مدير قرطاج المسرحي: الفن مقاومة والمسرح شاهد على الاستبداد والطغيان
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
أكد معز مرابط مدير المهرجان الدولي "أيام قرطاج المسرحية" (انطلق عام 1983) أن المقاومة من أجل القضايا العادلة في جينات الفن، موضحا أن القضية الفلسطينية رمز المقاومة اليوم.
وقال مرابط "بالطبع المقاومة في جينات الفن والفن بطبيعته فعل مقاوم وخاصة المسرح بالذات كتعبير يجمع كل الفنون".
وقد بدأت فعاليات الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية منذ 2 ديسمبر/كانون الأول الحالي وتستمر حتى اليوم الأحد، تحت شعار "بالمسرح نحيا بالفن نقاوم".
وأضاف مرابط "المسرح منذ نشأته يطرح القضايا التي تهم الشعوب وتهم الإنسان والإنسانية بشكل عام".
وتابع في لقائه مع وكالة الأناضول "المسرح عبر التاريخ كان حاضرا وشاهدا على ما عرفته الإنسانية من استبداد وطغيان وانتهاك للحقوق مثل حق الفرد وحق الإنسان في العيش، وهذا مطروح اليوم بقوة بالنظر للوضع الذي تعرفه غزة".
المسرح يدافع عن حق الحياةأكد مرابط أن "غزة تعيش حرب إبادة جماعية ومأساة إنسانية كبيرة وانتهاكات على امتداد عقود لحقوق شعب كامل ولا وجود لشك في أن المسرح له دور ومسؤولية لإيصال هذه القضايا" واعتبر أن "القضية الفلسطينية هي أم القضايا في العالم".
وأضاف "هناك أسلحة دمار شامل، والكيان الصهيوني يرتكب مجازر في حق أطفال ونساء وشيوخ وفي حق شعب كامل ومأساة على امتداد عقود طويلة".
وتابع "بالمسرح نقاوم بالفن نقاوم هو شعار الغاية من ورائه هي التوعية والتوجه للضمائر الحرة في العالم وللشعوب الحرة في العالم حتى نواجه مع بعض هذه الحرب".
مواجهة أسلحة الدمارواعتبر مرابط أن المسرح سلاح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل التي تستعملها الصهيونية، وفق تعبيره.
وقال "في مقابل أسلحة الدمار الشامل لنا أسلحة فتاكة وقوية، بل أقوى حتى من هذه الأسلحة التي يستعملها العدوان على غزة".
وأضاف "أسلحتنا (المسرحية) قادرة على تغيير الذهنية والعقلية والمواقف، واليوم نرى أن العديد من الشعوب تغير موقفها وعديد الحكومات تغير مواقفها ونرى الإعلام في الغرب يروج الأكاذيب الصارخة التي لا تنطلي على الشعوب وعلى الفكر والوعي الحر، وبالمسرح قادرون على إيصال الرسالة أكثر فأكثر".
وبين أن "أيام قرطاج المسرحية" في هذه الدورة "أردناها للتضامن مع إخوتنا في فلسطين ومع أهلنا في فلسطين، وهذا ما عبرنا عنه من خلال تنظيم الدورة، وأن تكون هذه الأيام منصة حقيقية لإبلاغ الصوت العالي في حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي وطن مستقل وفي حق أبنائه في العيش ككل أطفال العالم".
المسرح مقاومةوأكد مرابط أن "الكيان الصهيوني هو أبشع صورة لانتهاك حق الإنسان في الوجود، وفلسطين أرض مغتصبة وشعب معزول يعاني الدمار وحرب الإبادة، ليس هناك أبشع من هذه الصورة للوجه القبيح للإنسانية".
وشدد على أن الإنسانية التي تفكر بضمير حر وتنادي بحق الوجود عليها أن تضع حدا لهذه المجزرة، وقال إن المسرح قادر على إيصال هذه القضية والتأكيد على أن الفن والتعبيرات الفنية تصل وجدان وعقول الناس، وهذا من أسمى الطرق للمقاومة.
ووفق مرابط فإن كل طرق المقاومة ضرورية اليوم، المقاومة بالفن والمقاومة بالمواجهة و"هذا ضروري وهذا أساسي في حربنا ضد القمع الاستبداد الذي نراه في غزة".
وبين أن "القضية الفلسطينية حاضرة في هذه الدورة عبر رموز فنية فلسطينية. فغسان كنفاني (روائي وكاتب مسرحي فلسطيني اغتيل في بيروت 1972) حاضر في عديد الأعمال المبرمجة بهذه الدورة وحاضر في (غزال عكة) المسرحية التي تقدمها رائدة طه وهو عمل يصل الناس وأوصل معاناة الشعب الفلسطيني طيلة هذه العقود وأوصل صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة إلى آخر رمق لافتكاك حقوقه".
وأشار إلى أن هناك عديد الأسماء في العالم العربي أوصلت أصواتها تجاه القضية الفلسطينية بهذه الدورة، مؤكدا أن هناك عملا آخر مثل عمل "بأم عيني 1948" للفنان غنام غنام الذي يتحدث عن النكبة، وهذه شهادات مهمة جدا لإحياء الذاكرة وحتى يبقى الحق الفلسطيني حاضرا في كل لحظة، كما يقول.
وتابع "نحن الشعب التونسي والشعوب العربية وكل العالم حاضر في ذهنه هذا التحدي الذي يمارسه الكيان الصهيوني".
دورة تكريماتوبخصوص الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية، قال مرابط إنه بالإضافة إلى البعد التضامني الهام والأساسي لهذه الدورة فهذه الأيام تندرج في إطار دورتها الـ40 لتأسيس أيام قرطاج المسرحية التي لها حضور كبير بالساحة العربية ولها إشعاع ودور كبير تلعبه طيلة 40 سنة في نشر ثقافة المسرح وهذا الوعي بدور المسرح في مجتمعاتنا، كما يقول.
وأضاف "في هذه الدورة من خلال التكريمات والتتويجات أردنا إسداء لمسة وفاء وتقدير للناس التي وهبت حياتها للمسرح وخدمت المسرح في الوطن العربي وفي أفريقيا وفي تونس، وكانت إضافتها وبصمتها كبيرة في دعم إشعاع المسرح في أوطاننا".
وتابعت "كان هذا حاضرا في تكريم الأستاذ رؤوف الباسطي (مخرج تونسي) والفنانة الكبيرة ناجية الورغي من تونس وسعاد محاسن وهي أسماء أثرت وقدمت الكثير للساحة المسرحية في تونس".
وأشار إلى أن العديد من الضيوف من العالم العربي وأفريقيا يحاضرون هذه التكريمات مثل روجي عساف ومسرح دوار الشمس في بيروت وحنان الحاج علي التي كانت حاضرة في الافتتاح بإلقاء شهادات تحت القصف وكانت شهادة مؤثرة جدا.
وقال "المقاومة حاضرة في عديد تجارب المسرح العربي، وهذه مسائل نريد التأكيد عليها لأنها تعبر عن وجدان شعوبنا وعلى وجدان مجتمعاتنا".
وقد انطلقت أولى عروض "أيام قرطاج المسرحية" في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، السبت 2 ديسمبر/كانون الأول الحالي، مع عرض مسرحية "كتاب الأدغال" للمخرج الأميركي روبرت ويلسون.
ويشارك في الدورة الـ24 من هذا المهرجان أكثر من 60 عملا من 28 بلدا من مختلف القارات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أیام قرطاج المسرحیة القضیة الفلسطینیة هذه الدورة فی العالم
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
سرايا - يبدو أن اللعب بات على المكشوف بين مصر والولايات المتحدة، فها هو مبعوث ترامب لشئون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يحذر من سقوط نظام الرئيس السيسي، مؤكدا أن مصر مفلسة.
وحذر في مقابلة إعلامية أخيرة من ردود الأفعال الشعبية على ما يحدث في غزة.
ويتكوف ذكر أرقاما عن تدهور الوضع الاقتصادي منها انتشار البطالة بين من هم أقل من 25 عاما إلى نسبة تصل الى 45%.
وقال صراحة: “البلد لا يمكنه الاستمرار بهذا الشكل”.
وقال إنه إذا وقع حدث سيئ في مصر سيعيدنا إلى الخلف.
فكيف كانت الردود على مبعوث ترامب؟ وكيف استقبلها الشارع المصري والاعلامي سواء بسواء؟
الغالبية العظمى ذهبت إلى أن تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط تأتي في إطار ضغط على مصر للقبول بمخطط التهجير.
أول ردود الأفعال إعلاميا جاء من الإعلامي نشأت الديهي الذي قال إن المطور العقاري ويتكوف لم يقرأ التاريخ ولم يعرف خطوط الجغرافيا ولا يفهم طبيعة وتعقيدات المنطقة ولم يعرف الدور المصري في الإقليم.
وخاطب الديهي ويتكوف قائلا: “مصر ليست دولة مفلسة ولتذهب معونتكم إلى الجحيم. مصر لا تعاني من نسبة بطالة 45٪ كما قلت كذبا او جهلا وعليك بالاتصال بصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن لتعرف ان نسبة البطالة في مصر لا تزيد عن 6٪ نظام الحكم في مصر مستقر وراسخ وقوي اكثر مما تتخيل رغم كل الصراعات المحيطة به فنحن لسنا دولة قص ولصق او جمهورية من جمهوريات الموز في حدائقكم الخلفية .
مصر قد لا تملك المال الذي تحتاجونه في بلدكم وتبتزون العالم لأجله لكنها تملك الأفكار والتأثير والقرار في منطقة شديدة التعقيد واذكرك بأنكم دخلتموها اكثر من مرة وخرجتم منها مهزومين في العراق والصومال وافغانستان فقط لأنكم لم تستمعوا لصوت مصر الحكيم “.
وتابع الديهي قائلا: “إذا كنت خائفا على اوروبا من موجات الهجرة فأنت محق تماما واضيف لك عليك ان تتوقع موجات من الإرهاب ايضاً وهذا ما تحذركم منه مصر مرارا وتكرارا والى ان تستمتعوا إلى صوت العقل والمنطق .
إذا اردتم النجاح في مسعاكم فعليكم بالتوقف الفوري عن دعم الارهابي نتنياهو والشروع في مفاوضات إقامة دولة فلسطينية فورا.
واختتم مؤكدا أن الاتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع المنشود أمر لن ينجح ولن تقبله الشعوب حتى لو قبلته الحكومات دون إقامة دولة فلسطينية، داعيا ويتكوف عليك لالتزام الأدب والاحترام عندما تتحدث عن دولة بحجم مصر صاحبة الحضارة والتاريخ .
في ذات السياق قال الإعلامي أحمد موسى إن ما ذكره ويتكوف غير حقيقى والرقم الصحيح طبقا لبيانات المسح التتبعى لسوق العمل فى مصر سواء تقرير منتدى البحوث الاقتصادية والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، معدلات البطالة 6.3٪ ، وبالنسبة للشباب من 15 حتى 24 عاما بلغت البطالة 14.7٪ فى عام 2023.
وأضاف موسى أنه برغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة فقد ساعدنا الأشقاء فى غزة من قوت المصريين وأموالهم وعرقهم بمساعدات تمثل تمثل 75٪ من حجم كل مساعدات العالم، مشيرا إلى أن شعب مصر يتحمل الظروف وكل الضغوط مهما كانت ولن يسمح بتمرير مخطط التهجير للحفاظ على أمننا القومى .
وأكد موسى أن الكلام عن إفلاس مصر مجرد أمنيات من البعض ، لافتا إلى أن وضعنا ورغم التحديات أفضل مما كنا عليه قبل 10 سنوات وبلدنا مستقرة ونظام الحكم فيها يحظى بدعم هائل من الشعب الذى يلتف حول قيادته بكل قوته.
واختتم قائلا: “مصر لا تبيع ثوابتها وقيمها مقابل كنوز الدنيا.. لا تهجير.. لا للابتزاز والتهديدات.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. سنتحمل كل الضغوطات والتحديات، والأمن والاستقرار لن تنعم به إسرائيل طالما تستمر فى احتلال الأراضى الفلسطينية وارتكاب جرائم الإبادة يوميا .. من يريد الخير للعالم والمنطقة يضع السلام أمام عينيه.. مصر دولة صامدة واستقرارها هو استقرار لكل العالم العربى والمنطقة بدون استثناء”.
من جهته يرى الباحث السياسي د. خليل العناني أن كلام ويتكوف ليس به أي نوع من التهديد للنظام سواء من قريب او بعيد وذلك كما يحاول أنصار السيسي الترويج له لحاجة في أنفسهم، إنما يعكس خوفا حقيقيا، وربما رعبا، داخل الدوائر السياسية والاستخباراتية الأميركية من سيناريو سقوط النظام نتيجة لتداعيات ما يجري في القطاع عليه باعتباره أهم حليف لاميركا في المنطقة.
ويضيف أن كلام ويتكوف ليس بجديد، والجميع يعرفه، الفرق فقط انه جاء من أعلى مسؤول أميركي له علاقة بالمنطقة حاليا.
السؤال الذي فرض نفسه: هل فعلا كان ويتكوف مخلصا في تحذيره أم أن حديثه انطوى على تهديد مبطن لنظام السيسي؟
وهل تكتفي القاهرة بالردود الإعلامية أم تبادر إلى خطوات من شأنها ايلام أمريكا وكيانها منها التقارب مع إيران وتركيا؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : ترامب: "لا أحد في العالم سيوقف بوتين إلا أنا"إقرأ أيضاً : قناة عبرية تكشف عن خلافات أمريكية (إسرائيلية) إثر انهيار مفاوضات غزةإقرأ أيضاً : بالفيديو .. تعرف على تكلفة فاتورة كهرباء المسجد الحرام شهرياتابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#جرائم#اوروبا#مصر#ترامب#إيران#المنطقة#الوضع#أمريكا#العراق#القاهرة#البطالة#العمل#غزة#أحمد#السيسي#الشعب#بوتين#الرئيس#القطاع#صوت
طباعة المشاهدات: 1685
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-03-2025 01:07 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...