«النباتات المحلية».. عطر فواح في «كوب 28»
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط فضاء بديع، يزخر بمناظر خلابة، تُزهر أنواع شتى من الأشجار والنباتات البرية المحلية في «المنطقة الخضراء»، ضمن فعاليات (كوب 28)، والتي تلقي بظلالها وترسل عطرها الفواح في أرجاء المكان، لتشكل نقطة جذب للزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يقصدون «جناح الاستدامة»، للتعرف على حياة الأولين، وكل ما يتعلق بأشجار «الغاف» و«الأثل» و«النخيل» و«السدر»، وغيرها من النباتات التي ترتبط بالذاكرة الجمعية للإماراتيين، التي تعمل الدولة جاهدة على حفظها وتسخير جميع الإمكانيات لإكثارها، لما لها من أهمية في توازن البيئة المحلية.
موروث بيئي
كان عشاق الطبيعة على موعد يومي في مدينة إكسبو دبي مع هذا المخزون، للترويح عن أنفسهم والاضطلاع على الموروث البيئي الذي يشكل كنزاً من كنوز الطبيعة، الذي اعتمد عليه الأجداد في التطبيب والرعي ومكافحة التصحر، كما تتضمن هذه المساحة العديد من النباتات البرية المزهرة الفواحة، مما جعلها وجهة تعليمية للزوار والاستفادة مما تحتويه الإمارات من نباتات وأعشاب عطرية مختلفة الاستعمالات. وتهدف الحديقة إلى تعريف الزوار والباحثين بالبيئات المختلفة للإمارات والمنطقة وما تتضمنه من كنوز نباتية، وتسهيل عملية البحث على المهتمين بالنباتات المحلية، والاطلاع على جهود الإمارات في إكثارها وحفظ هذا الإرث الطبيعي المحلي للأجيال القادمة.
حقول غنّاء
وفي تجربة طبيعية رائعة، يشعر الزائر بأنه خارج أطراف الصحراء، حيث هذا الكم الكبير من النباتات المحلية في مكان واحد، والتي تبرز قدرة الإمارات على تحويل الأرض الجرداء إلى حقول غنّاء تضم أنواعاً شتى من النباتات العطرية، فالإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالحياة البرية ومراقبة النباتات المحلية ضمن المحميات المختلفة، وتعمل على إكثار الأنواع النباتية المحلية المهددة بالانقراض في مشاتل النباتات المحلية، إضافة إلى مشاريع إعادة التأهيل للموائل الطبيعية المتدهورة، حيث يتم إعادة إدخال أنواع النباتات المحلية المهددة في بيئتها الطبيعية مثل السمر والسرح، فضلاً عن مشاريع نثر البذور لنباتات محلية مستهدفة باستخدام أحدث تقنيات الطائرات من دون طيار.
أهم النباتات
ولا تكتفي هذه المساحة بالمنطقة الخضراء بزرع النباتات المحلية، بل تحرص على وضع لافتات توضيحية على كل نبتة، لتعريف الزوار باسمها العلمي والمحلي، لعيش تجربة متفردة وسط الطبيعة ومنها:
الرّغل الملحي
تزدهر عشبة «الرغل» الملحي في المناطق الساحلية الصحراوية في دولة الإمارات، بفضل قدرتها على مقاومة الرياح المالحة والعواصف الصحراوية، وفي السابق كانت أوراقها تُستخدم في المقام الأول كعلف للحيوانات، أما اليوم فيتم استخدام هذا النبات شديد القدرة على الاحتمال لاستصلاح الأراضي القاحلة، حيث تجذب جذوره العميقة الملح من التربة الرملية وتساعد على تماسكها معاً، مما يحمي الأرض من آثار التعرية بفعل الرياح.
نبات «الظفرة»
ينتشر نبات «الظفرة» على طول سلسلة الجبال في مدينة العين، ويزدهر في المدرجات الصخرية والوديان، ويمكن أن يتحمل الحرارة الشديدة التي تزيد على 50 درجة مئوية، وفي الماضي حظي نبات الظفرة بشهرة كبيرة بين أهالي المنطقة لخصائصه الفريدة المضادة للبكتيريا، وأوراقه التي استخدمت لعلاج آلام المفاصل والكدمات، ولا تزال أزهاره الأرجوانية الزاهية تستخدم إلى اليوم في صنع صبغة النيلة.
شجرة الغاف
«الغاف» هي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، وفي السابق لعبت شجرة «الغاف» دوراً أساسياً في الحياة التقليدية، حيث كانت توفر الطعام والظل والخشب المستخدم في إشعال النيران، بينما استُخدم لحاؤها في علاج لدغات الثعابين والعقارب، ولا تزال أوراقها الصالحة للأكل تستخدم بشكل أساسي في الطبخ الحديث، وبفضل جذورها التي تمتد إلى عمق 30 متراً للوصول إلى المياه الجوفية، تظل شجرة الغاف خضراء حتى في أقسى الظروف الصحراوية.
الطلح
«الطلح»، شجرة صغيرة مزدهرة تعود أصولها إلى أميركا الاستوائية وشبه الاستوائية، وبعد زراعتها في دولة الإمارات تكيفت بسهولة مع المناطق الساحلية والصحراوية، ولبذورها وأوراقها ولحائها العديد من الخصائص الطبية، حيث تستخدم في علاج الصداع والجروح، وتنتج هذه الشجرة زهوراً صفراء زغبية فواحة، يتم تقطيرها لإنتاج عطر «الكاسي»، كما يستخدم لحاؤها لإنتاج الأحبار وأصباغ المنسوجات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 الإمارات المناخ التغير المناخي الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ النباتات المحلیة من النباتات
إقرأ أيضاً:
أشجار الزيتون تسهم في عدة صناعات.. منها الأدوية
تُعتبر أشجار الزيتون من الزراعات الهامة على مر العصور، حيث تُنتج زيتاً نقياً يُعد مكوناً غذائياً أساسياً لكل فئات المجتمع، ويمتاز بكونه أفضل الزيوت النباتية من حيث الفوائد الغذائية والصحية.
كما تُسهم أشجار الزيتون في عدة صناعات، منها صناعة الأدوية، ومستحضرات التجميل، والصناعات الغذائية، وتُعد شجرة الزيتون من الأشجار القديمة التي عرفها الإنسان منذ القدم، وتتكيف مع مختلف أنواع الأراضي، سواء الرملية أو الجيرية، وتزدهر في الأراضي منخفضة الخصوبة وفي البيئات الصحراوية الجافة بفضل خصائصها التي تُمكنها من تحمل الظروف القاسية، حيث تعتمد على مياه الأمطار والري الحديث.
الزراعة تحدد أصناف القمح الأنسب لـ الوجه البحري والجيزةزراعة الزيتون
وتعتبر محافظة الوادي الجديد بيئة مثالية لزراعة الزيتون، حيث تُزرع 25 ألف فدان بأشجار الزيتون لإنتاج الزيتون وزيته، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية ومبادرة اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الإقليم، للتوسع في زراعة الأشجار الطبية والعطرية. وقد بلغت مساحات زراعات الزيتون حالياً 15 ألف فدان، مع الاستمرار في توسيع المشروع.
كما أعلن اللواء الزملوط عن مشروع زراعة وإنتاج الزيتون على مساحة 1000 فدان في منطقة أبو منقار بالفرافرة، حيث تمت زراعة 400 فدان كمرحلة أولى، تضمنت 75 ألف شجرة من إجمالي 145 ألف شجرة مستهدف زراعتها بحلول نهاية شهر مارس المقبل.
انفوجراف.. جهود مديريات الزراعة والطب البيطري خلال أسبوعوأشار المحافظ إلى أن استثمارات المشروع تُقدّر بحوالي 20 مليون جنيه، ويهدف المشروع إلى إنتاج وتصنيع المخللات وزيت الزيتون في مراحله المتقدمة، وذلك ضمن جهود المحافظة للتوسع في الزراعات غير التقليدية التي تحقق عوائد اقتصادية مرتفعة. كما شدد على أهمية زيادة زراعة النباتات الطبية والعطرية في المراكز الخمسة بالمحافظة، مؤكداً على دورها الاقتصادي الكبير مقارنة بالزراعات التقليدية.