مفارقات حرب غزة في شهرين
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
مفارقات في حرب غزة في شهرين
إذا تمادى العدو في العدوان فقد تنقلب الأمور حول العالم بما يهدد مصالحه بصورة قد تدخل البشرية في حالة انفلات وسيولة وفقدان السلم العالمي المنشود.
بعد شهرين ونيف يقترب الفلسطينيين من تقديم نحو مائة ألف شهيد وجريح ومصاب ومفقود، وخسر العدو آلافا من جنوده وقطعانه في معادلة خسائر ليست في صالحه.
ليس في غزة ثروات أو موارد، لكنها موفورة الكرامة عالية الهامة وفيها أعلى نسبة تعليم وأعلى نسبة مهندسين وأعلى نسبة حفظ للقران الكريم وأقل نسبة جريمة عربيا.
لم يستطع الاحتلال السيطرة الكاملة على أي من 44 تجمعا سكانيا بقطاع غزة، فيما استطاعت المقاومة شطب الحضور الاستيطاني في غلاف غزة بمساحة 735 كيلومتر مربع.
* * *
1. العدو يملك أعتى الأسلحة البحرية والبرية والجوية والالكترونية وغزة ليس فيها حتى ملاجئ وليس فيها من ينبطح أرضاً.
2. كل ترسانات أمريكا مفتوحة لإمداد العدو في مواجهة قطاع صغير ومحصور ومحروم من كل شيء وبدون امدادات.
3. طيلة 75 عاماً لم تفكر جهة عربية باختراق الحدود المحتلة وقطاع غزة فعلها وتسبب في انكسار استراتيجي للاحتلال.
4. ليس في غزة ثروات ولا موارد، ولكنها موفورة الكرامة وعالية الهامة وفيها أعلى نسبة تعليم، وأعلى نسبة مهندسين وأعلى نسبة حفظ للقران الكريم وأقل نسبة جريمة في العالم العربي.
5. رغم إطباق الحصار والمراقبة اطلقت حماس في شهرين نحو 12 ألف صاروخ وصمدت غزة في وجه 100 ألف قذيفة وقصف دائم لنحو 160 طائرة حديثة وهجوم نحو 1000 دبابة و600 مدفع وثلاث فرق عسكرية وحصار صليبي في شرق المتوسط قوامه نحو 50 سفينة حربية منها حاملتا طائرات وغواصة نووية واحدة.
6. رغم شراسة الهجوم لم يستطع الاحتلال السيطرة الكاملة على أي من التجمعات السكانية لقطاع غزة وعددها 44 تجمعاً، فيما استطاعت المقاومة شطب الحضور الاستيطاني في غلاف غزة بمساحة 735 كم مربع ضمن مجمع مجالس مستوطنات أشكول وأشكلون وهنغبي.
7. اسرائيل اصبحت كياناً منبذواً، ولا تحوز إلا 5% من التعاطف العالمي، بينما حازت غزة 95% ، وفي امريكا وحدها حرك المسلمون والأحرار الأمريكان نحو 400 مظاهرة ومسيرة.
8. جميع مؤسسات دولة الاحتلال تعيش مآزق غير مسبوقة وفي كل اتجاه، مع انهيار اقتصادي وتفكك اجتماعي وتناحر في الوسط السياسي وتراجع الثقة في امكانية الاستمرار الوجودي لمشروع الكيان، بينما خسرت غزة كل شيء لكن الثقة والارادة والايمان والعقيدة تزداد رسوخاً بشكل يفوق التضحيات الهائلة.
9. لأول مرة تحوز قضية جهادية إجماع العالم الاسلامي لأنها عادلة ولها أحقية شرعية وأولوية قرآنية، والعداء فيها واضح للإسلام كدين ودور حضاري وثقافي ورسالي.
10. "طوفان الأقصى" الذي أطلقته غزة يتحول بالتدريج إلى طوفان جارف غشي كل مجالات الحياة دون تمييز وتسبب في خسائر صافية للعدو مقابل مكاسب صرفة للمقاومة.
11. معظم العرب مَدِينون، والسبب الرئيس موازنات الأسلحة المستوردة حيث يمنع التصنيع العسكري، بينما غزة صنعت وأنتجت موجبات صمودها وبدون مديونية.
12. العرب لديهم حكومات احتكرت كل شيء، ومع ذلك لم تدفع ولم تمنع، بينما حماس سمحت لجميع القوى الاخرى بحمل السلاح، ولم يحصل تصادم ولا تناحر بل جميعها انتظمت في صف المقاومة.
13. الشعب اليهودي خليط من المهاجرين، وكلهم يحملون سلاحاً رسمياً، بينما تركت الشعوب العربية مكشوفة ومجردة من كل أسباب القوة بجوار عدو غادر.
14. في غزة نسبة الشهداء بين المدنيين أكثر بكثير من نسبة المقاومين المسلحين، وهذا دليل همجية التوحش عند العدو.
15. غزة أطلقت "طوفان الأقصى"، ومفاعليه تعمل على تسخين الأمة المسلمة كطاقة جبارة تحتاج إلى صاعق تفجير لإطلاق بركان الجهاد الذي ردت غزة له الاعتبار بعد طول عبث مقصود من اعداء الأمة، في المقابل العدو يخوض حرباً دفاعية رغم دمويتها تقوم على سلسلة من ردات الفعل الانتقامية والاجرامية.
16. نتنياهو يقول إنه يحارب ضد جميع الاخوان المسلمين في العالم، وغزة استطاعت وضع قضية المسجد الأقصى في مركزية المسرح ومحورية الكون، وهذا دفع لأن تنتظم كل الحركات الاسلامية في مسار المناصرة للأقصى، وأخذ دورها في معركة الوعي.
17. غزة تفتقر إلى كل شيء والعدو متخم بكل شيء فلا هو استثمر في موجوداته، ولا غزة عَبِئت بمفقوداتها بل كيفت نفسها بأعجوبة .
18. لعل المفارقة الأبرز هي الانسان الغزاوي الثابت الصابر المحتسب والمتماسك في صموده فوق الاسطوري على أرضه الأصلية، مقابل مجاميع مجلوبة من 112 دولة لتنعم في خيرات فلسطين، فالأول جاهز لدفع ضريبة الدم، والمهاجر لا يرغب في رؤية لون الدم، فهما نقيضان كالسالب والموجب.
19. وبعد شهرين يبدو أن الفلسطينيين وحدهم يقتربون من تقديم نحو مائة ألف شهيد وجريح ومصاب ومفقود، وخسر العدو نحو 20 ألفاً من جنوده وقطعانه في معادلة حساب للخسائر ليست في صالحه، واذا تمادى في العدوان المنفلت فلربما تنقلب الأمور حول العالم بما يهدد مصالحه وامتداداته بصورة قد تدخل البشرية في حالة انفلات وسيولة وفقدان السلم العالمي المنشود.
*سعود أبو محفوظ كاتب وباحث من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين العدو الاحتلال حرب غزة طوفان الأقصى السلم العالمي کل شیء
إقرأ أيضاً:
مركز مكافحة الأمراض: الشائعات المتداولة حول التطعيمات أمر ممنهج
ليبيا – صرّح حيدر السائح، مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بأن الهدف المنشود من الحملة التي أُطلقت هو الوصول إلى مليون مستفيد، مشيرًا إلى أن نسبة الإنجاز حتى الآن بلغت 40%.
وأضاف السائح، في تصريح لقناة ليبيا الأحرار التي تبث من تركيا وتابعته صحيفة المرصد: “لسنا راضين عن هذه النسبة، وهناك عزوف ناتج عن بعض الشائعات التي لم نتوقع أن يكون لها تأثير بهذا المستوى. في حديثي داخل المركز الوطني لمكافحة الأمراض، استخدمت لهجة لم أعتد التحدث بها، للتعبير عن حجم الشائعات الكبير الذي تسبب في هذا العزوف. حتى الآن، نحن غير راضين”.
وأشار إلى أنه بعد كلمته، لوحظت زيادة في أعداد الأطفال وأولياء الأمور الذين أبدوا رغبة في تلقيح أطفالهم بالتطعيمات. وأعرب عن تفاؤله بالوصول إلى العدد المستهدف أو على الأقل تحقيق نسبة 80% بحلول يوم السبت، مع العلم أن المناعة المجتمعية المطلوبة هي 70%.
وأبدى السائح استغرابه من حجم الشائعات والصوتيات التي انتشرت قبل بدء الحملة، مؤكدًا أن المركز رصد تلك الشائعات منذ يوم الخميس، لكنه تجاهلها في البداية. وأضاف: “كنا نخشى تأثير هذه الشائعات يوم الجمعة والسبت، ولذلك قمنا بنفيها”.
وأوضح أن بعض الأشخاص تأثروا بالصوتيات التي كانت تُبث بثلاث لهجات مختلفة من داخل البلاد، مما يدل على أنها حملة ممنهجة. وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في انتشار المعلومات، سواء السلبية أو الإيجابية. وأكد أن هناك فئة معينة عالميًا تعارض التطعيمات، ولكن الملاحظات الطبية المسجلة خلال الحملة كانت طبيعية. وأوضح: “سجلنا 7 حالات لأطفال ارتفعت لديهم درجات الحرارة واستقرت حالتهم، وحالتين عانوا من قيء واستقرت حالتهم أيضًا، وهذه أعراض طبيعية تحدث حتى مع التطعيمات الروتينية”.
وبيّن السائح أن الأطفال يتلقون التطعيمات وفق الجدول الموثق في الحملة، مشيرًا إلى أن هناك 4 آلاف موظف في الخدمات الصحية بالمستوصفات الصحية مدربين جيدًا، وقادرين على تقديم الإجابات اللازمة لأولياء الأمور، خاصة إذا كان الطفل غير مهيأ للتطعيم. وأكد أن نسبة الحالات التي لا تُمنح التطعيم قليلة جدًا، ويتم استفسار الطفل عن عدة أمور قبل التطعيم لضمان سلامته.