زاخاروفا تصف البرلمان الأوروبي بمنصة التطرف بعد ترويجه لكتاب مؤلفه مطلوب قضائيا في روسيا
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن البرلمان الأوروبي ليس مجرد منظمة تقف على الهامش وإنما أضحى ساحة لبث نزعات التطرف والتعبير علانية عنها.
كتبت زاخاروفا ذلك في قناتها على "تلغرام" ردا على ما أقدم عليه البرلمان الأوروبي من تخصيص جلسة عرض وتوقيع كتاب يحمل عنوان "كيف تقتل تنينا" لمؤلفه المعارض الروسي المدعو ميخائيل خودوركوفسكي.
وقد تم تصنيف خودوركوفسكي في خانة العميل الأجنبي في روسيا الاتحادية، وقالت زاخارفا في هذا الصدد: "اسمحوا لي أن أذكركم بأن هذا العرض تم تنظيمه من قبل عضو البرلمان الأوروبي الليتواني أندريوس كوبيليوس"، مضيفة: "يواصل خودوركوفسكي ارتكاب الجرائم أمام أعيننا، وأعضاء البرلمان الأوروبي يدعمونه في ذلك صراحة ووقاحة".
وشدّدت على أن خودوركوفسكي معروف بارتكابه الكثير من جرائم القتل التي كانت في السابق مشكوكا فيها فقط في دول الغرب. وبسبب الاشتباه في ارتكابه جريمة قتل، تم إدراجه على قائمة المطلوبين الدولية في عام 2015.
وفي المرتبة الثانية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: "من المهم الخوض في ما قاله "قاتل التنين" بالضبط: تغيير السلطة في روسيا، والحث على انفصال مناطقها، مما يدعو ويفضي إلى التشكيك في الوحدة الإقليمية للبلاد الروسية، والثورة".
وتابعت أنه طوال سنين عديدة قيل لنا حرفيا إن هذا "الرجل المستنير" يريد فقط الأفضل لروسيا، ويحلم بتنميتها في كل الاتجاهات. ومنذ كم سنة ظلوا يطرقون في رؤوسنا قصة أنه ضحية.. من الجيد أننا لم نستسلم لهذا الزومبي".
إقرأ المزيد البرلمان الأوروبي "يعترف" بأن شبه جزيرة القرم روسية (صورة)وشدّدت زاخاروفا على أن "خودوركوفسكي يعلن اليوم صراحة أنه يريد انهيار وتفكك" روسيا الاتحادية.
وأضافت: "هذا هو الهدف الحقيقي من وراء إدخاله إلى الاقتصاد الروسي وقطاع الأعمال التجارية ومن ثم إلى البيئة السياسية من قبل قوى معينة في الولايات المتحدة.. اليوم كل من يدعم هذه الشخصية ويأخذ منه المال ويشارك في مشاريعه هو شريك بالفكر لمريدي التمزيق الإجرامي للدولة".
وكما يقول الإسرائيليون، فإن "أي شخص يشكك في وجود إسرائيل يشكل تهديدا وجوديا للبلاد.. والغرب يؤيدهم في هذا الرأي. ولكن بمجرد أن يتعلق الأمر بمناقشة تدمير بلدنا، فإن الأنظمة الغربية دون تردد تغير وجهة نظرها إلى العكس وتأخذ كل أنواع "قتلة التنانين" تحت جناحها".
العقوبة الجنائية
وذكّرت زاخاروفا أيضا بما تتضمنه المادة 280 من القانون الجنائي في روسيا الاتحادية، وأن الدعوات العامة لاتخاذ إجراءات تهدف إلى انتهاك الوحدة الإقليمية لروسيا الاتحادية، والتي يرتكبها شخص بعد تقديمه للمحاسبة الإدارية عن فعل مماثل في غضون عام واحد، يعاقب عليها بالغرامة المالية أو الأشغال الشاقة لسنوات، أو بالاعتقال أيضا مع الحرمان من الحق في شغل مناصب معينة أو ممارسة أنشطة معينة لفترة معينة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي الحكومة الروسية بروكسل تطرف ماريا زاخاروفا موسكو وزارة الخارجية الروسية البرلمان الأوروبی روسیا الاتحادیة فی روسیا
إقرأ أيضاً:
دبلوماسيون: مطلوب حلول سلمية تؤمِّن وحدة واستقرار الدول
حذر عدد من الخبراء والدبلوماسيين من أن مخططات تقسيم الشرق الأوسط ستوسع نطاق الصراع في المنطقة، في ظل التحديات الراهنة التي تهدد الاستقرار الوطني والإقليمي.
وأشاد الخبراء والدبلوماسيون لـ«الوطن»، بالرؤية المصرية نحو تعزيز وحدة الدولة الوطنية، والحفاظ على الأمن القومي وتجنب توسيع نطاق الصراع الذى قد يؤدى إلى تفاقم الأزمات القائمة فى ظل الأوضاع المضطربة لدى عدد من دول المنطقة، مع تصاعد التوترات بين القوى الدولية، حيث تبرز دعوات مصرية ملحَّة لتبنى حلول سلمية تؤمّن وحدة الدولة الوطنية وتحمى مصالح الشعوب.
«حجازي»: مطلوب إرادة قوية من الجميعوقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تاريخياً كانت وستبقى قوة إقليمية رئيسية، تلعب دوراً فعالاً فى القضايا العربية والإقليمية والدولية، خاصة فى الصراع العربي الإسرائيلي وجهود الوساطة فى حرب غزة، خصوصاً أن موقع مصر يربط بين البحرين الأبيض والأحمر عبر قناة السويس، ما يمنحها نفوذاً جغرافياً دولياً.
وتابع: «الحلول السياسية لأزمات المنطقة تحتاج إلى إرادة قوية من جميع الأطراف، وتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط يحتاج إلى توافق بين الدول الرئيسية، وعلى القادة العرب أن يدركوا أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا من خلال العمل الجماعي وبإرادة شعوبهم، عليهم أن يكونوا واعين للمخططات التي تستهدف منطقتنا».
«حسن»: مصر تدعم استقرار الدول العربيةوأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحديات فى منطقة الشرق الأوسط تتجلى بشكل واضح فى ظل الظروف الحالية التي تعيشها دول المنطقة، حيث تواجه العديد من الدول حالة من السيولة السياسية وضعف السلطة المركزية، ما يتسبب فى تفشى النزاعات المسلحة والسياسية، ما يؤدى إلى إضعاف القوة العربية الشاملة، مضيفاً: «مع اقترابنا من عام 2025، تزداد المخاوف من إمكانية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، فالأزمات الحالية لا يمكن حلها فى فترة قصيرة، ما يستدعى التحرك الفوري من الدول العربية، وليس مصر فقط».
وأشار «حسن» إلى أن ليبيا تشهد أزمات سياسية متواصلة منذ أكثر من 14 عاماً، بينما تعانى سوريا من تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى تغييرات جذرية فى النظام، فأصبحت سوريا ساحة مفتوحة لتدخلات متعددة، ما يعكس غياب الاستقرار ووجود فصائل متنازعة، فالأوضاع تجعل سوريا واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، فضلاً عما تشهده القضية الفلسطينية من تدمير شامل فى غزة، حيث فقد الآلاف أرواحهم وتعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة، بينما تسعى إسرائيل إلى تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية، ما يهدد الاستقرار الإقليمي بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نوايا تغيير وجه المنطقة، وهو تحدٍ أمنى استراتيجي ليس فقط لدول الطوق، بل لكل منطقة المشرق.
وتابع: «أزمات المنطقة لا تقف عند حدود الطموح التوسعي لإسرائيل وإنما تمتد لأزمات أخرى تتورط فيها أطراف أكثر مع استمرار الحرب فى اليمن لأكثر من عشر سنوات، فى ظل انقسام الأطراف وعدم وجود رغبة حقيقية فى التوصل إلى حل، بينما يشهد السودان أزمة إنسانية وسياسية خانقة».
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تلعب دوراً حيوياً فى معالجة الأزمات الإقليمية، وتدعو إلى حلول سلمية وتدعم استقرار كافة الدول العربية وتتبنى الرؤية المصرية مبدأ التوافق بين الأطراف المختلفة، وضرورة إقامة دولة وطنية فى فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، والأوضاع الحالية تتطلب رؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات.
«الإسلامبولي»: لدينا نهج دبلوماسي متوازنوقالت السفيرة هاجر الإسلامبولي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن منطقة الشرق الأوسط تواجه حالياً مجموعة من الأزمات المعقدة، أبرزها القضية الفلسطينية والوضع فى سوريا، ما يعكس عمق التحديات التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي، موضحة استمرار تأزم الأوضاع فى غزة والضفة الغربية، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ مخططات تتضمن تقسيم غزة والتوسع فى الضفة، ما يزيد من تعقيد جهود السلام.
وأشارت «الإسلامبولى» إلى أن الأزمات فى سوريا تؤثر على الاستقرار الإقليمي، والتحركات العسكرية الإسرائيلية فى الجولان تعكس طموحات الاحتلال فى التوسع، وبالطبع يتعقد الوضع أكثر مع وجود قوى دولية مثل إيران والولايات المتحدة، ما يجعل مسألة تقسيم سوريا أمراً غير محتمل فى الوقت الحالي.
وتابعت: «التوترات الحالية فى المنطقة تظهر حاجة ملحَّة لتحقيق توافق بين القوى المتنازعة، مع ضرورة الانتباه إلى أهمية الشعب السوري ودوره فى تحديد مصير بلاده».
وأكدت أن مصر تتبع نهجاً دبلوماسياً متوازناً فى التعامل مع الأزمات، حيث تسعى إلى حماية أمنها القومي وعدم الانغماس فى صراعات قد تضر بمصالحها، موضحة أن هذا النهج يتمثل فى التركيز على الحلول السلمية وعدم اتخاذ مواقف قد تؤدى إلى تفاقم الأوضاع، فضلاً عن أن التصريحات الرسمية المصرية تُظهر وضوحاً فى المواقف، حيث يتم التأكيد على أهمية الحوار والتعاون بين الدول العربية، إذ تتطلع مصر إلى تعزيز العلاقات الإيجابية مع جميع الأطراف المعنية، ما يعكس دورها كوسيط رئيسي في المنطقة.