منظمة تقدر وجود 90 ترليون دينار خارج النظام المصرفي
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
أحصت مؤسسة “عراق المستقبل” للدراسات والاستشارات الاقتصادية، العملة النقدية المحلية المتداولة خارج المنظومة المصرفية في البلاد خلال العام 2023، وقالت إنها تخطت 90 تريليون دينار.
وذكرت المؤسسة في تقرير ، أن قيمة العملة النقدية المصدرة ارتفعت من 78 تريليون دينار في بداية العام 2022 لتبلغ أكثر من 102 ترليون دينار في نهاية العام 2023 بمعدل نمو بالعملة النقدية المصدرة بلغ 9.
24% خلال 2023 ونسبة نمو في 2022 بلغت 20% ، وبزيادة عن سنة 2019 بمقدار 58 تريليون دينار عراقي، وفقا لبيانات البنك المركزي العراقي.
وأضاف التقرير، أن العملة النقدية خارج المنظومة المصرفية بلغت بحدود 93 تريليون دينار عراقي، وبارتفاع بلغت نسبته 30% مقارنة مع 2022 ، وهي الأعلى لحجم الأموال الموجودة خارج النظام المصرفي على امتداد تاريخ النظام المصرفي العراقي.
وبحسب بيانات وزارة التخطيط فإن، عدد سكان العراق قد بلغ في 2023 بحدود 43 مليون نسمة يمثل 60% منهم فقط فوق سن الـ 15 سنة، وبالتالي فإن عدد سكان العراق الذين تبلغ اعمارهم اكثر من 15 سنة يتجاوز عددهم 26 مليون نسمة، واعتمادا على أرقام وزارة العمل والتي تشير الى أن حجم المستفيدين من الرعاية الاجتماعية يبلغ حوالي 14 مليون نسمة، فإن عدد المواطنين العراقيين البالغين وغير المشمولين بالرعاية الاجتماعية يبلغ قرابة 12 مليون نسمة.
وأشار التقرير إلى أنه استناداً إلى بيانات وزارة العمل ووزارة التخطيط والبنك المركزي العراقي يمكن الاستنتاج بأن معدل قيمة اكتناز كل عراقي من الـ 12 مليون نسمة من الاموال بالعملة العراقية “حصرا” تبلغ بحدود 7.2 ملايين دينارعراقي لكل مواطن مرتفعة عن العام 2019 والتي كانت بحدود 4 ملايين دينار عراقي.
ووفقا للمؤسسة، فإنه باعتبار ان كل بيت يحتوي على الأقل على شخصين بالغين (رجل وامرأة) وغير مشمولين بالرعاية الاجتماعية فإن معدل اكتناز كل بيت عراقي للاموال بالعملة العراقية حصرا يبلغ 15 مليون دينار عراقي، وهي نسبة مرتفعة عن العام 2019 والتي كانت بحدود 8.12 ملايين دينار عراقي.
ونوه التقرير إلى أنه اعتمادا على هذه الارقام الرسمية الصادرة من جهات رسمية فإن كل مواطن عراقي بالغ عمره فوق 15 سنة ( رجل وامرأة ) وغير مستفيد من الرعاية الاجتماعية استطاع من زيادة امواله المكتنزة بالدينار العراقي بمقدار 1.2 مليون دينار عراقي خلال عامي 2022 و 2023 على الرغم من انخفاض قيمة الدينار عن الدولار في السوق المحلية إضافة الى ارتفاع أسعار السلع وارتفاع نسب التضخم بمقدار 4% بحسب بيانات وزارة التخطيط.
وتُعرَّف الاموال المكتنزة على انها قيمة الاموال التي يحتفظ بها الشخص بعيدا عن النظام المصرفي، ولا يقوم باستثمارها او شراء موجودات خاصة به، وانما يقوم بالاحتفاظ بها بعيدا عن المؤسسات المالية وبالعملة العراقية حصرا وليس بالعملات الاخرى.
وخلصت المؤسسة في تقريرها إلى أن البعض يرى ان هذه الارقام قد تكون غير منطقية، وان العراقيين يعانون من نقص كبير في الأموال وتردي الأوضاع الاجتماعية الا ان الثابت ان البنك المركزي العراقي قد قام خلال سنتين بتصدير أكثر من 24 تريليون دينار عراقي، منبهاً إلى أن أكثر من 22 تريليون دينار عراقي تم اكتنازها من قبل المواطنين البالغين وغير المستفيدين من الرعاية الاجتماعية.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: تریلیون دینار عراقی النظام المصرفی ملیون نسمة إلى أن
إقرأ أيضاً:
انتحل شخصية يهودي عراقي ليكشف أسرار سرديات الاحتلال.. من فادي قرعان؟
وفي حلقة جديدة من برنامج "بودكاست البلاد" على منصة الجزيرة 360، يكشف قرعان كيف تحول من فتى فلسطيني شاهد أمه تنزف تحت الرصاص الإسرائيلي في مدينة البيرة، إلى خبير في التنظيم الشعبي والتفكير الإستراتيجي وأحد المساهمين في بناء حراكات مناصرة دولية للقضية الفلسطينية.
فمنذ طفولته، نشأ فادي قرعان على واقع المجابهة مع الاحتلال، واستقرت في وعيه من مذكرات الرصاص ومشاهد الدماء قناعة أن المواجهة لا تنتهي في ميدان المعركة، بل في ساحات السرد والأفكار.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4علاقات إسرائيل الرقمية وتوظيفها في الحرب على غزةlist 2 of 4المؤتمر العالمي لمناهضة عنصرية إسرائيل: نحشد لمقاطعة إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًاlist 3 of 4رغم الضغوط الأميركية.. جنوب أفريقيا تواصل ملاحقة إسرائيل أمام العدل الدوليةlist 4 of 4إسرائيل تُطوّق الفلسطينيين في الضفة الغربية بـ"السور الحديدي"end of listومتسلحا بشغف مبكر للفيزياء، ومدفوعا برغبة عميقة للفهم والتغيير، وصل قرعان إلى جامعة ستانفورد المرموقة بالولايات المتحدة بمنحة تفوق في وادي السيليكون، لدراسة الفيزياء النووية، وهناك عايش بيئة يطغى عليها الهيمنة الإسرائيلية بكافة أبعادها الروايتية والفكرية.
لكن مسيرة قرعان الأكاديمية لم تكن خالية من العراقيل، فبعد عامه الأول في الجامعة، تعرض لتهديدات أمنية إسرائيلية بالمنع من العودة لفلسطين لاستكماله لدراسة الفيزياء النووية، وفي غمرة تلك المواجهة، اختار أن يمضي في تخصص ثانٍ في العلاقات الدولية والقانون الدولي.
وفي تلك المرحلة، كان قرعان قد رصد مخططات التطبيع المنظمة في الجامعات الأميركية، فقرر دخول المعركة بشكل غير مألوف، منتحلا شخصية "سامي بن عامي" اليهودي العراقي، وتغلغل في مراكز النشاط اليهودي، وتلقى تدريبا مخصصا في مقر القنصلية الإسرائيلية حول فنون "الهاسبارا" (البروباغندا الإسرائيلية).
إعلانوعلى مدى نصف عام، تقمص قرعان الشخصية المفترضة وتوغل في نفسية الجيل اليهودي الأميركي، مستكشفا عن كثب آليات تأطير الوعي وإعادة إنتاج الخوف كأداة للربط بين معاناة الهولوكوست وشرعية دولة الاحتلال.
إستراتيجيات الهاسباراويروي قرعان أن التدريبات بدأت بعرض فيلم عن المحرقة، ثم انتقلت لتأكيد أن الكيان الإسرائيلي هو الضامن الوحيد لعدم تكرارها، قبل الانتقال إلى تلقين المشاركين ردودا جاهزة لمواجهة أي نقاش ينتقد إسرائيل.
وتجلت أبرز إستراتيجيات الهاسبارا، بحسب قرعان، في العمل على تحييد الأغلبية الرمادية من الطلاب، دون محاولة كسبهم، بل دفعهم للامتناع عن تبني أي موقف، عبر بث الشكوك واتهامات معاداة السامية.
وهدف هذه الإستراتيجية هو الحفاظ على القاعدة الصلبة المؤيدة لإسرائيل، والاستفادة من تفوق مواردها وحلفائها، دون الحاجة لإقناع الأغلبية الصامتة أو المترددة، بل يكفي إبقاؤها بعيدة عن التأثير الفلسطيني.
وانتهت مهمة "سامي بن عامي" بعد 6 أشهر، لكن نتائجها ستظل علامة فارقة في فهم آليات الهيمنة السردية، فعبر هذا الانتحال، تمكن قرعان من تفكيك منظومة متكاملة من البروباغندا، ومعرفة مكامن قوتها وتناقضاتها.
بعد هذه التجربة، ومع اقتراب نهاية دراسته، بدأ فادي يفكر جديا بالعودة إلى فلسطين، متأثرا بقصص شبيهة بقصة الشاب أحمد، الذي التقى به في زيارة صيفية وكان شغوفا بالرياضيات رغم حرمانه من التعليم بسبب ظروف الاحتلال.
شعر فادي أن فلسطين بحاجة إليه، وأن هناك طاقات شبابية هائلة تُهدر بسبب الاحتلال، فعاد ودرس القانون الدولي في جامعة بيرزيت ليكون أقرب إلى الواقع ويبني شبكة علاقات تخدم العمل الوطني.
تجارب التحرر العالميةوخلال دراسته في الخارج وعودته، تعمق فادي في دراسة تجارب التحرر العالمية، مقارنا بين الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية السلمية، من تجربة غاندي في الهند إلى نضال مارتن لوثر كينغ.
إعلانواكتشف أن الحركات التحررية الناجحة لم تبدأ باختيار التكتيك، بل بتحديد العقيدة والرؤية الإستراتيجية أولا، ثم تقييم الموارد الذاتية وموارد العدو لاختيار الأساليب الأنسب، وغالبا ما جمعت بين أشكال النضال المختلفة.
وأشار قرعان إلى أن العدو الاستعماري، خاصة الإحلالي كإسرائيل، يدرك أن قوة الشعب المحتل تكمن في وحدته، فيعمل باستمرار على ضرب هذه الوحدة وتفتيت النسيج المجتمعي والسياسي، مستغلًا أي خلاف تكتيكي أو مناطقي.
وهدف الاحتلال النهائي، حسب قرعان، هو نزع الشرعية عن أي شكل من أشكال المقاومة، سواء كانت مسلحة أو شعبية كالمقاطعة (بي دي إس)، وإشعار الفلسطيني بالعجز والاستسلام.
واستعرض قرعان تاريخ الحركات الشعبية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه رغم الضربات المتتالية التي تعرض لها النضال الفلسطيني، كالنكبة والنكسة والخروج من بيروت عام 1982، فإن الشعب كان دائمًا يعيد تنظيم صفوفه.
فبعد الخروج من بيروت، وفي ظل ضعف الفصائل، بدأت تتشكل في الداخل الفلسطيني المحتل، بالضفة وغزة والـ48، تنظيمات شعبية قاعدية غير مركزية تعمل في مجالات الإغاثة الطبية والزراعة والتعليم لمواجهة إهمال الاحتلال ومقاطعته.
التمهيد للانتفاضة الأولىهذه البنى التحتية الشعبية هي التي مهدت لانطلاق الانتفاضة الأولى عام 1987، والتي قادتها في البداية لجان شعبية قبل أن تتبلور القيادة الوطنية الموحدة، محققة إنجازات هامة كإلحاق خسائر اقتصادية كبيرة بإسرائيل وتقليص الاستيطان.
ومع الانتفاضة الثانية، شهدت حركة التضامن الدولية زخما جديدا، حيث تأسست حركة التضامن العالمية (آي إس إم) التي انضمت إليها الناشطة الأميركية راشيل كوري، والتي قتلت في رفح وهي تحاول منع جرافة إسرائيلية من هدم منزل فلسطيني.
وفي عام 2005، وبعد قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية جدار الفصل العنصري، ومع غياب أي تحرك دولي فاعل، اجتمعت أوسع قاعدة من مؤسسات المجتمع المدني والنقابات الفلسطينية لإطلاق نداء مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (بي دي إس).
إعلانواجهت إسرائيل في البداية حركة المقاطعة بالتجاهل، لكن بعد حرب غزة عام 2008 وتوسع حملات المقاطعة دوليا، أدركت خطورتها فأسست وزارة الشؤون الإستراتيجية لملاحقة الحركة وتشويهها ووصمها بـ"معاداة السامية".
ورغم التحديات والانقسام السياسي الفلسطيني، شهد العقدان الأخيران أشكالا مختلفة من الحراك الشعبي في الضفة وغزة والداخل والشتات، كرد فعل على سياسات الاحتلال وممارساته.
تجارب الحراك والمقاومةومن أبرز هذه التجارب، ذكر قرعان تجربة "باب الشمس" عام 2013، وهي محاولة لبناء قرية فلسطينية رمزية قرب القدس لمواجهة مخططات التوسع الاستيطاني، والتي قمعها الاحتلال بقوة كبيرة.
كما أشار إلى مسيرات العودة عام 2011، التي انطلقت من دول الجوار (سوريا ولبنان) ومن داخل الضفة، ونجح خلالها عشرات اللاجئين في اختراق الحدود والوصول إلى فلسطين المحتلة، في مشهد أعاد إحياء حلم العودة وكسر حاجز العجز.
ويستذكر الشاب حسن حجازي الذي عبر من الجولان إلى يافا، محققا عودة رمزية ألهمت الآلاف، مؤكدا أن لحظات الفعل النضالي تلك تكسر وهم العجز وتعيد للناس شعور الإمكان.
وتحدث أيضا عن مسيرات العودة الكبرى في غزة عام 2018، والحراك ضد مخطط برافر لتهجير أهالي النقب، والصمود في الخان الأحمر، مؤكدا أن هذه الحركات، وإن بدت متفرقة أو قصيرة الأمد، شكلت فعلا تراكميا ملهما وأثرت في الوعي والسردية.
وتطرق إلى النقاش الدائر حول زيارة الفلسطينيين اللاجئين أو العرب لفلسطين، مؤكدا على ضرورة التمييز بين العودة ذات الهدف النضالي أو استعادة الارتباط بالوطن، وبين الزيارات التي تندرج في إطار التطبيع وتعترف بسيادة الاحتلال.
وشدد قرعان على أن الفلسطينيين والعرب، في هذه اللحظة التاريخية، مدعوون لإعادة تموضعهم حول فلسطين لا كمكان بل كقضية، وأن أدوات النضال الجديدة تحتاج إلى شجاعة فكرية وتنظيم إستراتيجي يعيد الصراع إلى جذوره.
إعلان 15/4/2025