الأسبوع:
2025-03-03@17:01:16 GMT

مرة أخرى.. وهْم "شعب الله المختار"

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

مرة أخرى.. وهْم 'شعب الله المختار'

تعرضنا في مقال الأسبوع الفائت إلى وهْم "شعب الله المختار" عند الصهاينة استنادًا إلى نصوص توراتية وتلمودية، فضلا عن أقوال الحاخامات. ونكمل هذه المرة بإضافة مهمة عن حاخام آخر يُدعى "برديتشيف" (توفي عام 1810م)، والذي عزف على وتر ذلك الوهم نفسه، حيث رأى أن كل العوالم في الأعالي والأسافل، إنما خلقها الرب فقط من أجل شعبه المفضل "بني إسرائيل".

وقد تجاوز هذا الحاخام حدود العقل، إذ زعم أن الرب يحكم طبقا لرغبات اليهود، بل بلغ إيغاله في مدح اليهود توجيه العتاب الشديد لربه، بل ونقده له على ما عاناه اليهود.ومما يقال عن "برديتشيف إنه" كان قد أحب الله وأحب اليهودية، ولكن حبه لليهود قد فاق الاثنين.

إذًا.. وهْم "شعب الله المختار" طاغٍ عند أصحابه من اليهود المتطرفين، ولكن السؤال: ألم يتم نقد هذا الوهم؟.. والإجابة: نعم. وسوف نتعرض هنا لنموذجين: الأول- الكاتبة والمؤرخة الإنجليزية "نيستا هيلين ويبستر" (1876- 1960م)، والتي رأت أن المفهوم اليهودي السائد عن فكرة "شعب الله المختار" هو مفهوم سياسي محض، ابتكره الحاخامات لحض اليهود على السعي الدؤوب للسيطرة على العالم. ويعتبر هذا الشعار أساس "الديانة الحاخامية التلمودية".

أما النموذج الثاني (والأهم)، فيمثله أبرز فلاسفة القرن السابع عشر الميلادي وهو "باروخ سبينوزا" (1632- 1677م)، وهو يهودي هولندي من أصول برتغالية، نشأ في أمستردام وتعلم في مدرسة يهودية أصولية، ودرس التوراة والتلمود بعمق شديد، ولكن طبيعته الناقدة والمتعطّشة للمعرفة جعلته يرى أن اليهود لا يتميزون عن الآخرين برجاحة العقل، ففكرتهم عن الرب - مثلا- وعن الطبيعة كانت عادية، ولذلك فلا يمكن أن يكونوا مختارين من قِبل الرب في هذا الأمر بشكل مطلق وأبدي، ولا يمكن أن يكونوا مُختارين كأصحاب فضائل ومعرفة بالحياة الحقيقية.

كما رأى "سبينوزا" أن اليهودي كشخص، ليس عنده ما يُفضل به على الفرد غير اليهودي. وفي هذا السياق يكون اليهود متساوين مع الشعوب الأخرى، فضلًا عن أن الرب لا يفرق بين الشعوب، وأن هذه الشعوب كان عندها أنبياء أيضًا، إذ إن النبوة لم تكن مقتصرة على العبرانيين.

وقد كانت لـ "سبينوزا" آراء تخالف معتقدات اليهود عامًة - وخاصة المتشددين منهم (الحريديم)- حول التوراة والشريعة اليهودية. وبسبب هذه الآراء، صدر بحقه من قِبل الحاخامات حِرم (طرد) من اليهودية. وعندما توفي رفضوا دفنه في مقابر اليهود، فدُفن في مقابر المسيحيين، كما منع الحاخامات أهله من الحداد عليه، بل وأمروهم أن يلبسوا عليه لباسًا أبيض.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

حملة إسرائيلية على فيلم لا أرض أخرى

شنت إسرائيل حملة تنديد بالفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي يدعو إلى وقف التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. والذي فاز أمس الأحد بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي طويل.

وهاجم وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار، الفيلم الذي يروي قصة نشطاء فلسطينيين يناضلون من أجل حماية مجتمعاتهم من التدمير على يد القوات الإسرائيلية.

وفي تغريدة له اليوم الاثنين على منصة "إكس" نقلتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل" قال زوهار إن فوز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة أوسكار يعد لحظة حزينة لعالم السينما، بدلا من عرض التعقيد في واقعنا، اختار مخرجو الأفلام ترديد الروايات التي تشوه صورة إسرائيل في العالم".

وأضاف زوهار "إن حرية التعبير قيمة مهمة، ولكن تحويل تشويه إسرائيل إلى أداة للترويج الدولي لا يعد إبداعا، إنه تخريب لدولة إسرائيل، وبعد مذبحة 7 أكتوبر، والحرب الدائرة حاليا، يضاعف ذلك من الأضرار".

ويتتبع فيلم "لا أرض أخرى"، الذي هو تعاون بين مخرجين إسرائيليين وفلسطينيين، الناشط الفلسطيني باسل عدرا وهو يخاطر بالاعتقال لتوثيق تدمير مسقط رأسه في الطرف الجنوبي للضفة الغربية، التي يقوم الجنود الإسرائيليون بهدمها لاستخدامها كمنطقة تدريب عسكرية.

إعلان

وتصطدم توسلات عدرا بصمت حتى يصبح صديقا لصحفي إسرائيلي يهودي يساعده في نشر قصته.

وإثر فوزهم بالأوسكار دعا صناع الفيلم إلى وقف التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقال الصحفي والناشط الفلسطيني باسل عدرا "ندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف الظلم ووقف التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".

من جانبه، قال الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام "لقد صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيين وإسرائيليين، لأن أصواتنا معا أقوى، إننا نرى أن تدمير غزة وشعبها، يجب أن ينتهي".

مقالات مشابهة

  • حملة إسرائيلية على فيلم لا أرض أخرى
  • فيلم "لا أرض أخرى" يفوز بجائزة أوسكار
  • لا أرض أخرى.. فيلم فلسطيني يحصد الأوسكار لأفضل وثائقي
  • بهاء عبد الحسين عبد الهادي: مشاهير العرب قوة مؤثرة.. ولكن المسؤولية الاجتماعية أولًا
  • بن عامر يحذر من مآلات التصعيد الاسرائيلي في سوريا
  • عودة: ندعم العهد الجديد وحكومته من أجل إعادة بناء وطننا
  • مقترح أمريكي.. إسرائيل توافق على هدنة خلال رمضان والفصح اليهودي
  • في رسالة الصوم.. يونان تمنى للبابا الشفاء
  • الإفتاء: صيام من ينام طول النهار ويستيقظ قبل المغرب صحيح ولكن بشرط
  • البحث العلمي تعلن عن وظيفة جديدة في النمسا للباحثين.. تفاصيل التقديم