جيرونا «يؤدب» برشلونة بـ «رباعية تاريخية»
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
مدريد (أ ف ب)
واصل جيرونا مغامرته الرائعة هذا الموسم، وعاد إلى الصدارة مجدداً، وذلك بفوز تاريخي هو الأول له على برشلونة جاره «الكاتالوني» العملاق بنتيجة 4-2، على ملعب الأخير، في المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
ودخل جيرونا اللقاء، وهو في الوصافة، بفارق نقطة خلف ريال مدريد المتعادل مع ريال بيتيس 1-1، واستفاد على أكمل وجه من تعثر النادي الملكي، كي يزيحه عن الصدارة التي كان يتقاسمهما معه، متقدماً على الفريق الوحيد الذي تغلب عليه هذا الموسم بفارق نقطتين.
وبخسارته الأولى أمام جاره الذي فاجأ الجميع هذا الموسم، مني برشلونة بالهزيمة الثانية للموسم، وتراجع للمركز الرابع لمصلحة أتلتيكو مدريد، وبات متخلفاً عن فريق المدرب ميتشل بفارق سبع نقاط.
ورغم بدايته الإيجابية ووصوله مرات عدة إلى منطقة ضيفه، وجد برشلونة نفسه متخلفاً في الدقيقة 12. بهدف أوكراني «بحت»، عبر أرتيم دوفبيك الذي وصلته الكرة من عرضية لمواطنه فيكتور تسيجانكوف، بعدما كسر الأخير مصيدة التسلل، سددها لتتحول من القائم الأيمن إلى داخل شباك الحارس إنياكي بينيا.
وكان البرازيلي رافينيا قريباً من إدراك التعادل، بعد تمريرة طولية من البرتغالي جواو كانسيلو، لكن الحارس الأرجنتيني باولو جاتسانيجا تدخل ببراعة لإنقاذ الموقف.
إلا أنه سرعان ما أنحنى أمام البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي ارتقى عالياً لتحويل الكرة القادمة من ضربة ركنية برأسه في الشباك «19»، منهياً بذلك صيامه عن التهديف مع العملاق الكاتالوني منذ 12 نوفمبر ومسجلاً هدفه الثامن في الدوري هذا الموسم.
وكاد جيرونا أن يستعيد تقدمه، حين تلاعب دوفبيك بالمدافعين الدنماركي أندرياس كريستينسن والأوروجوياني رونالد أراوخو، قبل أن يمرر الكرة إلى ميجيل جوتييريس الذي سددها لكن بينيا تألق في إنقاذ فريقه «27».
وبعدما أضاع فرصة وهو في مكان مناسب للتسجيل بتسديده الكرة بجانب القائم الأيسر، عوض ميجيل جوتييريس، وأعاد جيرونا إلى المقدمة، بعد مجهود فردي وتسديدة من مشارف المنطقة، عجز بينيا عن صدها «40».
وبدأ برشلونة الشوط الثاني باحثاً عن العودة إلى أجواء اللقاء، وكان قريباً من تحقيق مبتغاه، بتسديدة بعيدة من الهولندي فرنكي دي يونج، لكن الحارس جاتسانيجا كان على الموعد لإنقاذ فريقه «51».
أخبار ذات صلة ألونسو.. «ألم الظهر» «اليونايتد» ضعيف الشخصية و«البايرن» يحرق «شجرة الميلاد»!
وحاول تشافي تدارك الموقف فزج بالثلاثي فيران توريس ولامين جمال وأليكس بالدي، ما أنعش الفريق الذي، وكان قريباً من إدراك التعادل، عبر الألماني إيلكاي جوندوجان، لكن محاولته مرت قريبة من القائم الأيسر «68».
ووجه جيرونا الضربة القاضية لجاره، عندما أضاف الهدف الثالث في الدقيقة 80، عبر البديل فاليري إسترادا، بعدما وصلته الكرة من تمريرة رأسية للبديل الآخر الأوروجوياني كريستيان ستواني.
ورغم نجاح جوندوجان في تقليص الفارق، بعد تمريرة من فيران توريس «92»، صمد جيرونا أمام الضغط، ورد بالهدف الرابع القاضي الذي سجله ستواني في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، عندما تلقف الكرة عند القائم الأيسر، بعد عرضية من جوتييريس، وضعها في الشباك من زاوية صعبة بمساعدة من المدافع البرتغالي جواو كانسيلو.
واستفاد أتلتيكو مدريد من سقوط برشلونة، كي يصعد إلى المركز الثالث بفارق الأهداف عن النادي الكاتالوني، وذلك بفوزه على ضيفه ألميريا متذيّل الترتيب 2-1، وسجّل ألفارو موراتا الهدف الأوّل «17»، وأضاف الأرجنتيني أنخيل كوريا الهدف الثاني «22»، فيما سجّل البرازيلي ليو باتيستاو هدف ألميريا «62».
ويأتي فوز أتلتيكو قبل مواجهة لاتسيو الإيطالي الأربعاء المقبل ضمن الجولة السادسة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، لحسم الصدارة بينهما.
وفشل ألميريا بتحقيق فوزه الأوّل هذا الموسم، ليبقى الفريق الوحيد الذي لم يُحقّق أي فوز «4 تعادلات و12 خسارة» في الدوريات الخمسة الكبرى.
وخيَّم على المرحلة خبر وفاة مشجع في المدرجات، خلال مباراة غرناطة وضيفه أتلتيك بلباو، ما أدى إلى اتخاذ قرار بإيقافها نهائياً في الدقيقة 18، حين كان الفريق الضيف متقدماً 1-0 وفق ما أفاد الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
وقال بلباو في بيان إن رابطة الدوري والناديين «اتفقوا على تعليق المباراة»، مقدما تعازيه لأقارب المتوفى، وكشف غرناطة أن أحد مشجعيه كان ضحية لجلطة دماغية، وفق ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسبانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني برشلونة جيرونا ريال مدريد أتلتيكو مدريد
إقرأ أيضاً:
ضجة ترامب والسيطرة على قناة بنما.. نبذة تاريخية سريعة
(CNN)— اقترح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع أن على الولايات المتحدة استعادة قناة بنما، وهي الفكرة التي رفضتها على الفور حكومة بنما، التي سيطرت على الممر لعقود من الزمن.
وفي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتصريحات لمؤيديه، اتهم ترامب بنما بفرض "أسعار باهظة" على الولايات المتحدة لاستخدام القناة، وألمح إلى تزايد النفوذ الصيني على الممر المائي الحيوي، وكتب ترامب على موقع "تروث سوشال"، السبت: "الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي الذي منحته الولايات المتحدة لبنما".
تاريخ حافل ومميت
وقبل اكتمال القناة، كان يتعين على السفن المسافرة بين السواحل الشرقية والغربية للأمريكتين أن تبحر حول كيب هورن، في الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، مما يضيف آلاف الأميال وعدة أشهر إلى رحلاتها.
وكان إنشاء ممر من شأنه تقصير تلك الرحلة هدفًا بعيد المنال للعديد من الإمبراطوريات التي كانت لها مستعمرات في الأمريكتين.
وفي أوائل القرن العشرين، جعل الرئيس ثيودور روزفلت الانتهاء من الممر أولوية، وكانت المنطقة في ذلك الوقت تحت سيطرة جمهورية كولومبيا، لكن التمرد الذي دعمته الولايات المتحدة أدى إلى انفصال بنما وكولومبيا وتشكيل جمهورية بنما في عام 1903، ووقعت الولايات المتحدة والجمهورية المشكلة حديثًا معاهدة في ذلك العام أعطت الولايات المتحدة السيطرة على شريط من الأرض يبلغ طوله 10 أميال لبناء القناة مقابل السداد المالي.
وانتهى بناء القناة في عام 1914، مما عزز مكانة الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى هندسية وتكنولوجية، ولكن ذلك جاء بتكلفة بشرية هائلة، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 5600 شخص لقوا حتفهم أثناء بناء الولايات المتحدة للقناة.
وقد تم إثبات التطبيق العملي للقناة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تم استخدامها كممر حاسم لجهود الحلفاء الحربية بين المحيطين الأطلسي والهادئ، لكن العلاقة بين الولايات المتحدة وبنما تفككت ببطء بسبب الخلافات حول السيطرة على القناة، ومعاملة العمال البنميين، والتساؤلات حول ما إذا كان من الواجب رفع العلمين الأميركي والبنمي بشكل مشترك فوق منطقة القناة.
وصلت هذه التوترات إلى ذروتها في 9 يناير 1964، عندما أدت أعمال الشغب المناهضة للولايات المتحدة إلى مقتل عدة أشخاص في منطقة القناة وقطع العلاقات الدبلوماسية لفترة قصيرة بين البلدين.
وأدت سنوات من المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق أكثر إنصافاً إلى إبرام معاهدتين خلال إدارة الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، إذ أعلنت الاتفاقيات أن القناة محايدة ومفتوحة أمام جميع السفن، ونصت على سيطرة مشتركة بين الولايات المتحدة وبنما على المنطقة حتى نهاية عام 1999، عندما تُمنح بنما السيطرة الكاملة.
وقال كارتر في تصريحات حينها: "لأننا سيطرنا على شريط عرضه عشرة أميال من الأرض في قلب بلادهم ولأنهم اعتبروا الشروط الأصلية للاتفاقية غير عادلة، فإن شعب بنما غير راضٍ عن المعاهدة".
ولم يؤيد الجميع خطة كارتر، وفي خطاب ألقاه عام 1976، قال المرشح الرئاسي آنذاك، رونالد ريغان، إن "شعب الولايات المتحدة هو المالك الشرعي لمنطقة القناة".
وتدهورت التوترات بشأن القناة مرة أخرى في أواخر الثمانينيات تحت حكم مانويل نورييغا، الذي تمت إقالته من السلطة بعد غزو الولايات المتحدة لبنما كجزء من "الحرب على المخدرات".
المشاكل الحديثة
وبعد وقت قصير من احتفاظ البنميين بالسيطرة الكاملة على القناة في عام 2000، سرعان ما تجاوز حجم الشحن قدرة الممر المائي، بدأ مشروع توسعة ضخم في عام 2007 وتم الانتهاء منه بعد ما يقرب من عقد من الزمن.
لكن المنطقة المحيطة بالقناة عانت من موجات جفاف شديدة، أعاق قدرتها على العمل بشكل صحيح، عندها فرضت سلطات القناة قيودًا على حركة المرور وفرضت رسومًا أعلى لعبور القناة، ويبدو أن هذه الرسوم تشكل جزءًا من مشكلة ترامب مع القناة، إذ وصفهم الرئيس المنتخب، الأحد، بأنهم "سخيفون وغير عادلين إلى حد كبير"، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي الذي منحته الولايات المتحدة لبنما.
أما ادعاء ترامب الآخر، بأن الصين تسعى إلى ممارسة المزيد من السيطرة على بنما ومنطقة القناة، فهو لا يخلو من الصحة، وفي عام 2017، وقعت بنما بيانا مشتركا أكد على أنها لن تحتفظ بأي علاقات رسمية مع تايوان، الدولة الديمقراطية المتمتعة بالحكم الذاتي والتي يدعي الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أنها أراضي خاصة به، ومنذ ذلك الحين، تزايد نفوذ الصين في المنطقة المحيطة بالقناة.
ورداً على تصريحات ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال مولينو، الرئيس البنمي إن "الأسعار ليست مجرد نزوة"، كما نفى فكرة أن الصين تمارس سيطرة علنية على القناة، مضيفا في بيان: "ليس للقناة سيطرة مباشرة أو غير مباشرة، لا من الصين، ولا من المجموعة الأوروبية، ولا من الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى".
وتعد تصريحات ترامب أحدث مثال على تعبير الرئيس المنتخب عن رغبته في الحصول على أراض تابعة لقوة أجنبية صديقة أو التهديد بالاستيلاء عليها أو التعدي عليها، فمنذ انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني، سخر ترامب من رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، من خلال اقتراحه بأن تصبح بلاده الولاية الأمريكية رقم 51.
وخلال فترة ولايته الأولى، طرح ترامب مراراً وتكراراً فكرة شراء الولايات المتحدة لغرينلاند من الدنمارك، وقالت حكومة الجزيرة إنها "ليست للبيع"، لكن لا يبدو أن ترامب قد أثناه هذا الرد، حيث وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعاد الرئيس المنتخب إحياء الفكرة أثناء إعلانه عن اختياره لمنصب السفير في الدنمارك.
وقال ترامب أثناء إعلانه عن الاختيار: "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها هي ضرورة مطلقة".