موقع 24:
2025-02-07@01:58:15 GMT

تردّد أمريكي… وانتهازية إيرانيّة!

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

تردّد أمريكي… وانتهازية إيرانيّة!

دخلت حرب غزّة شهرها الثالث من دون ما يشير إلى احتمال وضع حدّ للمأساة قريباً، تحتاج إسرائيل إلى المزيد من الوقت لالتقاط أنفاسها في ظلّ إدارة أمريكيّة تتعاطى مع الوضع القائم بنوع من التساهل تجاه ما ترتكبه إسرائيل.

من الواضح سعي الإدارة الأمريكيّة إلى استيعاب الوضع الإسرائيلي المعقد عبر الجمع بين التناقضات.


نجد إدارة جو بايدن تدفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ موقف جريء من المجزرة من جهة، فيما تلجأ من جهة أخرى إلى استخدام الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع تمرير مشروع قرار إماراتي يوقف مأساة غزّة وتداعيات المأساة من منطلق “إنساني” قبل أيّ شيء آخر.

في ظلّ إدارة أمريكيّة متردّدة، ليس في استطاعة إسرائيل التي فقدت صوابها الردّ على الضربة التي وجهتها إليها "حماس" سوى عبر سياسة الأرض المحروقة. يعني ذلك رغبة في تدمير للقطاع الذي مساحته 365 كيلومتراً مربّعاً، بغية إزالته من الوجود.
ليس معروفاً هل إزالة غزّة من الوجود سيعيد إلى إسرائيل صوابها وقوة الردع التي افتقدتها يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل)، سيكون هذا اليوم، الذي هاجم فيه مقاتلو "حماس" مستوطنات غلاف غزّة، نقطة تحوّل على صعيد المنطقة كلّها إن لم يكن العالم، خصوصاً بعدما عوّمت غزّة فلاديمير بوتين، عاد بوتين يتصرّف كرئيس روسيا الواثق من نفسه، عاد يسافر إلى خارجها بعدما خفّ الضغط عليه في أوكرانيا… بسبب حرب غزّة.

يمكن النظر إلى حرب غزّة من زوايا مختلفة أولاها الزاوية الإسرائيليّة، كانت الحرب، ولا تزال، كارثة على الدولة العبريّة التي نجدها تلجأ إلى قتل المزيد من النساء والأطفال والمتقدمين في السنّ وتدمير المزيد من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد من أجل تأكيد وجودها وتأكيد أنّها ما زالت قادرة على الردّ. بكلام أوضح، سيكون على إسرائيل ارتكاب المزيد من الأعمال الوحشية والجرائم لإثبات أنّها ستهزم "حماس".

تدفع إسرائيل ثمن رهانها التاريخي على "حماس" من أجل إفشال أيّ تسوية سياسيّة كانت تقوم على خيار الدولتين كانت في متناول اليد أيّام ياسر عرفات، تجد نفسها في ظلّ حكومة بنيامين نتانياهو خارج الخيارات السياسيّة في مرحلة لا جدوى فيها من هذه الخيارات.
لا جدوى من الخيارات العسكريّة، كونها لن تعيد إلى إسرائيل ما فقدته يوم 7 أكتوبر 2023 في ذكرى مرور خمسين عاما ويوم واحد على حرب تشرين أو حرب أكتوبر 1973.

تبدو إسرائيل في مأزق كبير ليس ما يشير إلى أنّ في استطاعتها الخروج منه قريبا ما دام "بيبي"، الذي يقدّم إنقاذ نفسه ومستقبله السياسي على إنقاذ إسرائيل، على رأس الحكومة.
لا يمنع المأزق الإسرائيلي من الاعتراف بالمأزق الذي تعاني منه "حماس" التي يبدو أنّها ارتكبت خطأ لن يكون في استطاعتها العودة عنه، خصوصاً أنّها سمحت لإسرائيل بتدمير غزّة وتهجير أهلها من جهة والسعي إلى تصفية القضيّة الفلسطينية من جهة أخرى.
الأكيد أنّ تدمير غزّة احتمال وارد، ما ليس وارداً تصفية القضيّة الفلسطينيّة بأي شكل، لا يمكن تصفية قضيّة شعب موجود على الخريطة السياسيّة للمنطقة، على أرض فلسطين نفسها، وليس في أيّ مكان آخر.
لا بدّ في ضوء هذه المعطيات الإسرائيلية والحمساوية التوقف عند نقطة تتمثّل في أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران تسعى إلى الاستفادة إلى أبعد حدود من حرب غزّة، يكشف كلّ ما تقوم به إيران رغبة في عقد صفقة مع "الشيطان الأكبر" الأمريكي العاجز عن الدخول في مثل هذه الصفقة لاعتبارات داخليّة.
أكثر من أيّ وقت، تعتبر "الجمهوريّة الإسلاميّة" نفسها مؤهلة لتمثيل المنطقة بصفة كونها القوة المهيمنة فيها، خصوصاً في ضوء سيطرتها على العراق وسوريا ولبنان وجزء من اليمن.
على هامش حرب غزّة تخوض إيران معركة إثبات وجودها في دول عربيّة معيّنة، تفعل ذلك معتمدة الانتهازية بغض النظر عمّا إذا كان هجوم "حماس" الذي استهدف مستوطنات غلاف غزّة كان بالتنسيق معها أم لا، ليس إطلاق ميليشيات عراقيّة تابعة لـ"الحرس الثوري" قذائف في اتجاه السفارة الأمريكيّة في بغداد سوى رسالة إيرانيّة أخرى إلى واشنطن، كشف هذا الهجوم مدى السيطرة الإيرانيّة على العراق من جهة ومدى هشاشة حكومة محمّد شيّاع السوداني ودورها غير الموجود على أرض العراق من جهة أخرى.

تبدو حرب غزّة فرصة لا تعوّض كي تعرض إيران عضلاتها في المنطقة، بما في ذلك تهديد الملاحة في البحر الأحمر، ما لا مفرّ من الاعتراف به أنّ حرب غزّة أسفرت عن نجاح باهر لإيران في نقل معركتها مع إسرائيل إلى الداخل الإسرائيلي.
لا وجود لأيّ مشروع سياسي إسرائيلي في الوقت الحاضر باستثناء تدمير غزّة وتحويلها أرضا لا حياة فيها، تعتبر ذلك خطوة على طريق تصفية القضيّة الفلسطينيّة.
كذلك، لا وجود لأيّ مشروع سياسي لدى "حماس"، صحيح أن الحركة، التي هي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين، استطاعت هزّ الكيان الإسرائيلي من أساسه، لكن الصحيح أيضاً أنّ ليس لديها ما تفعله بهذا الانتصار الذي هو هزيمة كبيرة لها ولفكرها… ولغزّة.

عاجلاً أم آجلاً، سيترتب على الفلسطينيين التساؤل ما الذي فعلته بنا "حماس"؟ سيثبت الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل المتاحة لديه، وليس عبر الوسائل التي اتبعتها "حماس"، وجوده على أرض فلسطين.

سيكون السؤال الكبير في المستقبل القريب هل لدى إدارة بايدن الخروج من ترددها، على الرغم من كل ما تمتلكه من نيات طبية؟ هل لديها القدرة على ممارسة دور قيادي؟ الأهم من ذلك كلّه، هل تستطيع الإدارة عقد صفقة مع إيران التي تجد نفسها مضطرة كلّ يوم إلى رفع سقف مطالبها من منطلق أن حرب غزّة فرصة لا تعوض بالنسبة إليها؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل المزید من من جهة ة أخرى

إقرأ أيضاً:

سياسي: تصريحات ترامب بشأن غزة تؤكد وجود مخطط أمريكي لتعديل الحدود لصالح إسرائيل

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة وتهجير الفلسطينيين قسريًا بذريعة إحلال السلام، تعد محاولة لفرض أمر واقع على المؤسسات الأمريكية، والانفراد بالقرار، مشيرًا أن هناك اتجاه ثابت من أمريكا على مدار التاريخ ثابتة في فكرة دعم إسرائيل، وما يحدث يؤكد أن هناك مخطط لتعديل الحدود بما يصب في صالح إسرائيل، خاصة أن ترامب تحدث مرارًا أن مساحتها صغيرة.

نتنياهو: فكرة ترامب تجاه غزة ستغير التاريخ حماس ترفض تصريحات ترامب بشأن غزة ترامب ومخطط تهجير الفلسطنيين

وأضاف بدر الدين في تصريح خاص لـ" بوابة الوفد" أن ترامب تربطه علاقات وثيقة برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ورغم اختلاف الرؤساء الأمريكيين فكرة تهجير الفلسطنيين، يعد  الأكثر فجاجة وهناك رغبة واضحة  لاخلاء قطاع غزة والضفة بغية سيطرة اسرائيل عليها، تمهيدا للضم الكامل وفقا للمخطط، مضيفًا أن ترامب يسوق حجج واهية غير مقبولة لتهجير الفلسطنيين، ويحاول تجميل صورة إسرائيل.

القضية الفلسطينية

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن وترامب يريد أن تسيطر اسرائيل على كل مساحة فلسطين التاريخية،  قائلا:" هل تنتهي الأمور عند السيطرة على فلسطين كاملة أم هناك أطماع في دول أخرى مثل  أجزاء من سوريا ولبنان، مؤكدًا أن هناك لا مبالاة من العرب بالقضية الفلسطينية ويجب أن يكون هناك تأييدًا من العرب باتخاذ قرارات لها تاثير بعيدًا عن بيانات الشجب والإدانة، وأن يساند الجميع الموقف المصري الأردني.

 أهمية وجود موقف عربي لدعم القضية الفلسطينية

وطالب الدكتور إكرام بدر الدين، بأهمية وجود موقف عربي موحد لمجابهة البلطجة السياسية الأمريكية، مشيرًا إلى أن صمت الجميع وعدم اتخاذ موثف موحد لا يعني أن الجميع بعيدًا عن الخطر، وهو ما يستوجب إعادة اعادة ترتيب الاوراق وعدم التخويف الشديد من ترامب، وعدم االخضوع للولايات المتحدة الأمريكية، و اتخاذ موقف جماعي عربي يرمي إلى التصدي لتلك المخططات الخبيثة.

رسائل ترامب بشأن غزة 

واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن رسائل ترامب تنذر بحدوث قلاقل وكوارث في العالم، لاسيما أن جميع التصريحات لا تذكر الإبادة الجماعية للفلسطينين، بل الانحياز التام لصالح إسرائيل، وهو ما ينذر بانهيار النظام الدولي، ويسود قانون الغاب، ومهما حدث موقف مصر ثابت رسميا وشعبيا ضد تهجير الفلسطينيين قسريًا أو طوعيًا خارج أرضهم.

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟
  • سياسي: تصريحات ترامب بشأن غزة تؤكد وجود مخطط أمريكي لتعديل الحدود لصالح إسرائيل
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • مسئول أمريكي: الخارجية والخزانة تنسقان لدفع صادرات نفط إيران إلى الصفر
  • مسؤول أمريكي: شراكتنا مع إسرائيل تتحسن بسرعة تحت قيادة ترامب
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟