أقدم ثقب أسود يتم رصده بالكون.. تساؤلات عن الحجم الهائل
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
كشف علماء فلك عن علامات التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، لأقدم ثقب أسود تم رصده على الإطلاق، يعود تاريخه إلى أكثر من 13 مليار سنة.
الغريب أن هذا الثقب يبلغ حجمه أكبر مليون مرة كتلة الشمس، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لثقب أسود صغير، مما يثير التساؤل بشأن كيفية نموه بهذه السرعة.
واكتشف العلماء وجود هذا الثقب في قلب مجرة نشأت بعد 440 مليون سنة من الانفجار الأعظم.
وقال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج، روبرتو مايولينو، الذي قاد عمليات الرصد، إن "المفاجأة تكمن في كونه ضخم للغاية. هذا كان أكثر شيء غير متوقع"، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان".
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء اكتشفوا علامات واضحة لقرصه التراكمي، وهو هالة من الغاز والغبار تدور بسرعة حول المجرى الكوني.
وتقع ثقوب سوداء تزيد أكبر ملايين المرات عن كتلة الشمس وسط غالبية المجرات الكبيرة مثل مجرتنا درب التبانة.
يعتقد علماء الفلك أن الثقوب السوداء الأقدم يمكن أن تساعد في حل لغز كيفية نمو نظيراتها العملاقة في مراكز المجرات مثل درب التبانة.
وحتى وقت قريب، كان من المفترض أنها تضخمت ببساطة على مدى ما يقرب من 14 مليار سنة، وهي تنمو بشكل مطرد من خلال عمليات الاندماج والتهام النجوم والأجسام الأخرى. لكن سيناريو كرة الثلج هذا لا يمكن أن يفسر بشكل كامل الأبعاد الملحمية للثقوب السوداء الهائلة في الوقت الحاضر.
وتشير ملاحظات العلماء على المجرة المسماة "جي أن-زد11"، إلى أن الثقوب السوداء إما ولدت كبيرة، أو تضخمت بسرعة كبيرة في وقت مبكر.
وقال عالم الكونيات في كوليدج لندن، أندرو بونتزن، الذي لم يشارك في البحث: "إن فهم مصدر الثقوب السوداء في المقام الأول كان دائما ما يشكل لغزا، ولكن يبدو أن هذا اللغز يتعمق الآن"، معتبرا أن هذه النتائج، باستخدام قوة تلسكوب جيمس ويب الفضائي للنظر عبر الزمن، تشير إلى أن "بعض الثقوب السوداء نمت بمعدل هائل في الكون الشاب، أسرع بكثير مما توقعنا".
وأحد التفسيرات، المطروحة الآن، أن جيلا مبكرا من الثقوب السوداء ولد من الانهيار المباشر لسحب ضخمة من الغاز، وليس من النجوم المحترقة التي انهارت تحت تأثير جاذبيتها في نهاية حياتها.
والاحتمال الثاني، أن مجموعات مدمجة من النجوم والثقوب السوداء اندمجت بسرعة كبيرة في الكون المبكر.
أما الفرضية الثالثة، فهي وجود ما يسمى بثقوب سوداء بدائية ظهرت إلى الوجود أثناء التضخم الكوني، وهي فترة توسع الكون بشكل أسرع من الضوء، التي حدثت بعد جزء من الثانية من الانفجار الأعظم.
وإذا صحت النظرية الأخيرة، فهذا يعني أن الثقوب السوداء البدائية نسجت بشكل فعال في نسيج الكون منذ البداية، بعد أن كان يعتقد أن المجرات تتشكل أولا ثم تبدأ الثقوب السوداء في النمو داخلها.
وقال بونتزن: "إذا كان ذلك صحيحا، فسيكون له آثار عميقة على الجزء الافتتاحي من الثانية من كوننا. في كلتا الحالتين، فإن قصة كيفية نشوء الثقوب السوداء والمجرات معا قصة مثيرة للاهتمام، وقد بدأنا للتو في تجميعها معا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الثقوب السوداء
إقرأ أيضاً:
338 مقبرة غامضة في منطقة أبيدوس.. لماذا بناها المصريون وكيف كان شكلها؟
في صعيد مصر، حيث تقف شواهد الحضارة المصرية دليلا على عظمة تاريخ ساحر هناك واحدة من أقدم المدن وأهم المواقع الأثرية، هي أبيدوس، وتحتوي مقابرها بطابعها الفريد وأهميتها التاريخية على قصص عن الملوك والآلهة والمعتقدات القديمة، ذُكرت حكاياتها ومحتواياتها في كتاب «سر الأهرامات» المُترجم لـ عالم المصريات التشيكي، ميروسلاف فيرنر، المتخصص في تاريخ وآثار مصر القديمة.
أسرار من مقابر غامضة في منطقة أبيدوسيقول عالم المصريات التشيكي كانت الفكرة الرئيسية لمقابر أبيدوس أكبر من مجرد ركام من الرمال، فهي مكان مقابر عصر الأسرات الأول بالتقاليد الدينية في مصر العليا في فترة ما قبل الأسرات، وعلى الجانب الغربي لأبيدوس بالقرب من مصب الوادي الكبير جبانة تحتوي على مقابر أقدم الملوك منذ نهاية فترة ما قبل الأسرات وبداية عصر الأسرات المبكر، ما يعني أنها مجموعة معمارية كاملة تقع في الصحراء.
الجزء السفلى من تلك المقابر عبارة عن حجرة دفن وحجرة أو أكثر للتخزين تستخدم في حفظ الأثاث الجنائزي، ويتكون الجزء العلوى منها من تل رملي منخفض، يتراوح ارتفاعها بين متر ومترين ونصف يحيط به سور، وبحسب وصف عالم المصريات فإن المنطقة يحيط بها مقابر فرعية بلغ عددها في عصر الملك «جر» 338 مقبرة، وقد دفن في تلك المقابر الفرعية خدم الملك وزوجاته، ويبدو أن العديد منهم قد تم ماتوا أثناء الطقوس الجنائزية ودفنهم مع الملك في الوقت نفسه.
فيما بعد دمرت الجبانة الملكية في أبيدوس وتم حرقها، ومن الصعب إعادة رسم شكلها الحقيقي وتحتوي أقدم جبانات أبيدوس على مجموعة كبيرة من كسرات أواني.
مقابر كوم السلطانيوجد في كوم السلطان مكان عبادة الإله «خنتي أمنتي» ومن بعده الإله أوزير، وبها قلاع كبيرة يبلغ ارتفاعها الأصلى عن عشرة أمتار ومبنية من الطوب اللبن الجاف ومكسوة ومطلية باللون الأبيض ومزينة من الخارج، أما من الداخل فهي فارغة في معظمها ، فيما عدا بناء صغير من الطوب اللبن بالقرب من المدخل، ويعتقد بأن طقوس الدفن كانت تتم فيها في وقت من الأوقات، ويبدو أيضا أن تلك الأبنية كانت تهدم على عجل بعد انتهاء الطقوس.