من يحكم بريطانيا: سوناك أم الأدميرال توني؟
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
من يحكم بريطانيا: سوناك أم الأدميرال توني؟
ممارسات بريطانيا الميدانية تؤكد إخلاصها لإرثها الاستعماري والدولة العميقة تدعم الاحتلال، وتتجاوز حراك الشارع البريطاني بإصرار كبير من الدولة العميقة.
المناورات السياسية الداخلية لاحتواء الحراك الاحتجاجي، وإطفاء عناصر التأزيم؛ لم تمنع الحكومة والمؤسسات السيادية البريطانية من مواصلة دعمها للكيان الصهيوني.
لا مكان لحراك الشارع وصناديق الاقتراع، أو حتى لحكومة سوناك قليلة الخبرة، فولاء سوناك المطلق لإرث المستعمر ومشروعه العتيق لم يكن كافياً لتحديد معالم الطريق.
الدولة العميقةالتي تحكم بريطانيا ويديرها الأدميرال توني رئيس أركان الجيوش البريطانية، بعيدا عن أعين الرقابة والديموقراطية المزعومة وهو يقرر السياسة تجاه فلسطين.
لن تترك بريطانيا الاحتلال يقاتل وحده في الضفة، تحت غطاء دعم السلطة في رام الله، وإعادة تأهيلها لتتناسب مع احتياجات نتنياهو الذي عبر عن رفضه للصيغة القديمة من العلاقة والتنسيق.
* * *
وصفت التظاهرات المناهضة للعدوان على قطاع غزة في بريطانيا بالأضخم منذ غزو العراق في العام 2003.
ورغم مرور شهرين على هذه التظاهرات؛ فإن تأثيرها بقي متواضعا، واقتصر على مناورات سياسية وتعديلات حكومية أفضت الى الاطاحة بوزيرة الداخلية (سويلا بريفرمان) بعد أن تحولت الى عنصر تأزيم داخل الحكومة ومؤسسات الدولة، كما عين ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الاسبق من قبل جهات مجهولة وزيرا للخارجية؛ للتعويض عن الاداء والخبرة الضعيفة لرئيس الوزراء ريشي سوناك.
المناورات السياسية الداخلية لاحتواء الحراك الاحتجاجي، وإطفاء عناصر التأزيم؛ لم تمنع الحكومة والمؤسسات السيادية البريطانية من مواصلة دعمها للكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا؛ الذي تجدد بإعلان وزارة الدفاع البريطانية تسيير دوريات لطائرات مسيرة فوق قطاع غزة لإسناد جيش الاحتلال استخباريا؛ تبعها إعلان أشد خطورة للأدميرال توني راداكين رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني عن مشاورات أجراها مع نظيره الامريكي لتطوير قدرات السلطة في رام الله لقمع المقاومة وحماية المستوطنات على الأرجح.
بريطانيا لم تتراجع عن دعمها لإسرائيل، وتوظف أدواتها ونفوذها وخبراتها لإسناده، سواء عبر المسيرات في سماء غزة، أو الفرقاطات المنتشرة قبالة شواطئ غزة، أو على الارض في الضفة الغربية عبر إحياء الصحوات التي أسستها في ثورة العام 1936، والتي استنزفت الثورة الفلسطينية الكبرى ومهدت لإجهاضها.
أخرج الانكليز ما في جعبتهم من خبرات لخدمة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين واحتواء أي نزعة للتحرر والثورة في الضفة الغربية؛ إذ لن يترك الانكليز دولة الاحتلال تقاتل وحدها في الضفة، تحت غطاء من دعم السلطة في رام الله، وإعادة تأهيلها لتتناسب مع احتياجات نتنياهو الذي عبر عن رفضه للصيغة القديمة من العلاقة والتنسيق.
الممارسات الميدانية للندن تؤكد أنها مخلصة لإرثها الاستعماري، وأن الدولة العميقة متمسكة بدعم الاحتلال، وأن حراك الشارع البريطاني ورغم مرور شهرين؛ تم تجاوزه بمهارة عالية، وإصرار كبير من الدولة العميقة التي تحكم بريطانيا ويديرها رئيس أركان الجيوش البريطانية، بعيدا عن أعين الرقابة والديموقراطية المزعومة التي يقف على رأسها ريشي سوناك، فهو (أي الأدميرال توني) من يقرر كيف تدار وتصنع السياسة تجاه فلسطين؛ إذ لا مكان لحراك الشارع وصناديق الاقتراع، أو حتى لحكومة سوناك قليلة الخبرة، فولاء سوناك المطلق لإرث المستعمر ومشروعه العتيق لم يكن كافياً لتحديد معالم الطريق.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بريطانيا الاحتلال فلسطين ريشي سوناك الدولة العميقة الضفة الغربية المشروع الصهيوني الدولة العمیقة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
مقترح إسرائيلي بتفعيل نظام سلاح آلي في الضفة الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت دانا أبو شمية مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية"، إنّ هنالك خشية إسرائيلية كبيرة من أن تتحول الضفة الغربية إلى جبهة رئيسية، وهي من ضمن الجبهات السبعة التي يواجهها جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر.
وأضافت "أبو شمسية"، في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي رعد عبد المجيد: "لذلك، كان هناك العديد من المقترحات الإسرائيلية، ومنها تفعيل نظام سلاح آلي في الضفة الغربية، وهو النظام الذي جرى تفعيله في الحدود السياجية مع قطاع غزة في عام 2008".
وتابعت: "والآن، هنالك شركة رافائيل للصناعات العسكرية تطور هذا النظام عند مداخل المستوطنات، وبخاصة، المستوطنات التي يكون لدى الجانب الإسرائيلي تقديرات بأنها عرضة أكثر من غيرها من المستوطنات لهجمات فلسطينية، أي أن يتم تنفيذ عمليات عسكرية إسرائيلية من قبل الفلسطينيين".
وأكدت، أن هذا النظام عبارة عن أبراج مراقبة ترصد أي تحركات مشبوهة على حد زعم وسائل إعلام الاحتلال، وهذا النظام الآلي سيطلق الرصاص تجاه الهدف المشبوه، أي سيتم تنفيذ عمليات إطلاق آلية من قبل هذه الأسلحة الموجودة في أبراج المراقبة.