السودان يطرد 15 دبلوماسيا إماراتيا
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قالت وكالة الأنباء السودانية (سونا) -اليوم الأحد- إن السودان أمر 15 دبلوماسيا إماراتيا بمغادرة أراضيه، وذلك على خلفية اتهام الخرطوم "أبو ظبي" بالوقوف إلى جانب قوات الدعم السريع التي تحارب الجيش السوداني منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأضافت "سونا" أن السلطات السودانية أعلنت هؤلاء الدبلوماسيين الإماراتيين غير مرغوب فيهم، وأمرتهم بالمغادرة خلال 48 ساعة.
وتابعت أن وزارة الخارجية استدعت القائمة بالأعمال بالإنابة في سفارة الإمارات، وأبلغتها بالقرار.
وتأتي الخطوة بعد نحو أسبوعين من اتهام عضو مجلس السيادة السوداني الفريق ياسر العطا الإمارات علنا بمساندة قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.
وبعد تصريحات العطا، تظاهر مئات السودانيين انطلاقا من مساجد مدينة بورتسودان (شرق) ضد الامارات مطالبين بطرد سفيرها من البلاد.
وقبل نحو شهر، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الإمارات تقدم دعما عسكريا لقوات الدعم السريع.
بيد أن "أبو ظبي" نفت ما ورد في تقرير الصحيفة، كما نفت انحيازها لأي من طرفي الحرب في السودان، أو أنها زوّدت أيا منهما بالسلاح والذخيرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
أعربت مصر عن رفضها القاطع لأي محاولات من شأنها تهديد وحدة وسلامة الأراضي السودانية، مؤكدة اعتراضها على المساعي الرامية لتشكيل حكومة سودانية موازية، لما تمثله من خطر على استقرار السودان وتعقيد المشهد السياسي، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي إنه في النزاعات المسلحة، غالبًا ما تظهر حكومات موازية تسعى لمنافسة أو إسقاط الحكومات القائمة، مدفوعةً بدوافع سياسية، عسكرية، أو أيديولوجية.
وأضاف أستاذ القانون الدولي، أن هذه الكيانات تختلف في مدى شرعيتها الدولية، وتعتمد على الدعم الداخلي أو الخارجي لتعزيز موقفها. من الأمثلة التاريخية البارزة حكومة بيافرا الانفصالية (1967-1970) أثناء الحرب الأهلية النيجيرية، وحكومة الوطنيين الإسبانية خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).
وأوضح إنه في السياق الأفريقي المعاصر، يبرز الصراع السوداني بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث أُعلن مؤخرًا عن حكومة موازية أثارت إدانات دولية واسعة، أبرزها من الأمم المتحدة ومصر.
وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أن الحكومات الموازية تتأسس لعدة أسباب، منها:
- الصراع على الشرعية السياسية: كما في السودان، حيث تسعى قوات الدعم السريع للحصول على اعتراف دولي كحكومة شرعية.
- الرغبة في الانفصال والاستقلال: كما حدث مع حكومة بيافرا التي أعلنت استقلالها عن نيجيريا.
- التحالفات الدولية والإقليمية: غالبًا ما تتلقى الحكومات الموازية دعمًا خارجيًا لتعزيز موقعها العسكري والسياسي، كما كان الحال في الحرب الأهلية الإسبانية.
وأكد أن إعلان حكومة موازية سودانية في كينيا أثار إدانات دولية واسعة للأسباب التالية:
1. تقويض سيادة الدولة: حيث اعتُبر الإعلان تحديًا للحكومة المعترف بها دوليًا.
2. انتهاك القانون الدولي: إذ يعد تشكيل حكومة خارج إطار الدولة محاولة لفرض واقع جديد بالقوة، وهو ما يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.
3. تفاقم الأزمة الإنسانية: قد يؤدي الاعتراف بهذه الحكومة إلى إطالة أمد الصراع وتعميق الأزمة الإنسانية في السودان.
4. التدخل الإقليمي: موقف مصر الرافض يعكس مخاوف من زعزعة الاستقرار في المنطقة، خصوصًا مع ارتباط السودان بالأمن القومي المصري.
واختتم الدكتور أيمن سلامة أن الحكومات الموازية تظل ظاهرة متكررة في النزاعات المسلحة، لكن شرعيتها تخضع لمعايير القانون الدولي والاعتراف الدولي. وفي حالة السودان، جاء الرفض الأممي والإقليمي لحماية وحدة الدولة ومنع تفاقم الأزمة، مما يعكس التحديات القانونية والسياسية التي تواجه مثل هذه الكيانات في الساحة الدولية.