لبنان يلتزم بالإضراب العالمي تضامناً مع غزة والجنوب
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
من المقرّر أن يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الساعات المقبلة الى جنيف للمشاركة في أعمال المؤتمر الخاص بملف النازحين السوريين في لبنان الذي سيبدأ أعماله يوم الأربعاء المقبل يرافقه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب وفريق من الإداريين والمستشارين المكلفين بإعداد التقارير التي وضعتها اللجنة الوزارية الخاصة بالملف وما يتصل بنتائج زيارة الوزير بو حبيب الى دمشق ولقائه بنظيره السوري فيصل المقداد ومصير اللجان المختلفة التي تشكلت بين البلدين في اللقاء الأخير مع نظيره السوري وستكون للرئيس ميقاتي كلمة بالمناسبة يتناول فيها القضية من جوانبها المختلفة.
ومساء امس، اعلن ميقاتي اقفال كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات اليوم الاثنين "تجاوباً مع الدعوة العالمية من أجل غزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة وفي القرى الحدودية اللبنانية".
وعطفا على مذكرة رئيس مجلس الوزراء أصدر وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي قرارا بإقفال المدارس والثانويات والمدارس والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي الرسمية والخاصة كما أعلنت جمعية مصارف لبنان اقفال المصارف اليوم للغاية ذاتها . وتعاقبت الدعوات إلى الإقفال في مختلف القطاعات.
تتجه الأنظار نحو مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث من المقرّر أن تلتئم هيئة مكتب مجلس النواب، لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية .
وكتب اكرم حمدلن في" نداء الوطن": صار شبه محسوم تقريباً أنّ البنود الأكثر إلحاحاً، هي إقتراحات القوانين المعجّلة المكرّرة التي تتناول تمديد تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وأيضاً قادة الأجهزة الأمنية وكبار الضباط. وتنشط الإتصالات بين القوى السياسية والكتل النيابية، من أجل التفاهم وبلورة الصيغة النهائية التي سيرسو عليها التمديد، بعدما صار شبه محسوم أنّه سيكون من خلال قانون يقرّ في مجلس النواب.
ووفق ما هو متوافر من معلومات، فإنّ الإتصالات تُركّز على تحصين الصيغة القانونية بما يجعلها غير قابلة للطعن الذي سيحضّره «التيارالوطني الحرّ»، بحيث لا يكون القانون خاصاً وشخصياً، وبالتالي سيستفيد قادة وضباط آخرون منه.
وفي إنتظار ربع الساعة الأخير، الذي عادة ما يحمل التسويات والتفاهمات على الطريقة اللبنانية، فإنّ هيئة مكتب مجلس النواب ستعمد اليوم إلى تحديد جدول أعمال الجلسة من بين لائحة مشاريع القوانين المنجزة في اللجان النيابية والمرفوعة من دوائر المجلس، وفقاً للأكثر أهمية، ثمّ الإنتقال إلى إقتراحات القوانين المعجّلة المكرّرة، وبالتالي سيُحدّد النقاش طبيعة الجلسة، مع مراعاة أن لا يكون الجدول موسّعاً، إنطلاقاً من إحترام مسألة الشغور الرئاسي التي يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على مراعاتها.
إلا أنّ ما تقدّم لا يلغي أنّ رئيس المجلس يتصرّف في هذه المرحلة إنطلاقاً من ضرورة حماية الوحدة الوطنية في ظلّ المواجهة والحرب الدائرة في الجنوب، وتكريس المواقف التي تُعزّز موقف لبنان وتمنع الرضوخ للمطالب الإسرائيلية الداعية الى إقامة منطقة عازلة في الجنوب أو تعديل القرار 1701، وضمان حصول حلّ سريع لملفّ قيادة الجيش، على قاعدة التمديد للعماد جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية، كون هذا الحلّ هو الأفضل والأنسب في الوقت الراهن.
وفي انتظار تحديد جدول أعمال الجلسة وموعدها، فإنّه من المؤكد تأمين نصابها، رغم إحتمال مقاطعتها من نواب «التيار الوطني الحرّ»، وبالتالي فإنّ إقرار التمديد لقائد الجيش صار مؤمّناً لأنّه لا يحتاج سوى الى 33 نائباً، علماً أنّ موقف نواب «حزب الله» ما زال غامضاً، ولكنهم سيُشاركون في الجلسة حكماً.
ويبقى السؤال عن بقية مشاريع وإقتراحات القوانين التي ستُدرج في جدول الأعمال، وكيف تتعامل معها الكتل النيابية التي ستؤمّن نصاب الجلسة، ولا سيما تكتل «الجمهورية القوية» الذي كان المبادر لإقتراح التمديد لقائد الجيش وربط مشاركته في الجلسة بهذا الإقتراح؟ والسؤال الأبرز: هل يتضمّن جدول الأعمال مشروع قانون الـ»كابيتال كونترول» وقد سبق وشدّد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري على ضرورة إقراره، خصوصاً أنه ملحّ مع مناقشة مشروع موازنة عام 2024 التي تتضمّن توحيد سعر الصرف وإلغاء «اللولار»، من أجل تفادي أي مشكلة نقدية أو تضخّمية جديدة؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
الأردنيون يستجيبون للإضراب العالمي تضامنا مع غزة
عمّان- شهدت مختلف المدن والمخيمات الفلسطينية في الأردن تجاوبا واسعا مع الدعوات العالمية للإضراب عن العمل، اليوم الاثنين، نصرة لقطاع غزة، في ظل المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ولمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها على غزة.
وحملت الدعوات العالمية للإضراب وسم "إضراب من أجل غزة"، حيث أغلقت كثير من المحال والمراكز التجارية أبوابها بعد أن وضعت لافتات تؤكد التزامها بالإضراب، وتندد بالعدوان المستمر على القطاع.
كما توقف العديد من الموظفين عن العمل لمدة ساعة، في حين أعلنت مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب ومختلف القطاعات الشبابية انخراطها في الإضراب، لا سيما في المخيمات الفلسطينية كالحسين والوحدات والبقعة التي خرجت فيها مسيرات رافضة للعدوان.
وتبنى الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن (تجمع يضم أحزابا ومؤسسات مجتمع مدني) هذه الدعوة العالمية.
وجاء في بيانه الداعي للمشاركة "ليكن يوم الغضب الأردني يوم الصرخة الحرة من أجل إعلاء الصوت، وتسليط الضوء على مذابح وجرائم الاحتلال البشعة بقتل المدنيين الأطفال والنساء، والتدمير بهدف تهجير أبناء شعبنا، ولنعلن للعالم أن الدم ليس رخيصا وأن كرامتنا لا تداس، وليكن مع الأحرار فصلا من الكرامة".
من جانبه، أوقف مجلس نقابة المحامين الأردنيين الترافع أمام كافة محاكم المملكة، اليوم الاثنين، من الساعة الـ11 صباحا حتى منتصف النهار، وطالب المحامون بوقف المجازر والعدوان على الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كما رفضوا كافة مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل.
إعلانوتزامنا مع الإضراب، نظمت الحركات الطلابية في عدد من الجامعات الأردنية وقفات تضامنية دعما لغزة وتأكيدا على صمودها، ورفضا للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، ورفع المشاركون فيها شعارات تندد بالصمت الدولي وتدعو إلى تحرك عاجل لوقف المجازر والانتهاكات بحق المدنيين.
في حين كانت شخصيات مقربة من الحكومة قد دعت إلى عدم التجاوب مع الإضراب العالمي في الأردن، لأنه "يتسبب بخسائر اقتصادية فادحة للمملكة، وأنه من الممكن أن يتم تطويعه بشكل أفضل لدعم أهل قطاع غزة"، مشيرة إلى أن "الموقف الأردني لا يحتاج للإضراب من أجل الضغط على الدولة، بل يحتاج للعمل أكثر، والتبرع من رواتب الأردنيين لدعم غزة".
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية للملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن، نعيم جعابو، أن استجابة الشارع الأردني للإضراب كانت شاملة وواسعة.
وقال للجزيرة نت إن "أبناء مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، وفي مختلف المخيمات الفلسطينية، نفذوا إضرابا عن العمل وأغلقوا محالهم التجارية كردة فعل على حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
واستنكر جعابو الصمت العربي والدولي على المجازر المرتكبة يوميا في غزة، مطالبا "جماهير الأمة بالتحرك الجاد لمواجهة المخاطر التي تهدد مستقبل الوطن العربي برمته".
من ناحيته، أكد ربيع لافي، صاحب متجر في العاصمة عمّان، أن مشاركته في الإضراب عن العمل، وإغلاق مؤسسته التجارية لعدة ساعات يأتي في سياق الدعم والتأييد لأهالي القطاع "الذين يتعرضون لأبشع صنوف القتل والتدمير".
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن "الشعب الأردني وشعوب العالم العربي يريدون أن تصل رسالتهم إلى العالم أجمع، بأننا نرفض الظلم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة عبر استمرار جرائمه في القطاع".
إعلانوتابع لافي أن "رسالة الإضراب الثانية إلى أبناء غزة أنكم لستم وحدكم، وأننا في الأردن نقف إلى جانبكم، وهذا الإضراب هدفه إعلاء الصوت وتسليط الضوء على مذابح الاحتلال وجرائمه البشعة بقتل واستهداف المدنيين لا سيما الأطفال والنساء".
وكانت الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة قد دعت إلى "أوسع مشاركة شعبية في الإضراب العام العالمي لأجل غزة وأطفالها ونسائها، ولأجل وقف إبادتها وقتلها".
وفي 18 آذار/مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة موقعا 1335 شهيدا و3297 جريحا، متنصلا بذلك من اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 58 يوما منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025.