توغل إسرائيلي كبير بقلب خان يونس.. ومعارك عنيفة بشمال غزة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
شقت دبابات إسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس، الأحد، في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة، التي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من مناطق أخرى من القطاع.
وقال سكان لرويترز إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط مدينة خان يونس، بعد قتال عنيف طوال الليل أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق.
وقصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غربي الهجوم.
وامتلأت الأجواء بدوي الانفجارات المستمر وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأبيض فوق المدينة.
ومع حلول الصباح، كان من الممكن سماع دوي نيران المدافع الرشاشة. وكانت الشوارع مهجورة، بحسب "رويترز".
وقال أب لأربعة أطفال نزح من مدينة غزة ولجأ إلى خان يونس لرويترز "كانت ليلة من أشد الليالي اللي خفنا فيها، المقاومة كانت كتير قوية، كنا بنسمع صوت اشتباكات وانفجارات ما توقفت لساعات".
وأضاف "الدبابات وصلت شارع جمال عبد الناصر وسط البلد، والقناصة ركبوا على بعض العمارات القريبة من المنطقة".
تحذير من حماس
وفي المقابل حذّرت حركة حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب بدول عدة، الأحد، من أن أي رهينة لن يغادر القطاع "حيا" ما لم تتم الاستجابة لمطالبها.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة، في خطاب "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام".
وأضاف أن إسرائيل لن تتمكن من استعادة الرهائن بالقوة، مشيرا إلى ما وصفها بعملية فاشلة لتحرير أحدهم.
وتابع قائلا إن مسلحي حماس دمروا جزئيا أو كليا 180 ناقلة جند ودبابة وجرافة إسرائيلية خلال 10 أيام منذ استئناف القتال في غزة.
وقال إن عمليات التدمير وقعا في مناطق الشجاعية والزيتون والشيخ رضوان ومخيم جباليا وبيت لاهيا وشرق دير البلح وشرق وشمال خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيبي، الأحد، إن حماس لا تزال تحتجز 117 رهينة، بالإضافة إلى رفات 20 شخصا قتلوا في الأسر أو خلال هجوم 7 أكتوبر.
ويأمل المسلحون في مبادلتهم بأعداد كبيرة من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.
معارك الشمالوفي شمال القطاع، حيث قالت إسرائيل في السابق إن قواتها أكملت مهامها إلى حد كبير، تحدث سكان أيضا عن بعض من أعنف المعارك في الحرب حتى الآن.
وتتوغل القوات الإسرائيلية داخل معاقل للمقاتلين، وتواجه مقاومة شرسة في جباليا ومنطقة الشجاعية بمدينة غزة، وهي من المناطق التي لا تزال مأهولة بالسكان على الرغم من الأوامر الصادرة قبل أسابيع بإخلاء الشمال بأكمله.
وقال ناصر (59 عاما) وهو أب لسبعة أطفال يقيم في جباليا بعد أن دُمر منزله في بيت لاهيا، وهي منطقة أخرى بشمال القطاع "أجرؤ على القول إنها أقوى معركة سمعناها منذ أسابيع". وكان بالإمكان سماع دوي انفجارات أثناء حديثه.
وأضاف "لن نترك جباليا مهما كان الأمر. سنموت هنا شهداء أو حتى يتركوننا وشأننا".
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعدما اقتحم مقاتلون مسلحون السياج الحدودي وهاجموا بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 17700 شخص قتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك الحين مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين والذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
ولم تعد أعداد القتلى والمصابين تشمل أرقاما من الأجزاء الشمالية من القطاع البعيدة عن متناول سيارات الإسعاف وحيث توقفت المستشفيات عن العمل.
وبعد أسابيع من تركز القتال في الشمال، شنت اسرائيل هجومها البري في الجنوب هذا الأسبوع باقتحام خان يونس. مع استمرار القتال الآن على طول قطاع غزة بأكمله تقريبا. وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن هذا التطور ترك سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مكان يلوذون به.
وعند منزل في خان يونس دمره القصف أثناء الليل، كان أقارب القتلى يبحثون بين الأنقاض وهم في حالة ذهول. وانتشلوا جثة رجل في منتصف العمر يرتدي قميصا أصفر اللون من تحت الأنقاض.
وقال أحمد عبد الوهاب "صلينا بالليل ونمنا، ثم استيقظنا لنجد البيت فوقنا. 'مين عايش؟!'".
واكتظ مستشفى ناصر، المستشفى الرئيسي في خان يونس، بالقتلى والجرحى. واليوم الأحد، لم يكن هناك أي مكان في قسم الطوارئ حيث كان الناس ينقلون المزيد من الجرحى ملفوفين بالبطانيات والسجاد. وبكى محمد أبو شهاب، وأقسم على الانتقام لابنه الذي قال إنه قُتل برصاص قناص إسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ممرات أنفاق تحت الأرض في خان يونس، وهاجم مجموعة من المسلحين الفلسطينيين كانوا ينصبون كمينا، لكنه لم يذكر شيئا عن أي تقدم للدبابات هناك.
وأجبرت الحرب الغالبية العظمى من سكان غزة على ترك منازلهم ونزح العديد منهم عدة مرات وهم يحملون ما يستطيعون حمله فقط من متاعهم. وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحمايتهم، لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، تقول إنها لم تلتزم بتلك الوعود.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى قطع الإمدادات وحذرت الأمم المتحدة من انتشار الجوع والمرض على نطاق كبير.
وفي مؤتمر دولي في الدوحة عاصمة قطر التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في هدنة استمرت أسبوعا، شهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، انتقد وزراء خارجية عرب الولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "لن يكف" عن دعوته لوقف إطلاق النار.
وتابع: "اقترحت على مجلس الأمن أن يضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار".
وأضاف "للأسف، أخفق مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يقلل من ضرورة القيام بالأمر".
ورفضت إسرائيل المطالبات بوقف القتال. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في إحاطة لحكومته، الأحد، إنه أبلغ زعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى أنه "لا يمكنكم من ناحية دعم القضاء على حماس، ومن ناحية أ
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: إقالة نتانياهو لغالانت "عمل متهور وخطير"
في مارس (آذار) 2023، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقتها أنه سيقيل وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي حذر علناً من أن الخلاف الداخلي في إسرائيل بشأن خطط الحكومة لإضعاف القضاء والذي كان عميقاً إلى الحد الذي يشجع أعداء إسرائيل ويشكل خطراً ملموساً على الأمن القومي، ولكن بعد أسبوعين وسط احتجاجات عامة واسعة النطاق، تراجع نتانياهو عن هذه الخطوة.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن إقالة يوآف غالانت هذه المرة تأتي في ظروف أكثر تدميراً لإسرائيل.
ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد على الفور إقالة نتانياهو لغالانت بأنها "عمل جنوني"، قائلاً "بينما يبدو الأمر منطقياً للغاية بالنسبة لرئيس الوزراء شخصياً، فإنه بالنسبة لإسرائيل ككل أمر سيء، إذ وضع نتانياهو بقاءه السياسي فوق المصالح الأساسية للدولة".
تحدي نتانياهوويعتمد ائتلاف نتانياهو على دعم حزبين متشددين، يصران على أن تشرع الحكومة للحفاظ على استبعاد معظم اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، وكان نتانياهو يواجه صعوبة كبيرة في حشد الأغلبية لمثل هذا التشريع، وكان غالانت مدركاً أن الجيش النظامي والاحتياطي يتعرضان لضغوط غير عادية، وأن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى كل المجندين الذين يمكنه الحصول عليهم وكان يقود المعارضة لهذا التشريع.
وسيتبع يسرائيل كاتس، الموالي لحزب الليكود الذي عينه نتانياهو خلفاً لغالانت، خط رئيس الوزراء في هذه القضية وجميع القضايا الأخرى.
وكان غالانت أيضاً المدافع الأكثر أهمية عن بذل أقصى الجهود لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار بين الرهائن في غزة، حيث جادل، بدعم من رؤساء أجهزة الأمن في البلاد، بأن إسرائيل يجب أن تسعى إلى ترتيب واسع النطاق من شأنه أن ينهي القتال في الشمال حيث تم إضعاف حزب الله بشكل كبير، وإن لم يتم تدميره بالتأكيد - وفي غزة، حيث لم تعد حماس تعمل كقوة قتالية منظمة.
وحث غالانت على إعطاء الأولوية لإعادة الرهائن السبعة والتسعين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، حتى على حساب إنهاء الحرب، بحجة أن إسرائيل يمكنها ومن المرجح أن تعود للتعامل مع حماس في المستقبل.
ومع ذلك، يعارض شركاء نتانياهو اليمينيون المتطرفون في الائتلاف بشدة أي ترتيب من هذا القبيل، وهددوا مراراً وتكراراً بالانسحاب من الائتلاف إذا ما تقدم بما أدانوه باعتباره صفقة "متهورة".
كما دعا غالانت علناً إلى إنشاء لجنة تحقيق حكومية قوية في الأحداث المحيطة بأحداث أكتوثر(تشرين الأول) 2023 والتي ستركز على الإخفاقات السياسية والعسكرية التي مكنت حماس من تنفيذها، ولكن قاوم نتانياهو بشدة أي تحقيق من هذا القبيل، لأن نتائجه من المرجح ستكون مدمرة له.
Shifting tone, US official says Gallant firing 'concerning,' questions PM's motiveshttps://t.co/7C6R1dDOdf
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) November 5, 2024 ماذا يريد نتانياهووذكرت الصحيفة أنه بعد إبعاد غالانت، يعتقد نتانياهو أنه يمكن استيعاب شركائه من المتطرفين، وأن أشد منتقديه إزعاجاً سيرحل، وأن قبضته على السلطة ستكون آمنة في المستقبل المنظور.
وإذا تمت الإطاحة بالنائب العام الآن أيضاً، فلن يكون هناك أحد مبدئي وقوي، ولا شيء سوى القضاء المحاصر، لتحدي السلطة المطلقة لنتانياهو.
وأشارت الصحيفة إلى إن نتانياهو يتخلص الآن من حارس سلامة الجيش الإسرائيلي ومصالحه، وفي اجتماع لمجلس الوزراء يوم الإثنين الماضي، طلب نتانياهو من وزيرة العدل أن تجد "حلاً" للنائبة العامة الغاضبة غالي بهاراف ميارا، وهي حارسة حيوية للديمقراطية الإسرائيلية، والتي أخبرته مراراً وتكراراً أن جهوده للحفاظ على إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة العسكرية غير قانونية.
وإذا تمت إقالتها هي أيضاً ليحل محلها متملق، فلن يكون هناك أحد مبدئي وقوي، ولن يكون هناك شيء سوى القضاء المحاصر، لتحدي سلطته المطلقة.
وقد يشرع رئيس الوزراء الآن أيضاً في إصدار أوامر بتغيير الحرس في المؤسسة الأمنية، مع رئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونين بار على رأس القائمة. وقد حاول أتباعه منذ هجوم حماس تحويل اللوم الأقصى إلى المؤسسة الأمنية بعيداً عن المستوى السياسي الذي يقوده نتانياهو.
وأكدت الصحيفة أن إقالة نتانياهو لغالانت أكثر خطورة على إسرائيل الآن مما كانت عليه في المرة الأخيرة. ولقد طرد رئيس الوزراء الجنرال السابق المخضرم من القيادة السياسية للجيش، وهو مفكر مستقل مكرس لأمن إسرائيل وسعى إلى تعزيز الجيش على الرغم من التكلفة السياسية المحتمل، وتابعت أن أن إقالته غير المتوقعة واستبداله بكاتس الذي يحظى باحترام كبير من قبل القوات، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تقويض الكفاءة العسكرية والوحدة والمعنويات، وإثارة مخاوف جديدة في أجزاء من الجمهور الإسرائيلي بشأن الإشراف على الجيش الذي يخدمون فيه.
⚠️ Netanyahu just FIRED his Defense Minister! Gallant’s call to pause judicial overhaul leads to shockwaves in Israel—military divided, protests surge, and security risks skyrocket! Is this the beginning of a national crisis? ????????????
#Israel#civilwar#telaviv pic.twitter.com/CYzKp565An
وختمت الصحيفة تقريرها بأن القرار غير العادل والمتهور الذي اتخذه نتانياهو بإقالة وزير دفاع وطني في ذروة حرب مريرة، مما يقوض التماسك الداخلي الذي تعتمد عليه قدرة إسرائيل الحيوية على الصمود، هو الذي من شأنه أن يسعد أعداء إسرائيل ويفيدهم على الأرجح.