المادة 99 النائمة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
ماجد المرهون
majidomarmajid@outlook.com
تتبدلُ المواقف أحيانًا بتغير الظروف والمصالح بين إيجابية القبول أو سلبية الرفض يسبقهما مساومة لإثبات مغنم أو مجادلة لنفي مغرم تحت مبدأ التفاهم أو شِعار تقريب وجهات النظر كما يُقال، ولن تظهر مثل هذه التغيرات على الصعيد العام إذا كانت تمُس المستوى الفردي مسًا مباشرًا أو منفعة بين طرفين يغلِّب فيها أحدهما مصلحته الشخصية على الآخر في معظم الأحيان بغرض كسب شرعيته الطبيعة البشرية للبقاء والتنعم بشعور الأمان.
وتتدخل هنا القوانين المدنية لحماية الحقوق درءًا لبغي القوي وسيادة شريعة الغاب؛ حيث سلاح الفتك بالمخالب والأنياب وعلو الصوت وفرد الجسد والشعر والريش ونصب الكمائن هي أغراض أخرى للبقاء، لكن تحكمها الغرائز بقدر الحاجة لسد غائلة الجوع وليس الزيادة المترفة لإرضاء الشهوات التي لاتشبع؛ ويجدر سريان نفس المبدأ الفردي في تبديل الموقف على الصعيد السياسي في العلاقات الدولية؛ إذ يمثل رأي الأمة فيه فردٌ أو أفراد جلهم من عامة الشعب ويفترض أنهم النُخبة الأكثر فهمًا وحرصًا على مصالح مجتمعاتهم من خلال مواقفهم سواءً كانت ثابتةً أو متبدلة لمقتضى الضرورة مع المتغيرات الظرفية على أن يكون تبديل الموقف مفضلًا لخدمة الجميع وليس تغليبًا لمصالح شخصية تخدم فردًا من السُلطة أو تخدم بلدًا بعائدِ ضرر على بلد آخر، وهنا تتدخل القوانين الدولية والأممية لحماية الحقوق تجنبًا لسيادة نفس قانون الغاب سالف الذكر.
يتفق العالم كله اليوم على تبديل المواقف عند الضرورة خدمةً للصالح العام ولا بأس في ذلك شريطة بقاء ثوابت أخلاقية وأدبية حري بها أن لا تتغير كالصدق والنزاهة والأمانة، وهي قيمُ شرف عليا يُعرف بها أهلها كما تُعرف بها بعض الشعوب الراسخة في تغليب التفاهم والتسامح على طمع المصالح وهي سمات ثابتة وملامح شاهدة لا تتبدل بتغير الظروف؛ بل ويعتبر المساس بها إنتقاصًا من شأنهم، وما نواة الحكومات التي تقود دول العالم إلا أفراد يشكلون لبناتها الأساسية التي تبني عليها رؤاها السياسية وأفعالها ولن تُسقطها يد التاريخ؛ إذ تحاول حكومات كل الدول الظهور دائمًا بالهيئة المتحلية بالقيم والمُثل العليا حتى مع تبديل مواقفها لغرض أو مصلحة ما.
لكن ما تبين لنا مؤخرًا من بعض الحكومات على النقيض من ذلك، وإن حاولت الالتفاف على الحقائق ولي عنق الرأي العام المناهض لمواقفها الصادمة بالقوة أو التهديد أو استخدام قوانين طوعت سلفًا تحت مسميات وتعريفات لخدمتها في مثل هذه المناسبات.
هكذا وجدنا المسؤول الأمريكي رفيع الشأن خير شاهد على ذلك عندما يتحدث عن موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية ويطلق الألقاب والمصطلحات المعلبة بوجهين، بين موقف المتعاطف الملائكي الباكي على الحقوق الإنسانية والمدنية، وموقف آخر بين التعسف الشيطاني في استخدام قوة الفتك وقتل الإنسانية وتدمير المدنية وهو يعلم أنه كاذب كما نعلم ويعلم كل العالم، لكنه يحاول أن يُمثل موقف بلاده مثالًا جيدًا للسلام واحترام القانون الدولي، بينما هُم في الإجرامِ غارقون إلى الذقون ومن تبديل مواقفهم كل ساعة لا يخجلون.
أما بالنسبة للأخلاقيات والأدبيات العامة والقيم والمثل العليا فمكب النفايات مكانها في شرعتهم ومنهاجهم ولا تهمهم وصمة العار التي يوصمون بها عندما يسيل لعابهم للاستئثار بأكبر قدر من المنافع والمصالح المادية ولعل استخدام حق النقض "الفيتو" هو أنصع دليل على شريعة الغاب التي ينتهجونها بغرض البقاء في تمكين الرغبات وتسمين الشهوات لأطول وقت ممكن.
لن تحيد إسرائيل ربيبة الدلال، أوروبية المولد والموئل، أمريكية المنشأ والمرعى، عن تلك المُثل الدنيا التي تغذت عليها منذ ميلادها الأول، وقد بدت عوارض التشكل ومحاولات التغول على مُحياها المتخاتل وفي أعطاف كيانها المترهل كونها تركيبة هجينة تولدت من المختبرات السياسية لبلفور وهرتزل، وهي مصابة بخلل جيني ناتج عن اجتماع الصهيونية واليهودية في ليلة ماسونية حمراء لتتلقفها مرضعات التربية الغربية المعروفة بأخلاقها العالية! ما ينفي عنها صفة الحياء والخجل عند ارتكاب الجرائم والمجازر والفظائع وأي فعل منافٍ للفطرة السليمة القويمة تحت ذرائع لا تقبلها غرائز الكواسر ولا الجوارح فضلًا عن شهوات الإنسان العاقل والجاهل، ولا تشعر بالحرج ولايرق لها طرف عند رؤية جرائمها في حق الأطفال والنساء والشيوخ، بل ويعمد عناصرها إلى التفاخر والتباهي بمنكرهم وسوء أفعالهم ويعلنونها بكل عزة وشموخ.
ما إن كشف الأمين العام للأمم المتحدة عن المادة 99 النائمة في كهف هذه المنظمة الدولية منذ 70 عامًا وازدادت تسعًا والتي تعطيه الحق لتنبيه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها تهدد حفظ السلم والأمن العام، حتى ثارت ثائرة الكيان المحتل المصاب بالشيخوخة المبكرة ونالت ألسنتهم السليطة من الأمين العام، وكالوا له من التهم ما كالوا، ثم جعلوا السقاية في رحل نتنياهو، الذي ما انفكوا يُحمّلونه كل أوزارهم وهو بها مرحب مستبشر؛ كأنه يجد ريحَ يوسف، فإذا استفاق من خرفه مع دخول كيانه الممسوخ سريعًا في مرحلة التخبط والرعاش جراء ما مُني به من إحباط في صفوف جنوده وخسائر غير مسبوقة وعلى رأسها سمعتهم عند شعوب العالم المُضلل بعد أن طال بهم الأمد في 60 يومًا، عاد لصناعة تمثال عاجي جديد لنفسه وكيانه المترهل، كما فعل أسلافه في العقود السبع الشداد من الاحتلال ليُخرج لهم جالانت كل 10 أيام عجلًا جسدًا له خوار، ولكن موسى لن يأتي هذه المرة من ميقات ربه وسيظل الموالون للعجول عاكفون حتى يفرق شملهم صرخات ممهورة بأسماء شهداء فلسطين.
إنَّ رحمة المرء بالناس وعرفانه بربه علاقتان طرديتان تزداد الأولى بزيادة الثانية والعكس في التناقص صحيح، فمابال هؤلاء القوم منذ كانوا وهم في نزاع وتباغض مع غيرهم من الأمم؟! وكأن العيش بسلام مع بقية الناس محرمٌ عليهم إلا بافتعال المكائد والحيل والفتن والحروب والقتل والدمار، حتى مالوا عن رؤية الحق ميلًا عظيما وغرهم بالله الغرور وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم فنزعت الرحمة من قلوبهم؛ ألا إن أعرف الناس بحق الخلق أعرفهم بحق الحق وخير الناس من غلب خيره شره وشر الناس من غلب شره خيره.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أفضل شركة عزل خزانات بالرياض
إليك بعض النصائح المهمة لعزل خزانات المياه بشكل فعال:
اختيار المواد المناسبة- مواد عزل عالية الجودة: استخدم دهانات مقاومة للماء وأغشية عازلة موثوقة لضمان فعالية العزل.
- التأكد من توافق المواد: تأكد من أن المواد المستخدمة مناسبة لنوع الخزان (بلاستيك، خرسانة، إلخ).
تحضير السطح جيدًا- تنظيف السطح: قبل تطبيق أي مواد عزل، يجب تنظيف الخزان جيدًا لإزالة الأوساخ والرطوبة.
- إصلاح الشقوق: تأكد من إصلاح أي شقوق أو عيوب في السطح قبل بدء عملية العزل.
تطبيق العزل بشكل صحيح- اتباع التعليمات: اتبع تعليمات الشركة المصنعة الخاصة بمواد العزل، بما في ذلك وقت التجفيف وطرق التطبيق.
- تطبيق طبقات متعددة: في بعض الحالات، قد تحتاج إلى تطبيق عدة طبقات لضمان حماية كافية.
فحص الخزان بعد العزل- تحقق من وجود تسربات: بعد الانتهاء من عملية العزل، قم بفحص الخزان للتأكد من عدم وجود تسربات.
- اختبار الضغط: في حالة خزانات الخرسانة، يمكنك إجراء اختبار ضغط للتأكد من سلامة العزل.
الصيانة الدورية- جدولة الفحوصات: قم بجدولة فحوصات دورية للخزان للتأكد من عدم تدهور حالة العزل.
- تنظيف الخزان: نظف الخزان بانتظام للحفاظ على جودة المياه ومنع تراكم الرواسب.
تجنب العوامل البيئية الضارة- تجنب التعرض المباشر للشمس: إذا كان الخزان خارجيًا، حاول استخدام مواد عزل توفر حماية من أشعة الشمس.
- تجنب الرطوبة الزائدة: حاول تخزين الخزان في مكان جاف للحفاظ على فعالية العزل.
استشارة مختصين- الاستعانة بخبراء: إذا لم تكن متأكدًا من كيفية إجراء العزل بشكل صحيح، يُفضل استشارة مختصين لضمان النتائج المثلى.
تخزين المياه بشكل صحيح- تجنب تخزين المياه لفترات طويلة: إذا كانت المياه مخزنة لفترة طويلة، تأكد من استبدالها بانتظام للحفاظ على جودتها.
إصلاح الشقوق في الخزان بشكل فعالإصلاح الشقوق في الخزان بشكل فعال يتطلب اتباع خطوات دقيقة لضمان معالجة المشكلة بشكل سليم، إليك دليل شامل لإصلاح الشقوق في الخزان:
تحديد الشقوق- فحص شامل: قم بـ فحص الخزان بعناية لتحديد موقع وحجم الشقوق. يمكنك استخدام الماء لتحديد أي تسربات.
تحضير الأدوات والمواد- فرشاة أو مكشطة.
- قطعة قماش نظيفة.
- مواد إصلاح (مثل الإيبوكسي أو معجون خاص بالخرسانة).
- ملعقة أو أداة تطبيق.
- قفازات لحماية اليدين.
تنظيف المنطقة حول الشقوق- إزالة الأوساخ: استخدم فرشاة أو مكشطة لإزالة الأوساخ، الغبار، والرواسب حول الشق.
- تنظيف جيد: تأكد من أن السطح جاف ونظيف قبل تطبيق أي مواد إصلاح.
تطبيق مادة الإصلاح- تحضير المادة: إذا كنت تستخدم مادة إيبوكسي، اتبع التعليمات الخاصة بالتحضير.
- تطبيق المادة: استخدم ملعقة أو أداة تطبيق لوضع المادة داخل الشق. تأكد من ملء الشق بشكل كامل.
- الضغط جيدًا: اضغط على المادة لتتأكد من أنها تملأ الشق بشكل جيد.
تسوية السطح- تسوية المادة: استخدم الأداة لتسوية سطح المادة مع سطح الخزان. تأكد من أن الإصلاح يبدو متساويًا.
- تركه ليجف: اترك المادة لتجف تمامًا حسب التعليمات الموجودة على العبوة.
فحص الإصلاح- اختبار الضغط: بعد أن تجف المادة، قم بإجراء اختبار ضغط للتأكد من عدم وجود تسربات.
- مراقبة المنطقة: راقب الشق لفترة بعد الإصلاح للتأكد من عدم ظهور أي تسربات جديدة.
الصيانة الدورية- جدولة الفحوصات: قم بجدولة فحوصات دورية للخزان للتأكد من عدم ظهور شقوق جديدة أو تسربات.
- تنظيف الخزان: حافظ على نظافة الخزان بشكل دوري لتجنب تراكم الأوساخ والرواسب.
مخاطر عدم عزل الخزاناتعدم عزل خزانات المياه يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المخاطر والآثار السلبية، إليك بعض هذه المخاطر:
تسرب المياه- زيادة هدر المياه: تسرب المياه من الخزان يمكن أن يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المياه، مما يؤثر على الموارد المائية.
- تلف البنية التحتية: تسرب المياه يمكن أن يتسبب في تلف الأساسات والجدران، مما يؤدي إلى تكاليف إصلاح مرتفعة.
تلوث المياه- دخول الملوثات: عدم وجود عزل مناسب يمكن أن يسمح بدخول الملوثات من البيئة المحيطة، مما يؤثر على جودة المياه.
- نمو البكتيريا والفطريات: الرطوبة الزائدة قد تؤدي إلى نمو العفن والبكتيريا داخل الخزان.
تأثيرات صحية- مشاكل صحية: تلوث المياه أو وجود العفن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية للسكان، مثل الحساسية ومشاكل التنفس.
- تكاليف طبية: قد تتسبب الأمراض الناتجة عن تلوث المياه في تكاليف طبية مرتفعة.
تدهور الخزان- تآكل المواد: عدم العزل يمكن أن يؤدي إلى تآكل الخزان نفسه، مما يقلل من عمره الافتراضي.
- تفكك الهيكل: قد يتسبب تسرب المياه في ضعف هيكل الخزان وتدهوره.
زيادة تكاليف الصيانة- ارتفاع فواتير المياه: التسربات تؤدي إلى زيادة فواتير المياه بسبب الفقدان المستمر.
- تكاليف الإصلاح: تحتاج إلى إصلاحات مستمرة إذا لم يتم التعامل مع التسربات والعزل بشكل صحيح.
تأثير على القيمة العقارية- انخفاض قيمة الممتلكات: العقارات التي تحتوي على خزانات غير معزولة قد تفقد قيمتها في السوق.
- صعوبة في البيع: قد تكون هناك صعوبة في بيع الممتلكات التي تعاني من مشاكل في خزانات المياه.
تأثيرات بيئية- إهدار الموارد: تسرب المياه يساهم في إهدار الموارد المائية، مما يؤثر على البيئة المحيطة.
- تلوث المياه الجوفية: يمكن أن يؤدي تسرب المياه من الخزانات إلى تلوث المياه الجوفية.