المركز المصري للفكر عن أول أيام انتخابات الداخل: «ناجح.. ولم تعكره شائبة أو تعقيدات»
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
أكد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن اليوم الأول للانتخابات الرئاسية المصرية 2024 كان إيجابيًا في تعبيره عن إرادة الشعب المصري، الذي زحف نحو صناديق الاقتراع قبل ساعة كاملة من بدء عمل مراكز الاقتراع، الأمر الذي يعد انعكاسا لوعي هذا الشعب بالتحديات والتهديدات التي تواجه مصر في هذا التوقيت الدقيق.
فمن خلال متابعة مجريات اليوم الأول، بدا واضحًا أن كافة طوائف الشعب المصري وفئاته العمرية قررت، وبشكل لا تخطئه عين، مواجهة الأخطار المحدقة بهذا الوطن عبر الاصطفاف شعبيًا وممارسة الحق الانتخابي سعيًا لتوجيه رسالة بالغة القوة مفادها أن لهذا الوطن شعب واع، ومدرك، وحريص على مقدراته ومكتسباته، وعازم على مواجهة أي تهديد لأمنه أو لأراضيه.
وبينما أدلى المرشحون الأربعة بأصواتهم، ومعهم قيادات الدولة ونواب شعبها، وقادة مؤسساته الدينية، وفنانو مصر ومشاهيرها، اصطفت الجماهير في طوابير منتظمة طويلة وضعت كل من راهن على تراخي هذا الشعب في حجمه الحقيقي وسجلت صفحة جديدة مضيئة في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية على أرض مصر.
ولم يعكر صفو هذا اليوم الناجح شائبة ولم يواجه أية تعقيدات سوى التكدس والزحام في كثير من اللجان مما دفع الهيئة الوطنية للانتخابات لتفعيل إجراءات ناجحة واحترافية تمثلت في الدفع بسرعة بمزيد من المشرفين رجال القضاء وصناديق الاقتراع وطباعة المزيد من بطاقات الاقتراع لتسهيل تدابير التصويت أمام أمواج المصريين، الذين أصروا على ممارسة حقهم الانتخابي في لجان الاقتراع العامة والفرعية.
وقد أقرت الهيئة الوطنية للانتخابات بأنها لم تشهد حرصًا على الاستعلام عن أماكن مقر الاقتراع منذ 2014 مثل ما شهدته حتى منتصف اليوم فقط، حيث استعلم قرابة 5 ملايين مصري عن دوائرهم الانتخابية من خلال موقع الهيئة، وقام نصف مليون مصري بالاستعلام عن لجانهم الانتخابية عبر خدمة الرسائل النصية، ويتضح من هذا الإعلان أن شعب مصر قرر أن يصل صوته هادرًا لكل من يهدد أمنه ويحاول العبث بمقدراته، وأن يقف كحائط منيع أمام التهديدات المعلنة والخفية، وأن يستمر في طريق اختاره بكل حرية، وسعيًا لاستكمال جهود البناء والتنمية.
جدير بالذكر أن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية هو مؤسسة بحثية مستقلة، تأسس عام 2018 بغرض تقديم رؤى وأطروحات حول الشأن الداخلي والعلاقات الخارجية والدولية لإثراء النقاش العام، وتقديم الخدمات البحثية، وتقييم السياسات العامة في داخل الدولة المصرية وخارجها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية انتخابات انتخابات الرئاسة
إقرأ أيضاً:
محللون: تصريحات ترامب بشأن غزة تزيد تعقيدات الوضع بإسرائيل
القدس المحتلة – أبدت مختلف الأوساط السياسية والحزبية بإسرائيل ترحيبها بنتائج القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورأت أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع، تتناغم مع إستراتيجيات تل أبيب في كل ما يتعلق بالصراع مع الشعب الفلسطيني.
بدا المشهد الإسرائيلي ضبابيا بشأن كيفية تفسير تصريحات ترامب، التي تحمل في طياتها -بحسب قراءات محللين- رسائل متناقضة، سواء في تهديد وترهيب الفلسطينيين بالتهجير، والقضاء على حكم حماس، والانتهاء من صفقة التبادل، والإبقاء على سيناريو استئناف القتال بالقطاع، مع التوجه نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
رغم الضبابية التي تركتها تصريحات ترامب، فإن قراءات المحللين تتفق على أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن واللقاء بالرئيس الأميركي منحت حكومته شبكة أمان، وأعطته أيضا ضوءا أخضر لمواصلة سياسات إدارة الصراع مع الفلسطينيين في غزة والضفة دون الصدام مع إدارة ترامب.
وحيال ذلك، يرى المحللون أن نوايا حكومة نتنياهو التي رحبت بالتصريحات الصادرة عن البيت الأبيض تجاه غزة والمرحلة الثانية من مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، ستتناغم مع توجه ترامب الذي يدفع نحو إعادة جميع المختطفين، وكذلك إلى إبرام اتفاق إستراتيجي مع السعودية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
يعتقد محللون في إسرائيل أن لقاء الرئيس الأميركي (يمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي زاد من ضبابية المشهد السياسي بإسرائيل (الفرنسية) مشهد ضبابي
رغم الترحيب الإسرائيلي، فإن مبعوثة صحيفة "هآرتس" إلى واشنطن ليزا روزوفسكي قللت من جدية تصريحات ترامب، واعتبرتها احتفالية ومجرد دعم لنتنياهو من أجل منح حكومته شبكة أمان، وليس إطلاق "مشروع تاريخي" لحسم الصراع مع الفلسطينيين لصالح إسرائيل.
إعلانومن المرجح أن يكون الإنجاز الكبير الذي حققه لقاء نتنياهو وترامب، بحسب تقديرات روزوفسكي، هو عدم نسف الأجواء الاحتفالية بين الزعيمين، مشيرة إلى أنه بعد الترحيب والبهجة من التصريحات وإسدال الستار على أداء الرئيس الأميركي، فإن الشيء الوحيد الذي سيظهر على الواقع هو صفقة التبادل والمرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
وأمام هذه الواقع، تقول مبعوثة هآرتس إلى واشنطن إن "الرئيس الأميركي تبنى هدف الحرب الذي حدده نتنياهو وهو أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، وهو الهدف الذي تبناه ترامب ورفعه نيابة عن إسرائيل إلى مستوى أعلى بكثير، مما سيزيد المشهد ضبابية في ساحات الصراع مع الفلسطينيين سواء بالقطاع أو بالضفة".
وخلصت بالقول "لقد أخطأ أي شخص كان يأمل أن يضغط ترامب على نتنياهو لتنفيذ الاتفاق حتى النهاية ووقف الحرب. لقد تركت نتائج القمة في البيت الأبيض الإسرائيليين عند النقطة نفسها بالضبط، متمسكين بصفقة صعبة وقاسية دون أي ضمانات بأن نتنياهو لن يقوم بتخريبها واستئناف الحرب".
وقت للمناورة
من وجهة نظر المحلل السياسي عكيفا إلدار، فإن المهمة الرئيسية لنتنياهو من اللقاء بالرئيس الأميركي هي كسب الوقت، ومواصلة المرواغة بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، وكذلك منع تفكك حكومته إذا مضى قدما في المرحلة الثانية من صفقة التبادل، حيث لا يوجد سبب يمنع ترامب من مساعدته في ذلك حتى إعادة جميع الرهائن.
واستعرض إلدار، للجزيرة نت، واقع الائتلاف الحكومي ومواقف أحزاب المعارضة الإسرائيلية في أعقاب اجتماع ترامب ونتنياهو، وقال إن "نتائج الاجتماع وتصريحات ترامب التي تحظى بإجماع إسرائيلي، تزيد المشهد الداخلي بإسرائيل تعقيدا، وهي تمنح نتنياهو مزيدا من الوقت للمناورة".
ولفت المحلل السياسي إلى أن الهدف الرئيسي لنتنياهو هو كسب المزيد من الوقت في محاولة للمناورة بطريقة ما داخل حركة الكماشة التي تضيق الخناق عليه داخل إسرائيل، وتحديدا في أوساط الائتلاف الحكومي الهش، بحيث إن استئناف القتال في غزة أو إنهاء الحرب سيكون قرارا أميركيا بامتياز.
إعلان
صفقات ترامب
وأوضح إلدار، في السياق ذاته، أن نتنياهو يتعرض إلى ابتزازات من الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي لضمان استقراره، حيث يلجأ إلى التصعيد العسكري وتوسيع المشروع الاستيطاني بالضفة تمهيدا للضم لإرضاء تحالف "الصهيونية الدينية" أو الإمعان في تشريعات من أجل إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
لكن من ناحية أخرى، يضيف إلدار، "هناك دونالد ترامب وإدارته التي تتجه لصالح استكمال الصفقة مع حماس وإنهاء الحرب في غزة كإجراء أولي لاتفاق إستراتيجي بين أميركا والسعودية، ومن ناحية أخرى، زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، الذي تجاوز بالفعل الحد الائتماني للمستوطنين بالبقاء في الحكومة على الرغم من اتفاق الاستسلام مع حماس".
سواء كانت هذه رغبته الحقيقية أو كانت موجهة باعتبارات أخرى، يتابع المحلل السياسي "فمن الممكن أن نفترض أن نتنياهو أقرب كثيرا إلى مناخ عقد الصفقات لدى ترامب منها إلى خيالات أرض إسرائيل الكبرى التي يحلم بها سموتريتش وأوريت ستروك. لكن نتنياهو يعي أن الصدام مع اليمين الاستيطاني هو الطريق الأقصر لخسارة السلطة".
الوطن البديلمن جانبه، يرى الباحث في "مركز التقدم العربي للسياسات" والمختص بالشؤون الإسرائيلية أمير مخول أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة، والتي ختم بها الاجتماع مع نتنياهو، تتناغم مع طرح اليمين العقائدي الديني الصهيوني الإسرائيلي التي يرى فيها فرصة تاريخية تضاهي "وعد بلفور" من بريطانيا بإقامة "بيت قومي لليهود في فلسطين".
وأوضح مخول للجزيرة نت أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع أحدثت تحولا في الخطاب السياسي العام بتل أبيب، مثلما تجلى ذلك في وسائل الإعلام، والذي عكس الرأي العام الإسرائيلي الذي يرى أن الحرب قد انتهت مع عودة النازحين إلى شمالي القطاع، لكن تصريحات ترامب شكلت تحولا للإسرائيليين بشأن إمكانية استئناف القتال مع إعادة جميع المختطفين.
إعلانولفت إلى أن حكومة نتنياهو التي أشادت ورحبت بطرح الرئيس الأميركي، تتجه نحو المرحلة الثانية من الصفقة لضمان إعادة جميع المختطفين، في حين تسعى أحزاب اليمين المتطرف إلى تحويل تصريحات ترامب إلى مشروع سياسي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، ويرى بالتهديد المبطن من الرئيس الأميركي للأردن توسيعا لفكرة "الوطن البديل".
ويعتقد الباحث بالشأن الإسرائيلي أن اليمين المتطرف يعي جيدا أن لقاء نتنياهو وترامب يأتي من أجل تحريك المسار السياسي وتطبيع العلاقات مع السعودية، فهو يطرح خطة تهجير الغزيين والاستيلاء على القطاع، إذ يؤكد اليمين العقائدي أنه "ما دام الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة، فماذا يمنع تهجيرهم من الضفة الغربية؟".