أبرز تطورات اليوم الـ65 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
في اليوم الـ65 من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة الموافق 10 ديسبمر/ كانون الأول 2023، وجّهت المقاومة الفلسطينية ضربات موجعة لقوات الاحتلال في خان يونس وجباليا ومدينة غزة، وأعلنت كتائب القسام أنها قتلت 40 جنديا إسرائيليا ودمرت 44 آلية خلال الـ48 ساعة الأخيرة.
يأتي ذلك بينما ظهر أبو عبيدة، الناطق باسم القسام، في تسجيل صوتي للمرة الأولى منذ أسبوعين، وتوعّد إسرائيل بمزيد من الضربات، مؤكدا أنها لن تستطيع استعادة أسراها أحياء دون تبادل ونزول عند شروط المقاومة.
في الأثناء، واصل الاحتلال ارتكاب المجازر ضد المدنيين، وأكدت وزارة الصحة وصول نحو 300 شهيد لمستشفيات القطاع في الساعات الماضية، وارتفاع العدد الإجمالي للشهداء إلى نحو 18 ألفا، والمصابين إلى 49 ألفا.
ضربات المقاومة
فقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استهداف مقاتليها 14 دبابة إسرائيلية في محاور القتال بقطاع غزة، كما دكت تجمعات لقوات الاحتلال، وأعلنت قتل 40 جنديا إسرائيليا على الأقل.
وأشارت كتائب القسام إلى أن مقاتليها استهدفوا 5 دبابات ميركافا و3 جرافات عسكرية بقذائف الياسين 105 في حي الشجاعية بغزة، كما استهدف المقاتلون 4 دبابات ميركافا أخرى، وجرافة عسكرية في شارع الجلاء بمدينة غزة بقذائف مضادة للدروع.
وقد بثت كتائب القسام مشاهد لاستهدافها دبابة ميركافا إسرائيلية بمنطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، كما أعلنت استهداف مقاتليها بقذائف الياسين 105 دبابتين للاحتلال في منطقة المحطة بخان يونس، وأخرى شرق مدينة خان يونس ورابعة شمال خان يونس.
وقد أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في كلمة صوتية مسجلة جديدة أنه لن يخرج أحد من الأسرى أو المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة إلا من خلال التبادل المشروط الذي أعلنته المقاومة الفلسطينية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".
وأكد أبو عبيدة –في كلمة مسجلة حصلت عليها الجزيرة– أن كتائب القسام دمرت 180 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا خلال 10 أيام، أي منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأشار إلى أن كتائب القسام نفّذت عددا كبيرا من العمليات النوعية بين مهاجمة القوات الراجلة والقنص وتفجير الألغام. وأكد أن "العدو لا يزال يتلقى الضربات، والقادم أعظم".
اعترافات إسرائيل
في المقابل رصد مراسل الجزيرة في غلاف غزة نقل المروحيات العسكرية الإسرائيلية لعدد من المصابين من الجنود الإسرائيليين جراء المعارك الدائرة في حيي الشجاعية وجباليا، شرق وشمال مدينة غزة. كما أشارت مراسلة الجزيرة إلى أن مروحيات إنقاذ عسكرية إسرائيلية تنقل جنودا مصابين إلى مستشفيات تل أبيب بشكل متواصل.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة نحو 1600 جندي منذ بداية الحرب حالة 255 منهم حرجة، ونقل نحو 670 جنديا مصابين في معارك الشجاعية وجباليا.
وشملت حصيلة الخسائر الجديدة لجيش الاحتلال خلال المعارك في غزة منذ أكثر من شهرين، مقتل 426 جنديا وضابطا بينهم 102 عسكريا سقطوا منذ بدء الحرب البرية في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. في حين قتل 29 جنديا على الأقل منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
أما حصيلة الجرحى في صفوف جيش الاحتلال فبلغت 1593 بينهم 559 منذ بدء العملية البرية في غزة جروح 127 منهم خطيرة، وأكد جيش الاحتلال أن 416 جنديا يخضعون للعلاج في المستشفيات 40 منهم في حالة حرجة، و211 حالتهم متوسطة.
وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن ثمة فجوة كبيرة بين عدد الجنود الجرحى الذي أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي وما تظهره سجلات المستشفيات.
وأشارت الصحيفة إلى أن العدد الذي أعلن عنه الجيش اليوم هو 1600 جريح منذ بدء العمليات العسكرية للاحتلال في قطاع غزة، بينما تظهر القوائم الجزئية التي أعلنت عنها المستشفيات أنها استقبلت 4591 جريحا خلال نفس الفترة.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن المستشفيات عالجت منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي 10 آلاف و548 جنديا ومدنيا توفي منهم 131.
21 مجزرة جديدة
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 21 مجزرة خلال الساعات الماضية وقصف مستشفى كمال عدوان مما أدى لاستشهاد مريضتين.
وذكرت الوزارة أنه وصل إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الماضية جثث 297 شهيدا، ولا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.
وفي سياق متصل، قال أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة في غزة إن نحو 18 ألف فلسطيني استشهدوا كما أصيب 49 ألفا و500 مواطن جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما ذكر المتحدث -في مقابلة مع قناة الجزيرة– أن الحصيلة تشمل 297 شهيدا وأكثر من 550 جريحا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وكشف مكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال اعتقل عشرات في بيت لاهيا معظمهم من الأطباء والمهندسين والصحفيين.
وحذر المكتب المنظمات الدولية من انتشار المجاعة في قطاع غزة، محملا المنظمات الدولية والاحتلال مسؤولية فقدان الأمن الغذائي والمائي في القطاع.
أشلاء الجثث تناثرت في أرجاء الشارع.. الجزيرة ترصد انتشال شهداء وجرحى بعد قصف مدفعي استهدف شارع جمال عبد الناصر بمدينة خانيونس جنوبي #غزة#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/61MNpvpyYD
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 10, 2023
تصعيد في الضفةوفي الضفة الغربية أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد ما لا يقل عن 5 فلسطينيين بالرصاص، واعتقلت آخرين وقصفت منزلين بالصواريخ خلال عمليات اقتحام جديدة، شملت مناطق عدة.
وشملت الاقتحامات الإسرائيلية مناطق: طوباس ونابلس وجنين وقلقيلية والخليل ورام الله والقدس المحتلة.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن الاحتلال اعتقل 30 فلسطينيا، بينهم فتاة وأسرى سابقون.
تصعيد إسرائيلي في الجهة الشمالية مع جنوب #لبنان عقب العمليات النوعية التي نفذها حزب الله وأوقعت نحو 40 جريحا في صفوف جيش الاحتلال#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/kwXcw3qGQA
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 10, 2023
جبهة لبنانوعلى الجبهة الشمالية حذّرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من تزايد احتمالات وقوع مواجهة أوسع نطاقا، بعد أكثر من شهرين من القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأعلن حزب الله أنه هاجم بطائرات مسيرة مقر قيادة للجيش الإسرائيلي جنوب ثكنة يعرا قبالة القطاع الغربي من جنوب لبنان. كما أعلن الحزب أن مقاتليه قصفوا بصواريخ بركان مواقع بركة ريشا وزبدين ورويسات العلم. وهاجم مقاتلو الحزب تجمعات للجنود الاسرائيليين بين موقعي رمثا وزبدين وفي مواقع العباد وقلعة هونين وجل العلام.
وأفاد مراسل الجزيرة أن اكثر من 15 صاروخا أطلق من جنوب لبنان باتجاه الجليلين الأعلى والغربي. كما أفاد المراسل أن مقاتلات حربية إسرائيلية ومسيرات هجومية شنت غارات على بلدات عيترون والخيام ومروحين، وعلى محيط بلدتي يارون ورميش. وتعرض كذلك محيط 10 بلدات حدودية في جنوب لبنان لقصف مدفعي إسرائيلي.
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: ما يحدث بغزة كارثة غير مسبوقة ويدفع إلى توجيه أسئلة عن ماهية النظام الدولي#حرب_غزة pic.twitter.com/KZZmdTKr09
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 10, 2023
منتدى الدوحةوعلى الجانب السياسي قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنّ أزمة غزة أظهرت ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته خلال منتدى الدوحة الذي انطلق اليوم الأحد- أنه تم إطلاق سراح المحتجزين من غزة نتيجة للمفاوضات وليس بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. وشدد على التزام بلاده بالعمل من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أنه من المؤسف أن تكون الذرائع التي تساق عن استهداف المدنيين في قطاع غزة مقبولة لدى البعض، مشيرا إلى أنه يجب البدء بمراجعة النظام الدولي والإنساني حيث لا امتيازات للقوة والتمييز، وفق تعبيره.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه ما من حماية فعالة للمدنيين في قطاع غزة وأن عدد الضحايا في القطاع غير مسبوق. وأضاف في كلمة له أمام منتدى الدوحة، أن سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تقوضتا لعدم قدرته على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بغزة. وتعهد غوتيريش في كلمته بعدم التخلي عن دعوته لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة.
أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقال إن إن ما تفعله إسرائيل في غزة هو عمل ممنهج لإفراغ القطاع من سكانه. وأضاف خلال مشاركته في منتدى الدوحة، أن إسرائيل تحاول خلق أمر واقع جديد في القطاع يتخطى أهدافها المعلنة. مشددا على أن هذا الخطر يهدد المنطقة بأكملها في وقت تتحدى فيه إسرائيل العالم أجمع.
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إنه يجب إنهاء خطر تهديد حماس بشكل دائم قبل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وأضاف في مقابلة مع شبكة سي إن إن CNN أن إسرائيل لن تتمتع بالأمن قبل أن يلي العملية العسكرية التوصل لسلام مستدام يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی وزیر الخارجیة کتائب القسام جیش الاحتلال منتدى الدوحة قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
إدارة جو بايدن الرّاحلة قريباً في «حيص بيص» من أمرها، فبعد تبنّي سياسة تقديم كلّ الدعم اللازم، شاركت دولة الاحتلال أهداف حربها وتحمّلت ما حمّلته للولايات المتحدة من أعباء، وخسائر وفشل وعزلة، تحاول أن تستثمر ما تبقّى لها من وقتٍ للفوز بادّعاء أنّها صاحبة الفضل في إتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب.
لا بدّ أنّها رفعت في وجه بنيامين نتنياهو بطاقة خطيرة لم تخطر على بال الأخير، الذي كان يفضّل الاستمرار في الحرب العدوانية على قطاع إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتزداد أزمة نتنياهو مع اتفاق بايدن وترامب، على ضرورة إتمام الصفقة، ووقف الحرب، والتي وضع لها ترامب سقفاً زمنياً لا يتجاوز العشرين من كانون الثاني القادم.
تذكّرنا الورقة التي رفعها بايدن في وجه نتنياهو بما فعله الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما حين امتنع مندوب أميركا في مجلس الأمن عن التصويت على قرار عدم شرعية وضرورة وقف الاستيطان، ما سمح بتمرير القرار في سابقة غير معهودة.
بايدن يرفع ورقة تمرير الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن ربّما بالطريقة ذاتها، إذ ثبت أنّ نتنياهو المسؤول عن تعطيل التوصّل إلى صفقة التبادل.
أيّام قليلة صعبة تواجه نتنياهو، الذي قد يقع في مصيدة بايدن وربّما إنّ تجاوزها، فقد لا يتمكن من تجاوز مصيره ترامب.
كلّ المصادر بما في ذلك الإسرائيلية تتحدّث عن أن حركة «حماس» أبدت مرونة كبيرة، وأنّها باتت مستعدّة بشهادة الوسطاء، بل وتتحدّث عن احتمال توقيع الصفقة قبل نهاية العام الجاري.
أميركا أكثر من يعلم أنّ نتنياهو هو الذي يشكّل العقبة أمام التقدّم نحو إتمام الصفقة وأنه يخترع المزيد من التفاصيل والشروط لتأخير ذلك، ويستغل كل دقيقة لإنجاز «خطة الجنرالات» في شمال القطاع، وتدفيع الفلسطينيين أكبر ثمن ممكن قبل التوقّف الاضطراري.
على أنّ التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنطوي على اعترافات متناقضة، فهو يكرّر رفض بلاده احتلال الدولة العبرية لقطاع غزة، وكان بإمكان إدارته أن تمنع ذلك، وأن ترغمها على وقف الإبادة الجماعية والتجويع التي ألحقت بها وأميركا مخاطر وخسائر ذات أبعاد إستراتيجية.
حين يقول بلينكن إنّ احتلال القطاع سيؤدّي إلى استمرار «حماس» في القتال، فإنّه يعترف بفشل دولة الاحتلال في سحق المقاومة وإنهاء حكم «حماس»، كما جاء في تصريح سابق أعلن خلاله أنّ دولة الاحتلال تمكّنت من إنهاء «حماس» مقاومةً وحكماً.
هو اعتراف بالفشل، ومحاولة بيع نتنياهو وهم تحقيق الانتصار، وأنّ الاستمرار في الحرب واحتلال القطاع لأجلٍ غير مسمّى لا يخدمان مصلحة دولة الاحتلال.
من الواضح أنّ نتنياهو يحاول، قبل أن يقفل ملفّ القطاع، أن يفتح المجال أمام إمكانية متابعة حربه العدوانية في مناطق أخرى، والذرائع إن لم تكن متوفّرة، فهو قادر على اختلاقها.
في الطريق إلى فتح جبهة إيران، صعّدت دولة الاحتلال اعتداءاتها على اليمن، حيث قامت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء أكثر من 60 قنبلة على منشآت مدنية وعسكرية يمنية.
وبالتزامن، قامت الطائرات الحربية الأميركية باستهداف منشآت يمنية تكمل ما قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتتحدّث المصادر الأميركية عن مواصلة العمل، وتجنيد أطراف أخرى للمشاركة.
دولة الاحتلال الرسمية تتحدّث عن تنسيق مع أميركا لمواصلة استهداف منشآت حيوية عسكرية وأمنية في اليمن، ما يصل إلى حدّ فتح جبهة حرب جديدة على نحوٍ لا يشبه ما جرى خلال الأشهر السابقة من الحرب.
خلق هذا العدوان، الذي يتجّه نحو التصعيد، حالةً من ردّ الفعل القوي والعنيد لدى اليمنيين، الذين أكدّوا ثباتهم على موقف إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبالتزامن مع وصول الطائرات المعتدية إلى اليمن أطلق «الحوثيون» صاروخاً على يافا، لم تتمكّن كلّ أنواع الدفاعات الجوّية الإسرائيلية من اعتراضه، بالإضافة إلى عديد المسيّرات التي وصلت إلى أهدافها.
ما تعرّض له اليمن من عدوان إسرائيلي ينطوي على أكثر من رسالة، فهو يحمل معنى «البروفة»، لما قد تتعرّض له إيران، ومحاولة رفع معنويات الإسرائيليين، الذين تدّعي حكومتهم الفاشية أن يدّ جيشها قادرة على الوصول إلى أبعد الأماكن دفاعاً عنهم.
وبالإضافة فإنّ الأمل يحدو نتنياهو بأن يواصل توجيه ضربات موجعة لليمن، لاستكمال فصل الجبهات بعد أن نجح في لبنان وسورية.
إن كان هذا الهدف واقعياً، فإنّ جبهة اليمن ستشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام المقبلة، وأكثر مع اقتراب التوصّل إلى صفقة التبادل، حتى لا تكون هناك فجوة بين وقف الحرب العدوانية على غزّة والحاجة لاستمرارها في المنطقة.
وهذا، أيضاً، يعني أنّ ثمّة ما بعد اليمن، فعلى الطريق إلى إيران باعتبارها الهدف الأسمى لنتنياهو، قد يدفع نحو تأجيج الصراع مع المقاومة في العراق.
إدارتا أميركا، الراحلة والقادمة، إن كانتا تركّزان على وقف الحرب العدوانية على القطاع، فإنّهما لا تريان ضرراً من التصعيد، مع اليمن أو العراق، وحتى مع إيران.
ترامب يحتاج إلى ذلك، فكلّما كانت النيران في المنطقة أكثر اشتعالاً، فإنّ إنجازه بوقف وإطفاء تلك النيران سيكون أكثر أهمية وأكثر استثماراً، لوقف الحروب كما يريد ترامب أثمان ينبغي أن يدفعها أحد، والمرشّح في هذه الحالة هم العرب، الذين قد تتعرّض مصالحهم لأضرار بليغة، في حال تصعيد الحرب ضدها من قبل دولة الاحتلال وأميركا.
المنطقة إذاً مرشّحة لتطوّرات خطيرة خلال الشهر المتبّقي على دخول ترامب البيت الأبيض.
الأيام الفلسطينية