مشكلة الصراع تكمن في الأساس في العقل الإسرائيلي الذي لا يجد حلا لعلاقته الصدامية مع الشعب الفلسطيني سوى القوة. ليس لأنه فقط عاجز عن الرؤية بل لأن لديه رؤية شديدة الوضوح وهي التي تكمن فيما يحلم به من أن يصحو من النوم ويجد أن فلسطين التاريخية خالية من الفلسطينيين. وهو حلم عصيّ ولن يتحقق أبدا. واليوم تمضي إسرائيل قدما في استهدافها لقطاع غزة، ولهذا أمعنت في قصفه على مدى عدة أيام.
في حين تمركز الهجوم الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، الذي نال النصيب الأوسع من الدمار إلا أن الأضرار طالت مختلف مناطق قطاع غزة. ولكن يبقى التركيز على قصف شمال غزة تحديدا، وأسباب ذلك تكمن في وضعه حيث يضم المركز الحضري الرئيسي لمدينة غزة، والذي كان مركزا تحكم تحركه حركة حماس. وقال الجيش الإسرائيلي: إن طائراته تمكنت من استهداف قادة ومقاتلي حماس ليتزامن ذلك مع اتهام إسرائيل للحركة بالتمركز في مناطق مدنية. ويشير تحليل بيانات الأقمار الصناعية إلى أن ما يقرب من مائة مبنى قد تعرض لأضرار جسيمة في جميع أنحاء القطاع معظمها في الشمال.
كانت إسرائيل قد ركزت في ضرباتها الجوية الأولى على المناطق الشمالية الشرقية حيث كانت كل من مدينة "بيت لاهيا"، ومدينة "بيت حانون" في شمال وشمال شرقي القطاع من أوائل المدن التي استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية بالقصف، الذي أدى إلى أن أجزاء من "بيت لاهيا " ظهرت وقد سويت بالأرض، كما أظهرت صور القمر الصناعي تدمير مجموعة من المباني. كما أن الجيش الإسرائيلي استهدف مدينة "بيت حانون " الصغيرة التي تقع على بعد أقل من كيلو ونصف الكيلو من الحدود.وبالإضافة إلى ذلك أصابت قواته مائة وعشرين هدفا في المنطقة وذلك في اليوم الأول من الضربات الجوية الإسرائيلية.
استمر الكيان الصهيوني الغاصب في غلوائه بعد القصف الذي استهدف به الأراضي الفلسطينية ليستأنف عملياته البرية في قطاع غزة. ومن ثم دخلت الدبابات والجرافات إلى المناطق التي دمرت من جراء القصف الشديد ليشق الجيش الإسرائيلي طريقه جنوبا على طول الساحل باتجاه مخيم الشاطئ للاجئين في منطقة مدينة غزة. ولقد أظهر تحليل الأقمار الصناعية الأضرار التي حاقت بجنوب قطاع غزة. وعوضا عن توغل الكيان الصهيوني في الشمال فقد قامت قواته بالتوجه نحو الغرب أيضا لكي تكمل ما ألحقته من دمار بالبنية التحتية في القطاع.
واليوم نقول: ماذا عن خطط إسرائيل بشأن قطاع غزة بعد انتهاء الحرب لا سيما مع ما تعهد به "نتنياهو"من عزمه على تغيير الشرق الأوسط؟ وكان قد سبق له أن تعهد باقتلاع حركة حماس من القطاع عسكريا وسياسيا، لكن بعيدا عن استخدام القوة العسكرية الساحقة. ويظل من غير الواضح كيف سيتم تحقيق هذا الطموح غير المسبوق، إذ لا بد من وضع خطة للقيام بذلك.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار
أكد الدفاع المدني في غزة تعرض الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من القطاع صباح اليوم الأحد، إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
تصريح صحفي صادر عن الدفاع المدني في غزة:
▪تعرضت الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من قطاع غزة صباح اليوم إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
▪تركزت الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين في كل من: مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساحل البحر في دير البلح.
▪نوجه تساؤلات للعالم الإنساني وللمنظمات الدولية بأن خيام النازحين تعرضت لأضرار صباح اليوم بمجرد سقوط أمطار محدودة وخفيفة؛ فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطار غزيرة ومتواصلة؟ بالتأكيد أننا أمام مشهد إنساني كارثي إذا استمر النازحون في المخيمات على هذا الحال لاسيما في ظل تلف كثير من خيامهم وعدم صلاحها للإيواء.
▪نحذر بشدة بأن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الإحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع، والخشية أيضا من انهيار منازل ومباني ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
▪نناشد المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة قبل فوات الأوان، وأن تساعدهم وتمدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الستاء.
المصدر : وكالة سوا