الخليج الجديد:
2025-02-22@15:26:10 GMT

مفارقات حرب غزة في شهرين

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

مفارقات حرب غزة في شهرين

مفارقات في حرب غزة في شهرين

إذا تمادى العدو في العدوان فقد تنقلب الأمور حول العالم بما يهدد مصالحه بصورة قد تدخل البشرية في حالة انفلات وسيولة وفقدان السلم العالمي المنشود.

بعد شهرين ونيف يقترب الفلسطينيين من تقديم نحو مائة ألف شهيد وجريح ومصاب ومفقود، وخسر العدو آلافا من جنوده وقطعانه في معادلة خسائر ليست في صالحه.

ليس في غزة ثروات أو موارد، لكنها موفورة الكرامة عالية الهامة وفيها أعلى نسبة تعليم وأعلى نسبة مهندسين وأعلى نسبة حفظ للقران الكريم وأقل نسبة جريمة عربيا.

لم يستطع الاحتلال السيطرة الكاملة على أي من 44 تجمعا سكانيا بقطاع غزة، فيما استطاعت المقاومة شطب الحضور الاستيطاني في غلاف غزة بمساحة 735 كيلومتر مربع.

* * *

1. العدو يملك أعتى الأسلحة البحرية والبرية والجوية والالكترونية وغزة ليس فيها حتى ملاجئ وليس فيها من ينبطح أرضاً.

2. كل ترسانات أمريكا مفتوحة لإمداد العدو في مواجهة قطاع صغير ومحصور ومحروم من كل شيء وبدون امدادات.

3. طيلة 75 عاماً لم تفكر جهة عربية باختراق الحدود المحتلة وقطاع غزة فعلها وتسبب في انكسار استراتيجي للاحتلال.

4. ليس في غزة ثروات ولا موارد، ولكنها موفورة الكرامة وعالية الهامة وفيها أعلى نسبة تعليم، وأعلى نسبة مهندسين وأعلى نسبة حفظ للقران الكريم وأقل نسبة جريمة في العالم العربي.

5. رغم إطباق الحصار والمراقبة اطلقت حماس في شهرين نحو 12 ألف صاروخ وصمدت غزة في وجه 100 ألف قذيفة وقصف دائم لنحو 160 طائرة حديثة وهجوم نحو 1000 دبابة و600 مدفع وثلاث فرق عسكرية وحصار صليبي في شرق المتوسط قوامه نحو 50 سفينة حربية منها حاملتا طائرات وغواصة نووية واحدة.

6. رغم شراسة الهجوم لم يستطع الاحتلال السيطرة الكاملة على أي من التجمعات السكانية لقطاع غزة وعددها 44 تجمعاً، فيما استطاعت المقاومة شطب الحضور الاستيطاني في غلاف غزة بمساحة 735 كم مربع ضمن مجمع مجالس مستوطنات أشكول وأشكلون وهنغبي.

7. اسرائيل اصبحت كياناً منبذواً، ولا تحوز إلا 5% من التعاطف العالمي، بينما حازت غزة 95% ، وفي امريكا وحدها حرك المسلمون والأحرار الأمريكان نحو 400 مظاهرة ومسيرة.

8. جميع مؤسسات دولة الاحتلال تعيش مآزق غير مسبوقة وفي كل اتجاه، مع انهيار اقتصادي وتفكك اجتماعي وتناحر في الوسط السياسي وتراجع الثقة في امكانية الاستمرار الوجودي لمشروع الكيان، بينما خسرت غزة كل شيء لكن الثقة والارادة والايمان والعقيدة تزداد رسوخاً بشكل يفوق التضحيات الهائلة.

9. لأول مرة تحوز قضية جهادية إجماع العالم الاسلامي لأنها عادلة ولها أحقية شرعية وأولوية قرآنية، والعداء فيها واضح للإسلام كدين ودور حضاري وثقافي ورسالي.

10. "طوفان الأقصى" الذي أطلقته غزة يتحول بالتدريج إلى طوفان جارف غشي كل مجالات الحياة دون تمييز وتسبب في خسائر صافية للعدو مقابل مكاسب صرفة للمقاومة.

11. معظم العرب مَدِينون، والسبب الرئيس موازنات الأسلحة المستوردة حيث يمنع التصنيع العسكري، بينما غزة صنعت وأنتجت موجبات صمودها وبدون مديونية.

12. العرب لديهم حكومات احتكرت كل شيء، ومع ذلك لم تدفع ولم تمنع، بينما حماس سمحت لجميع القوى الاخرى بحمل السلاح، ولم يحصل تصادم ولا تناحر بل جميعها انتظمت في صف المقاومة.

13. الشعب اليهودي خليط من المهاجرين، وكلهم يحملون سلاحاً رسمياً، بينما تركت الشعوب العربية مكشوفة ومجردة من كل أسباب القوة بجوار عدو غادر.

14. في غزة نسبة الشهداء بين المدنيين أكثر بكثير من نسبة المقاومين المسلحين، وهذا دليل همجية التوحش عند العدو.

15. غزة أطلقت "طوفان الأقصى"، ومفاعليه تعمل على تسخين الأمة المسلمة كطاقة جبارة تحتاج إلى صاعق تفجير لإطلاق بركان الجهاد الذي ردت غزة له الاعتبار بعد طول عبث مقصود من اعداء الأمة، في المقابل العدو يخوض حرباً دفاعية رغم دمويتها تقوم على سلسلة من ردات الفعل الانتقامية والاجرامية.

16. نتنياهو يقول إنه يحارب ضد جميع الاخوان المسلمين في العالم، وغزة استطاعت وضع قضية المسجد الأقصى في مركزية المسرح ومحورية الكون، وهذا دفع لأن تنتظم كل الحركات الاسلامية في مسار المناصرة للأقصى، وأخذ دورها في معركة الوعي.

17. غزة تفتقر إلى كل شيء والعدو متخم بكل شيء فلا هو استثمر في موجوداته، ولا غزة عَبِئت بمفقوداتها بل كيفت نفسها بأعجوبة .

18. لعل المفارقة الأبرز هي الانسان الغزاوي الثابت الصابر المحتسب والمتماسك في صموده فوق الاسطوري على أرضه الأصلية، مقابل مجاميع مجلوبة من 112 دولة لتنعم في خيرات فلسطين، فالأول جاهز لدفع ضريبة الدم، والمهاجر لا يرغب في رؤية لون الدم، فهما نقيضان كالسالب والموجب.

19. وبعد شهرين يبدو أن الفلسطينيين وحدهم يقتربون من تقديم نحو مائة ألف شهيد وجريح ومصاب ومفقود، وخسر العدو نحو 20 ألفاً من جنوده وقطعانه في معادلة حساب للخسائر ليست في صالحه، واذا تمادى في العدوان المنفلت فلربما تنقلب الأمور حول العالم بما يهدد مصالحه وامتداداته بصورة قد تدخل البشرية في حالة انفلات وسيولة وفقدان السلم العالمي المنشود.

*سعود أبو محفوظ كاتب وباحث من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين العدو الاحتلال حرب غزة طوفان الأقصى السلم العالمي کل شیء

إقرأ أيضاً:

الأهم في تاريخ ألمانيا.. نظرة على الانتخابات البرلمانية

برلين- تقف ألمانيا على عتبة انتخابات برلمانية قد تكون الأهم في تاريخ البلاد خاصة أنها قد تطيح بأحزاب وترفع أحزابا أخرى. ويحق لحوالي 59.2 مليون شخص التصويت في الانتخابات بالدورة الـ21 المقررة يوم 23 فبراير/شباط 2025.

ويجمع النظام الانتخابي الألماني بين النظام الفردي والقائمة النسبية، بحيث يحق لكل ناخب أن يضع إشارتين على ورقة التصويت.

فينتخب المواطن بالصوت الأول من يمثله بدائرته الانتخابية من بين المرشحين السياسيين، وتعادل هذه المقاعد المباشرة نصف عدد أعضاء البوندستاغ. بينما يتم انتخاب النصف الآخر من خلال لوائح الأحزاب في الولايات.

وتقوم الأحزاب بتسمية مرشحيها عن كل ولاية من الولايات الـ16. ويتمتع الصوت الثاني بثقل أكبر، إذ يحدد توزيع القوى بين الأحزاب في البرلمان، وبالتالي عدد مقاعد كل حزب من الأحزاب التي ستجتاز نسبة 5% الحاسمة لدخول البرلمان.

انتخاب البوندستاغ الألماني كل 4 سنوات من قبل المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب (شترستوك) البرلمان والمستشار

يضم البوندستاغ 598 مقعدا حسب ما ينص عليه الدستور، أي ضعف الدوائر الانتخابية، وهي 299 دائرة انتخابية، إلا أن العدد قد يزيد على هذا الحد. وهذا ما شهدناه بانتخابات 2021، إذ وصل العدد إلى 735 عضوا. ويعود ذلك إلى حصة الأحزاب من خلال فوز المرشحين بالعضوية المباشرة من خلال الصوت الأول.

إعلان

وتجري الانتخابات كل 4 سنوات. ويحق لحوالي 59.2 مليون شخص الانتخاب هذا العام، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الاتحادي.

واضطرت الأحزاب طيلة السنوات الماضية إلى تشكيل ائتلافات حكومية لعدم حصول أي منها على الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة، دون اللجوء إلى الأحزاب الأخرى.

وفي 23 فبراير/شباط الجاري، سيتم اختيار البرلمان رقم 21 لألمانيا. وعادة ما يحصل الحزب صاحب أعلى نسبة أصوات على تكليف من رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، وبالتالي اختيار المستشار من أعضاء الائتلاف الحاكم.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فريدريش ميرتس سيكون المستشار الـ19 في تاريخ ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

ميرتس المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب المستشار في الانتخابات الألمانية (غيتي) الأحزاب المتنافسة

تشارك في هذه الانتخابات أحزاب رئيسية، هي:

الاتحاد الديمقراطي المسيحي. الاتحاد الاجتماعي المسيحي (تحالف بين الحزبين "سي إس يو، سي دي يو") والذي من المتوقع أن يحصل على أكثر من 30% حسب استطلاعات الرأي. حزب بديل لألمانيا، بنسبة تفوق 20%. الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب المستشار أولاف شولتز) بنسبة قد لا تتجاوز 15%. حزب الخضر، بنسبة تصل أيضا إلى 15%. حزب اليسار، بنسبة قد تفوق 6%. تحالف سارة فاغنكينشت، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة في تاريخه لأنه حديث العهد وأسسته رئيسته فاغنكينشت بعد انشقاقها على اليسار، ومن المتوقع أن يحصل الحزب على نسبة 5% حسب آخر استطلاعات الرأي. الحزب الديمقراطي الحر والذي قد لا يتجاوز نسبة 5%، وهي النسبة المؤهلة لدخول البرلمان، مما يعني خروجه من التمثيل السياسي.

وتدخل إلى جانب هذه الأحزاب تكتلات وأحزاب صغيرة مثل "إم إيه آر إيه 25" وحزب تودنهوفر، وكلاهما يدعمان القضية الفلسطينية، وكذلك أحزاب بيئية وشيوعية ومسيحية.

لافتات لحزب تحالف فاغنكينشت كتب عليها "بلادنا تستحق المزيد من العدالة" (الفرنسية) طريقة التصويت

تجري عملية التصويت بشكل مباشر عبر صناديق الاقتراع في 16 ولاية أو عبر البريد، من خلال طلب ذلك بشكل رسمي.

إعلان

ويوم الأحد تفتح قاعات الانتخاب أبوابها من الساعة 8:00 وتغلق الساعة 18:00. وبمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، تبدأ النتائج الأولية بالظهور على شاشات التلفاز وغالبا ما تكون قريبة من الواقع.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة التصويت عبر البريد سجلت رقما قياسيا بانتخابات عام 2021، ووصلت إلى 47.3% من أصوات الناخبين، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الألماني.

أهم الملفات

تأتي هذه الانتخابات المبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم الحالي، مما أجبر المستشار شولتز على الإعلان عن انتخابات مبكرة.

وتمكن حزب "بديل لألمانيا" من حث أحزاب أخرى على اتخاذ اللجوء والهجرة كملف رئيسي في هذه الانتخابات.

وقبل أحداث ماغديبورغ وميونخ، التي نفذها مواطنون من أصول أجنبية وأدت إلى مقتل عدة أشخاص، كان شعار "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف "إعادة التوطين" إلا أنه تحول ليصبح "وقف الهجرة والترحيل".

ويلعب ملف الاقتصاد دورا محوريا بالانتخابات الحالية في ظل الانكماش الذي تعيشه ألمانيا منذ أكثر من عامين. إلى جانب ملف الأمن والإرهاب وكذلك الصحة، في ظل نقص الكفاءات في كافة المجالات الصحية.

مقالات مشابهة

  • بعد شهرين من الأزمة.. الكتل السياسية في ديالى تتوصل إلى اتفاق ينهي تعطيل المجلس
  • قسد تضيّق على السوريين في عدد من أحياء حلب.. 65 قتيلا في شهرين
  • الأهم في تاريخ ألمانيا.. نظرة على الانتخابات البرلمانية
  • إعلامي: اليمن ستظل عالقة في الصراعات بينما ينعم العالم بالسلام!
  • حصلت علي 3 شهادات من موسوعة جينيس.. بحر البقر أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم لاستصلاح 456 ألف فدان بسيناء.. ووزير الري: نسبة تنفيذ المسارات 78%
  • الين يرتفع لأعلى مستوى في شهرين مع ترقب تحركات بنك اليابان
  • بعد قليل.. استئناف كروان مشاكل على حبسه شهرين في نشر أخبار كاذبة
  • لماذا يتذكر البعض أحلامهم بوضوح بينما ينساها آخرون؟
  • أول ظهور لحسام أبو صفية منذ اعتقاله قبل شهرين
  • مكسيم خليل يحتفل بزفاف شقيقته في دمشق بينما يواصل تصوير تحت الأرض