الخليج الجديد:
2025-04-28@19:30:45 GMT

حكاية تجسس الهند - إسرائيل على قطر

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

حكاية تجسس الهند - إسرائيل على قطر

حكاية تجسس الهند - إسرائيل على قطر

ستتردد دول الخليج مستقبلًا في التعاون مع الهند في المجالَين الدفاعي والاستخباري، أو في العمل مع شركات توظّف مسؤولين هنودًا متقاعدين.

الهند تعتمد بشدّة على استيراد المنتجات النفطية من الخليج، وتمنح التحويلات المالية من الجاليات الهندية في بلدان الاغتراب زخمًا كبيرًا للاقتصاد الهندي.

حُكم محكمة قطرية على ثمانية ضباط سابقين بسلاح البحرية الهندي بالإعدام بتهمة التجسس، سيؤدّي لمزيد من التدهور في العلاقات بين الدوحة ونيودلهي.

أعرب مودي منذ 7 أكتوبر، عن تضامن كامل مع إسرائيل، وامتنعت الهند عن التصويت على مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان هدنة إنسانية بغزة.

قضية التجسس نتيجة التعاون الدفاعي والاستخباري بين الهند وإسرائيل، والحكم على الضباط الثمانية السابقين في البحرية الهندية بالإعدام سيهدّد علاقات الهند بقطر.

ترغب قطر بتعزيز قواتها البحرية وسلاح الغواصات بعد الحصار الذي فُرِض عليها بقيادة السعودية والإمارات بين عامي 2017 و2021، وسبب مخاوف جدّية بشأن أمنها القومي.

* * *

تصدّرت شركة الظاهرة العالمية للخدمات والاستشارات، وهي شركة خاصة للاستشارات الدفاعية مقرها في قطر، العناوين الدولية في آب/أغسطس 2022 حين أُلقي القبض على ثمانية موظفين هنود ووُجِّهت إليهم تهمة تمرير وثائق حسّاسة إلى إسرائيل.

وبعدما أمضى الموظفون الثمانية فترات طويلة في الحبس الانفرادي – وجميعهم ضباط سابقون في سلاح البحرية الهندي – حكمت عليهم محكمة قطرية بالإعدام في 27 أكتوبر الماضي.

وبما أن قطر تطبّق قوانين صارمة ضد التجسس وإفشاء الأسرار الوطنية، أُغلِقت الشركة وطُلِب من موظفيها الهنود، وعددهم أكثر من خمسة وسبعين موظفًا، مغادرة البلاد.

تشير التقارير إلى أن شركة الظاهرة العالمية كانت تقدّم المشورة لسلاح البحرية القطري بشأن برنامج للحصول على غواصات هندية الصنع، وأن ضابطًا واحدًا على الأقل من الضباط السابقين في سلاح البحرية عمل سابقًا على مشاريع غوّاصات.

وكانت قطر مدفوعة على الأرجح برغبتها في تعزيز قواتها البحرية ومواصلة مشروع الغواصات بعد الحصار الذي فُرِض عليها بقيادة السعودية والبحرين والإمارات ومصر منذ عام 2017 حتى عام 2021، والذي تسبب للإمارة بمخاوف جدّية بشأن أمنها القومي.

ولكن إسرائيل تنظر إلى أي محاولة تقوم بها دول الخليج لتطوير التكنولوجيات العسكرية بأنها تهديد لتفوّقها العسكري النوعي في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أنه ليس هناك تاريخ من النزاع المباشر بين قطر وإسرائيل، فالعلاقات بين الدولتَين ليست ودّية.

وقد أبقت السلطات القطرية تفاصيل قضية التجسس طي الكتمان، في ظل احتمال بأن يكون ضباط سلاح البحرية المتهمون قد تصرّفوا بناء على طلب الحكومة الهندية لجمع معلومات استخبارية لصالح إسرائيل.

فالدولتان الإسرائيلية والهندية تعملان على توطيد شراكتهما منذ إقامة العلاقات الرسمية بينهما في عام 1992. وقد أصبحت الهند أكبر جهة شارية للمعدات العسكرية الإسرائيلية منذ تسلّم رئيس الوزراء ناريندرا مودي منصبه، وتعمل الدولتان أيضًا على توسيع الروابط بينهما من خلال اتفاقات تتعلق بالأمن السيبراني والإنتاج المشترك للأسلحة.

ولكن إذا كانت قضية التجسس هي على الأرجح نتيجة للتعاون الدفاعي والاستخباري بين الهند وإسرائيل، فالحكم على الضباط الثمانية في سلاح البحرية الهندي بالإعدام سيهدّد العلاقات الهندية مع قطر. العام الماضي، أتمّت العلاقات بين البلدَين عامها الخمسين، وقد بلغت قيمة التجارة الثنائية 15.03 مليار دولار أميركي في الفترة 2021-2022.

وفي حين يعيش ما يزيد عن 750000 وافد هندي، معظمهم عمّال غير ماهرين، في قطر ويشكّلون نحو 25 بالمئة من سكان البلاد فإن الهند تعتمد أيضًا بشدّة على استيراد المنتجات النفطية من الخليج، وتمنح التحويلات المالية من الجاليات الهندية في بلدان الاغتراب زخمًا كبيرًا للاقتصاد الهندي.

حتى لو تصرّف ضباط سلاح البحرية من تلقاء أنفسهم، فقد تتردد دول الخليج مستقبلًا في التعاون مع الهند في المجالَين الدفاعي والاستخباري، أو في العمل مع شركات توظّف مسؤولين هنودًا متقاعدين.

وفي ضوء حكم الإعدام الصادر مؤخرًا، قد تواجه الحكومة الهندية أيضًا ضغوطًا داخلية لبذل جهود دبلوماسية مع قطر من أجل إنقاذ ضباط البحرية السابقين. ولكن تجدر الإشارة إلى أن رد الحكومة الهندية على القرار فور صدوره كان ضعيفًا، لا سيما مقارنةً بالرد على الاتهامات الكندية الأخيرة بضلوع الهند في مقتل مواطنين كنديين على أراضيها.

فقد صرّحت وزارة الخارجية الهندية، في 26 أكتوبر، أن "الحكم شكّل صدمة كبيرة لها"، وأنها تنوي إثارة المسألة مع السلطات القطرية. في المقابل، لم تكتفِ الهند فقط بإبداء رفضها القاطع لاتهامات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بل اعتبرت أيضًا أنها ذات دوافع سياسية وطردت ثلثَي الدبلوماسيين الكنديين من البلاد.

ختامًا، قد يتسبب النزاع الدائر في غزة بتعقيد الجهود الهندية لممارسة الضغوط لدى قطر وحملها على العودة عن أحكام الإعدام. لقد أعرب مودي، منذ 7 أكتوبر، عن تضامن كامل مع إسرائيل، وامتنعت الهند في 27 أكتوبر عن التصويت على مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان هدنة إنسانية في غزة.

من شأن هذه الممارسات أن تتسبب بمزيد من التدهور في العلاقات بين نيودلهي والدوحة التي تستضيف مسؤولين كبارًا من حركة حماس على أراضيها والتي اضطلعت بدور فاعل في المفاوضات بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى هدنة وتمديدها.

ولكن إذا لم يتمكن مودي من إعادة ضباط البحرية السابقين إلى ديارهم، فقد يواجه ردود فعل غاضبة في الداخل، مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات على حزبه في الانتخابات العامة المقبلة المزمع إجراؤها في عام 2024.

*محمد علي بايج باحث بمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في إسلام أباد.

المصدر | كارنيغي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر الهند إسرائيل تجسس مودي الخليج سلاح البحریة العلاقات بین الهند فی

إقرأ أيضاً:

عاجل- إسرائيل: أكتوبر آخر مهلة لإنهاء حرب غزة.. ومسؤول أمني يكشف التفاصيل

في خضم التصعيد المستمر في قطاع غزة، بدأت معالم الخطط الإسرائيلية تتضح تدريجيًا، حيث كشف مسؤول أمني إسرائيلي عن نية الحكومة إنهاء الحرب بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل كحد أقصى ورغم ذلك، أكد أن انتهاء العمليات العسكرية قد يحدث في وقت أبكر إذا توافرت الظروف المناسبة وتحققت الأهداف المرجوة ويأتي هذا التصريح في ظل رفض إسرائيل للمقترحات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار مع بقاء حركة حماس قوة مسلحة في القطاع، وسط قلق إسرائيلي من أن أي هدنة غير مشروطة قد تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية واستئناف القتال مستقبلًا بشكل أكثر شراسة.

تصريحات حول موعد إنهاء الحرب

حسب تقارير نشرتها صحيفتا "يسرائيل هايوم" و"سروجيم"، أفاد المصدر الأمني الكبير بأن الموعد الأقصى لإنهاء الحرب هو أكتوبر المقبل، مع ترك الباب مفتوحًا لاحتمالية إنهائها قبل هذا التاريخ إذا تحققت أهداف الحملة العسكرية. وأكد المصدر أن القرار اتخذ بألا تطول الحرب لعامين، دون تقديم تبريرات تفصيلية لهذا القرار.

هوية المصدر الأمني

أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الشخص الذي أدلى بهذه التصريحات قد يكون نتنياهو نفسه، نظرًا لاعتياده مؤخرًا استخدام أسلوب التصريحات المنسوبة لمصادر رسمية أو سياسية بدلًا من الخروج العلني بتصريحات مباشرة.

الموقف الإسرائيلي من مقترحات وقف إطلاق النار

تتمسك إسرائيل بموقف صارم تجاه المبادرات الدولية الرامية إلى التهدئة، إذ ترفض بشدة أي مقترحات لوقف إطلاق النار تسمح لحماس بالاحتفاظ بسلاحها في غزة. ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أن القبول بهدنة مشروطة بهذه الطريقة سيمنح حماس فرصة لإعادة تسليح نفسها وتجديد قوتها العسكرية، مما يمثل تهديدًا مستقبليًا أكبر على أمن إسرائيل.

التصريحات الرسمية بشأن الرهائن

قال مصدر سياسي إسرائيلي للصحفيين في تل أبيب إن الحكومة تبذل جهودًا مكثفة لاستعادة الرهائن، موضحًا أن هذه الاعتبارات هي التي حالت دون إعلان حرب شاملة حتى الآن. وأشار إلى أن إسرائيل تمارس تصعيدًا تدريجيًا، لكنها حذرت من أن صبرها ليس بلا حدود.

المبادرات العربية للتهدئة

حسب تصريحات المصدر ذاته، طرحت بعض الدول العربية أفكارًا تتعلق بوقف إطلاق نار لمدة خمس سنوات، إلا أن إسرائيل رفضت هذه المبادرات، معتبرة أنها تمنح حماس فرصة للراحة وإعادة التنظيم استعدادًا لجولة قتال جديدة.

 

 

مقالات مشابهة

  • توغل عسكري وشيك من الجارة الهندية.. باكستان تتأهب
  • عاجل- إسرائيل: أكتوبر آخر مهلة لإنهاء حرب غزة.. ومسؤول أمني يكشف التفاصيل
  • بقيمة 6.5 مليار يورو.. الهند توقع صفقة مع فرنسا لشراء 26 مقاتلة رافال لدعم قواتها البحرية
  • نتنياهو يرد على رئيس الشاباك في المحكمة: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • الشرطة الهندية تشن حملة اعتقالات وهدم منازل عقب هجوم كشمير الإرهـ.ـابي
  • السلطات الهندية تعتقل 175 شخصا ضمن عملية أمنية بعد هجوم جامو وكشمير
  • مستشار بـ«الأكاديمية العسكرية»:: مصر خدعت إسرائيل وأمريكا خلال حرب أكتوبر
  • بالفيديو: القسام تنشر مشاهد جديدة لقنص ضباط وجنود إسرائيل شرق بيت حانون
  • تبادل بإطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية وتدهور بالعلاقات
  • اندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات الهندية والباكستانية على حدود كشمير