الأسبوع:
2025-04-07@01:02:45 GMT

مرة أخرى.. وهْم "شعب الله المختار"

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

مرة أخرى.. وهْم 'شعب الله المختار'

تعرضنا في مقال الأسبوع الفائت إلى وهْم "شعب الله المختار" عند الصهاينة استنادًا إلى نصوص توراتية وتلمودية، فضلا عن أقوال الحاخامات. ونكمل هذه المرة بإضافة مهمة عن حاخام آخر يُدعى "برديتشيف" (توفي عام 1810م)، والذي عزف على وتر ذلك الوهم نفسه، حيث رأى أن كل العوالم في الأعالي والأسافل، إنما خلقها الرب فقط من أجل شعبه المفضل "بني إسرائيل".

وقد تجاوز هذا الحاخام حدود العقل، إذ زعم أن الرب يحكم طبقا لرغبات اليهود، بل بلغ إيغاله في مدح اليهود توجيه العتاب الشديد لربه، بل ونقده له على ما عاناه اليهود.ومما يقال عن "برديتشيف إنه" كان قد أحب الله وأحب اليهودية، ولكن حبه لليهود قد فاق الاثنين.

إذًا.. وهْم "شعب الله المختار" طاغٍ عند أصحابه من اليهود المتطرفين، ولكن السؤال: ألم يتم نقد هذا الوهم؟.. والإجابة: نعم. وسوف نتعرض هنا لنموذجين: الأول- الكاتبة والمؤرخة الإنجليزية "نيستا هيلين ويبستر" (1876- 1960م)، والتي رأت أن المفهوم اليهودي السائد عن فكرة "شعب الله المختار" هو مفهوم سياسي محض، ابتكره الحاخامات لحض اليهود على السعي الدؤوب للسيطرة على العالم. ويعتبر هذا الشعار أساس "الديانة الحاخامية التلمودية".

أما النموذج الثاني (والأهم)، فيمثله أبرز فلاسفة القرن السابع عشر الميلادي وهو "باروخ سبينوزا" (1632- 1677م)، وهو يهودي هولندي من أصول برتغالية، نشأ في أمستردام وتعلم في مدرسة يهودية أصولية، ودرس التوراة والتلمود بعمق شديد، ولكن طبيعته الناقدة والمتعطّشة للمعرفة جعلته يرى أن اليهود لا يتميزون عن الآخرين برجاحة العقل، ففكرتهم عن الرب - مثلا- وعن الطبيعة كانت عادية، ولذلك فلا يمكن أن يكونوا مختارين من قِبل الرب في هذا الأمر بشكل مطلق وأبدي، ولا يمكن أن يكونوا مُختارين كأصحاب فضائل ومعرفة بالحياة الحقيقية.

كما رأى "سبينوزا" أن اليهودي كشخص، ليس عنده ما يُفضل به على الفرد غير اليهودي. وفي هذا السياق يكون اليهود متساوين مع الشعوب الأخرى، فضلًا عن أن الرب لا يفرق بين الشعوب، وأن هذه الشعوب كان عندها أنبياء أيضًا، إذ إن النبوة لم تكن مقتصرة على العبرانيين.

وقد كانت لـ "سبينوزا" آراء تخالف معتقدات اليهود عامًة - وخاصة المتشددين منهم (الحريديم)- حول التوراة والشريعة اليهودية. وبسبب هذه الآراء، صدر بحقه من قِبل الحاخامات حِرم (طرد) من اليهودية. وعندما توفي رفضوا دفنه في مقابر اليهود، فدُفن في مقابر المسيحيين، كما منع الحاخامات أهله من الحداد عليه، بل وأمروهم أن يلبسوا عليه لباسًا أبيض.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

المكسيك تتنفس الصعداء بعد نجاتها من الرسوم الأمريكية الأخيرة... ولكن القلق الاقتصادي لا يزال حاضرًا

المكسيك تتنفس الصعداء بعد نجاتها من الرسوم الأمريكية الأخيرة... ولكن القلق الاقتصادي لا يزال حاضرًا

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الرئيس السيسي لـماكرون بخان الخليلي: أنا حضرت اليهود والإنجليز والأرمن
  • بعد رواية إسرائيل عن الشهيدين في زبقين.. المختار يردّ
  • استقالة رئيس شعبة مكافحة الإرهاب اليهودي في الشاباك بعد تسريب تسجيل صوتي
  • دعوات استيطانية لذبح “القرابين” داخل الأقصى بالتزامن مع عيد “الفصح” اليهودي
  • نائب: إدخال قرابين اليهود للمسجد الأقصى يمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية
  • المكسيك تتنفس الصعداء بعد نجاتها من الرسوم الأمريكية الأخيرة... ولكن القلق الاقتصادي لا يزال حاضرًا
  • مدير أوقاف أبين مهما تجبر اليهود فإن مصيرهم إلى زوال
  • خطيب الأوقاف يكشف عن صور أكل مال اليتامى في عصرنا.. فيديو
  • دار الوثائق القومية.. حمدا لله على السلامة ولكن!
  • الوعد الإبراهيمي والمأساة الفلسطينية