الدوحة – أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، امس الأحد، إن حركة الفصائل الفلسطينية “جزء من الخريطة السياسية الفلسطينية”، وإسرائيل “لا تستطيع إزالتها”.

جاء ذلك في كلمة له خلال جلسات النسخة الـ21 من “منتدى الدوحة”، الذي انطلق في العاصمة القطرية، الأحد، ويستمر يومين.

اشتية، أوضح أنه “من المهم جدا أن نعلم أن حركة الفصائل الفلسطينية جزء من الخارطة السياسية الفلسطينية، وإذا ادعت إسرائيل أنها ستزيل حركة الفصائل الفلسطينية، فهذا لن يحصل، ومرفوض بالنسبة لنا”.

وتابع أن “قلق الفلسطينيين الأساسي الآن ليس (بشأن) المستقبل، بل اليوم، نريد وقفا لهذه الإبادة التي نواجهها اليوم (في غزة)”.

وشدد اشتية، على أن تشكيل “المستقبل بحاجة إلى موافقة فلسطينية محلية”.

وأضاف “السلطة الفلسطينية لم تغادر غزة، وتوفر لها الكهرباء والماء والمعدات الصحية، ولم نتخل عن حركة الفصائل الفلسطينية”.

وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية فلسطينية، سيطرت حركة الفصائل الفلسطينية على غزة، في ظل خلافات لا تزال قائمة مع حركة “فتح”، بزعامة الرئيس محمود عباس.

ومنذ اندلاع الحرب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرارا أنه لن يقبل بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الحرب، وكشف عن رغبته في الاحتفاظ بـ”سيطرة أمنية” على القطاع.

ويتعارض موقف نتنياهو مع رغبة الولايات المتحدة في عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع.

وقدمت الولايات المتحدة لإسرائيل، منذ بداية الحرب، أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن، ما أثار انتقادات حادة لإدارة الرئيس جو بايدن، داخل وخارج البلاد.

اشتية، مضى قائلا: “لا نريد ترك غزة أو الضفة (الغربية)، نريد حلا سياسيا شاملا للمعاناة التي بدأت قبل 75 عاما (الاحتلال الإسرائيلي)، كل ما نحتاج إليه في المستقبل هو انتهاء الاحتلال (…) المشكلة أنه ليس لدينا شريك في إسرائيل”.

وأردف: “النزاع بجاجة إلى حل سياسي وليس حلا اقتصاديا ولا أمنيا. إسرائيل تريد طوال الوقت حلا أمنيا وفشلت في هذا الموضوع، والولايات المتحدة أيضا أثبت أنها فشلت”.

وأضاف “إسرائيل لم تحقق أي هدف سياسي اليوم (في غزة)، وإنما تقوم بالانتقام فقط وقتل أي شيء يواجهها”.

وأشار إلى “مقتل نحو 16 ألف فلسطينيا، نحو ثلثيهم من المدنيين أغلبهم أطفال ونساء، في غضون 60 يوما، بينما قُتل 7 آلاف أوكراني في الحرب مع روسيا خلال 600 يوم”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء السبت 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم سيواصلون الحرب، على أمل إنهاء سيطرة حركة الفصائل الفلسطينية لغزة، والقضاء على القدرات العسكرية، للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال.

وانتقد اشتية، أداء المحكمة الجنائية الدولية قائلا إنها “تؤخر محاكمة إسرائيل.. لطالما طالب الفلسطينيون عام 2014 و2017 بمحاسبة إسرائيل، لكن المدعي العام يصل للمنطقة فقط عندما تتعرض إسرائيل لهجمات”.

وتابع: “هذا غياب للعدالة، لذلك يجب وبشكل فوري أن يكون هناك تحقيق فوري بشأن ما تقوم به إسرائيل في الأرض الفلسطينية”.

وتنعقد النسخة الراهنة من “منتدى الدوحة” على مدار الأحد والإثنين، تحت عنوان “نحو بناء مستقبل مشترك”؛ لمناقشة أهم القضايا الراهنة، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في غزة.

ويشارك في المنتدى رؤساء دول وحكومات ومنظمات إقليمية ودولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حرکة الفصائل الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة

قال الدكتور محمد عزالعرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن السلوك الإسرائيلي منذ هجمات 7 أكتوبر اعتمد بشكل واضح على التصعيد العسكري، ما يعكس نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الأحداث.

التصعيد العسكري في غزة.. هدف لفرض السيطرة

وأوضح عزالعرب، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة اختارت التصعيد في غزة منذ اليوم التالي للهجمات بهدف فرض السيطرة على حركة حماس.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن هذا التصعيد يؤدي إلى إضعاف موقف حماس وبالتالي يفتح المجال لتقديم تنازلات في ملفات مثل تبادل الأسرى.

التصعيد يتجاوز غزة إلى الضفة الغربية

وأشار عزالعرب، إلى أن التصعيد الإسرائيلي لم يتوقف عند غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية، وفور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بدأ التصعيد في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين، وهذا التحرك، يبعث برسالة مفادها أن إسرائيل لا تزال ترفض تغيير سياستها في كافة الأراضي الفلسطينية.

التحفظ على الاتفاقات وتهديدات بتجدد التصعيد

لفت الدكتور عزالعرب، إلى أن الشخصيات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، مثل بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كانوا يعارضون الاتفاقات المبدئية لوقف إطلاق النار.

وهذه الشخصيات قد تحاول التراجع عن تلك الاتفاقات إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار، ما قد يؤدي إلى تجدد التصعيد في غزة.

إسرائيل: رفض السلام تحت الضغوط فقط

في ختام حديثه، شدد عزالعرب على أن إسرائيل تحت الحكومة الحالية ترفض فهم لغة السلام أو التفاوض السلمي إلا في ظل الضغوط الدولية أو الداخلية، كما ظهر من خلال التنازلات التي اضطرت الحكومة لتقديمها تحت تأثير الضغوط الأمريكية، وكذلك من الداخل الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • لدينا إشارات حول مشاكل في تنفيذ الاتفاق بين حركة الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.. لافروف يشير إلى خطط تل أبيب في المنطقة
  • حركة فتح تدعو حماس لتسليم الحكم في غزة إلى السلطة الفلسطينية
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • دعوة إسرائيلية لتجديد الحرب ضد حركة حماس.. عرشها قائم على 4 أرجل
  • سرقت وثائق من لبنان تتعلّق به.. إسرائيل تسعى لاغتيال شخصيّة بارزة هذه أبرز المعلومات عنها
  • إسرائيل تعيد شحنة مساعدات من «معبر رفح» وتستعد لسيناريو استئناف الحرب
  • حسام زكى: اليمين المتطرف فى إسرائيل الأقل مرونة تجاه القضية الفلسطينية
  • تعارض أهداف حماس وإسرائيل مشكلة لدى ترامب
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة