كشفت صحيفة فوكس الألمانية، أن الأزمة الأوكرانية تمر بمنعطف خطير، وغير مسبوق، وذلك في ظل أنه في أوروبا والولايات المتحدة، تتعثر المساعدات المقدمة لأوكرانيا، ويأتي ذلك في ذات الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الروسي فلادمير بوتين تسليح نفسه، وأوضح التقرير المفصل الذي نشرته ذات الصحيفة، أنه إذا لم يتم دعم كييف قريباً، فإن خطر الهزيمة قائم ـ والأسوأ من ذلك، وهو ما يتطلب موقف عاجل.

 

 

ويبدوا أن الأرقام تثير الكثير من الخوف في كييف، حيث أكثر من 100 مليار يورو من المساعدات لأوكرانيا محظورة حاليًا، ولا يستطيع زعماء الاتحاد الأوروبي ولا الديمقراطيون والجمهوريون في واشنطن التوصل إلى حل وسط لإطلاق سراحهم، والنتيجة، أنه في هذا الصيف والخريف، انخفضت المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف بنسبة 90% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي الوقت نفسه، يترك فلاديمير بوتين موجة تلو الأخرى من قوات المشاة التابعة له تهاجم المواقع الدفاعية الأوكرانية على الجبهة التي يبلغ طولها حوالي 1000 كيلومتر.

 

حسابات بوتين الساخرة

 

ووفقا للصحيفة الألمانية، فإن حسابات حاكم الكرملين الساخرة هي أن عدد جنود روسيا يفوق عدد الرصاص الذي تمتلكه كييف، ويمكن أن تنجح، فيما يحذر الخبراء والسياسيون على جانبي المحيط الأطلسي من أنه إذا لم تتلق كييف المزيد من الذخيرة والمعدات الثقيلة الإضافية مثل ناقلات الجنود المدرعة في الأسابيع المقبلة، فمن الممكن أن تخترق روسيا الجبهة وتدفع الأوكرانيين إلى الخلف وتحتل مناطق في عمق البلاد، ففي أشهر الشتاء هذه، فإن حقيقة بقاء الأسئلة المركزية دون إجابة لها أثرها، فهل ينبغي لأوكرانيا أن تظل على نحو ما كدولة ذات توجهات غربية؟ أم هل ينبغي دفع روسيا إلى ما وراء حدود عام 2013 المعترف بها دولياً؟ كان الدعم كافيًا للأول فقط، وفي الوقت الحالي لا يكفي لذلك.

 

وذكر تقرير فوكس، أنه لفترة طويلة، لم يكن هذا التردد ملحوظًا لأن موسكو ارتكبت أيضًا أخطاء عسكرية استراتيجية خطيرة، ولكن جنرالات بوتن تعلموا من أخطائهم، فقد أثبتت الخطوط الدفاعية الروسية في أوكرانيا أنها لا يمكن التغلب عليها، ولقد تكيف الجيش الروسي مع الأسلحة التي زوده بها الغرب، وفي هذه الأثناء، يسير اقتصاد الحرب الروسي بأقصى سرعة لتعويض الخسائر الكبيرة، فيما تقوم كوريا الشمالية وإيران بتزويد الأسلحة والذخيرة بشكل موثوق

 

 

كيم جونغ زود روسيا بذخائر ضعف ثلاث مرات ما قدمه الغرب 

 

ومن ناحية أخرى، لم يطور الغرب موقفه من الحرب، فعلى سبيل المثال كان المستشار أولاف شولتز (SPD) مترددًا منذ أشهر بشأن تسليم صواريخ توروس كروز إلى كييف، وهناك مثال آخر، فقد وعد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بتقديم مليون قذيفة مدفعية بحلول مارس 2024، وتم تسليم 300 ألف فقط حتى الآن، فيما أرسل كيم جونغ أون إلى موسكو أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الذخيرة في الأشهر الأخيرة، وفضلاً عن ذلك فهناك سوء تقدير جوهري، بما في ذلك في كييف، فيما يتصل بوحشية بوتن وقدرة روسيا على المعاناة، فهناك 20.000 قتيل من المقاتلين لغزو مدن تحت الأنقاض مثل باخموت أو أفدييفكا؟.

وكذلك لا مشكلة أن هناك 350 ألف جندي بين قتيل وجريح بعد عامين تقريباً من الحرب في أوكرانيا؟ وقد تم قبولها، وحتى الآن لا يبدو أن مواطني روسيا يرون الأمور بشكل مختلف، بل إن الخسائر الفادحة على الجبهة تعزز رواية بوتين بأن روسيا لن تدخر أي تضحيات في سبيل هزيمة الفاشية التي يراها في السلطة في كييف، مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية، والحرب هي إرثه التاريخي، ولكن بالنسبة للدول الغربية، أصبحت أوكرانيا الآن مجرد بؤرة واحدة من بين مناطق متاعب كثيرة.

 

 

 

لا يمكن حل الصراع بالتزام فاتر

 

 

ويؤكد الخبراء بحسب ذات الصحيفة، أن القرارات التي ظل الغرب يؤجلها لمدة عامين تقريباً لابد أن تتخذ الآن بشكل أكثر إلحاحاً، فلا يمكن حل هذا الصراع بالتزام فاتر، ناهيك عن الجلوس فيه جانبا، فكما يتطلب تحليلا صادقا، وكما كان الحال في ربيع هذا العام، لن يكون الجيش الأوكراني مجهزاً بعد الآن للهجوم في المستقبل المنظور، ولن يكون الجيش الروسي ضعيفاً كما كان هذا الربيع في المستقبل المنظور.

ولابد أن يدرك صناع القرار في أوروبا وأمريكا، أن الخيار الأفضل بالنسبة لأوكرانيا الآن هو التمسك بالخط، وحتى لهذا فهي تحتاج إلى دعم فوري، وهو أمر محظور في بروكسل وواشنطن، وحتى لو كان ذلك يتطلب تنازلات مؤلمة سياسياً للمجر في الاتحاد الأوروبي وللجزء الراديكالي من الجمهوريين في الولايات المتحدة، فأوكرانيا تحتاج إلى منظور عاجل.

 

 

على أوروبا أن تعمل على تشكيل تحالف من الراغبين

 

 

وتختم الصحيفة الألمانية حديثها، أنه يتعين على الدول الأوروبية أن تضع خطة طوارئ، بما في ذلك في حالة فوز دونالد ترامب بالانتخابات في نوفمبر 2024، ويجب عليك تشكيل تحالف من الراغبين؛ جنبا إلى جنب مع كندا واليابان وكوريا الجنوبية، فربما الهدف هو زيادة إنتاج الأسلحة إلى مستوى يسمح لأوكرانيا بشكل دائم بالحفاظ على خط المواجهة الحالي على الأقل. 

 

وحتى من دون دعم الولايات المتحدة، يشعر المستشار أولاف شولتس أيضًا أن ألمانيا سيتعين عليها أن تلعب دورًا أكبر مما تفعله حاليًا، كما أكد على هذا بالضبط في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويتعين على ألمانيا أن تستعد لبذل المزيد من الجهد "عندما يضعف الآخرون"، فما يهدد إن لم يكن؟ إن وضع الخطر هو نفسه الذي كان عليه في ربيع عام 2022، وإذا تمكن جيش بوتين من كسر الجمود على الجبهة، فمن الممكن توقع ملايين اللاجئين الآخرين من أوكرانيا، ومع تهديد دول البلطيق، وقد ألمح بوتين مؤخراً إلى ذلك عندما وصف معاملة الأشخاص من أصل روسي هناك بأنها "خنزيرية"، وإذا رأى فرصة للنجاح في الهجوم هناك، فسوف يفعل ذلك، فقط أولئك الذين يتصرفون بشكل حاسم الآن يمكنهم منع ذلك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ذلک فی

إقرأ أيضاً:

اغتيال بوتين خط أحمر.. روسيا تتوعد برد نووي على أي محاولة استهداف

 

تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، والتي زعم فيها أن إدارة الرئيس جو بايدن خططت لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذا الادعاء الذي لم يلقَ حتى الآن أي رد رسمي من واشنطن، أثار غضب موسكو ودفع رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إلى إصدار تحذيرات صارمة بأن مثل هذه المحاولات ليست مجرد استفزازات، بل قد تكون الشرارة التي تشعل حربًا نووية.

تحذير روسي صارم

في تصريحات حادة نشرها عبر قناته في "تليغرام"، شدد فولودين على أن مجرد التفكير في اغتيال بوتين أو التخطيط لذلك يمثل "جريمة خطيرة وتهديدًا مباشرًا للأمن العالمي"، مؤكدًا أن أي تحرك في هذا الاتجاه هو "طريق مباشر لبدء حرب نووية".

وأضاف المسؤول الروسي أن بوتين يمثل "أفضلية استراتيجية" لروسيا، ليس فقط كرئيس، بل كرجل دولة يعمل على تحقيق الاستقرار العالمي وتعزيز موقع بلاده على الساحة الدولية.

وحذر من أن أي محاولة لاستهدافه ستقابل برد قوي لن يقتصر على المستوى السياسي أو الدبلوماسي، بل قد يمتد إلى خيارات عسكرية حاسمة.

تاكر كارلسون يشعل الجدل

التصريحات التي فجّرت هذه الأزمة جاءت على لسان الصحفي الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون، الذي قال في مقابلة تلفزيونية إن إدارة بايدن ناقشت خيار اغتيال بوتين كجزء من استراتيجيتها تجاه روسيا.

وذهب إلى أبعد من ذلك عندما أشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، كان من بين الذين دفعوا بقوة نحو هذا السيناريو.

وقال كارلسون: بلينكن يدفع بقوة نحو تصعيد الحرب، حتى لو كان ذلك من خلال محاولة اغتيال بوتين هذا أمر لا يصدق، لكنه ما حاولت إدارة بايدن القيام به."

هذه التصريحات، التي جاءت من شخصية إعلامية معروفة بقربها من دوائر صنع القرار الأمريكي، أثارت استياء موسكو ودعت إلى تحركات رسمية للتحقيق في مدى صحتها.

روسيا تطالب بتحقيق دولي ومعاقبة المسؤولين

ردًا على هذه المزاعم، دعا فولودين إلى تحقيق دولي في تصريحات كارلسون، مشددًا على ضرورة تحميل إدارة بايدن ووزير خارجيته السابق بلينكن المسؤولية إذا ثبتت صحتها.

وقال رئيس مجلس الدوما:
"يجب أن يُؤخذ ما قاله كارلسون على محمل الجد. إذا كانت إدارة بايدن قد خططت بالفعل لمحاولة قتل بوتين، فإن هذا ليس مجرد عمل عدائي، بل إعلان حرب المجتمع الدولي يجب أن يتحرك لمعرفة الحقيقة وتحميل المسؤولين عواقب تصرفاتهم."

صمت أمريكي يثير الشكوك

حتى اللحظة، لم يصدر أي رد رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية على تصريحات كارلسون أو تهديدات فولودين، مما يزيد من الغموض حول مدى صحة هذه المزاعم، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية سترد عليها أم ستتجاهلها لتجنب المزيد من التصعيد.

موسكو وواشنطن على حافة الهاوية

يأتي هذا التصعيد الجديد في وقت يشهد العالم توترًا غير مسبوق بين روسيا والغرب، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.

ومع تزايد الحديث عن استخدام الأسلحة النووية كجزء من استراتيجيات الردع، تبدو العلاقات بين القوتين النوويتين في مرحلة خطرة قد تكون لها تداعيات عالمية.

مقالات مشابهة

  • روسيا.. بوتين يعزي ترامب في ضحايا حادث تحطم الطائرة
  • اغتيال بوتين خط أحمر.. روسيا تتوعد برد نووي على أي محاولة استهداف
  • بوتين: المفاوضات ممكنة ولكن ليس مع زيلينسكي..ومسؤولون غربيون يحذرون كييف من الخلافات
  • عاجل - الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: سعينا نحو إنهاء الوضع الكارثي في قطاع غزة
  • بوتين يرفض التفاوض مع زيلينسكي وصواريخ من إسرائيل لأوكرانيا
  • بوتين: أي تفاوض مع أوكرانيا الآن لن يكون شرعيا وعلى كييف إلغاء المرسوم حول حظر التفاوض
  • لدفعها إلى السلام..بروكسل وواشنطن تتفقان على الضغط على روسيا
  • روسيا: تسليح الغرب لأوكرانيا يعزز الفساد وينشر الفوضى خارج حدودها