الجزيرة:
2025-04-01@19:09:04 GMT

الشهيد أبو علي مصطفى.. القائل عدنا لنقاوم لا لنساوم

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

الشهيد أبو علي مصطفى.. القائل عدنا لنقاوم لا لنساوم

أبو علي مصطفى مناضل فلسطيني من مواليد محافظة جنين عام 1938، اشتهر بانتسابه لحركة القوميين العرب وانحيازه للخط القومي التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واتخذ مواقف مناوئة للمجموعة اليسارية.

قاد الدوريات الأولى لتحرير فلسطين عبر نهر الأردن، وأعاد بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، ونسق النشاطات ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، واعتقل مرتين، وحاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، ونجحت في ذلك عام 2001.

عُرف أبو علي بزهده وحياته البسيطة، وكان ذا شخصية وحدوية جامعة، والتف حوله أقطاب النضال الفلسطيني على اختلاف مشاربهم الأيديولوجية، ودافع عن خيار عودته إلى فلسطين بعد اتفاق أوسلو، أمام سيل من الانتقادات الحادة التي تعرض لها من بعض رفاقه وزملائه في فصائل المقاومة التي رفضت الخيار السلمي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان يَعتبر أن ساحة المواجهة المركزية مع الاحتلال هي الداخل المحتل، وعليه الوجود فيها، وهو صاحب المقولة الشهيرة "عدنا لنقاوم لا لنساوم" وقد أردف ذلك بعمل متواصل لبناء تنظيمه وإعداده ميدانيا لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى اغتياله على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الأقصى.

أبو علي (يسار) يستقبل عام 1999 خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس (الفرنسية) المولد والنشأة

ولد مصطفى علي العلي الزِبري، الشهير بـ"أبو علي مصطفى" في بلدة عرّابة في محافظة جنين يوم 14 مايو/أيار 1938، أي قبل 10 سنوات بالتمام من إعلان إقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين.

وكان والده مزارعا في البلدة منذ عام 1948، بعد أن عمل في سكة حديد وميناء حيفا، وهو أحد المشاركين في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.

وأبو علي متزوج وله 5 أبناء، وهو الشقيق الأكبر لتيسير الزِبري، أحد قادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والأمين العام الأول لحزب الشعب الديمقراطي بالأردن (حشد) منذ تأسيسه سنة 1993.

الدراسة والتكوين العلمي

درس أبو علي المرحلة الأولى في بلدته عرّابة، ثم انتقل عام 1950 مع أسرته إلى عمّان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها.

كما خضع للدورة العسكرية لتخريج الضباط الفدائيين في مدرسة "أنشاص" المصرية عام 1965.

ياسر عرفات يستقبل أبو علي عام 1999 بالقاهرة بعدما سمحت له إسرائيل بالعودة (الفرنسية) التجربة السياسية والعملية

قبل أن يتفرغ للعمل الكفاحي، عمل أبو علي مراسلا في بنك الإنشاء والتعمير، وعمل في منجرة ومحل للزجاج وفي مصنع للكرتون، وفي أعمال أخرى بسيطة ومتعددة، وقد أسهم انتماؤه للفقراء والطبقة العاملة إسهاما عميقا في تكوين فكره وشخصيته وسلوكه، وأكسبه ذلك إحساسا فطريا بقضايا الكادحين وهمومهم.

انتسب أبو علي في سن الـ17 من عمره إلى حركة القوميين العرب، التي أسسها جورج حبش، الملقب بـ"الحكيم" والأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وذلك عام 1955.

واعتقل بعد عامين، عندما أعلن الأردن الأحكام العرفية وحلّ الأحزاب السياسية. وحوكم أمام محكمة عسكرية، وقضى في سجن "الجفر" بصحراء الأردن 5 سنوات.

وعام 1963 تعرف أبو علي على رفيقة دربه في الكفاح "أم هاني" وكان ذلك بعد الإفراج عنه مباشرة، وتزوج منها في 23 يوليو/تموز 1964، وأصر على هذا التاريخ محبة منه للزعيم جمال عبد الناصر.

وبعد الزواج انتقل وأسرته إلى مدينة جنين، وسكن في الحارة الشرقية وافتتح محلا تجاريا للمواد الزراعية، ثم حوّله إلى مطعم شعبي للفول والحمص والفلافل.

ظل أبو علي منحازا إلى الخط القومي التاريخي للجبهة الشعبية، واتخذ مواقف مناوئة للمجموعة اليسارية بقيادة نايف حواتمة وعبد الكريم حمد وياسر عبد ربه وقيس السامرائي، الذين انشقوا عن الجبهة سنة 1969، واتخذوا لأنفسهم اسم "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين".

من اليسار أبو علي وعرفات والزعنون باجتماع في غزة عام 2000 (الفرنسية)

وبقي طوال مسيرته النضالية والسياسية يقف إلى جانب حبش والقيادة الأولى لحركة القوميين وديع حداد وهاني الهندي وحبش وأحمد الخطيب وحامد الجبوري وصالح شبل، وإلى جانب القادة الجدد أمثال أحمد اليماني وغسان كنفاني وتيسير قبعة. ولم يكترث أبو علي كثيرا بالماركسية اللينينية التي التزمتها الجبهة الشعبية في مؤتمرها الثالث سنة 1972.

وبعد أن أنهى دورته التدريبية في أنشاص عام 1965 عاد أبو علي إلى جنين لقيادة العمل في "حركة القوميين العرب" بالمنطقة الشمالية للضفة الغربية، حتى أعيد اعتقاله عام 1966، بعد أحداث معركة السموع جنوب مدينة الخليل، وبقى في السجن عدة أشهر، قبل أن يطلق سراحه العام التالي، بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967.

وقاد أبو علي الدوريات الأولى نحو الوطن الفلسطيني عبر نهر الأردن، وعمل على تهريب السلاح إلى الداخل، وإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع. وكان ملاحقا من الاحتلال واختفى عدة أشهر بالضفة بدايات تأسيس الجبهة، وتولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم أصبح المسؤول العسكري لقواتها بالأردن إلى عام 1971.

وكان هو القائد العسكري للجبهة أثناء معارك المقاومة سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما شارك أبو علي في معركة الكرامة عام 1968 ومواجهات جرش وعجلون ضد الجيش الأردني في "أيلول الأسود" 1970. ثم غادر الأردن سرا إلى لبنان عام 1971.

وأثناء وجوده في لبنان، شارك أبو علي في مقاومة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وخرج مع عناصر المقاومة الفلسطينية إلى سوريا، ورأس وفد الجبهة الشعبية في حوارها مع حركة التحرير الوطني (فتح) في عدن والجزائر عام 1984 وفي بلغاريا عام 1987، وأصبح عضوا بالمجلس المركزي، وعضوا باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بين عامي 1987 و1991.

أبو علي خلال استقباله بالضفة لدى عودته يوم 30 سبتمبر/أيلول 1999 (الفرنسية) الوظائف والمسؤوليات

بعد خروجه من المعتقل عام 1966، تسلّم أبو علي قيادة منطقة الشمال بالضفة، وشارك في تأسيس "الوحدة الفدائية الأولى" ضمن "حركة القوميين العرب" والتي كانت معنية بالعمل داخل فلسطين.

وعام 1967 شارك أبو علي مع حبش في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتولى مناصب عديدة فيها، وأصبح نائبا للأمين العام طوال العقود الثلاثة الماضية، ثم أمينا عاما عام 2000، بعد استقالة حبش الذي كان رفيق دربه على مدى 45 عاما.

وعام واحد أصبح أبو علي عضوا بالمجلس الوطني الفلسطيني، وذلك بعد التحولات التي طرأت على منظمة التحرير، وصعود المنظمات الفدائية إلى قيادة المنظمة بعد استقالة أحمد الشقيري. كما انتخب عضوا باللجنة المركزية للجبهة سنة 1969، وعضوا بالقيادة اليومية سنة 1970.

وفي المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب أبو علي نائبا للأمين العام، حتى عام 2000. وفي المؤتمر الوطني السادس عام 2000 انتخب أمينا عاما للجبهة الشعبية، وظل بهذا المنصب حتى استشهاده عام 2001.

أبو علي مع والدته يوم عودته لقرية عربة بالضفة بعد أن أمضى 32 عاما في المنفى (الفرنسية) الاغتيال

لم تكن المحاولة التي تم فيها اغتياله هي الأولى من نوعها، فقد تعرض أبو علي لعدة محاولات، كان أبرزها في منطقة الكولا ببيروت، حيث كان يسكن شقة في بناية من 12 طابقا، وتم ركن سيارة مفخخة بالمتفجرات أسفل البناية، لكن يقظة جهازه الأمني جعلته يكتشف أمرها.

وقبل ذلك، وأثناء وجوده في منطقة الأغوار بالأردن، تعرضت سيارته لقصف مدفعي كثيف، ولم يكن يظنّ وقتها أكثر المتفائلين أن مَن بالسيارة قد نجا، ولكن أبو علي تمكن من إلقاء نفسه خارج السيارة والاختباء بمزارع الموز المجاورة حتى زال الخطر.

وبعد عقد اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل بالنرويج عام 1993، قرر أبو علي العودة إلى الضفة، رغم الرفض والمعارضة الشديدة لعدد من رفاقه. وسمح له بالعودة سنة 1996، ونال الرقم الوطني بصفته مواطنا فلسطينيا من بلدة عرّابة.

وهناك عند "جسر العودة" أعلن مقولته الشهيرة "عدنا لنقاوم لا لنساوم" وفعلا لم يهدأ أبو علي ولم يستكن، فاتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن عدد من عمليات التفجير في القدس وتل أبيب وبالقرب من مطار اللد خلال سنتي 2000 و2001. وفي 27 أغسطس/آب 2001 اغتالته الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف مكتبه في رام الله.

وخلفه في موقع الأمانة العامة للجبهة أحمد سعدات "أبو غسان" الذي لم يتردد في الثأر له، وذلك باغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2001.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للجبهة الشعبیة الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین أبو علی عام 2000

إقرأ أيضاً:

محافظ مطروح يؤدي صلاة عيد الفطر بالساحة الشعبية الكبرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدى اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، اليوم الإثنين، صلاة عيد الفطر المبارك بساحة ملعب مركز شباب مطروح بمدينة مرسى مطروح، بحضور اللواء حاتم حداد مساعد وزير الداخلية مدير أمن مطروح، والمهندس حسين السنينى السكرتير العام المساعد، والنائب حسن  ابو قديرة والنائب جمال الشورى، والشيخ حسن عبد البصير وكيل وزارة الأوقاف، والعمدة عبدالكريم يونس عن مجلس عمد ومشايخ مطروح، ورضا جاب الله رئيس مدينة مرسى مطروح، وكلاء الوزارات مديري المديريات والإدارات وعمد ومشايخ وجموع كبيرة من أهالي مطروح. 

وأكد الشيخ حسن عبد البصير وكيل وزارة الأوقاف بمطروح، أن الأمة قادرة وتستطيع  تخطى العقبات بتكاتفها وتعاونها وتألفها والاعتصام في مواجهة التحديات، مع تلاحم وتكاتف المصريين خلف القيادة السياسية صفا واحداً ودعم قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية من أجل  تنمية وتقدم الوطن والحفاظ عليه، ومؤازرة أخواننا في فلسطين وتمسكهم بالأرض مع رفض التهجير القسري خارج بلادهم. 

كما استقبل محافظ مطروح بديوان عام المحافظة المهنئين من القيادات التنفيذية والشعبية والدينية وأهالي مطروح  وتوزيع العيدية على الأطفال والتقاط الصور التذكارية معهم، داعيا أن يديم الله على وطننا مصر نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يعم السلام الأمة العربية والإسلامية، مع إهداء هدايا العيد المالية ولعب للأطفال وسط فرحة الأطفال وذويهم، بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني. 


من ناحية أخرى شهدت المساجد والساحات المخصصة للصلاة إقبالاً كبيراً من الأهالي والأطفال مع فرحة صلاة العيد  مع خروج اعداد كبيرة من المواطنين للاستمتاع بفرحة العيد مع استقرار حالة الطقس.

كما فتحت حدائق مطروح ومراكز الشباب أبوابها لاستقبال المواطنين مع فرحة العيد وتشهد عدد من الفعاليات والاحتفالات الفنية والثقافية والترفيهية على مدار أيام العيد مع فتح أبوابها للجمهور مع الاستمتاع بالألعاب وهدوء الأجواء وتنظيم مزيد من الفعاليات لزوار الحدائق. 

محافظ مطروح يؤدي صلاة عيد الفطر بالساحة الشعبية الكبرى IMG-20250331-WA0043 IMG-20250331-WA0048 IMG-20250331-WA0037 IMG-20250331-WA0050 IMG-20250331-WA0038 IMG-20250331-WA0046 IMG-20250331-WA0035 IMG-20250331-WA0047 IMG-20250331-WA0036 IMG-20250331-WA0052 IMG-20250331-WA0041 IMG-20250331-WA0042 IMG-20250331-WA0049 IMG-20250331-WA0039 IMG-20250331-WA0051 IMG-20250331-WA0040 IMG-20250331-WA0044 IMG-20250331-WA0033 IMG-20250331-WA0045 IMG-20250331-WA0034 IMG-20250331-WA0031 IMG-20250331-WA0032

مقالات مشابهة

  • ألوية الناصر صلاح الدين تنعَــى الشهيدَ القائد “بدير” ونجلَه في العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية
  • في لفتة أبوية إنسانية.. الرئيس السيسي يقابل ابنة الشهيد رقيب أحمد حبيب "بناء على رغبتها"
  • من اليمن إلى فلسطين.. الشهيد أبو حمزة صوته لن يسكت أبدًا، وتضحياته تزرع طريق القدس
  • جبر الخواطر.. الرئيس السيسي يقابل ابنة الشهيد رقيب أحمد حبيب بحفل عيد الفطر
  • الشعبية: إسرائيل توسع حرب الإبادة في غزة بغطاء أمريكي
  • محافظ مطروح يؤدي صلاة عيد الفطر بالساحة الشعبية الكبرى
  • لا للتهجير.. بالروح بالدم نفديك يا فلسطين| هتافات المصلين في مسجد مصطفى محمود بعد صلاة العيد
  • “الشعبية”: مصادقة العدو الإسرائيلي على مشروع استيطاني جديد يمثل تطهيرا عرقيا ممنهجا
  • في أول أيام العيد| السيرك القومي يفتح أبوابه للجمهور.. حفلات لحمادة هلال ومصطفى قمر.. واستعراضات رضا والقومية في «الفنون الشعبية» بالقاهرة والإسكندرية
  • السوداني يفتتح مشروع مجسرات ونفق الشهيد حسين عطية في محافظة ميسان