هل يجوز إخراج زكاة المال لفلسطين وأهلنا في غزة بالغذاء والدواء؟ الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
هل يجوز إخراج زكاة المال لفلسطين بالغذاء والدواء؟ لا شك أنه أحد أهم الاستفهامات التي يبحث كثيرون عن إجابتها، باعتبارها أحد سُبل المساعدة لإخواننا في فلسطين وغزة في ظل ما يتعرضون له من قصف واعتداءات وحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لذا تأتي الحاجة إلى معرفة هل يجوز إخراج زكاة المال لإغاثة أهلنا في فلسطين بالغذاء والدواء؟
هل نهاية إسرائيل من علامات الساعة؟.. علي جمعة يروي تفاصيل زوالها من فلسطين ماذا كان النبي يقول وقت الحروب؟.. 15 دعاء يرعب إسرائيل ويهزمها هل يجوز إخراج زكاة المال لفلسطين
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز إخراج الزكاة لإغاثة أهلنا في فلسطين بالغذاء والدواء والكفالة التامة لما يحقق لهم الحياة الكريمة في شئونِهم كلِّها، خاصةً التعليم والصحة والأمن.
وأوضحت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: “هل يجوز إخراج زكاة المال لإغاثة أهلنا في فلسطين بالغذاء والدواء؟”، أنه روى النعمان بن بشير وحدثه البخاري في صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6011 ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -(تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى).
وأضافت أن الإسلام حضَّ على المؤاخاةِ والأُلفةِ والمواساةِ بيْن المؤمنينَ، وأنْ يَكونوا مُتكاتِفين مِثلَ الجَسدِ الواحدِ، ومثلَ البُنيانِ المرصوصِ؛ لتَقْوى وحْدتُهم وتَتَّفِقَ كَلِمتُهم؛ ولذلك أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه في هذا الحديثِ إلى ما يُنشِئُ فيهمُ التَّراحُمَ والحبَّ والعاطفةَ.
وتابعت: “حيث قال: «ترَى المؤمنين في تَراحُمِهم» بأنْ يَرحَمَ بَعضُهم بَعضًا بأُخوَّةِ الإسلامِ، لا بسَببٍ آخَرَ، «وتَوادِّهم»، وهو تَواصُلُهم الجالبُ للمَحبَّةِ، كالتَّزاوُرِ، والتَّهادي، «وتَعاطُفِهم» بأنْ يُعينَ بعضُهم بعْضًا، كمثَلِ الجسدِ بالنِّسبةِ إلى جميعِ أعضائِه، إذا اشتكى عُضوٌ منه تَداعَى له سائرُ جَسدِه”.
واستطردت: “أي: دعَا بعْضُه بعضًا إلى المشاركةِ بالسَّهرِ؛ لأنَّ الألمَ يَمنَعُ النَّومَ، والحُمَّى؛ لأنَّ فقْدَ النَّومِ يُثِيرُها، والمعنى: أنَّ المسلمين يستَشعِرَون آلامَ بعضِهم ومصائِبَهمْ بالعَوْنِ وتقديمِ مُساعدةِ بعضِهم بعضًا، كمَثَلِ الجَسَدِ الواحِدِ، إذا مرِضَ منه عضوٌ انهارَ له سائرُ جَسَدِه، وهذا تنبيهٌ للمُسلِمين بأن يكونوا كذلك في جميعِ شُؤونِهم. وفي الحَديثِ: التَّشبيهُ وضرْبُ الأمثالِ؛ لتَقريبِ المعاني للأفهامِ، وفيه: اهتمامُ المسلمين بَعضِهم ببَعضٍ في جميعِ شئونِهم”.
ما هو نصاب زكاة المال؟وأشارت إلى أن نصاب زكاة المال خمسة وثمانون جرامًا من الذهب من عيار واحد وعشرين.
وتخرج الزكاة عما قيمته ذلك أو أكثر إذا مرَّ على المال حولٌ قَمَرِيٌّ بواقع ربع العُشر؛ أي اثنين ونصف بالمائة.
دورنا تجاه فلسطينوأفاد مفتي الجمهورية السابق، بأن الله سبحانه وتعالى غالب على أمره ، فالزمان والمكان والأشخاص والأحوال تتحكم في فروض الأعيان، فإنه فرض عين على كل من واجه العدو وقرب منه ونادته يده أن يجاهد في سبيل الله وأن يصبر ويستمر.
وأشار في إجابته عن سؤال: “ما هو دورنا تجاه فلسطين في محنتها؟ ما الواجب الشرعي لفريضة الجهاد في ظل الأحداث، وهل الجهاد فرض عين على كل المسلمين أم هو خاص بالمقاومة الفلسطينية؟”، إلى أنه إذا بعد المكان فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أمرنا أن نزور بيت المقدس قال : ( فمن لم بستطع فليرسل إليه زيتًا) أي نرسل إليه ما يقوم بشأنه من الإضاءة والنظافة ونرسل إليهم ما نستطيع أن نرسله من معونات غذائية وطبية وكسائية وهكذا حتى يتم النصر.
وأكد أن فرض العين يكون لمن واجه العدو، والحمد لله تأتي الأخبار كل يوم بما يشرح الصدر ويؤلم القلب ، فالقتلى من عندنا كثير، ولكنهم يألمون كما تألمون، ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم في رعب بينما نحن في سكينة، نحن ننتظر النصر وهم يخافون على أنفسهم أن يذهبوا بلا عودة.
ولفت إلى أن أغلبهم ملاحدة والمتدين فيهم قليل ولم يرجع إلى هذا البلد، لأنه منهي عنده في دينه أن يرجع لأن الله يغضب عليهم، حيث إن ناطوري كارتا في العالم كله تتهم إسرائيل بأنها تحرف الديانة اليهودية، فقد عبد بنو إسرائيل الوثن في خمسة معابد كبيرة فانتهت أفصليتهم عن العالم فأصبحوا مع المشركين سواء.
ونوه إلى أنه فيما ورث أفضليتهم المسلمون الذين آمنوا بموسى وعيسى - عليهما السلام- وبسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - ففضلهم الله عز وجل على العالمين، منوهًا بأن واجب الجهاد يكون لمن واجه العدو ـ أما نحن فعلينا العون والدعاء والاستمرار في الحشد ليَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ، ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حيا عن بينة.
وتابع: “ندعو الله عز وجل بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم - أن ينصر المجاهدين في فلسطين ، وأن يسدد رميهم ، وأن يعز شأنهم ، فإنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ، ونتوسل إليه باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ، فنقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم يا كريم يا رب العالمين نسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علمته أحدًا من خلقِك أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك ، أن تنصر المجاهدين”.
واستطرد: “وأن تجعل رميهم في نحور أعدائهم وأعدائك أعداء البشرية والدين، فاللهم يا ربنا رد علينا القدس ردًا جميلاً، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا وانقلنا من دائرة سخصك إلى دائرة رضاك ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم اجمع كلمتنا حتى ترضى، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نصاب زكاة المال زكاة المال هل یجوز إخراج زکاة المال صلى الله علیه وسلم فی فلسطین إلى أن
إقرأ أيضاً:
حين يتحول المال من نعمة إلى نقمة..
عين على المجتمع
حين يتحول المال من نعمة إلى نقمة..
يقطع الميراث صلة الرحم.. وتجفى القلوب بين أصحاب الدم الواحد..
هم أبناء بطن واحدة، ينشئون تحت سقف واحد، يجمعهم نفس الفراش ويأكلون من نفس الصحن. ترعاهم أم حنونة وأب قوي يجاهد في سبيل سعادتهم، ثم يشتد عضدهم، يكبرون وتكبر طموحهم. يبلغ الوالدين الكبر فيتوسمون من أولادهم الرحمة في الضعف والوهن. لكن المال يفعل فعلته بالقلوب ويحولها إلى قنابل موقوتة تنتظر رحيل الوالدين، لتنفجر مخلفة ورائها قطيعة وشتات وصراع قد يتوارثه حتى الأجيال..
أجل إنه “المال” تلك النعمة التي من المفروض أن تكون زينة الحياة الدنيا، حوّلها موت الضمائر وطمس القيم إلى نقمة. وأصبح الأشقاء بسببه في خصام فينعزلون ويبتعدون عن بعض، وأحيانا كثيرة يسوقهم أروقة العدالة. والأمر والأصعب من هذا وذاك هو حين تسول لهم أنفسهم. ويعتدون ويتطاولون على أجساد بعضهم مخلفين ندوب تنزف ألما وجفاء، استلموا لهوى المال، متناسين الدم بعروقهم وشرايينهم. واللقب الذي يربطهم، فكيف بالأخ أن يصبح عدوا لأخيه؟ أين تقوى الله في الرحم؟ أين بر الوالدين الذين كسرت ظهورهم في سبيل أولادهم؟
هو موضع في غاية الخطورة مهما أسلنا الحبر لن ننتهي من وصف وجعه، اردنا ان نسلط الضوء عليه ولول بالشيء القليل. للتذكير فغن الذكرى تنفع المؤمنين، مستدلين في ذلك بعينات من مجتمعنا أبطالها إخوة من بطن واحد:
السيدة نصيرة من عنابة:
أخي استغل غيابي.. أخذ منزل أبي ورماني إلى الشارع رفقة ابني
السيدة نصيرة وكما ذكرت من خلال مكالمتها في المركز، كانت متزوجة وراضية بحياتها، فجأة انقلبت الأوضاع. وعادت إلى بيت أهلها تجر أذيال الخيبة مطلقة، احتضنها والداها بصدر رحب وعاشت معه، تقول أن كل إخوتها وأخواتها متزوجون وكلٌ مستقلٌ بحياته. بعد مدة من الزمن توفي الوالدان، وبقيت هي رفقة ابنها في ذلك المنزل، وهو الأمر الذي لم يرق لبعض إخوتها. لم يجدوا الفرصة ولا السبب لإخراجها من المنزل. تعرضت لتعقيدات صحية واضطرت إلى التنقل لولاية أخرى من أجل العلاج، كانت تعاني من إعاقة حركية. فاستغل أخوها الأكبر الفرصة ودخل منزل العائلة وغير الأقفال، ولما عادت وجدت الصدمة، لقد قام بكرائها لأشخاص آخرين، فمن هو الأولى بهذا السكن..؟؟. وما زاد من ألمها أنها لم تجد المساندة من باقي إخوتها، ومن عيشة كريمة تحولت إلى متوسلة تحيا حياة مزرية. فما ذنب امرأة لا حول ولا قوة لها؟ وأين قيم والنخوة من كل هذا؟
سهيلة من الشرق:أفنيت شبابي لأجل أخي ولما كبر تطاول على أملاكي
من جهتها تروي لنا أخرى من شرق البلاد، قصة موجعة حقا، سيدة حملت على عاتقه مسؤولية أخا بعد ان توفي والديهما. اعتبرته ابنها، ورعته برموش أعينها، سهرت وعملت إلى أن وفقها الله وفتح عليها بعمل بسيط، فمشروع في البيت. رويدا رويدا كبر المشروع، لم يأتي النصيب ورضيت بما كتب الله لهان لم تتوانى يوما على رعاية أمانة والديها. فلم يعد لها هم سوى توفير حياة مستقرة لأخيها، فكبر هذا الأخير في العز والدلال. وجد كل شيء متوفراً أمامه على طبق من ذهب، دخل عالم الشغل هو الأخر، وبدأ لعابه يسيل على أملاك أخته. لتوسل له نفسه بأن ينصب على اليد التي سخرها له الله وكانت سببا في رزقه، ويسلبه مبالغ كبيرة. حقا ضربة في مقتل أوجعتها وجعلت القطيعة تحل محلها بينهما بعد أن كان هو العزيز على قلبها.
حليمة من غرب البلادزور هويتي ليستحوذ على تركة أبي
هي قصة أبلغ ما يقال عنها أنها ضرب من الخيال، شابة وجدت نفسها أمام العدالة في قضية إسقاط النسب من اخ لها. ادعى أنه الابن الوحيد لأب ترك ثروة طائلة..
كانت رسالة مكتوبة بحروف اليأس وخيانة تعرضت لها صاحبة الرسالة من أخيها الوحيد، تقول: “تزوج أبي أكثر من امرأة. كلهن بعقد شرعي دون وثائق مدنية، ماعدا والدتي التي كان له معها عقد زواج موثق شرعا وقانونا. طلقّ أغلبهن، وترك في عصمته أمي وسيدة أخرى له ابن معها. لنصبح أنا وأخي الوريثين الشرعيين لتركة أبي، حصل بيينا نزاعات كثيرة، وعدم اتفاق، لنجد أنفسنا أمام العدالة لفك النزاع. لكن الأمر الذي لم أحسب له حساب هو أن أجد أخي يرفع ضدي قضية إسقاط نسب، مدعيا أنني لست أخته، ليستولي وحده على تلك الثروة”..
هذا ما أمكنني اقتطاع من الرسالة للحفاظ على سرية بعض التفاصيل، فهل يعقل هذا..؟ هل يعقل أن يزرو الأخ هوية أخته. من أجل شيء سيرحل في آخر المطاف بكفن ليس فيه جيوب.. فهلّا استفتوا إخوة الإيمان، هذا أخوك، وتلك أختك. لا تستسلموا لجنون حب المال، ولا تسمحوا له بأن يفعل فعلته ويهيمن على عقولكم. فمن ذا الذي أنت تنافسه، وتجره إلى المحاكم؟ إنه أخوك، الذي من المفروض أمامه تهون العقارات والأملاك. فهل امتد الجشع إلى قلوبنا وهل أصبح المال هو كل شيء في حياتنا..؟؟ أين الأخوة أين المصالح المشتركة أين التماسك والتعاون أين ما أوصانا به الله في القرآن الكريم؟ أين خوفنا على بعضنا، وأين حبنا للآخرين؟. وأين حق اليتيم؟ إنه حقا مدهش سواد القلوب لأخوين يتشاجران أمام الناس وكأنهم أعداء، وأقول لمن يتشاجر أين الإيمان بالله؟
إن من الأمور التي قد تفسد الود بين الأخوة والأخوات هو المال الذي جبلت النفوس على حبه. فاجعله سببا لاجتماعك وقوة علاقتك مع إخوتك وأخواتك، بدلا من أن يفرق بينكما. إذ يندى الجبين ألما حينما يتنازع إخوة على إرث وقد يصل الحال بهم إلى المحاكم..، لذا لابد أن يكون هناك. وضوح شديد في الأمور المالية، وتقسيمها بالرضا كما تنصه عليه الشريعة، فعلاقتك بإخوتك وأخواتك ممتدة. إلى أبنائكم وبناتكم فلا تكن سببا في القطيعة وكن خير قدوة لأبنائك في توثيق الصلة وحسن التواصل وليكن كل أخ مع إخوته. وأخواته عونا لهم على الطاعة والاستقامة والعمل الصالح وقد ضرب القرآن لنا مثلا حسنا بتعاون موسى وهارون عليهما السلام. على الدعوة وتبليغ دين الله، ومن كان مقصرًا فليتدارك تقصيره وليعد النظر في تعامله مع إخوته وأخواته.
من كان له أخ أو أخت ميت فالبر باقي وهم أحوج ما يكونون لدعائك واستغفارك لهم وبذل الصدقة عنهم ووقف الأوقاف عليهم.
دمت في رعاية الله ودامت المحبة بينكم..