فايز فرحات: ارتفاع وعي الناخب يعود للسياسات المُطبقة منذ 2014 وحتى الآن
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
قال محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات، إن المواطن المصري هو بطل المشهد منذ أن فتحت اللجان في انتخابات الرئاسة 2024 أبوابها، ولاحظنا تحرك أعداد ضخمة من المواطنين للتصويت، وتوصيل رسالة واضحة للخارج بأن شعب مصر واع بطبيعة اللحظة الراهنة داخليا وإقليميا.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، يمكننا التحدث عن ارتفاع الوعي المصري في هذه الانتخابات، ما عكسه زيادة عدد الشباب المقبلين على التصويت، وحرصهم على المشاركة، وهو راجع للسياسات التي طبقت في مصر منذ 2014 وحتى الآن، وهي السياسة التي انحازت لشرائح مثل الشباب والمرأة والأكثر احتياجا.
وأوضح أن هذه الشرائح هي جزء من مقتضيات عملية التنمية في مصر، وهم نسبة كبيرة من المجتمع داخل مصر، والمرأة تعتبر أحد أهم مداخل التغيير داخل المجتمع، حتى غياب المخالفات يدلل على الوعي الذي يتعامل مع العملية الانتخابية، بجانب الحرص على ممارسة الحق الانتخابي دون ما يؤدي لإسقاط هذا الحق، إضافة لجهد الهيئة الوطنية بالتوعية بممارسة الحق السياسي والدستوري.
وأشار إلى عامل مهم في انتظام العملية الانتخابية وهو غياب التنظيمات الإرهابية من المشهد، فقد أسهم القضاء على هذه التنظيمات أن تكون الحياة السياسية في مصر حياة طبيعية محكومة بأطر قانونية، بجانب الظروف الإقليمية التي زادت من حرص الناخب على المشاركة وتوصيل رسالة واضحة بأن هناك دولة قوية ومجتمع قوي يقف وراء دولته أمام أي خطر يواجه الأمن القومي المصري.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
من يقرأ عن الحرب العالمية الأولى والثانية أو يشاهد الأفلام التى تناولت مثل هذه الحروب سيدرك جيداً أن الغرب لن يقبل بتكرار التجربة على أرضه، وإن كان لا بد من الحرب ستكون إذاً حروباً من نوع مختلف!
أفلام المخرج ستيفن سبيلبرج، «قائمة شندلر» و«إنقاذ الجندى ريان»، وقد حصل بهما على جائزة أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج. هناك أيضاً فيلم «دونكيرك» للمخرج كريستوفر نولان، ويحكى الفيلم قصة إجلاء الآلاف من الجنود البريطانيين من ميناء «دونكيرك» الفرنسى، فى حين تتم عملية الإجلاء تحت قصف لا يتوقف من الجيش الألمانى.
«نولان» نفسه حصلت أفلامه على 48 ترشيحاً للأوسكار وللصدفة لم يحصل على جائزة أفضل مخرج إلا فى دورة عام 2023 عن فيلم «أوبنهايمر»، الذى يحكى قصة صناعة القنبلة النووية.
قدم أيضاً المخرج كوينتن تارانتينو فيلم «أوغاد مجهولون»، «تارانتينو» يتميز فى أفلامه بتجسيد مفرط للعنف، وبالطبع لن يجد أفضل من قصة تدور خلال الحرب العالمية الثانية عن محاولة لاغتيال القائد الألمانى النازى.
من أبرز تلك المحاولات أيضاً فيلم «1917» للمخرج السينمائى والمسرحى الإنجليزى سام ميندز، والحاصل على جائزة أوسكار عن أولى تجاربه فى السينما عام 1999 عن فيلم «الجمال الأمريكى».
وقدم فيلمه عن قصة حقيقية سمعها من جده، صدرت لاحقاً فى عمل روائى عام 2019، تحكى القصة رحلة جنديين إنجليزيين يحاولان الوصول إلى مقر وحدة من القوات لتحذيرها من كمين دبره الألمان للقوات الإنجليزية!
اجتمعت تلك الأفلام على تصوير الجانب الإنسانى المفتقد فى الحرب، وكيف قُتل الملايين من الشباب دون أن يدركوا فى بعض الأحيان لماذا جاءوا إلى هنا من الأساس، وحشية برع السينمائى الأوروبى فى تصويرها زرعت الرعب فى قلوب المشاهدين فى الغرب، انتقلت لاحقاً لمجموعة من الأفلام الدعائية التى وظفها الأمريكان فى حربهم مع الروس داخل الأراضى الأفغانية، من خلال ثلاثية فيلم «رامبو» للممثل سيلفستر ستالون، الجندى الذى عاد من الحرب فى فيتنام ومن ثم وجد صعوبة فى التكيف مع المجتمع، فقد تدرب على القتل، بل والقتل بوحشية شديدة، وعندما فشل فى التكيف مع المجتمع المدنى، قرر قادته توظيف تلك الآلة التى تدربت على القتل فى إسقاط الاتحاد السوفيتى؛ فأرسلته إلى أفغانستان لتدريب المقاتلين هناك.
استطاعت هوليوود أن تضرب حجرين بعصفور واحد؛ الأول هو التكريس لفكرة خطورة الحرب التى دمرت الغرب وحولت شعبه إلى قتلة، الثانى هو الترويج للحرب الأفغانية التى أسقطت الروس، لكن أجزاء «رامبو» توقفت ولم تحكِ كيف خرجت تنظيمات «القاعدة» و«داعش» من رحم الحرب الأفغانية، بعد أن درب الأمريكان المقاتلين على أن يصبحوا آلة للقتل، فلم يجد هؤلاء القتلة إلا دولهم العربية والإسلامية ليمارسوا هوايتهم فى القتل!
لن تتوقف السينما عن تناول الحرب، ولن تتوقف هوليوود عن توظيفها أحياناً أو توجيهها أحياناً أخرى، ولن يقف أى صانع ثقافى غربى مكتوف اليد أمام أى محاولة لاستعادة شبح الحرب العالمية الثانية مرة أخرى، هنا لن تجد الدول الغربية، وأجهزة مخابراتها، سوى الحروب الثقافية الباردة، تلك التى نفذتها للمرة الأولى ضد الاتحاد السوفيتى، وصدر عنها كتاب مترجم فى المركز القومى للترجمة بعنوان «الحرب الثقافية الباردة»، يحكى كيف تصبح الثقافة والفكر ومؤسسات المجتمع المدنى حليفاً مهماً للدولة المعادية فى إسقاط الدول التى تعاديها.
تلك الحرب يمارسها الجميع، سواء الغرب الأوروبى أو الأمريكان أو حتى التنظيمات الدينية المتطرفة وفى المقدمة منها تنظيم الإخوان، الذى يملك أذرعاً إعلامية بملايين الدولارات لا تفعل شيئاً سوى الهجوم على مصر بشكل يومى!