حالة من التضارب، تشهدها الساحة السودانية، بعد إعلان مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، تعهد طرفي الصراع الاجتماع في أقرب وقت ممكن، قبل أن تعلن الخارجية السودانية تحفظها على البيان، ووضع شروط قبل عقد لقاء قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، مع نائبه السابق قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ووفق بيان ختامي، تمخض عن قمة إيغاد" المنعقدة بجيبوتي، فقد وافق البرهان وحميدتي، على عقد اجتماع وجها لوجه، وذلك بعد 7 أشهر تقريبا على اندلاع الحرب بين الطرفين.

وأوضح البيان الختامي للقمة الاستثنائية، الأحد، إن "البرهان أكد التزامه غير المشروط بوقف إطلاق النار وحل النزاع من خلال الحوار السياسي".

كما أكد البيان إجراء محادثة هاتفية بين رؤساء الدول والحكومات في "إيغاد" مع حميدتي، قَبِل من خلالها مقترحات الهيئة لوقف إطلاق النار غير المشروط وحل النزاع من خلال الحوار السياسي وعقد لقاءات فردية مع البرهان.

ومساء الأحد، أصدرت الخارجية السودانية بيانا، قالت فيه إن البرهان "اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم لإطلاق النار، وخروج قوات التمرد من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها".

اقرأ أيضاً

خطوة مفاجئة.. السودان يعلن طرد 15 دبلوماسيا إماراتيا

وعدّت الخارجية السودانية، أن بيان "إيغاد" بشأن مخرجات القمة، التي ناقشت الوضع في السودان وعقدت في جيبوتي (السبت) "لا يمثل ما خرجت به القمة، وأنه (أي السودان) غير معني به حتى تقوم رئاسة (إيغاد) وسكرتاريتها بتصحيح ذلك".

وحددت الخارجية السودانية عدداً من نقاط التحفظ بشأن البيان، منها الإشارة لمكالمة جمعت بين رؤساء "إيغاد" وقائد "الدعم السريع"، وقالت إن "هذه المكالمة تمت بين الرئيس الكيني (ويليام روتو)، وقائد التمرد (حميدتي) وبعد انتهاء القمة، وبالتالي لا تعد من أعمال القمة، حتى يشار إليها في البيان الختامي".

وذكرت أن الملاحظات تضمنت عددا من النقاط بينها كذلك "حذف الإشارة إلى مشاركة وزير الدولة بوزارة خارجية الإمارات في القمة، إذ أن ذلك لم يحدث".

وقطعت الخارجية بأن البيان الختامي للقمة الطارئة "يفتقد للتوافق"، ولا يعدُّ وثيقة قانونية لـ"إيغاد"، لأنه لم يأخذ بالملاحظات التي قدمتها الحكومة السودانية.

وسبق أن أقرت اجتماعات "إيغاد" توسيع الألية المشتركة بضم أطراف إقليمية ودولية، لتكون بديلا عن آلية "إيغاد" الرباعية المخصصة لحل الأزمة، كما ناقشت تعيين مبعوث خاص للتنسيق مع المبعوث الأفريقي لقيادة الآلية.

اقرأ أيضاً

قمة إيغاد تعلن اتفاق الجيش السوداني والدعم السريع على عقد محادثات السلام

ودعمت القمة الخارطة الأفريقية المكونة من 6 نقاط اقترحت في وقت سابق لحل الأزمة السودان.

وتنص خريطة الحل، التي تتبني خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات "إيغاد"، على إجراءات تؤدي لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تفضي لإنتقال السلطة من العسكر للمدنيين.

كما تشمل الخارطة وقف إطلاق النار دائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات الطرفين إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، علاوة على نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الإستراتيجية في العاصمة.

وشاركت "إيغاد" مع الاتحاد الأفريقي في الجولة الأخيرة لمفاوضات جدة بالسعودية، التي ترعاها الدولة المضيفة والولايات المتحدة، حيث التزم الجيش وقوات الدعم السريع في 7 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع لكن الطرفين، اخفقا في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وإنهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسية لتقرر الوساطة في 3 ديسمبر/تشرين الأول الجاري، تعليق المفاوضات لأجل غير مسمى.

واندلع النزاع العنيف بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 15 أبريل/نيسان، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً، وكان من المفترض أن تنتهي العملية بإجراء انتخابات خلال عامين، لكن الطرفين اختلفا بشأن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وأودى النزاع بحياة آلاف السودانيين، وأدى إلى تشريد ونزوح ملايين الأشخاص داخلياً وخارجياً.

اقرأ أيضاً

على خطى ليبيا.. السودان مهدد بالتقسيم بعد 7 أشهر من الصراع

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السودان البرهان إيغاد حميدتي اشتباكات السودان الخارجیة السودانیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان

دبي- القاهرة- قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، في أقوى خطوة تتخذها نحو تقسيم السودان بعد 20 شهرا من الحرب الأهلية، وتخوض قوات الدعم السريع اشتباكات مع الجيش السوداني منذ أبريل نيسان من العام الماضي، وتسيطر الآن على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان بما في ذلك معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
ومن شأن تشكيل أي حكومة جديدة لإدارة تلك المناطق أن يمثل تحديا للحكومة المعترف بها دوليا والتي يقودها الجيش والتي أُجبرت على الخروج من الخرطوم العام الماضي وتباشر الآن عملها من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
واتفقت مجموعة من السياسيين وزعماء جماعات مسلحة على تشكيل ما وصفوها بأنها “حكومة سلام”، حسبما قال أعضاء في المجموعة لرويترز هذا الأسبوع.
وقالوا إنها ستكون بقيادة مدنية ومستقلة عن قوات الدعم السريع وستشكل لتحل محل الحكومة في بورتسودان والتي اتهموها بإطالة أمد الحرب.
(رويترز)  

مقالات مشابهة

  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • تضارب بشأن السيطرة على قاعدة الزُرق في دارفور
  • الخارجية السودانية ترحب باعتذار أوغندا بعد تصريحات قائد قوات الدفاع
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • الخارجية السودانية: أي حل سلمي يجب أن يبنى على تنفيذ اتفاق جدة
  • البرهان يلتقي نائب وزير الخارجية السعودي
  • أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى بالعاصمة السودانية
  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
  • قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع