الدوحة- أرجع عدد من المسؤولين والخبراء قرار حركة طالبان في أفغانستان منع الفتيات من إكمال التعليم، في مرحلة ما بعد الصف السادس، إلى أسباب سياسية بعيدا عن أي أسباب دينية، معللين ذلك بأن الدين الإسلامي حث على فريضة التعلم، ولم ينكر على النساء حرية التعليم.

وخلال أعمال اليوم الأول لمنتدى الدوحة، أشار الخبراء إلى أن طالبان تخشى إشراك المرأة في العمل السياسي، وأن هناك جوانب قصور يجب العمل على حلها في العلاقة بين الرجل والمرأة في أفغانستان، أهمها ضرورة الحوار مع قادة الحكم في البلاد والرجال بشكل عام، وإقناعهم بأن تعليم المرأة ليس عائقا أمام تطور البلاد، وأنها علاقة تشاركية وتعاونية بين الطرفين، داعين إلى أهمية الحوار مع طالبان التي تمتلك الحلول لهذه المشكلة.

وفي جلسة "التعليم لها: التقدم للجميع إعادة بناء التعليم للنساء في أفغانستان" أوضح الخبراء أنه يجب العمل على فتح مساحات للفتيات في أفغانستان من أجل الحصول على التعليم، مؤكدين أنه فريضة عليهن وليس مجرد حق، كما يجب مساعدة المجتمع الأفغاني على الانفتاح ومسايرة تطورات العصر، وهذا لن يكون إلا بحصول المرأة التي تمثل نصف المجتمع على التعليم.

وأكدوا -في تصريحات للجزيرة نت- أن هناك عددا من الحلول التي يتم تطبيقها الوقت الحالي، منها المنصات الإلكترونية أو المدارس الافتراضية، وكذلك الاعتماد على التعليم بالمساجد لمواجهة قرار منع الفتيات من مواصلة تعليمهن.

رينا أميري: نصف الشعب الأفغاني محروم من فرص التعلم والعمل (الجزيرة) حرمان من التعليم والعمل

في هذا السياق، قالت رينا أميري المبعوث الخاص لشؤون المرأة والفتيات الأفغانيات وحقوق الإنسان بالخارجية الأميركية إن الوضع في أفغانستان بعد عامين من حكم طالبان مرة أخرى ليس بأفضل حالا، موضحة أنه يجب تسليط الضوء على كيفية إدارة الصراع في البلاد أولا، ومن ثم البحث عن فتح فرص التعليم من جديد.

وأضافت -في حديثها للجزيرة نت- أن أكثر من 3 ملايين فتاة في سن التعليم بعد المرحلة الابتدائية لم يحصلن على فرصة للتعلم، ولكن بالنظر إلى الوضع بشكل عام فإنه يمكن الجزم بأن نصف المجتمع تقريبا، وهم النساء "محروم من فرص التعلم والعمل والمشاركة في العمل السياسي".

وحول الخطط المستقبلية للتعامل مع الوضع الحالي، قالت أميري إن هناك عددا من الحلول التي يتم التركيز عليها منها إنشاء منصة خاصة بالأفغانيات لتكون مصدرا للتعلم والعمل بصورة افتراضية.

وأضافت المسؤولة الأميركية أن هناك بالفعل قنوات تواصل مع طالبان "وأوصلنا إليهم رسالة واضحة وصريحة أنه لن يكون هناك تطبيع للعلاقات أو عودة للعلاقات الطبيعية، ما لم تحدث تطورات على أرض الواقع في الكثير من الأمور، وفى مقدمتها تعليم النساء وعملهن ومشاركتهن في الحياة السياسية".

رانجينا حمادي: منع طالبان الفتيات من التعليم لا علاقة له بالدين (الجزيرة) بين الدين والسياسة

من جهتها، قالت وزيرة التعليم السابقة بأفغانستان رانجينا حمادي إن الوضع في البلاد تغير كثيرا السنوات الأخيرة وفقدت الفتيات ليس فرصتها في التعلم فقط، ولكن ربما فرصتها في الحرية والحياة، موضحة أن طالبان ضيقت الفرص على المرأة التي باتت غير قادرة على رسم مستقبلها.

واعتبرت -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن منع طالبان للفتيات من التعليم "لا علاقة له بالدين الإسلامي، لكن الأمر سياسي في المقام الأول" موضحة أن الشعب في أفغانستان لا يعارض التعليم على الإطلاق للأولاد والفتيات، مضيفة "فربما يكون هناك آراء مختلفة في طريقة التعلم، ولكن الخلاف على التعليم في الأساس أمر غير موجود على الإطلاق".

وأشارت رانجينا إلى أن طالبان فقط هي الوحيدة التي يمكن أن تجيب عن سبب منع الفتيات من التعليم في هذه السن، حيث يمنعن من استكمال الدراسة بعد الصف السادس، مستدركة "لكن ما نستطيع أن نؤكده أن السبب ليس أمرا دينيا على الإطلاق".

وأوضحت أن هناك طرقا مختلفة يمكن للشعب الأفغاني اللجوء إليها بالفعل لسد فجوة التعليم للفتيات بشكل خاص، منها المساجد التي توفر تعليما حتى سن معينة، وكذلك اللجوء لبعض المنصات التعليمية الافتراضية على الإنترنت، وهو أمر متاح لأقلية صغيرة جدا في البلاد ممن يمكنهم الوصول إلى شبكة الإنترنت والكهرباء، والبرامج الدراسية في بعض المراكز التعليمية القليلة هناك.

وأشارت إلى أن أفغانستان دولة مسلمة لأكثر من 1200 عام، ومن ثم فإن مسألة انتشار المساجد والمراكز الدينية أمر مألوف وليس ظاهرة جديدة، ولا يمكن أن تعارضه طالبان، ولكنها منشآت باتت محدودة للغاية أيضا، ولا يقصدها الكثيرون خوفا من طالبان.

رؤيا محبوب: ضرورة تضافر الجهود لتوفير طرق بديلة للمدارس التقليدية للفتيات بأفغانستان (الجزيرة) مدارس افتراضية

بدورها، قالت رؤيا محبوب الرئيس التنفيذي ومؤسسة صندوق "المواطن الرقمي" إن التخلف عن ركب التعليم الوقت الحالي، خاصة في ظل ما نشهده من تطور يشمل الذكاء الاصطناعي وتطورات كثيرة، سوف يجعل أفغانستان بعد عقد من الزمن في تخلف وتراجع واضح، حيث سيكون العالم في وضع مغاير تماما ولا يمكن اللحاق بركبه بسهولة، ومن ثم فلابد من تضافر الجهود ودعم الأفغانيات لمواصلة تعليمهن من خلال توفير طرق بديلة للمدارس التقليدية.

وأضافت محبوب -في تصريحات للجزيرة نت- أن أكثر من 65% من الشعب الأفغاني تحت سن 25 عاما، وهى نسبة تشير إلى حيوية وشبابية الدولة، وهو أمر إيجابي يجب البناء والعمل عليه لاستغلاله من خلال التعليم الجيد للجيل الصغير القادر على صناعة المستقبل.

وقالت محبوب -التي تركت أفغانستان منذ 2004، وتعمل حاليا من نيويورك -حيث أسست "الصندوق الرقمي الخاص"- إن الوضع في أفغانستان كارثي ومدمر للغاية، وهناك الكثير من المخاطر التي تحيط بالشعب، ومن ثم فإنه إذا كانت هناك رغبة من الحاكمين هناك أن ينهضوا بالبلاد، فلابد أن يفتحوا آذانهم للآخرين والعمل سويا من أجل مستقبل مشترك.

وكشفت أنها تخطط لإطلاق منصة إلكترونية لتعليم الفتيات في صورة مدارس افتراضية، بدءا من الصف السابع إلى الـ 12 لسد الفجوة في تعليم الفتيات، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم تدشينها رسميا في مارس/آذار المقبل.

من جهته، قال غلام عمر غلام قرغه زميل بمركز التعليم العالمي في معهد بروكينغز إن هناك ملايين الفتيات محرومات من التعليم في أفغانستان، ويجب العمل على وضع حلول خارج الصندوق للتغلب على هذه المشكلة، ومحاولة مساعدتهن بالصورة التي يمكنهن من خلالها تحقيق أهدافهن في التعلم وفرصة المشاركة في الحياة دون تهميش.

وتابع أنه لا أحد يملك الحلول لفرضها على طالبان التي تستطيع هي فقط أن تضع الحلول لهذه المشكلة وأن تستمع لأصوات العالم أجمع، وتفتح المجال أمام النساء من أجل المشاركة السياسية، وعدم التخلف عن ركب التطور والتقدم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی أفغانستان على التعلیم الفتیات من للجزیرة نت من التعلیم فی البلاد أن هناک ومن ثم إلى أن

إقرأ أيضاً:

نميرة نجم في ندوة مقاومة الظلم بمنتدى الحوار الدولي بفيينا

أثنت السفيرة الدكتورة نميرة نجم، خبير القانون الدولي ومديرة المرصد الإفريقي للهجرة، على الكاتب والصحفي والمحرر اليهودي الأمريكي آدم شاتز وموقفه بشان ما يحدث في قطاع غزة الآن، خاصة وأنه يبدو لا أحد مهتم بجدية في هذا الصراع بسقوط المدنيين من الجانبين ،مؤكدة على ما أشار إليه الكاتب بأن ما حدث فى ٧ أكتوبر لا يبرر التدمير والقتل ضد المدنيين في غزة.


وأوضحت السفيرة أن الكاتب الأمريكي استطاع أن يضع الأمور في نصابها الصحيح مذكرًا بأن قطاع غزة تحت الحصار منذ أكثر من ١٧ عاما،  وان القتل العشوائي للفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية لن يؤدى إلى السلام.


وأكدت السفيرة على أهمية الاستجابة إلى نداءات وقف اطلاق النار الفوري ، والعودة لمائدة التفاوض بجدية لانهاء هذا الصراع الدموي وإطلاق المحتجزين من الجانبين، والإحلال السلام  الدائم بالتفاوض النهائي والناجز لإقامة الدولتين ، لحماية الشرق الاوسط من كوارث أعظم  واشتعال حروب إقليمية أكبر ستؤثر على مستقبل المنطقة و العالم.


وأشارت السفيرة إلى أن غزة والضفة الغربية مازالت مناطق تقع تحت الاحتلال الاسرائيلي و ان مسؤولية حماية المدنيين فيها طبقا للقانون الدولي تقع علي عاتق سلطة الاحتلال كما اقرته محكمة العدل الدولية فى رايها الأخير  بعدم شرعية الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.


جاء ذلك أثناء مشاركة السفيرة في ندوة بعنوان "مقاومة الظلم (من فرانتز فانون إلى معسكرات التضامن في الجامعات الأمريكية) دروس نتعلمها من الحركات الاحتجاجية"، بدعوة من "سابين كروسنبرونر" الوزير المفوض بوزارة الخارجية النمساوية  وأمين عام  منتدى "برونو كرايسكي " للحوار الدولي بفيينا والذي نظم الندوة لمناقشة كتاب "عيادة المتمردين " للكاتب آدم شاتز، المحرر الأمريكي لمجلة لندن ريفيو أوف بوكس ،و والمساهم في مجلة نيويورك تايمز، ومجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس، ومجلة نيويوركر، والأستاذ الزائر في كلية بارد ، وأمضى القسم الأعظم من حياته المهنية في سرد القصص الغامضة غالبًا لمفكرين وفنانين متمردين مثل إدوارد سعيد ونينا سيمون وميشيل هويليبيك وسونيك يوث.


ويقول منتدى "برونو كرايسكي " للحوار الدولي بالنمسا في تقديمه للندوة عندما قام الكاتب آدم شاتز، بالبحث في سيرة حياة "فرانتز فانون " في كتابه بعنوان "عيادة المتمردين"، لم يكن بإمكانه أن يعرف مدى أهمية استكشاف تفكير المتمردين في عام 2024. 


كان فرانتز فانون الطبيب النفسي والفيلسوف السياسي مناضل معارض للحكم الاستعماري الفرنسي في الجزائر ، موضوع حساس للغاية في ظل الجدل المحتدم في الجامعات الغربية حول السابع من أكتوبر والحرب في غزة. 


توفي  فرانتز فانون مبكرا عن عمر يناهز 36 عاما بمرض سرطان الدم ، لكن دعوته لتحقيق العدالة لمظلومي القوى الاستعمارية في كتابه «المعذبون في  الأرض» مع مقدمة بول جول سارتر لا تزال مسموعة، كلما طرح السؤال: كيف نقاوم الظلم؟


ليس بأسلوب العنف الذي تمارسه حماس، بالطبع ،هناك أشكال أخرى قوية من الاحتجاج. 
وقد كتب آدم شاتز في مجلة لندن ريفيو أوف بوكس في مقالته الأخيرة "انحدار إسرائيل"، فإننا نرى الآن حركة احتجاجية جديدة قد تكون موجة المقاومة الأكثر أهمية حتى الآن،  كما تحدث في وسط المجتمع الغربي: بين الطلاب هم العديد من الشباب اليهود الذين لا يريدون الارتباط بدولة غير ليبرالية بشكل واضح مثل إسرائيل.


وفي حين أن "آدم شاتز " يدرك خطر التطرف بين المتظاهرين، فإنه يقول: "إن ولادة حركة عالمية معارضة للحرب الإسرائيلية في غزة وللدفاع عن حقوق الفلسطينيين، هي، إن لم يكن أي شيء آخر، علامة على أن إسرائيل فقدت الحق" في حرب أخلاقية بين أصحاب الضمائر”.


وقال  شاتز إن الاستعمار "نظام من العلاقات المرضية المتخفية في هيئة طبيعية"، وكان "فرانتز فانون" يعتقد أن العلاج الوحيد للمرض الجزائري هو الثورة. وكان من أنصار العنف، ليس فقط في الممارسة العملية بل وفي النظرية أيضاً. وفي رأيه، كان العنف المناهض للاستعمار "نوعاً من الدواء، يعيد إحياء الشعور بالقوة والسيطرة على الذات" الذي يسمح للمستعمرين باستعادة كرامتهم من خلال تأكيد الذات.


كان فانون كان يعامل المستعمرين، بل وحتى الجلادين، في ممارساته. ويقول  شاتز: "أنه لم يميز بين الجزائريين والأوروبيين: فكلهم، في نظره، يستحقون التعاطف والرعاية". وكانوا جميعاً ضحايا لما أسماه فانون "الاضطرابات العقلية الناجمة عن الحرب الاستعمارية"، والتي أزعجته بنفس القدر.

وعلى الرغم من كآبة بعض كتاباته، يظل فانون متفائلاً متحدياً"، كما يقول شاتز. "إنه يؤمن ليس فقط بفكرة التغلب على الاستعمار، بل وأيضاً بإمكانية خلق ما يسميه "إنسانا جديدا". لقد شعر أن العالم الذي نعيش فيه قد صنعه البشر، وبالتالي يمكن أن يدمروه أيضا".

اندلعت الحرب الاستقلال في الجزائر في عام 1954، انحاز فانون  إلى جبهة التحرير الوطني. وفي البداية، كان يعالج المتمردين سراً في مستشفاه، ولكن بعد فترة وجيزة، أصبح الأعضاء يعقدون اجتماعات في المرافق بشكل منتظم. ولم يتمكن فانون من الانضمام إلى المنظمة علناً إلا بعد فراره إلى تونس في عام 1956. وعلى مدى السنوات القليلة التالية.

ولقد كان لهذا الاكتشاف تداعيات أخرى. فقد كان فانون من بين أوائل من تبنوا ما وصفه شاتز بأنه "نهج جماعي للرعاية يدمج بين رؤى فرويد وماركس، ويحطم التسلسل الهرمي الذي يفصل بين المرضى والعاملين الطبيين، ويعطي المرضى العقليين شعوراً جديداً بالسلطة على حياتهم". ولكن حتى أكثر التقنيات السريرية ابتكاراً لم تذهب بعيداً بما يكفي بالنسبة لفانون، الذي كان يعلم أن الحلول السياسية هي العلاج الوحيد الطويل الأمد للأمراض السياسية. ويكتب شاتز ببلاغة أن الاستعمار "نظام من العلاقات المرضية المتخفية في هيئة طبيعية"، وكان فانون يعتقد أن العلاج الوحيد للمرض الجزائري هو الثورة. وكان من أنصار العنف، ليس فقط في الممارسة العملية بل وفي النظرية أيضاً. وفي رأيه، كان العنف المناهض للاستعمار "نوعاً من الدواء، يعيد إحياء الشعور بالقوة والسيطرة على الذات" الذي يسمح للمستعمرين باستعادة كرامتهم من خلال تأكيد الذات.

وعلى الرغم من كآبة بعض كتاباته، يظل فانون متفائلاً متحدياً"، كما يقول شاتز. "إنه يؤمن ليس فقط بفكرة التغلب على الاستعمار، بل وأيضاً بإمكانية خلق ما يسميه "إنساناً جديداً" ، لقد شعر أن العالم الذي نعيش فيه قد صنعه البشر، وبالتالي يمكن أن يدمروه أيضا".

ويضيف شاتز: "لا يزال فانون شخصية أيقونية، وهذا يعني أن هناك كل أنواع الأفكار المختلفة التي تحيط به والتي تتطلب القطع من أجل فهمه بأي قدر من الوضوح".
ويقول  شاتز، إن التناقضات في كتابات فانون السياسية وقصة حياته هي التي تجعله شخصية مقنعة للغاية، بعد أكثر من 60 عاما من وفاته
ولعل التناقض الأكثر وضوحاً في حياة فانون هو التناقض بين "ممارسته كمعالج"، على حد قول شاتز، "وممارسته كمقاتل أو كشخص يدافع عن العنف كنوع من العلاج للمضطهدين".

وما زال اسم كرايسكي محفوظاً فى الذاكرة الإنسانية والعربية والمصرية كزعيم يحظى بكل احترام وتقدير وتم تخليد اسمه من خلال جائزة كرايسكي لحقوق الإنسان التي فازت بها أكثر من شخصية فلسطينية ومركز كرايسكي للحوار العالمي.


يشار إلى أن برونو كرايسكي هو المستشار النمساوي السابق (1911-1990) المولود في فيينا وينحدر من عائلة يهودية، والذي تولى منصب المستشار بين عامي 1970 و1983 ، وقد تحول منزله الي مقر منتدى كرايسكي للحوار الدولي الذي تأسس عام 1991 في فيينا بعد وفاته بعام  والرئيس الفخري للمنتدى هو فرانس فرانتسكي المستشار النمساوي السابق .
ويحظى كرايسكي المعروف بدعمه للعدالة الاجتماعية والتسامح بتقدير واحترام كبيرين في العالم العربي نظراً لمواقفه المتوازنة والداعمة للقضايا العربية ولاسيما القضية الفلسطينية، حيث كان من المناصرين لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والداعمين للحوار بين الشمال والجنوب ، وانتقد كرايسكي الصهيونية بشجاعة عندما أعلن أن اليهودية عقيدة وليست انتماء عرقياً، وقام بوساطات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في أزمات عديدة.
وجاء تأسيس المنتدى باعتباره مؤسسة فكرية أوروبية غير حكومية ومنظمة لاتهدف للربح ، ويعمل المنتدى كمركز للحوار حيث يمكن للسياسيين والعلماء والمثقفين من جميع أنحاء العالم أن يجتمعوا لتبادل أفكارهم ووجهات نظرهم، وتحليل القضايا والمشاكل الدولية المعقدة، ووضع نهج للحلول العالمية واتخاذ موقف عام بشأن الأحداث السياسية - وخاصة المواجهات والصراعات المسلحة ، وقد زارها أشهر القادة السياسيين في العالم.

الجدير بالذكر أن فرانتز فانون الذي صدر عن قصة حياته الكتاب ولد عام 1925، في جزر الهند الغربية في مارتينيك البحر الكاريبي  التابعة للاستعمار الفرنسي ،ونشأ كوطني فرنسي متحمس قاتل ضد النازيين في صفوف قوات فرنسا الحرة بقيادة شارل ديجول في شمال أفريقيا وأوروبا قبل أن يستقر في فرنسا لدراسة الطب النفسي ،وسافر فانون لمواصلة عمله في الطب النفسي في الجزائر الفرنسية عشية الثورة، التي اندلعت في عام 1954، وانضم في النهاية إلى نضال جبهة التحرير الوطني ضد نفس البلد الذي حارب من أجله قبل عقد من الزمان فقط حول المستشفى الذي أداره إلى مخبأ للمقاتلين المناهضين لفرنسا بالإضافة إلى مركز علاج لجميع مناحي الجزائر الاستعمارية، بما في ذلك مقاتلي جبهة التحرير الوطني والمدنيين والجنود الفرنسيين والمستوطنين ، و نفته فرنسا إلى تونس في عام 1957، حيث أصبح المتحدث باسم الجبهة تحرير الجزائر ، حيث كان يحرر صحيفة المجاهد، ثم سفيراً للحكومة الجزائرية المؤقتة في غانا.


وفي كتابه  "المعذبون في  الأرض " (1961 )، الذي نُشر قبل وفاته بسنة ، دافع فانون عن حق الشعوب المستعمرة في استخدام العنف للحصول على الاستقلال. و الذي كتب مقدمته الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ، بعد مرور سبع سنوات على القمع الوحشي الذي مارسته فرنسا على حركة الاستقلال الجزائرية قائلا : "إن قتل أوروبي هو ضرب عصفورين بحجر واحد". ففي نهاية المطاف، فإن مثل هذا القتل يقضي على "الظالم والمظلوم دفعة واحدة: ويترك رجلاً ميتاً والآخر حراً" "أنتم الليبراليون جدًا، والإنسانيون جدًا، الذين تأخذون حب الثقافة إلى حد المودة، أنتم تتظاهرون بنسيان أن لديكم مستعمرات ترتكب فيها المجازر باسمكم".


إن الأشكال التي يتخذها المرض العقلي داخل مجتمع معين تشكل أدلة جيدة على عصابه، وكان فانون يدرك تمام الإدراك أن الرهاب والخيالات العنصرية التي يتبناها مرضاه الأوروبيون تعمل كنوافذ على العالم الذي خلقه الاستعمار. ولم يكن من الممكن أن تشق التوترات بين المسلمين والأوروبيين خارج العيادة، حيث كانت اللافتات على الشواطئ تحذر من "منع دخول الكلاب والعرب"، طريقها إلى الداخل.


ومنذ السابع من أكتوبر، أصبح الطبيب النفسي، والذي أصبح مقاتلاً في الثورة الجزائرية، أكثر شعبية من أي وقت مضى ، بعد أن اندفع مسلحو حماس من غزة وقتلوا 1200 إسرائيلي، أصبح فانون محل اقتباس وتحليل ومناقشة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل منتظم في محاولة لشرح ماحد ث في ٧ أكتوبر الماضي   والقصف الإسرائيلي الذي أعقب ذلك للمنطقة المحاصرة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من ٤٠  ألف فلسطيني ، ولقد سعت سلسلة من التصريحات والمقالات الفكرية إلى التعامل مع كيفية تطبيق نظريات فانون المثيرة للجدال حول العنف وإنهاء الاستعمار على هجمات حماس وففي بيان صدر في التاسع من أكتوبر  بعنوان "القمع يولد المقاومة"، استشهدت مجموعات طلابية في جامعة كولومبيا بفانون: "عندما نثور، لا يكون ذلك من أجل ثقافة معينة. فنحن نثور ببساطة لأننا، لأسباب عديدة، لم نعد قادرين على التنفس". واختتم  مقالة رأي في ميدل ايست في نوفمبر الماضي  باقتباس آخر: "بالنسبة للفلسطينيين في غزة وخارجها، وللبؤساء على أرضنا المشتركة، كما بالنسبة لفانون، فإن "القتال هو الحل الوحيد".

وعقب الندوة اصطحبت سابين كروسنبرونر أمين عام  منتدى "برونو كرايسكي السفير د.نميرة نجم لتفقد مقر المنتدي و والأنشطة التي يقوم بها ، و أوضحت للسفيرة نجم  ان مقر المنتدي قد زاره وعقد فيها اجتماعات ومؤتمرات عدد من رؤساء الدول والقادة العالميين ،عندما كان مازال بيتا  للرئيس النمساوي الراحل برونو كرايسكي منهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ، و الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

IMG-20240918-WA0061 IMG-20240918-WA0062 IMG-20240918-WA0059 IMG-20240918-WA0058 IMG-20240918-WA0054 IMG-20240918-WA0050

مقالات مشابهة

  • ناشئو العراق يتدربون في الدوحة تحضيراً لتصفيات كأس آسيا
  • بالصور: تفاصيل اتهام داعية شهير بالتحرش بـ 3 فتيات وإرساله صوراً إباحية لاستدراجهن
  • آخرهن "كائن النوتيلا".. سجن 8 فتيات تيك توكرز خلال الـ6 سنوات الماضية
  • من الدوحة حتى دبي .. الصحافة الورقية موت تقني !
  • 64 عامًا من "تعليم الفتيات" في المملكة.. من مدرسة "دار الحنان" للجامعات
  • مشاركون بـ «منتدى الشارقة للاستثمار»: الإمارات تبني اقتصاداً ذكياً قائماً على التقنيات الحديثة
  • وزير التعليم: سد العجز فى المعلمين بنسبة 90%.. والعمل بالحصة مقابل 50 جنيها
  • نميرة نجم في ندوة مقاومة الظلم بمنتدى الحوار الدولي بفيينا
  • ترامب: سنستعيد كل ما تركه بايدن في أفغانستان خلال الانسحاب
  • شركة “بلاك ايغلز” تندد بتصريحات هشام بوعود وتتوعده بإجراءات قانونية