اسرائيل تستهدف مستشفى اليمن بغارات غاشمة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
نفذ طيران كيان الاحتلال الاسرائيلي غارات جوية على مستشفى اليمن، أوقعت ضحايا مدنيين “عشرات القتلى والجرحى”، وخلفت اضرارا مادية كبيرة، لحقها دمار هائل فضلا عن اشتعال النيران فيها، وتعطيل خدماتها.
وأكد المركز الفلسطيني للإعلام، بأن طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي قصف مستشفى “اليمن السعيد” في مدينة جباليا شمال قطاع غزة متسببا في دمار كبير واشتعال النيران في المستشفى الذي يؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين.
تأتي جريمة استهداف مستشفى “اليمن السعيد” امتدادا لسلسلة جرائم نفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي، باستهدافه عشرات المستشفيات والمنشآت الطبية في قطاع غزة منذ بدء عدوانه الغاشم في السابع من اكتوبر الماضي وحتى اليوم.
وكانت وزارة الصحة العامة والسكان في العاصمة صنعاء، أدانت في بيان لها، استهداف قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي محيط مستشفى “اليمن السعيد”، في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، والامعان في تدمير المنشآت الطبية في القطاع.
جرى تشييد مستشفى “اليمن السعيد” في مخيم جباليا شمال قطاع غزة في فلسطين المحتلة، منذ مطلع ديسمبر2010، حيث وُضع حجر الأساس لمشروع المستشفى بحضور مسؤولين من جمعيات خيرية يمنية، شاركت في تمويل المشروع.
والجمعة، أدانت جمعية الأقصى اليمنية قصف جيس الاحتلال الإسرائيلي مستشفى “اليمن السعيد”، وقالت: إن قصف قوات الاحتلال المستشفيات والمراكز الصحية “جريمة حرب وفق القانون الدولي والإنساني، يجب أن يعاقب مرتكبها”.
مطالبة في بيان لها: المنظمات والهيئات الدولية بـ “تحمل مسؤوليتها الأخلاقية لإدانة الاحتلال الإسرائيلي وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قواته”. كما دعت إلى “تحرك دولي عاجل” لإنهاء الاستهداف الاسرائيلي للمستشفيات في غزة”.
إلى ذلك، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة “تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين”.
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون “سقوط الشرعية الدولية”. ونوهوا إلى أن “امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة”. مشددين أن “وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية”.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت “17700 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 48780، منذ 7 أكتوبر الفائت”. في مقابل “1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح”. فيما أسرت “حماس” نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق “كتائب القسام”، ابو عبيدة
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: استهداف اليمن اسرائيل اليمن طيران اسرائيلي مستشفى اليمن السعيد جیش الاحتلال الاسرائیلی الیمن السعید قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بريطانيا وأمريكا: تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية!
صلاح المقداد
لعلّ من سوء الطالع، وحظ العرب الأكثر تعاسة وتعثّرًا، أن هؤلاء القوم ما كادوا يتنفّسون الصعداء لفترة زمنية وجيزة، ويحتفلون بتحرّرهم – في الظاهر – من الاستعمار البريطاني البغيض، الذي احتلت قواته الغاشمة عددًا من البلدان العربية والإسلامية لفترة ليست بالقصيرة، حتى فوجئوا بمحتلٍّ جديد، أشدّ ضراوة وعنجهية وغطرسة ووحشية، ممثلًا هذه المرة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي حلّت محل بريطانيا الملعونة في التآمر على العرب والعالم، ونهب خيرات الدول وثرواتها، واستعباد أبنائها دون وجه حق.
ومع صعود أمريكا كقوة غاشمة وإمبراطورية استعمارية، ظلّت بريطانيا الخبيثة تعمل في الظل، بعد أن سلّمتها الدور الذي كانت تؤديه سابقًا، وهو دور المحتلّ والمستعمر البغيض. فأصبحت بريطانيا الجديدة، التي منحت مستعمراتها استقلالًا صوريًا، رديفًا لأمريكا، تدعم بلا تحفظ كل ما تفعله وترتكبه سيدة العالم الجديد من جرائم بحق الدول والشعوب المضطهدة، لا سيما العربية والإسلامية، تحت شعارات وحجج باطلة وذرائع متعدّدة، كما حدث في الفلبين، وأفغانستان، والعراق، وليبيا، وسوريا وغيرها.
وفي الحقبة الاستعمارية الأمريكية للمنطقة والعالم، ذاق العرب الويلات، ولا يزالون يدفعون أثمانًا باهظة من حياتهم واستقرارهم وكرامتهم وحقوقهم وسيادة أوطانهم ومستقبل أبنائهم. ولا يزال الحساب مفتوحًا ليدفعوا المزيد وهم مُرغمون. ولو استعرضنا تاريخ هاتين القوتين الاستعماريتين الغربيّتين، بريطانيا وأمريكا، منذ ظهورهما وحتى اليوم، لوقفنا أمام سجلٍّ مظلم، حافل بالجرائم البشعة بحق الشعوب والإنسانية جمعاء.
لقد كانت بريطانيا الملعونة سبّاقة في ارتكاب الفظائع بحق الأمة والإنسانية، فنهبت خيرات الشعوب التي استعمرتها، وتآمرت عليها، وخلقت لها مشاكل واضطرابات ما زالت تعاني منها حتى اللحظة. ورغم ادّعاءاتها بالقيم والمُثل الزائفة، لم تتوقف عن ممارساتها الاستعمارية، ولم يكن لديها أيّ خُلق أو وازع يمنعها من الإجرام بحق شعوب العالم الثالث.
ثم جاءت الولايات المتحدة الأمريكية، التي برزت كقوة عالمية عظمى وإمبراطورية دولية غاشمة، فحذت حذو بريطانيا، وواصلت مسيرتها الإجرامية، بل وتفوقت عليها بالإبادات الجماعية لملايين البشر. وما ارتكبه المستوطنون الأمريكيون من مذابح بحق الهنود الحمر، أصحاب الأرض الأصليين، يبقى شاهدًا حيًا على التأسيس الدموي لذلك الكيان الأمريكي البغيض.
إنّ سجلّ أمريكا الملطّخ بالدماء لا يمكن حصره في مقال، بل يحتاج إلى مجلدات تكشف الوجه الحقيقي لهذه الدولة المارقة، التي لم تترك بقعة في العالم إلا وتركَت فيها بصمات الإجرام والدمار.