90% انخفاضا بمساعدات أوروبا وواشنطن| صحيفة ألمانية: بوتين على أبواب انتصار تاريخي حال استمرار الوضع الكارثي لأوكرانيا
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
كشفت صحيفة فوكس الألمانية، أن الأزمة الأوكرانية تمر بمنعطف خطير، وغير مسبوق، وذلك في ظل أنه في أوروبا والولايات المتحدة، تتعثر المساعدات المقدمة لأوكرانيا، ويأتي ذلك في ذات الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الروسي فلادمير بوتين تسليح نفسه، وأوضح التقرير المفصل الذي نشرته ذات الصحيفة، أنه إذا لم يتم دعم كييف قريباً، فإن خطر الهزيمة قائم ـ والأسوأ من ذلك، وهو ما يتطلب موقف عاجل.
ويبدوا أن الأرقام تثير الكثير من الخوف في كييف، حيث أكثر من 100 مليار يورو من المساعدات لأوكرانيا محظورة حاليًا، ولا يستطيع زعماء الاتحاد الأوروبي ولا الديمقراطيون والجمهوريون في واشنطن التوصل إلى حل وسط لإطلاق سراحهم، والنتيجة، أنه في هذا الصيف والخريف، انخفضت المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف بنسبة 90% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي الوقت نفسه، يترك فلاديمير بوتين موجة تلو الأخرى من قوات المشاة التابعة له تهاجم المواقع الدفاعية الأوكرانية على الجبهة التي يبلغ طولها حوالي 1000 كيلومتر.
حسابات بوتين الساخرة
ووفقا للصحيفة الألمانية، فإن حسابات حاكم الكرملين الساخرة هي أن عدد جنود روسيا يفوق عدد الرصاص الذي تمتلكه كييف، ويمكن أن تنجح، فيما يحذر الخبراء والسياسيون على جانبي المحيط الأطلسي من أنه إذا لم تتلق كييف المزيد من الذخيرة والمعدات الثقيلة الإضافية مثل ناقلات الجنود المدرعة في الأسابيع المقبلة، فمن الممكن أن تخترق روسيا الجبهة وتدفع الأوكرانيين إلى الخلف وتحتل مناطق في عمق البلاد، ففي أشهر الشتاء هذه، فإن حقيقة بقاء الأسئلة المركزية دون إجابة لها أثرها، فهل ينبغي لأوكرانيا أن تظل على نحو ما كدولة ذات توجهات غربية؟ أم هل ينبغي دفع روسيا إلى ما وراء حدود عام 2013 المعترف بها دولياً؟ كان الدعم كافيًا للأول فقط، وفي الوقت الحالي لا يكفي لذلك.
وذكر تقرير فوكس، أنه لفترة طويلة، لم يكن هذا التردد ملحوظًا لأن موسكو ارتكبت أيضًا أخطاء عسكرية استراتيجية خطيرة، ولكن جنرالات بوتن تعلموا من أخطائهم، فقد أثبتت الخطوط الدفاعية الروسية في أوكرانيا أنها لا يمكن التغلب عليها، ولقد تكيف الجيش الروسي مع الأسلحة التي زوده بها الغرب، وفي هذه الأثناء، يسير اقتصاد الحرب الروسي بأقصى سرعة لتعويض الخسائر الكبيرة، فيما تقوم كوريا الشمالية وإيران بتزويد الأسلحة والذخيرة بشكل موثوق
كيم جونغ زود روسيا بذخائر ضعف ثلاث مرات ما قدمه الغرب
ومن ناحية أخرى، لم يطور الغرب موقفه من الحرب، فعلى سبيل المثال كان المستشار أولاف شولتز (SPD) مترددًا منذ أشهر بشأن تسليم صواريخ توروس كروز إلى كييف، وهناك مثال آخر، فقد وعد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بتقديم مليون قذيفة مدفعية بحلول مارس 2024، وتم تسليم 300 ألف فقط حتى الآن، فيما أرسل كيم جونغ أون إلى موسكو أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الذخيرة في الأشهر الأخيرة، وفضلاً عن ذلك فهناك سوء تقدير جوهري، بما في ذلك في كييف، فيما يتصل بوحشية بوتن وقدرة روسيا على المعاناة، فهناك 20.000 قتيل من المقاتلين لغزو مدن تحت الأنقاض مثل باخموت أو أفدييفكا؟.
وكذلك لا مشكلة أن هناك 350 ألف جندي بين قتيل وجريح بعد عامين تقريباً من الحرب في أوكرانيا؟ وقد تم قبولها، وحتى الآن لا يبدو أن مواطني روسيا يرون الأمور بشكل مختلف، بل إن الخسائر الفادحة على الجبهة تعزز رواية بوتين بأن روسيا لن تدخر أي تضحيات في سبيل هزيمة الفاشية التي يراها في السلطة في كييف، مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية، والحرب هي إرثه التاريخي، ولكن بالنسبة للدول الغربية، أصبحت أوكرانيا الآن مجرد بؤرة واحدة من بين مناطق متاعب كثيرة.
لا يمكن حل الصراع بالتزام فاتر
ويؤكد الخبراء بحسب ذات الصحيفة، أن القرارات التي ظل الغرب يؤجلها لمدة عامين تقريباً لابد أن تتخذ الآن بشكل أكثر إلحاحاً، فلا يمكن حل هذا الصراع بالتزام فاتر، ناهيك عن الجلوس فيه جانبا، فكما يتطلب تحليلا صادقا، وكما كان الحال في ربيع هذا العام، لن يكون الجيش الأوكراني مجهزاً بعد الآن للهجوم في المستقبل المنظور، ولن يكون الجيش الروسي ضعيفاً كما كان هذا الربيع في المستقبل المنظور.
ولابد أن يدرك صناع القرار في أوروبا وأمريكا، أن الخيار الأفضل بالنسبة لأوكرانيا الآن هو التمسك بالخط، وحتى لهذا فهي تحتاج إلى دعم فوري، وهو أمر محظور في بروكسل وواشنطن، وحتى لو كان ذلك يتطلب تنازلات مؤلمة سياسياً للمجر في الاتحاد الأوروبي وللجزء الراديكالي من الجمهوريين في الولايات المتحدة، فأوكرانيا تحتاج إلى منظور عاجل.
على أوروبا أن تعمل على تشكيل تحالف من الراغبين
وتختم الصحيفة الألمانية حديثها، أنه يتعين على الدول الأوروبية أن تضع خطة طوارئ، بما في ذلك في حالة فوز دونالد ترامب بالانتخابات في نوفمبر 2024، ويجب عليك تشكيل تحالف من الراغبين؛ جنبا إلى جنب مع كندا واليابان وكوريا الجنوبية، فربما الهدف هو زيادة إنتاج الأسلحة إلى مستوى يسمح لأوكرانيا بشكل دائم بالحفاظ على خط المواجهة الحالي على الأقل.
وحتى من دون دعم الولايات المتحدة، يشعر المستشار أولاف شولتس أيضًا أن ألمانيا سيتعين عليها أن تلعب دورًا أكبر مما تفعله حاليًا، كما أكد على هذا بالضبط في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويتعين على ألمانيا أن تستعد لبذل المزيد من الجهد "عندما يضعف الآخرون"، فما يهدد إن لم يكن؟ إن وضع الخطر هو نفسه الذي كان عليه في ربيع عام 2022، وإذا تمكن جيش بوتين من كسر الجمود على الجبهة، فمن الممكن توقع ملايين اللاجئين الآخرين من أوكرانيا، ومع تهديد دول البلطيق، وقد ألمح بوتين مؤخراً إلى ذلك عندما وصف معاملة الأشخاص من أصل روسي هناك بأنها "خنزيرية"، وإذا رأى فرصة للنجاح في الهجوم هناك، فسوف يفعل ذلك، فقط أولئك الذين يتصرفون بشكل حاسم الآن يمكنهم منع ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذلک فی
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يعيش نشوة انتصار رغم استمرار المحتجزين في غزة
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام الكنيست أمس، ظهر وكأنه يعيش نشوة انتصار، حيث قدم نفسه كمنتصر.
وأضاف، خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة القاهرة الإخبارية، أن المعارضة الإسرائيلية، ممثلة في يائير لابيد وأفيجدور ليبرمان، هاجمته بشكل مباشر، متسائلين: «عن أي انتصار تتحدث وما زال لديك أسرى في غزة؟»، ومع ذلك، استمر نتنياهو في التحدث بنشوة الانتصار، مشيرًا إلى أنه كسر شوكة حزب الله ووجه له ضربات قاسية.
وأوضح الرقب أن نتنياهو ألمح إلى مشاركته في إسقاط نظام بشار الأسد، وأكد أن طائرات الاحتلال بات بإمكانها قصف طهران انطلاقًا من الحدود السورية، مشيرًا إلى تهديده لليمن بسبب الصواريخ التي تُطلق بين الحين والآخر باتجاه دولة الاحتلال، وهو أمر يثير قلقًا كبيرًا لدى القيادة الإسرائيلية.
وعن صفقة التهدئة، قال الدكتور الرقب إن نتنياهو لم يتحدث بتفاصيل واضحة، رغم أن القاهرة كانت تعمل بجهد مكثف على مدى ثلاثة أشهر متواصلة لإيقاف المذبحة الكبرى في غزة.
وأشار إلى أن حركة حماس عبرت عن تقدم إيجابي في المفاوضات من خلال لقاءاتها مع الفصائل، وهو ما أُعلن رسميًا عبر الإعلام العربي والإسرائيلي، مضيفًا أن هذه الصفقة كانت قابلة للتنفيذ منتصف الشهر الجاري، إلا أن الاحتلال يماطل بسبب مطالبته بتغيير بعض الأسماء المدرجة في الصفقة.