعانون اليوم من حالة انعدام الأمن الغذائي. أنَّ 346 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. أنَّ 50400 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. أنَّ 160,000 امرأة حامل ومرضعة تحتاج إلى تغذية إضافية لتجنّب سوء التغذية.

وقال حمدان إن تقارير دولية لخبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة وأربعة بلدان مانحة، نشرت يوم الإثنين 25/6/2024م، حذّرت من:

استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الصهيوني. أفادت أكثر من نصف الأسر الغزية بعدم وجود طعام لديها في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسر أياماً ولياليَ كاملة دون تناول أيّ طعام. نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعاً.

وبيّن حمدان أن سياسة الحصار الظالم وإغلاق المعابر التي فرضها الاحتلال، أدت إلى أزمة السيولة النقدية ومنع وصول المال إلى سكّان القطاع، ممّا أثّر بشكل واسع على جهود الإغاثة وقدرة النَّاس على شراء ما يحتاجونه من مواد غذائية، وعمَّق حالات المجاعة في قطاع غزَّة، مشيرا إلى أن الاحتلال يعيق وصول المساعدات من خلال فرض حصار عسكري شامل، وهو ما يشكّل عقاباً جماعياً، حيث يسيطر الاحتلال على جميع المداخل البحرية والجوية والبرية، ويمنع وصول المساعدات والمواد الإغاثية.

وقال حمدان إن الاحتلال يتبع سياسة التدمير المُمنهج الهمجي لمعظم الطرقات ومعدّات الطاقة والمياه والنظافة والصرف الصحي.

وأضاف حمدان: “الاحتلال يشن الهجمات على عمَّال الإغاثة والمسؤولين عن تأمين وصول المساعدات، من شخصيات مجتمعية ورؤساء بلديات، وجمعيات ومؤسسات وجمعيات ولجان طوارئ، حيث قتل الاحتلال الصهيوني 364 من العاملين في المجال الصحي، و165 من العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة، و8 من العاملين في المجال الإنساني التابعين للمنظمات غير الحكومية، كما أن حكومة الاحتلال الفاشية تتجاهل الإخطارات الواردة من الجهات الفاعلة الإنسانية، ممَّا يجعل عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات في غاية الخطورة”.

وتابع حمدان: “لا يوجد مكان آمن في غزَّة، وقد أصدر جيش الاحتلال النازي للسكّان عدَّة أوامر بالتنقل، فيما يسمَّى بالأماكن “الآمنة”، لكن لم يثبت أنَّ أيّاً منها آمن! حيث هاجم جيش الاحتلال هذه الأماكن وقتل المئات ممَّن لجأوا إليها”.

واعتبر حمدان أن سياسة التجويع واحدة من أساليب الحرب الأكثر وحشية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، وتستهدف هذه السياسة المدنيين الأبرياء، وتعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا سيّما اتفاقيات جنيف.

وبيّن حمدان أن الاحتلال يهدف من وراء هذه السياسة إلى الضغط على أهلنا في قطاع غزَّة وكسر إرادتهم من خلال تجويعهم وإذلالهم، في محاولة لفرض بدائل تتماهى مع سياسات الاحتلال لإدارة حياة المواطنين، كما أعلن وزير الحرب المجرم يوآف غالانت، وهي السياسة التي أفشلها شعبنا.

وأشار حمدان إلى تصاعد سياسة التجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشية ضد الأسرى الأبطال، وبشكل غير مسبوق منذ وصول المجرم بن غفير إلى منصبه، الذي يتباهى بشكل وقحٍ بكميَّة الطعام القليلة والرَّديئة التي تقدّم للأسرى، وأنَّها تأتي لـ”ردع” الأسرى، في انتهاكٍ صارخٍ لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدّولي لحقوق الإنسان واتفاقيات ولوائح حقوق الأسرى، مشيرا إلى أن الأسير الفلسطيني داخل سجون ومعسكرات الاعتقال والاحتجاز الصهيونية، بات ينتظر الطعام وهو جائع، ويُنهي وجبته وهو جائع، وينتظر الوجبة التالية وهو جائع، وهكذا على مدار شهور الاعتقال.

ولفت حمدان إلى أن تقارير حقوقية وأممية أظهرت حالات مروّعة لتجويع الأسرى المعتقلين والمحتجزين خصوصاً من قطاع غزَّة، عبر تقنين كمية ومستوى الطعام المقدّم إليهم، وقد شاهد العالم صور العديد من الأسرى والمحتجزين الذين فقدوا وزنًا بشكل كبير بعد أشهر قليلة من اعتقالهم.

وحمّل حمدان الإدارة الأمريكية ومسؤولوها السياسيون، بدءاً من الرَّئيس “بايدن” المسؤولية المباشرة، السياسية والأخلاقية والإنسانية عن الأوضاع الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وعن حالة المجاعة الخطيرة التي اتسعت دائرتها في كامل القطاع.

وقال حمدان: “الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية بسبب كذبها وتضليلها للرَّأي العام حول حقيقة حرب الإبادة الجماعية والتّجويع والتعطيش في قطاع غزَّة من جهة، وبسبب مواصلتها تغطية هذه الجرائم الصهيونية، وإمداد الاحتلال وجيشه المجرم بالدَّعم العسكري والسياسي والدبلوماسي، للاستمرار في الإبادة والحصار الخانق على المدنيين العزَّل في القطاع”.

وأشار حمدان إلى أن الميناء العائم الذي قامت بإنشائه الإدارة الأمريكية على ساحل غزَّة لم يكن إلا دعاية واستعراضاً سياسياً لحفظ ماء وجه هذه الإدارة الأمريكية الشريكة مع الاحتلال في قتل وحصار وتجويع شعبنا، فهذا الميناء لم يحل مشكلة نقص الإمدادات الغذائية، بل إنَّ مستويات المجاعة ارتفعت أكثر بوجوده.

وجدد حمدان التأكيد على ضرورة الإسراع في فتح معبر رفح، وإلزام الاحتلال بالانسحاب الفوري منه، فهذا المعبر كان وسيبقى فلسطينياً مصرياً خالصاً، ولن يكون فيه للاحتلال أيّ سلطة عسكرية أو أمنية أو غيرها.

وتابع حمدان: “نتطلّع إلى عمقنا العربي والإسلامي، من أجل التحرّك الفاعل والعاجل على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والإنسانية والحقوقية، واتخاذ خطوات جريئة في نصرة وإغاثة شعبنا، وكسر كل القيود التي صنعها الاحتلال وداعموه من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، وإلزام الاحتلال بفتح معبر رفح، وتسيير قوافل إغاثية وطبية وإنسانية، لإغاثة أهلنا في كامل قطاع غزَّة، ومنع موتهم جوعاً وعطشاً ومرضاً”.

وأضاف حمدان: “نتوجّه بشكل خاص إلى مؤسسات العمل الخيري والإنساني الداعمة لفلسطين في عالمنا العربي والإسلامي والعالم إلى تكثيف جهودها ومبادراتها العاجلة، لتعزيز كل أشكال التبرّعات والمساعدات لإنقاذ أهلنا في غزَّة، وتحدّي كل عراقيل وسياسة تجفيف منابع الطعام التي يشنّها الاحتلال”.

وحول اتفاق الهدنة، قال حمدان: “الموقف الحقيقي لنتنياهو وحكومته المتطرّفة، لازال يتسم بالمراوغة والتهرّب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقف دائم لإطلاق النّار، ولا بالانسحاب الكامل من قطاع غزَّة”.

وأضاف حمدان: “نتابع بأسف موقف الإدارة الأمريكية، التي تصرّ على تحميل حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرّغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب بايدن؛ من تأكيد على وقف إطلاق النَّار الدائم، والانسحاب الشَّامل، والإعمار، والتبادل، وعلى الرّغم أيضاً من ترحيب حماس بقرار مجلس الأمن”.

وأوضح حمدان: “لم يسمع العالم أيّ موافقة أو ترحيب من أيّ مسؤول في حكومة الاحتلال بخطاب بايدن أو بقرار مجلس الأمن.. وكلّ ما قيل عن ذلك جاء على ألسنة المسؤولين في الإدارة الأمريكية”.

وتابع حمدان: “يمكن القول: إنَّه لا جديدَ حقيقياً في مفاوضات وقف العدوان، وما يُنقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة، حتّى توافق على الورقة الإسرائيلية، كما هي دون تعديل عليها”.

وجدد حمدان التأكيد على أن حركة حماس جاهزة للتعامل بإيجابية مع أيّ صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر: وقفاً دائماً لإطلاق النَّار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزَّة، وصفقة تبادل حقيقية.

مقالات مشابهة

  • بتواطؤ مع الجزائر.. البوليساريو تعرض أطفال المخيمات للبيع في سوق النخاسة بأوروبا (صور)
  • بكين: على واشنطن التوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية
  • الناطق باسم "اليمنية" يكشف عن أسباب وصول الطائرات مطار صنعاء في أوقات متقاربة
  • ينتظرهم مستقبل مجهول.. مديرة إعلام «الأونروا» تكشف عن ظروف أطفال غزة الكارثية (تفاصيل)
  • غزة تموت جوعا| اليونيسيف: الوضع كارثي ومطالب بوقف النار لدخول المساعدات الإنسانية.. فيديو
  • "اليونيسيف": أكثر من 96% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي
  • الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين
  • حماس توضح حول مستجدات صفقة التبادل.. ويدعو العرب والمسلمين لاغاثة غزة
  • اليونيسيف تحذر من تدمير سلطات الاحتلال البنية التحتية الحيوية في الضفة الغربية
  • المتحدثة باسم اليونيفيل للحرة: الوضع يبعث على القلق