جيرونا يتفوق بروح «السيتي»

 
أنور إبراهيم (القاهرة)

ما يفعله جيرونا «الكتالوني» في الدوري الإسباني هذا الموسم، يخطف القلوب والعقول، ويثير إعجاب ودهشة خبراء الكرة ومحلليها في إسبانيا، لأنه لم يكن منافساً فقط للثلاثة الكبار «ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد» على قمة المسابقة، وإنما تجاوزها وتصدر الترتيب بمفرده، بعد أن أمطر شباك «البارسا» بأربعة أهداف مقابل هدفين في «الجولة 16» للدوري.

الفريق «المغمور» الذي ظل لسنوات يقاتل ما بين الدرجتين الثانية والثالثة الإسبانية، قبل 20 عاماً، تحوُل من بداية الموسم الحالي إلى شيء آخر تماماً، يجعل من يشاهد مبارياته يشعر بالانبهار من أدائه ونتائجه الإيجابية، حيث لم يخسر إلا مباراة واحدة أمام ريال مدريد، ويتصدر حالياً المسابقة برصيد 41 نقطة، متفوقاً على «الميرنجي» الثاني برصيد 39 نقطة، وأتلتيكو مدريد وبرشلونة «34 نقطة» لكل منهما، وإن كان لـ «الأتليتي» مباراة مؤجلة، ويعد جيرونا أحد أندية «مجموعة السيتي الكروية».
واستطاع جيرونا أن يفرض أسلوبه على جميع الفرق التي واجهها - ربما باستثناء ريال مدريد الذي فاز عليه 3-صفر- ولم يؤثر عليه مطلقاً رحيل عدد من نجومه البارزين، ويرجع الفضل في ذلك إلى مدير فني فاهم وذكي اسمه ميجيل سانشيز، وينادونه ب «ميشيل»، استطاع أن يصنع «توليفة» متجانسة تلعب كرة حديثة، تفوقت على «التيكي تاكا» البرشلونية، وظهر ذلك واضحاً في مباراتهما، التي انتهت بفوز جيرونا 4-2.
ولا يمكن إغفال دوربيري جوارديولا رئيس مجلس إدارة النادي الكتالوني، وشقيق بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي. 

أخبار ذات صلة جيرونا «يؤدب» برشلونة بـ «رباعية تاريخية» ألونسو.. «ألم الظهر»

اتجه الرجل الذي درس الميكانيكا الكهربائية، إلى كرة القدم، بعد أن انتقل للعمل في إحدى شركات المنتجات الرياضية، وكان مسؤولاً عن إدارة عقود رعاية اللاعبين، مثل رونالدينيو ورونالدو البرازيليين، والإسبانيين سيرجيو راموس وأندرياس إنييستا. 

وبعد ذلك وتحديداً عام 2009، ترك شركة المنتجات الرياضية التي كان يعمل بها، وأنشأ وكالة خاصة باسمه.
وقررت «مجموعة السيتي» استمرار كيكي كارسيل المدير الرياضي للنادي في عمله الذي بدأه في 2014، وكان له دور بارز في إحداث ثورة داخل النادي، في مجال التعاقدات مع اللاعبين المتميزين والمواهب الشابة.
ورغم التغييرات الكثيرة التي شهدها النادي خلال «الميركاتو الصيفي» الأخير، برحيل أكثر من نجم، إلا إنه لم يتأثر على الإطلاق، واستطاع أن يتعاقد مع نجوم جدد أثبتوا قدرتهم على صنع الفارق.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: إلى متى يظل جيرونا قادراً على التغريد بمفرده فوق قمة «الليجا»؟ الإجابة بين أقدام اللاعبين الذين أثبتوا حتى الآن جدارتهم بتصدر المسابقة، إلا إذا كان لريال مدريد أو برشلونة رأي آخر.

المصدر: صحيفة الاتحاد