خلال أسبوع واحد، بين الفترة 29 نوفمبر- 7ديسمبر 2023 أجرى المبعوث الأممي الى اليمن هانس جروندبرج، جولتي تفاوض رباعية عقدهما في الرياض ومسقط، في أكثر مساعيه تفاؤلاً وتسارعاً نحو إعلان وشيك لاتفاق ينهي الحرب في اليمن بعد عام ونصف منذ بدء الهدنة وتوقف القتال.

ورغم تقاطع مسار الحل في اليمن مع التطورات المرتبطة بمعركة طوفان الاقصى التي أطلقها الفلسطينيون مطلع أكتوبر وما تبعها من عدوان اسرائيلي وحشي، ودخول الحوثيين على خط التصعيد بدعم إيراني، وقيام الجماعة بإجراءات عسكرية في البحر الأحمر وردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية وما تضيفه من تعقيدات على مستوى المنطقة.

. إلا أن تمسك كل من المملكة والحوثيين بالمضي قُدماً قد يشير الى المكاسب والخسائر في حال جمود هذا المسار انتظاراً لما ستؤول اليه الحرب في غزة.

قال هانس في إحاطات مقتضبة، شبه موحدة، عقب اللقاءات بالأطراف، إنه يناقش "التقدم نحو اتفاق أطراف النزاع على إجراءات لتحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية يمنية-يمنية جامعة برعاية أممية".

وقال مصدر مطلع على النقاشات التي يجريها المبعوث الأممي "، إن السعوديين سلموا نسخة من الاتفاق الذي توصلوا إليه، بمساعدة العمانيين، الى المبعوث الأممي، لوضع اللمسات الأخيرة تمهيداً لإعلان الاتفاق باسم بعثة الأمم المتحدة وفق مانشرة موقع "المصدر أونلاين .

وخلال الأيام الثمانية انتقل جروندبرج لمرتين، بين الرياض ومسقط التقى خلالهما مرتين بالمسؤولين العمانيين المكلفين بالوساطة، ومثلهما بالمسؤولين السعوديين، مرة مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.

كما التقى مرة واحدة برئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، والتقى مرتين بممثل الحوثيين محمد عبدالسلام.

و قبل سبعة أشهر تحديدا (6 أبريل 2023)، ، سربت مسودة الخطوط العريضة للاتفاق المنتظر الاعلان عنه، والذي يتكون من 3 مراحل، تبدأ الأولى بإجراءات إنسانية مدتها 6 أشهر، ثم مرحلة ثانية يتم فيها إجراء حوار يمني- يمني، على أن المرحلة الثالثة تكون فترة انتقالية مدتها عامان، يتم خلالها تنفيذ مخرجات المرحلة الثانية وصولا الى انتخابات عامة.

وتتضمن المرحلة الأولى: إعلان وقف إطلاق النار، صرف المرتبات (تدفعها السعودية لمدة عام)، فتح ميناء الحديدة بشكل كامل وتوسيع وجهات الرحلات من مطار صنعاء، وعودة الحكومة لتصدير النفط، وتشكيل لجان اقتصادية وسياسية وعسكرية تمهيدا للمرحلة الثانية المتعلقة بالحوار السياسي بين الأطراف اليمنية.

واعتبر المصدر المطلع الذي تحدث طالباً عدم الإشارة الى اسمه، أن "الاتفاق يبدو مصمما بشكل رئيسي من أجل المرحلة الأولى دون أفق واضح للمراحل التالية".

وبحسب المصدر فإن المرحلة الأولى ستحقق هدفاً مشتركاً لكل من السعودية، والحوثيين، والمتمثل برغبة السعودية في إخراج نفسها من حرب اليمن بشكل رسمي، وهي في نفس الوقت رغبة الحوثي أيضاً في إنهاء شرعية تدخل السعودية والتحالف العربي، فيما ستحصل الحكومة من عودة تصديرها النفط خلال هذه المرحلة، ويحصل المواطنون الذين حرمهم الحوثي في مناطق سيطرته على رواتب "تعيدهم الى الحياة" بعد رفض الحوثي طيلة السنوات الماضية صرف المرتبات من العائدات التي يتحصلها.

بالتزامن مع هذه التطورات وصل المبعوث الأمريكي الخاص الى اليمن تيم ليندركينغ الى المنطقة لإجراء نقاشات مفصلة مع الأطراف، لكن أجندة ليندركينغ قد تبدو مختلفة هذه المرة إن لم تكن متناقضة عن أجندته قبل حرب غزة.

و في مقابل إصرار االسعودية على التوصل إلى اتفاق يعتقد مصدر سياسي تحدث لـ"المصدر أونلاين" أن الإدارة الأمريكية قد ترغب هذه المرة في تأجيل الصفقة، انتظاراً لما ستؤول اليه خيارات الرد على ما يقوم به الحوثي بشأن حرب غزة بدعم إيراني.

وقد تبدو رغبة الحوثي في الدفع قُدما بإعلان الاتفاق سعيا للاحتماء من أي ردود فعل على إجراءات الجماعة في البحر ضد السفن الاسرائيلية، والاستفادة من الضغوط السعودية على الولايات المتحدة بعدم التسرع في أي رد عسكري من شأنه أن يُفشل اتفاق السلام "الوشيك" وطلب الرياض من الإدارة الأمريكية ضبط النفس.

وتشير التصريحات لقيادات حوثية، بأن تقييد السعودية بالاتفاق يضمن عدم اشتراكها في أي رد فعل، ويتيح للحوثيين الاستفادة من مزايا هذه الصفقة، فيما ليس هناك ما يقيّد عودة الحوثية للحرب ضد اليمنيين في أي لحظة بعد إعلان الاتفاق.

وتشعر إدارة بايدن بالارتباك، في ظل تصاعد الأصوات في واشنطن للمطالبة بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية والقيام برد عسكري على تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر، وهي نتيجة معاكسة لتوجهات الإدارة التي كثفت ضغوطها على السعودية لوقف الحرب في اليمن، منذ أول أيام بايدن في البيت الأبيض وقيامه بإلغاء تصنيف إدارة ترامب للحوثيين.

واعتبر صحافيون ونشطاء يمنيون، أن النقاشات التي تجريها إدارة بايدن بشأن إعادة تصنيف الحوثيين تثبت "قصر نظر" هذه الإدارة وتعامل بايدن بانتهازية في النظر الى الملف اليمني من زاوية السعودية، حيث يريد أن يتصرف بشأن الحوثيين من زاوية غير يمنية مرة أخرى.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الحرب فی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي تلوّح باستئناف الحرب ضد السعودية.. أي معركة ضدنا سنصفر اقتصادكم

لوّحت جماعة الحوثي باستئناف الحرب ضد المملكة العربية السعودية، حال انخرطت في أي تحالفات دولية أو عربية لضرب الجماعة ردا على هجماتها سفن الشحن في البحر الأحمر.

 

وقال القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي -في خطاب له أمس الاثنين في العاصمة صنعاء- مخاطبا السعودية "أي معركة مع شعبنا سنصفر اقتصادكم مثل ما اعتديتم على بلدنا وحاصرتموه وأوقفتم المرتبات".

 

وأضاف "صواريخنا لم تكن سابقا بالشكل الذي هي عليه اليوم، وراجعوا ما تقوله البحرية الأمريكية من دقة التصويب ومما وصلوا إليه من الرعب"، حد قوله.

 

والاربعاء كشفت جماعة الحوثي عما سمته "سوء تقدير" عند طلبها من المملكة العربية السعودية، التدخل لدى الولايات المتحدة لخفض التصعيد، بعد الغارات الأمريكية البريطانية المشتركة الأخيرة التي استهدفت بالتنسيق مع إسرائيل مناطق عسكرية ومنشآت حيوية في العاصمة صنعاء وعمران وصعدة والحديدة.

 

 

وقال القيادي محمد علي الحوثي في تصريحات لقناة "الميادين" إن جماعته طلبت من الرياض التدخل لدى واشنطن لخفض التصعيد، نظرا لترابط المصالح الأميركية والسعودية في المنطقة، والتي قال إنها قد تُستهدف إذا تم إلحاق الضرر بهم.

 

وحسب الحوثي فإن الجماعة لن تدخل في مفاوضات مع السعودية حاليا بحجة انشغالها بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معلنة استمرار هجماتها في البحر الأحمر وباتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وزاد "لا مفاوضات مع السعودية ونحن منشغلون في مواجهة الشر الإسرائيلي الذي يهددنا ويهدد السعودية وباقي الوطن العربي".

 

وذكر أن السعوديين أبلغوهم أنهم قد يدخلون تحالفاً جديداً مع تسلم الإدارة الأميركية الجديدة، واصفا ذلك بأنه سوء تقدير.

 

وتأتي تصريحات القيادي الحوثي في ظل حراك دولي ودبلوماسي لإنهاء الحرب في اليمن والتوقيع على خارطة الطريق التي تراعها الأمم المتحدة.

 

وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد بدأ خلال مطلع الأسبوع الماضي جولة مشاورات شملت الرياض ومسقط وصنعاء وطهران في إطار الضغط لإنهاء الأزمة اليمنية والتوقع على خارطة الطريق.

 

والأحد قال عضو مجلس النواب اليمني الشيخ علي العمراني إن خطة السلام، المتمثلة بخارطة الطريق التي يجري التفاوض بشأنها بين السعوديين والحوثيين، هي ليست أكثر من مخطط فوضى قد تستمر خمسين عاماً.

 


مقالات مشابهة

  • عيدروس الزبيدي: "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد" لكبح جماح الحوثيين في اليمن
  • جماعة الحوثي تلوّح باستئناف الحرب ضد السعودية.. أي معركة ضدنا سنصفر اقتصادكم
  • الاتحاد الأوروبي يدعو الحوثي إلى وقف هجماتها في البحر الأحمر والعودة إلى عملية السلام 
  • موقع بريطاني: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار “الحوثيين”
  • زعيم الحوثيين: وصلنا إلى عمق إسرائيل وألحقنا ضررا باقتصادها
  • الحوثي تعلن موعد رفع الحظر البحري عن السفن المرتبطة بالاحتلال
  • ثلاث حيثيات تهدد صمود وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل
  • وزير الخارجية: الجزائر ستتابع تنفيذ كل مراحل إتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادى الأسرى بين حماس والاحتلال
  • “كتائب القسام” تسلم ثلاث أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر في غزة