طغت الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة على الانتخابات الرئاسية المصرية التي تحل في ظل أزمة اقتصادية تعمقت خلال الأشهر الأخيرة، بحسب تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز". 

واعتبرت الصحيفة  أن الرئيس المصري، وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، الذي استمر في السلطة منذ عام 2014 من خلال القبضة الأمنية الحديدية، وبات لا يحظى بشعبية في بلده بسبب الانهيار الاقتصادي البطيء، حصل على فرصة أخرى بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر على مجمعات سكنية إسرائيلية في محيط قطاع غزة، مما سمح له بمحاولة ترسيخ صورته "بطلا للقضية الفلسطينية" في الداخل، وزعيما إقليميا لا غنى عنه بالنسبة إلى الخارج.

وخلال الأسابيع الأخيرة بات اهتمام الشارع المصري منصبا على ما يحدث في غزة، وانتشرت دعوات عدة لمقاطعة شركات غربية مرتبطة بإسرائيل أو داعمة لها. بل وفتح المصريون الذين يكافحون من أجل تغطية حاجياتهم الأساسية ويعانون من تضخم قياسي محافظهم لمساعدة ضحايا الحرب الفلسطينيين".

وقالت آية محمد (35 عاما)، التي تعمل بمجال التسويق "كنت عارفة إن فيه انتخابات بس ماكنتش أعرف (لم أكن أعرف) امتى بالظبط، وعرفت أصلا أن في انتخابات من انتشار يفط (لافتات) السيسي في الشوارع".

لافتات السيسي تملأ الشوارع في مصر

وأضافت: "عندي لا مبالاة تجاه الانتخابات عشان مافيش تغيير هيحصل"، بحسب ما نقلت عنها وكالة "رويترز". 

ومن المتوقع أن تؤكد الانتخابات الرئاسية، التي بدأت الأحد، وتستمر 3 أيام، بقاء السيسي في السلطة لفترة ولاية ثالثة مدتها ست سنوات. 

المنافسون الثلاثة الآخرون الذين انتهى بهم الأمر إلى بطاقة الاقتراع غير معروفين على نطاق واسع في مصر. وحتى أحدهم الذي يتمتع ببعض الدعم من المعارضة، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، فقد امتنع عن انتقاد الرئيس، "ربما خوفا من مصير المرشحين المستقلين في انتخابات عام 2018، عندما تم القبض على جميع المنافسين الجادين للسيد السيسي"، بحسب الصحيفة. 

"المصريون يقظون"

ومع ارتفاع الدعم الشعبي للفلسطينيين، فإن المصريين يقظون لأي إشارة تشير إلى أن حكومتهم قد تكون متواطئة في المعاناة في غزة، سواء من خلال الموافقة على القيود الإسرائيلية على المساعدات المتدفقة من مصر إلى القطاع أو مقترحات لنقل سكان غزة إلى مصر مقابل مساعدات، رغم أن السيسي أعلن معارضته لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. 

وتلقي الحكومة المصرية باللوم على إسرائيل في الحد من المساعدات. لكن الدعوات لإنهاء الحصار الإسرائيلي-المصري المشترك المستمر منذ 16 عاما على غزة، وتوقف مصر عن منح إسرائيل أي حق في السيطرة على المعبر الحدودي المصري مع غزة، تزايدت في الأسابيع الأخيرة.

ومع ذلك، لا تستطيع مصر أن تتحمل عداء إسرائيل، التي أقامت معها شراكة أمنية قوية، وإن كانت سرية، في شبه جزيرة سيناء، أو إثارة قلق الداعمين الغربيين، خاصة أنها تحتاج إلى دعم مالي كبير. 

ويشعر العديد من المصريين باليأس من الوضع الاقتصادي السيء، ويقترضون شهرا بعد شهر فقط لدفع ثمن حاجاتهم الأساسية. وتضاعفت أسعار السكر مؤخرا، ومن المتوقع أن يتفاقم التضخم، الذي تجاوز بالفعل 35 في المائة سنويا، إذا خفضت الحكومة قيمة العملة مجددا بعد الانتخابات الجارية.

وقبل هجوم حماس على إسرائيل، كانت العلامات على تزايد تراجع شعبية السيسي واضحة لا لبس فيها، بحسب الصحيفة. 

وجذب أحمد الطنطاوي، البرلماني السابق، الذي أعلن عزمه الترشح لمنافسة السيسي، مؤيدين له من خلال انتقادات حادة للرئيس، لم يجرؤ سوى عدد قليل من المعارضين الآخرين في مصر على التعبير عنها منذ بدأ النظام في خنق المعارضة في السنوات الأخيرة. لكن تم التضييق عليه خلال عملية جمع التوكيلات المطلوبة، مما جعله يخفق في هذه المرحلة، قبل أن تبدأ محاكمته مع العشرات من المؤيدين له بتهمة "تداول أوراق تخص الانتخابات دون إذن السلطات"، وهو ما ترى منظمات حقوقية أنها "تهم ملفقة". 

وفي الخارج، نفد صبر صندوق النقد الدولي والممولين الخليجيين الأثرياء في انتظار أن تفي مصر بوعودها بالإصلاح الاقتصادي، مع عدم معرفة الخبراء بكيفية تجنب البلاد التخلف عن سداد ديونها الخارجية البالغة نحو 165 مليار دولار.

ورغم ذلك، فإن الأيام التي تلت هجوم حماس في السابع من أكتوبر أدت إلى ما يبدو أن هناك استقرارا في حكم السيسي. 

"مساعدات دولية"

ورغم مماطلة مصر في تلبية شروط صندوق النقد الدولي المصاحبة لقرض قيمته 3 مليارات دولار، فإن الصندوق قال إنه من المحتمل جدا تعزيز مبلغ القرض في ضوء الحرب في غزة. 

وعلى نحو مماثل، يعمل الاتحاد الأوروبي، خوفا من أزمة هجرة أخرى، على تسريع وتيرة تمويل مصر بنحو 10 مليارات دولار.

وقد وجد نشطاء ليبراليون وأنصار السيسي والعديد من الأشخاص الآخرين أنفسهم في لحظة نادرة من الاتفاق، إذ دانوا الحصار الإسرائيلي وقصف غزة، وورفضوا فكرة إجبار سكان غزة على النزوح نحو رفح المصرية. 

ويخشى الكثيرون أن يؤدي هذا التهجير إلى خسارة الفلسطينيين لأرضهم إلى الأبد، وأن تكون فكرة العودة إلى أراضيهم "حلما بعيد المنال" كما حدث مع أحداث النكبة عام 1984، فضلا عن أن دخول عناصر من حماس وسط المهجرين إلى جزء مشحون تاريخيا وعاطفيا من مصر، قد يجر البلاد في نهاية المطاف إلى حرب جديدة مع إسرائيل.

وبعد أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، سارع السيسي إلى التنديد بممارسات إسرائيل من قطع للكهرباء والماء ومنع دخول المساعدات على القطاع، مشيرا إلى أن الهدف منها دفع الفلسطينيين نحو النزوح إلى مصر، مؤكدا "رفض تصفية القضية الفلسطينية" والتهجير القسري للفلسطنيين وتوطينهم في سيناء. 

لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إن السيسي كان يستغل بشكل استراتيجي غضب المصريين من الحرب.

وفي 20 أكتوبر، ورغم حظر التظاهر منذ نحو عشر سنوات، نظمت مجموعات تابعة للنظام في مصر مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين على مستوى البلاد، تمت تغطيتها على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الحكومية، حيث رفعت لافتات تحمل صورة السيسي بجوار المسجد الأقصى في القدس، في محاولة لربط الرئيس بالقضية الفلسطينية. 

وقالت رضا سعد، 42 عاما، الموظفة في شركة غاز مملوكة للدولة في مصر، والتي أحضرت أطفالها الأربعة إلى إحدى هذه التجمعات، عندما سُئلت عن تقييمها لطريقة تعامل الرئيس مع الأزمة: "لولا السيسي لكان مصيرنا الهلاك".

وأضافت أنها "لا تزال غاضبة" من الوضع الاقتصادي في مصر لكنها وضعت ذلك جانبا في مواجهة معاناة غزة "هذا شيء وهذا شيء آخر". 

في المقابل، تم اعتقال عشرات الأشخاص في مسيرات منفصلة في نفس اليوم، كانت مؤيدة للفلسطينيين أيضا، لكنها هتفت ضد السيسي، رافضة منحه التفويض للتعامل مع القضية الفلسطينية، خوفا منهم أن يحدث التهجير في النهاية مقابل الأموال. 

وأمام لجنة انتخابية، أكد أحمد سالم، عضو مجلس إدارة رابطة أبناء الصعيد في مدينة العاشر من رمضان، أنه سيصوت للسيسي قائلا: "الرئيس السيسي زعيم لمصر وليس رئيسا عاديا... موقفه في قضية غزة كان موقف مشرف للعرب كلهم"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.

أما صلاح علي، وهو مهندس من مدينة أسوان الجنوبية يعمل في بناء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يفترض أن يكون من بين أبرز مشروعات النظام، فقال بسخرية: "أي انتخابات؟ ماذا تقصدون أصلا بهذه الكلمة.. النتيجة محددة مسبقا". 

وقال: "مع كل حرب تأتي، تكون هناك فرصة جيدة له لجعلها ذريعة لحل الأزمة الاقتصادية". 

غياب صور المرشحين المنافسين للسيسي في مصر

وفي المقابل، يقول رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، إن التصويت في الانتخابات يظهر أن مصر على طريق جاد نحو تعددية سياسية حقيقية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة فی مصر

إقرأ أيضاً:

خدعة ثانية !!

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول :
المنتظرون على أرصفة الطريق عودة قطارهم ، ومعهم الذين سقطوا في وحشية الوهم بحثا عن المصالح
ودونهم الذين يعلمون أنه وهما ويريدون أن يتبعون سرابه
اخشى عليهم أحيانا من ثقل المعرفة فالجهل خفيف على قلب صاحبه بيد أن المعرفة شاقة!!
ولاشك أن قرار مجلس الأمن الذي صدر أمس بتمديد العقوبات المفروضة على السودان بما في ذلك تجميد الأصول وحظر السفر وحظر الأسلحة حتى 12 سبتمبر 2025، هو واحد من القرارت التي تعمل لتضييق الخناق على الأطراف المتحاربة للحد من عملية إستمرار القتال ، وهو إستخدام للأدوات البديلة التي درج عليها مجلس الأمن لتقييد الأطراف في الفترة السابقة لعدم جلب وشراء السلاح ، ومنعها من إستخدام أرصدتها الخارجية الأمر الذي "شلٓ" حركة التقدم لكلا الطرفين على الأرض ووقفت عربة السيطرة والتمدد لأكثر من شهرين في تخوم ونقاط معينة، حيث لأحد إستطاع ان يحقق نصرا في ولاية او يستعيد مافقده من مناطق ومواقع ومدن
وبات جليا أن الميدان يعاني من أزمة مادية وعينية واضحة عند الطرفين الأمر الذي جعل الفوضى والضوضاء الإعلامية أكثر من الأخبار الرسمية عن سير العمليات!!
حتى أن القيادة العسكرية في الأيام الفائتة فشلت في تسويق حملتها الأخيرة خارجيا لإقناع بعض الحلفاء لدعمها عسكريا تحت مظلة ( المؤسسة الرسمية الشرعية المسئولة عن الدولة)، و فشلت ليس في ضمان الحصول على هذا اللقب او الحصول على الدعم، ولكن في إثبات ذلك على أرض الواقع وكأنما تعرضت الدول المتعاطفة معها "لحالة غش" إذ تبين لها أن القيادةالعسكرية تملك الشرعية فقط في خطابها السياسي، وفي شكل تمثيلها للدولة خارجيا ولكن حين قامت هذه الدول بعمل دراسة مسح على الأرض ولامست الواقع، لم تجد مؤسسة عسكرية في الميدان تستحق الدعم، أي أن القوات المتواجدة على الأرض هي عبارة عن مجموعات متفرقة، وجميعها تتبع للقوات المساعدة، ومعلوم من المهم جدا وجود الجيش على الأرض لأن الدعم يأتي بإسم القوات المسلحة وليست القوات الأخرى وقد يطرأ هنا سؤال :
لماذا لطالما أن الجميع يخوض حربا واحدة؟؟
لأن الدعم لم يأت لتحقيق النصر فقط في المعركة ولكنه بغرض ان تنتصر وتتقدم لقيادة البلاد مابعد الإنتصار فتقديم المساعدة للكتائب يعيد الفلول للسلطة وللقوات المشتركة يصعد قياداتها للسلطة، وهذا بالطبع مالاتريدة أيادي العون الخارجية
فالفريق البرهان خلال شهر او اكثر حصل على موافقات من ثلاثة دول للدعم العسكري السخي وقدم وعدا صريحا لهذه الدول، إنه وبالحصول عليه سيحسم المعركة لصالح الجيش وبسطت هذه الدول يدها التي كانت مغلولة منه لأكثر من عام ونصف وقدمت دعمها للمؤسسة العسكرية ماديا ولوجستيا
ولكن لأن لاوجود حقيقي لجيش حقيقي في الميدان لذلك لم يلعب هذا الدعم دورا في تغيير النتائج على الأرض وضاع الدعم هباء منثورا فإتمام إناء ناقص القليل يعطي نتيحة ملء كاملة وسريعة
ولكن إناء خالي يحتاج الي الكثير ،وهذا مايحتاج ايضا لجرأة وتكلفة أكثر، ويحول الأمر من عملية مساعدة الي تبني كامل للمعركة ومواجهة مباشرة وهو الشيء الذي لايمكن أن تقوم به أي دولة لأنه يعد واحدة من خطوات التهور التي تقودها الي هوة التورط
هذه الحقيقة هي التي جعلت المساعدات العسكرية التي تلقاها الجيش تنتهي بلانتائج واضحة على ارض المعركة!!
وفي هذه الزاوية كتبت قبل عشرة ايام أن قائد كتيبة البراء عندما خرج وقال أن ساعات تفصلهم عن الحسم قلنا أنه يبيع الوهم ، لأن ذلك لن يحدث بقياس الزمن لطالما أنه لايوازيه أي انجاز وتقدم بقياس الجغرافيا
إذن هل ضياع النتيجة سببه خدعة ثانية مارستها القيادة على حلفائها بالخارج بعد أن نفدت حيلها في ممارسة الخدع الداخلية على الشعب!!
وهل طلب الدعم الخارجي هو لتحقيق الإنتصار العسكري ام لأهداف أخرى قد تتمثل في طلب الحصول على الشرعية السياسية فقط!!
فحكومة البرهان تحتاج الي تصريح واحد من رئيس أي دولة يمنحها لقب الشرعية هذا يكفيها لمواصلة لعبة ( حرب السلطة) ناهيك عن تقديم دعم
سيما وأن إعلام الفلول بعظمة لسانه تحدث عن ظاهرة بيع السلاح وإسقاط ( الصناديق الفارغة) جوا في المناطق المحاصرة وهي ظاهرة جديدة تبنتها مافيا السلاح داخل ارض المعارك التي تقوم ببيع الأسلحة ولكن يبقى السؤال الأهم من المشترى!!
فإن كان المشتري الدعم السريع، فهذه هي لعبة الخديعة التي لم تخطر حتى على مخيلة دان براون ، عندها ستكون الحرب تحولت الي ( حرب الأطراف المتعددة ) ليست تلك التي يحارب فيها الجيش الدعم السريع بعدة قوات ولكنها تلك التي قد تجعل الدعم السريع يتشظى لمجموعات والقوات والكتائب تواجه بعضها!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
المبعوث الأمريكي توم بيرييلو غدا في بورتسودان زيارة قد تعيد قراءة الأحداث بطريقة أخرى وهل هناك ورقة جديدة بداخل حقيبته الدبلوماسية!!  

مقالات مشابهة

  • لينك التقديم في حج الجمعيات 2025.. «اختر البرنامج المناسب»
  • سفير مصر الأسبق بالبرازيل: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين فرصة لتبادل وجهات النظر
  • الحرية المصري: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين يعكس مكانة مصر ودورها المحوري
  • خدعة ثانية !!
  • أبو العينين: الرئيس السيسي و100 مليون مصرى ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • أبو العينين: الرئيس السيسي وترامب سيعملان على إنهاء الحرب وإحلال السلام بالمنطقة
  • محمد الدهراوي يفوز برئاسة الاتحاد المصري للكاراتيه
  • استشارية: إفراط استخدام المسكنات قد يتسبب بنوع آخر من الصداع.. لذا يجب استشارة الطبيب
  • السفير المصري يسلم برقية تهنئة من الرئيس السيسي إلى نظيره الموزمبيقي المنتخب
  • البيجيدي الذي قاد حكومتين يدعو لمنع السجائر بعدما استفاد من عائداتها طوال 10 سنوات