صحيفة الاتحاد:
2025-03-04@16:08:51 GMT

«النباتات المحلية».. عطر فواح في «كوب 28»

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط فضاء بديع، يزخر بمناظر خلابة، تُزهر أنواع شتى من الأشجار والنباتات البرية المحلية في «المنطقة الخضراء»، ضمن فعاليات (كوب 28)، والتي تلقي بظلالها وترسل عطرها الفواح في أرجاء المكان، لتشكل نقطة جذب للزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يقصدون «جناح الاستدامة»، للتعرف على حياة الأولين، وكل ما يتعلق بأشجار «الغاف» و«الأثل» و«النخيل» و«السدر»، وغيرها من النباتات التي ترتبط بالذاكرة الجمعية للإماراتيين، التي تعمل الدولة جاهدة على حفظها وتسخير جميع الإمكانيات لإكثارها، لما لها من أهمية في توازن البيئة المحلية.


موروث بيئي
كان عشاق الطبيعة على موعد يومي في مدينة إكسبو دبي مع هذا المخزون، للترويح عن أنفسهم والاضطلاع على الموروث البيئي الذي يشكل كنزاً من كنوز الطبيعة، الذي اعتمد عليه الأجداد في التطبيب والرعي ومكافحة التصحر، كما تتضمن هذه المساحة العديد من النباتات البرية المزهرة الفواحة، مما جعلها وجهة تعليمية للزوار والاستفادة مما تحتويه الإمارات من نباتات وأعشاب عطرية مختلفة الاستعمالات. وتهدف الحديقة إلى تعريف الزوار والباحثين بالبيئات المختلفة للإمارات والمنطقة وما تتضمنه من كنوز نباتية، وتسهيل عملية البحث على المهتمين بالنباتات المحلية، والاطلاع على جهود الإمارات في إكثارها وحفظ هذا الإرث الطبيعي المحلي للأجيال القادمة.
حقول غنّاء
وفي تجربة طبيعية رائعة، يشعر الزائر بأنه خارج أطراف الصحراء، حيث هذا الكم الكبير من النباتات المحلية في مكان واحد، والتي تبرز قدرة الإمارات على تحويل الأرض الجرداء إلى حقول غنّاء تضم أنواعاً شتى من النباتات العطرية، فالإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالحياة البرية ومراقبة النباتات المحلية ضمن المحميات المختلفة، وتعمل على إكثار الأنواع النباتية المحلية المهددة بالانقراض في مشاتل النباتات المحلية، إضافة إلى مشاريع إعادة التأهيل للموائل الطبيعية المتدهورة، حيث يتم إعادة إدخال أنواع النباتات المحلية المهددة في بيئتها الطبيعية مثل السمر والسرح، فضلاً عن مشاريع نثر البذور لنباتات محلية مستهدفة باستخدام أحدث تقنيات الطائرات من دون طيار.

أهم النباتات
ولا تكتفي هذه المساحة بالمنطقة الخضراء بزرع النباتات المحلية، بل تحرص على وضع لافتات توضيحية على كل نبتة، لتعريف الزوار باسمها العلمي والمحلي، لعيش تجربة متفردة وسط الطبيعة ومنها:
الرّغل الملحي
تزدهر عشبة «الرغل» الملحي في المناطق الساحلية الصحراوية في دولة الإمارات، بفضل قدرتها على مقاومة الرياح المالحة والعواصف الصحراوية، وفي السابق كانت أوراقها تُستخدم في المقام الأول كعلف للحيوانات، أما اليوم فيتم استخدام هذا النبات شديد القدرة على الاحتمال لاستصلاح الأراضي القاحلة، حيث تجذب جذوره العميقة الملح من التربة الرملية وتساعد على تماسكها معاً، مما يحمي الأرض من آثار التعرية بفعل الرياح.
نبات «الظفرة»
ينتشر نبات «الظفرة» على طول سلسلة الجبال في مدينة العين، ويزدهر في المدرجات الصخرية والوديان، ويمكن أن يتحمل الحرارة الشديدة التي تزيد على 50 درجة مئوية، وفي الماضي حظي نبات الظفرة بشهرة كبيرة بين أهالي المنطقة لخصائصه الفريدة المضادة للبكتيريا، وأوراقه التي استخدمت لعلاج آلام المفاصل والكدمات، ولا تزال أزهاره الأرجوانية الزاهية تستخدم إلى اليوم في صنع صبغة النيلة.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: الإمارات تقود الجهود العالمية لحماية الكوكب محمد بن راشد: الإمارات تواصل العمل بجدية ونشاط في الاستدامة والتغير المناخي مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

شجرة الغاف
«الغاف» هي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، وفي السابق لعبت شجرة «الغاف» دوراً أساسياً في الحياة التقليدية، حيث كانت توفر الطعام والظل والخشب المستخدم في إشعال النيران، بينما استُخدم لحاؤها في علاج لدغات الثعابين والعقارب، ولا تزال أوراقها الصالحة للأكل تستخدم بشكل أساسي في الطبخ الحديث، وبفضل جذورها التي تمتد إلى عمق 30 متراً للوصول إلى المياه الجوفية، تظل شجرة الغاف خضراء حتى في أقسى الظروف الصحراوية.
الطلح 
«الطلح»، شجرة صغيرة مزدهرة تعود أصولها إلى أميركا الاستوائية وشبه الاستوائية، وبعد زراعتها في دولة الإمارات تكيفت بسهولة مع المناطق الساحلية والصحراوية، ولبذورها وأوراقها ولحائها العديد من الخصائص الطبية، حيث تستخدم في علاج الصداع والجروح، وتنتج هذه الشجرة زهوراً صفراء زغبية فواحة، يتم تقطيرها لإنتاج عطر «الكاسي»، كما يستخدم لحاؤها لإنتاج الأحبار وأصباغ المنسوجات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كوب 28 الإمارات المناخ التغير المناخي الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ النباتات المحلیة من النباتات

إقرأ أيضاً:

معهد بحوث وقاية النباتات يستضيف خبراء إيطاليين لتعزيز إدارة آفات النحل

استضاف معهد بحوث وقاية النباتات الخبيرين الدوليين الدكتور فرانكو موتينيللي والدكتور جيوفاني فرماتو، وهما من أبرز خبراء منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وأساتذة النحل بمعهد الصحة الحيوانية الإيطالي، والمسؤولين عن سلامة منتجات النحل لدى الحكومة الإيطالية. جاءت هذه الزيارة ضمن برنامج تدريبي مكثف استمر لمدة خمسة أيام، بهدف التبادل العلمي والفني في برامج الإدارة المتكاملة لآفات وأمراض النحل، وتقييم ومراقبة جودة منتجاته. يأتي ذلك في إطار توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، بالاهتمام بتطوير البحث العلمي التطبيقي وتعزيز التعاون الدولي ، وذلك في إطار جهوده لتعزيز الاستدامة الزراعية ودعم الأمن الغذائي


صرح الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير المعهد، يعد هذا البرنامج التدريبي الدولي فرصة لتبادل الخبرات وتطبيق المعرفة في مجال تربية النحل، فهو يأتي في إطار برامج التوأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي بين الجانبين.  وأضاف، يركز البرنامج على تبادل الخبرات التقنية المتقدمة في مجال المكافحة البيولوجية لأمراض النحل والآفات (الإدارة المتكاملة للآفات IPM) وتقييم جودة منتجات نحل العسل. تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع معهد علم الحيوان التجريبي في لاتسيو توسكانا (IZSLT) ومعهد علم الحيوان التجريبي في البندقية (IZSVe)، وهما من أبرز المؤسسات البحثية في إيطاليا، بالإضافة إلى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).  
و ذكرت الدكتورة أسماء أنور رئيس قسم بحوث النحل، أن البرنامج المصري-الإيطالي تضمن سلسلة من المحاضرات، ناقش خلالها الخبراء أهم الأمراض والآفات التي تصيب النحل وتأثيرها على إنتاجيته وسلامته، وكيفية التغلب عليها بطرق آمنة وفعالة. كما تم تقديم استراتيجيات لتحسين جودة العسل والمنتجات الأخرى بالتوافق مع المعايير الدولية، وأحدث التقنيات المستخدمة في تحسين إدارة المناحل وزيادة الإنتاجية. 

و على هامش البرنامج قام الخبراء الإيطاليون بجولة تفقدية لمعمل افات و امراض نحل العسل و معمل تحليل منتجات نحل العسل بقسم بحوث نحل العسل بالمعهد حيث استعرض أهداف المعامل و أجهزتها و دورها الهام في تطوير برامج الرقابة على جودة منتجات النحل للتحقق من مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية والتشخيص المبكر لأمراض النحل ومكافحة الآفات التي تؤثر على النحل وتهدد استدامته. و على صعيد متصل زار الخبراء معمل إنتاج العوامل الحيوية لمكافحة آفات المزارع العضوية و مُكون مكافحة الآفات الاقتصادية بالجاذبات، و قد أبدى الوفد اهتمامًا كبيرًا بالتقنيات المستخدمة للسيطرة على الآفات النباتية بطرق طبيعية لتعزيز الإنتاج الزراعي وحماية البيئة بدلاً من الاعتماد على المبيدات الكيميائية التقليدية. و المتحف المصري المرجعي للحشرات بقسم بحوث الحصر و التصنيف كقاعدة بيانات رئيسية للحشرات في الشرق الأوسط و افريقيا، و معمل التصنيف المرئي الدقيق بالقسم للتعرف على دوره في تعريف الحشرات لحماية المزروعات من الآفات المحلية أو الغازية أو الوافدة نتيجة التبادل التجاري.

تستهدف هذه الزيارة وضع أسس قوية للتعاون العلمي المستدام، مما يسهم في مواجهة تحديات تربية النحل ويعزز من استدامة القطاع الزراعي. و الاستفادة من الخبرات المكتسبة ليكون لها أثر إيجابي على قطاع النحل في مصر، انطلاقًا من رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يدشن مبادرة لزراعة الأشجار المثمرة بالرياض |صور
  • زراعة 9800 فدان من النباتات الطبية والعطرية في بني سويف
  • "اصنع في الإمارات" الرمضاني يعزز إقبال المستهلكين على المنتجات المحلية
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها «أوبك+»
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها أوبك+
  • كيف تدير النباتات نقل الطاقة.. الاستفادة من الطاقة الشمسية بكفاءة غير مسبوقة
  • وقاية النباتات يستقبل خبراء إيطاليون في إطار توأمة مصر والاتحاد الأوروبي
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستقبل خبراء إيطاليين
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستضيف خبراء إيطاليين لتعزيز إدارة آفات النحل
  • الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربون