تنسيق نفطي بين بن سلمان وبوتين.. كيف ولماذا يستهدف بايدن؟
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
قد يتجنب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي تنافس يؤدي إلى زيادة حصص إنتاج النفط، حتى لا يحدث انخفاض حاد في الأسعار، بما قد يساعد على إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
تلك القراءة طرحها جريج بريدي، في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء زيارة بوتين للسعودية والإمارات في 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
بريدي تابع أنه "مع تركيز اهتمام وسائل الإعلام على الحرب الإسرائيلية في غزة ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 28" (COP28) في دبي، فإن قرار تحالف "أوبك+" (منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها) في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بإجراء تخفيض أعمق في الإنتاج لم يجذب الاهتمام المنشود".
وأضاف أنه "يبدو أن الزيارة التي قام بها بوتين إلى السعودية والإمارات في 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري هدفت جزئيا إلى معالجة ذلك الوضع. ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط منخفضة بشكل حاد عما كانت عليه في سبتمبر/ أيلول الماضي وقبل إعلان أوبك+ مباشرة".
واعتبر أن "جوهر المشكلة هو أن السوق متشككة بشأن الالتزام بالمزيد من تخفيضات الإنتاج، على الرغم من درجة التماسك العالية نسبيا التي أظهرها التحالف في السنوات الأخيرة".
و"مما يغذي هذا الشك حقيقة أن تخفيض الإنتاج الأخير فشل في تعزيز الإيرادات السعودية، وكانت هناك أوقات اضطرت فيها المملكة إلى التخلي عن ضبط النفس وسعت إلى استعادة حصتها في السوق"، كما زاد بريدي.
ولفت إلى أن "إعلان "أوبك+" الأخير جاء بعد تأجيل اجتماعها لمدة أربعة أيام؛ بسبب عدم الاتفاق بين المشاركين، وكان النفط يتراجع عن أعلى مستوياته في أواخر سبتمبر، مع ارتفاع خام برنت لفترة وجيزة فوق 97 دولارا للبرميل؛ بسبب طلب أضعف من المتوقع، لا سيما في آسيا، وارتفاع الإنتاج من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مدفوعا بالأساس من الولايات المتحدة".
وأوضح أن إنتاج النفط ارتفع في سبتمبر بمقدار 224 ألف برميل يوميا مقارنة بأغسطس/ آب، ليصل إلى حجم قياسي جديد قدره 13.24 مليون برميل يوميا.
وأردف أن "المشكلة في خفض الإنتاج هي أنه من خلال دعم الأسعار، يمكن أن يحفز نمو الإنتاج المنافس، فمثلا، يعمل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الآن على تقصير الإطار الزمني المطلوب لإنتاح كميات أكبر".
اقرأ أيضاً
في مواجهة ترامب.. معدلات تأييد بايدن تصل لأدنى مستوياتها
نمو الطلب
و"قد وصلنا إلى نقطة لم تعد فيها الحسابات مفيدة للسعوديين، وبعد التخفيض الأحادي الجانب في يونيو/حزيران، انخفض إنتاجهم إلى حوالي 9 ملايين برميل يوميا من أصل 12 مليون برميل يوميا"، كما زاد بريدي.
واستدرك: "لكن التخلي عن حصتهم في السوق لم ينجح في دفع الأسعار بشكل مستدام إلى مستوى 90 دولارا الذي يفضلونه، أو حتى إلى مستوى 80 دولارا الذي ربما يمكنهم تحمله".
و"ما لم يتعزز نمو الطلب بشكل كبير، فقد يعني ذلك تراجع السعودية عن تخفيضات الإنتاج، على الرغم من تأثير الأسعار على المدى القصير، وذلك لعرقلة الإنتاج المنافس واستعادة حصتها في السوق"، بحسب بريدي.
وأضاف أن "هذا يأتي وسط توقعات عام 2024، ووجود إنتاج منافس بالفعل في طور التطوير".
اقرأ أيضاً
بايدن يصافح بن سلمان بحرارة بعد عام من القبضة المحرجة.. ومغردون يتفاعلون
زيارة بوتين
"ومن المرجح أن تكون زيارة بوتين (للسعودية) في 5 ديسمبر لمناقشة السياسة النفطية بمثابة مناورة لتأخير الإطار الزمني الذي قد يفكر فيه السعوديون في التحرك لاستعادة حصتهم في السوق"، كما أضاف بريدي.
وزاد بأن "محمد بن سلمان لا يعاني من مشاكل مالية حادة، ويمكن النظر إلى التحول في السياسة (تخفيض الإنتاج) باعتباره خسارة لماء الوجه بالنسبة له، على الرغم من أنه يشبه تحولات سابقة في السياسة السعودية، كتلك التي حدثت في منتصف الثمانينيات".
واعتبر أن "لدى بوتين حاجة أكثر إلحاحا للإيرادات الحالية، نظرا (للتداعيات المالية) للحرب (الروسية) في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، ومن المؤكد أن روسيا ستعاني من التحول السعودي غير المنسق".
بريدي استطرد: "ومن المرجح أن يرغب كلاهما في رؤية الرئيس بايدن يخسر انتخابات 2024 أيضا، كما يرغب بوتين في تقليص المساعدات الأمريكية لأوكرانيا".
أما "محمد بن سلمان، فواصل تنمية العلاقات المالية مع عائلة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب (المرشح المحتمل أمام بايدن في الانتخابات المقبلة)، على الرغم من العلاقات الدافئة بين إدارة بايدن والرياض"، وفقا لبريدي.
وأضاف أنه "من المحتمل أن يكون هذا عاملا إضافيا من شأنه أن يجذب كلا الزعيمين (محمد بن سلمان وبوتين) نحو الرغبة في تجنب انخفاض حاد في أسعار النفط، مما قد يساعد بايدن في إعادة انتخابه".
وفي أكثر من مناسبة، انتقدت واشنطن ارتفاع أسعار النفط جراء تخفيضات في الإنتاج؛ لأنه عاكس مرارا جهود إدارة بايدن لكبح نسبة التضخم في الولايات المتحدة؛ بسبب زيادة أسعار البنزين.
اقرأ أيضاً
الجارديان: الازدراء السعودي لبايدن مؤشر لرهان بن سلمان على عودة ترامب
المصدر | جريج بريدي/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تنسيق نفط محمد بن سلمان بوتين بايدن انتخابات محمد بن سلمان على الرغم من برمیل یومیا فی السوق
إقرأ أيضاً:
ما المعادن النادرة في أوكرانيا ولماذا يريدها ترامب؟
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو على شبكة للتواصل الاجتماعي، إن "الفرق الأوكرانية والأميركية تعمل على مشروع اتفاق بين حكومتينا، آمل التوصل إلى نتيجة عادلة".
وكان زيلينسكي رفض المحاولة الأولية التي قامت بها الولايات المتحدة لاحتكار المعادن الحيوية لبلاده كدفعة أولى للمساعدات العسكرية والاقتصادية المستمرة لحربها مع روسيا.
وقالت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة اقترحت الاستحواذ على 50% من المعادن المهمة في أوكرانيا، ولم يرفض زيلينسكي العرض على الفور، لكنه قال إنه لا يحتوي بعد على الأحكام الأمنية التي تحتاجها كييف.
ما العناصر الأرضية النادرة؟
العناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 معدنا حاسما تُستخدم في الهواتف المحمولة، والسيارات الكهربائية، وأنظمة توجيه الصواريخ، وغيرها من الإلكترونيات والتطبيقات الصناعية والطاقة.
ومعظم العناصر الأرضية النادرة ليست نادرة بشكل خاص، ولكن استخراجها وتنقيتها صعب ومدمر بيئيا للغاية، مما يعني أن الإنتاج يتركز في أماكن قليلة جدا، وتحديدا في الصين.
ما المعادن المهمة التي تمتلكها أوكرانيا؟
وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، قالت رئيسة جمعية الجيولوجيين في أوكرانيا، هانا ليفينتسيفا، في مقال صدر عام 2022، إن بلادها تحتوي على حوالي 5% من الموارد المعدنية في العالم، على الرغم من أنها تغطي 0.4% فقط من سطح الكرة الأرضية، وذلك بفضل الجيولوجيا المعقدة، التي تشمل جميع المكونات الرئيسية لقشرة الأرض.
ووفقا للبيانات الأوكرانية الخاصة، التي نقلتها رويترز، تمتلك أوكرانيا رواسب لـ22 من أصل 34 معدنا تم تحديدها باعتبارها حاسمة من قِبل الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك العناصر الأرضية النادرة مثل اللانثانوم والسيريوم والنيوديميوم والإربيوم والإيتريوم.
قبل اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير/شباط 2022، كانت أوكرانيا مزودا رئيسيا للتنجستن، حيث كانت تنتج حوالي 7% من الإنتاج العالمي في عام 2019، وفقا لأبحاث المفوضية الأوروبية، كما ادعت امتلاكها 500,000 طن من احتياطيات الليثيوم، وخُمس إنتاج الجرافيت في العالم، وهو مكون حاسم لمحطات الطاقة النووية.
ويتناول تقرير الغارديان تعريفا بالمعادن وأهميتها الإستراتيجية بشكل عام.
ما المعادن المهمة؟
المعادن الحيوية هي المعادن والمواد الخام الأخرى اللازمة لإنتاج المنتجات عالية التقنية، خاصة تلك المرتبطة بالتحول إلى الطاقة الخضراء، ولكن أيضا الإلكترونيات الاستهلاكية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي والأسلحة.
لقد أدى الاندفاع نحو معالجة الانهيار المناخي والابتعاد عن الوقود الأحفوري إلى اندفاع نحو المعادن التي تستخدم في عملية انتقال الطاقة مثل الكوبالت والنحاس والليثيوم والنيكل، والتي تعد مفيدة في وسائل النقل وبناء توربينات الرياح. كما تُستخدم المعادن نفسها وغيرها في تصنيع الهواتف المحمولة ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والأسلحة مثل طائرات إف-35 المقاتلة، مما يزيد الطلب عليها.
ومع تحول اقتصاد العالم وتكنولوجيته، ارتفعت قيمة المعادن الحيوية وتزايدت المنافسة الجيوسياسية على الوصول إليها.
في عام 2022، نشرت المسح الجيولوجي الأميركي قائمة من 50 معدنا، بدءا من الألومنيوم وصولا إلى الزركونيوم، والتي اعتبرتها "تلعب دورا كبيرا في أمننا الوطني، واقتصادنا، وتطوير الطاقة المتجددة، والبنية التحتية".
ومن بين المعادن البارزة التي تم تضمينها الزرنيخ، المستخدم في أشباه الموصلات، والبيريليوم، الذي يُستخدم كعامل سباكة في صناعات الفضاء والدفاع، والكوبالت والليثيوم والجرافيت، وهي حاسمة في تصنيع البطاريات؛ والإنديوم، الذي يجعل الشاشات تستجيب للمس بالأصابع، والتيلوريوم، الذي يُستخدم في توليد الطاقة الشمسية.
وفي عام 2023، قدرت وكالة الطاقة الدولية أن سوق المعادن الانتقالية في مجال الطاقة قد وصل إلى 320 مليار جنيه إسترليني في عام 2022، أي ضعف قيمته قبل 5 سنوات.
وتقول الوكالة إنه إذا نفذت البلدان بالكامل تعهداتها المتعلقة بالطاقة النظيفة والمناخ، فمن المتوقع أن يتضاعف الطلب بأكثر من الضعف بحلول عام 2030 ويتضاعف 3 مرات بحلول عام 2040.
ما المعادن التي تُعَد حيوية؟
مصطلح المعادن الحرجة ليس مصطلحا علميا بقدر ما هو مصطلح سياسي، ولدى البلدان المختلفة قوائم مختلفة من المعادن الحرجة، اعتمادا على أهدافها المحلية والجيوسياسية.
لماذا يريد دونالد ترامب المعادن النادرة في أوكرانيا؟
هناك سبب رئيسي وراء رغبة ترامب الشديدة في الحصول على المعادن النادرة في أوكرانيا، يتمثل في الصين، فقد أصبحت الصين أكثر من أي وقت مضى مصنع العالم، مما يعني أنه أينما تم استخراج المعادن النادرة، تظل نقطة مهمة في سلسلة الإمداد.
وتملك الصين معظم قدرة معالجة المعادن النادرة في العالم، ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فإن حصة الصين في التكرير تصل إلى حوالي 35% للنيكل، و50-70% لليثيوم والكوبالت، و90% للعناصر الأرضية النادرة.