مراجعة تكشف علاقة غريبة بين أمتلاك القطط و أنفصام الشخصية
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
ديسمبر 10, 2023آخر تحديث: ديسمبر 10, 2023
المستقلة/- تشير مراجعة جديدة إلى أن امتلاك قطة كحيوان أليف يمكن أن يضاعف من خطر إصابة الشخص بالاضطرابات المرتبطة بالفصام.
أجرى باحثون أستراليون تحليلًا لـ 17 دراسة نُشرت خلال الـ 44 عامًا الماضية، من 11 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة و المملكة المتحدة.
كتب الطبيب النفسي جون ماكجراث و زملاؤه الباحثون، و جميعهم من مركز كوينزلاند لأبحاث الصحة العقلية: “لقد وجدنا ارتباطًا بين ملكية القطط و زيادة احتمالات الإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالفصام”.
تم اقتراح هذه الفكرة القائلة بأن ملكية القطط يمكن ربطها بمخاطر الفصام في دراسة أجريت عام 1995، مع اقتراح التعرض لطفيلي يسمى التوكسوبلازما جوندي كسبب. لكن البحث قدم حتى الآن استنتاجات مختلطة.
و جدت الدراسات أن التواجد حول القطط أثناء الطفولة قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفصام؛ و مع ذلك، لم تجد جميع الدراسات ارتباطًا.
و يربط البعض أيضًا التعرض للقطط بدرجات أعلى على المقاييس التي تقيس السمات المرتبطة بالفصام, الذي يؤثر على أفكار الشخص و مشاعره و سلوكياته. و التجارب الشبيهة بالذهان، و لكن مرة أخرى، لا تظهر دراسات أخرى هذا الارتباط.
للحصول على صورة أوضح، يقول ماكغراث و فريقه إن هناك حاجة لمراجعة و تحليل شاملين لجميع الأبحاث حول هذه المواضيع.
التوكسوبلازما جوندي هو طفيل غير ضار في الغالب و يمكن أن ينتقل عن طريق اللحوم غير المطبوخة جيدًا أو المياه الملوثة.
يمكن أن ينتقل عن طريق لعاب أو براز القطط. تشير التقديرات إلى أن حوالي 40 مليون شخص في الولايات المتحدة قد يصابون بالعدوى، و عادةً دون ظهور أي أعراض. و في الوقت نفسه، يواصل الباحثون اكتشاف المزيد من التأثيرات الغريبة التي قد تحدثها العدوى.
بمجرد دخول المقوسة الغوندية إلى الجسم البشري، يمكنها التسلل إلى الجهاز العصبي المركزي و التأثير على الناقلات العصبية. و قد تم ربط الطفيل بتغيرات الشخصية، و ظهور أعراض ذهانية، و بعض الاضطرابات العصبية، بما في ذلك الفصام.
و مع ذلك، فإن الرابط لا يثبت أن المقوسة الغوندية تسبب هذه التغييرات أو أن الطفيل انتقل إلى الإنسان من قطة.
و وجد التحليل الجديد لـ 17 دراسة “وجود ارتباط إيجابي كبير بين ملكية القطط المحددة على نطاق واسع و زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالفصام”.
المصدر:https://www.sciencealert.com/mysterious-link-between-owning-cats-and-schizophrenia-is-real-study-says
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
حتماً ستعود القطط !!
بقلم : حسين الذكر ..
قبل موت والدتي بآلاف السنين ماءت في باحة بيتنا قطة لم تكن سوداء حيث نعتوها بالشؤم ، فيما اتخذها بعضهم ستراً لدرء الأخطار وإبعاد الأشرار .. ظلت تدور مع حاجيات الأسرة وشخوصها تبحث في المستقبل، تستشرق نوع القوة بعيداً عن فلسفة الانقياد .
مع أنها قريبة منا جميعاً إلا أن أحداً لم يفهمها .. تبدو منفعلة ببعض تفاصيلها، وحنونة بنوبات أخرى .. لم يحزن الجميع لغيابها ، إلا أن أمي كانت تتحسس وقع أقدامها ودفء موائها كلما يثقب الأفق بوخز شعاع مصفر ، أو يولي الأدبار على تلال بعيدة ، يغط مختبئاً في دهاليز بحر عميق ..
كانت تشكل مع نباح كلاب الشوارع ليلاً ، حرساً ذاتياً يمدنا بجمالية وتر موسيقي لم يقف عند حدود الطرب ، بل يتغلغل بأحيان كثيرة في أعماقنا، يربت منه شعاع على مواجعنا الخفية والظاهرة ، يسكن ويعزي في دواخلنا السحيقة، وربما ينتقد أسئلتنا السخيفة منها.
لم يعلن بيان رسمي بفقد القطة : كما أن فرق الإنقاذ لم تبحث عنها في الحانات والمشافي ودور الرقاق والنفاق .. ابي اكتفى بصلاته : ( أن يمنحنا الله الطمأنينة، ويوقف تداعيات نفسية اكثر منها مادية ).
مع أني كنت صغيراً و يصموني بالصبا .. إلا أن ثمة حزن باطني اعتراني منذ بواكير الوعي .. عن تلك الرقيطة المفقودة .. لم تكن أجواء، ولا أرجاء الخواء محددة من تسكعات طفل واهم .. يكاد يبحث عن نفسه ولعبته أكثر مما تعنيه مواءات تلك القطة التي لطالما خلقت لنا حياة ومنحتنا فكرة جديدة .. وهي تحمل وتربي وتلاعب وتكبر أجيالاً من القطط الصغار المنتشرة في جميع أرجاء المدينة والممتدة في تشعبات المدنية كلها .
تساءلت مرة : ( لا يمكن لملاصقتنا للقطة وبقية الحيوانات الأخرى .. أن تكون مجرد عبث سماوي أو رغبة أرضية .. ثمة حكمة في الخلق والاختلاق والاتحاد البيئي والنفسي ) .
مع أن مطر الحوادث أغرق البيئات، كما أن حادلة الزمن ظلت تكتسح الاجيال .. حتى إن دموعي على رحيل أحبائي أخذت الكثير من فحوى التفكير .. إلا أن ذلك المواء الخارق للعادة ظل يشكل هاجساً في سلسلة أفكار دفنت مع حنان أمي .. لم أنس تلك القطة .. وقد تذكرتها مرة أخرى . حينما شاهدتها في صباح باكر تموء قرب بيتنا .. وهي تحك ظهرها بالحائط كأنها تطرق الأبواب باحثة عن شيء ما لم تنسه رغم كل تلك العصور والقرون .. حككت راسي، وفركت عيني، وانتفض فكري لعلي في حلم أو تيه لحظي ، او شبه نائم .. أحقاً هذه قطتنا بذات المواء الازلي والألوان نفسها.. إنها هي ذاتها التي كنا نلعب بها أو تلعب بنا قبل الميلاد .. وها نحن معاً نستغرب توالدها من جديد !!