الذكاء الاصطناعي ينجح في الكشف عن البلاستيك في المحيطات
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قام فريق بحثي من جامعة فاخينينجن (Wageningen University) في هولندا، بتطوير نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يستخدم صور الأقمار الصناعية للتعرف على المواد البلاستيكية العائمة.
ويعمل النظام الجديد -حسب الدراسة- بدقة أكبر من النماذج السابقة، حتى في الأوقات الجوية الصعبة عندما تكون السماء ملبدة جزئيا بالغيوم أو يعوق الضباب الرؤية التامة.
ويتوقع الباحثون أن تساعد هذه التقنية في الكشف عن البلاستيك المنتشر في المحيطات وإزالته بشكل منهجي، كما سيساهم النظام الجديد في الكشف عن تراكمات القمامة على طول الشواطئ وفي البحار.
نفايات بلاستيكية في المحيطاتوبحسب موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن محيطاتنا مليئة بالأشياء التي لا تنتمي إليها، حيث تدخل إلى البيئة البحرية كل يوم كميات من المواد البلاستيكية والمعادن والمطاط والورق والمنسوجات ومعدات الصيد التالفة والسفن المهجورة وغيرها من العناصر المفقودة أو المهملة، والتي تشكل ما يعرف بالحطام البحري، وهي إحدى أكثر مشاكل التلوث انتشارا في المحيطات والممرات المائية في العالم.
ووفقا للبيان الصحفي الصادر من جامعة فاخينينجن، فإنه من المتوقع أن تزداد كمية النفايات البلاستيكية في المستقبل إذا لم يُتخلص منها أو يعاد تدويرها بشكل صحيح، لأن الكثير منها يتراكم في الأنهار والبحيرات، وتتدفق في نهاية المطاف إلى المحيطات.
وفي دراسة سابقة نشرتها دورية نيتشر يقدر الباحثون أن نحو 500 ألف طن من البلاستيك ينتهي بها الأمر في المحيطات كل عام، نصفها تقريبًا يأتي من الأرض، أما النصف الآخر فيأتي من صناعة صيد الأسماك على شكل شباك وحبال وعوامات ومعدات أخرى.
الكشف عن الحطام البحرييقول البيان الصادر من الجامعة، إنه يمكن رؤية تراكمات الحطام البحري في صور الأقمار الصناعية سينتاينيل 2، وهي صور متاحة بشكل مجاني تلتقطها هذه الأقمار الاصطناعية للمناطق الساحلية كل يومين إلى خمسة أيام في جميع أنحاء العالم.
وبالنظر إلى أن حجم البيانات قد يكون كبيرا للغاية، توجب تحليلها تلقائيا عبر نماذج الذكاء الاصطناعي مثل الشبكات العصبية العميقة، وهو ما قامحدث بالفعل.
يقول مارك روسورم الأستاذ المساعد في جامعة فاجينينجن: "تتعلم هذه النماذج من الأمثلة المقدمة من علماء المحيطات والمتخصصين في الاستشعار عن بعد الذين حددوا بصريًا عدة آلاف من حالات الحطام البحري في صور الأقمار الصناعية من جميع أنحاء العالم، وبهذه الطريقة دربوا نموذج للتعرف على النفايات البلاستيكية التي تُعرف أيضا بالحطام البلاستيكي".
من ناحية أخرى يقول بيان الجامعة إن نظام الاستشعار هذا يعمل على تحديد النفايات البلاستيكية بدقة عالية حتى في الظروف الجوية الصعبة التي تعوق الرؤية.
يضيف روسورم: "يظل النظام دقيقا حتى في الظروف الأكثر صعوبة؛ فعلى سبيل المثال، عندما يجعل الغطاء السحابي والضباب الجوي الرؤية صعبة للغاية، فمن الصعب على النماذج الحالية تحديد الحطام البحري بدقة، إلا أن النظام الحالي قادر على التعرف عليها بدقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النفایات البلاستیکیة فی المحیطات الکشف عن حتى فی
إقرأ أيضاً:
كيف سيغير وكلاء الذكاء الاصطناعي هجمات سرقة بيانات الاعتماد
شهدت هجمات "تعبئة بيانات الاعتماد" تأثيرًا هائلًا في عام 2024، حيث أدت إلى دوامة مدمرة من عدوى برامج سرقة المعلومات وتسريبات البيانات.
وفي ظل هذا المشهد الأمني المتوتر، قد تزداد الأمور سوءًا مع ظهور "الوكلاء الحاسوبيين" (Computer-Using Agents)، وهي فئة جديدة من وكلاء الذكاء الاصطناعي تُتيح أتمتة مهام الويب الشائعة بتكلفة وجهد منخفضين، بما في ذلك تلك التي يؤديها المهاجمون عادةً.
يُعد سرقة بيانات الاعتماد الإجراء الأول للمهاجمين في عام 2023/24، حيث شكلت هذه البيانات ثغرة استغلالية في 80% من هجمات تطبيقات الويب.
ليس من المستغرب أن المليارات من بيانات الاعتماد المسروقة متداولة على الإنترنت، ويمكن للمهاجمين الحصول على آخر التسريبات مقابل مبلغ يبدأ من 10 دولارات على المنتديات الإجرامية.
وقد استفاد السوق الإجرامي من التسريبات الكبيرة التي شهدها عام 2024، مثل الهجمات التي استهدفت عملاء Snowflake، حيث تم استخدام بيانات الاعتماد المسربة من تفريغات التسريبات ومصادر بيانات مخترقة نتيجة حملات تصيد جماعي وعدوى ببرامج سرقة المعلومات، مما أدى إلى اختراق 165 مستأجرًا لعملاء الشركة وملايين السجلات المسربة.
أتمتة هجمات بيانات الاعتماد في عصر SaaSلم تعد تقنيات التخمين العشوائي وتعبئة بيانات الاعتماد كما كانت في السابق؛ فقد تغيرت بنية تكنولوجيا المعلومات الحديثة لتصبح أكثر لامركزية مع ظهور مئات التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت، وتوليد آلاف الهويات داخل كل مؤسسة.
ولم تعد بيانات الاعتماد تُخزن حصريًا في أنظمة مثل Active Directory، بل باتت موزعة في أماكن متعددة على الإنترنت.
تواجه الأدوات التقليدية صعوبة في التعامل مع التعقيدات الجديدة لتطبيقات الويب الحديثة، التي تتميز بواجهات رسومية متطورة وحلول حماية مثل CAPTCHA والحد من معدلات الطلب، مما يستدعي تطوير أدوات مخصصة لكل تطبيق على حدة.
وفي ظل وجود حوالي 15 مليار بيانات اعتماد مسربة متاحة، رغم أن الغالبية منها قديمة وغير صالحة، فإن هناك فرصة كبيرة للمهاجمين إذا تمكنوا من تحديد البيانات الفعّالة والاستفادة منها.
فرصة ضائعة للمهاجمين؟رغم أن نسبة البيانات الاعتمادية الصالحة لا تتجاوز 1% في معظم مجموعات المعلومات، إلا أن ظاهرة إعادة استخدام كلمات المرور تتيح للمهاجمين استغلال بيانات اعتماد واحدة للوصول إلى حسابات متعددة في تطبيقات مختلفة.
تخيل سيناريو يتم فيه استخدام بيانات اعتماد صالحة على نطاق واسع، مما يسمح للمهاجمين بتوسيع نطاق هجماتهم بشكل جماعي عبر تطبيقات متعددة دون الحاجة إلى تطوير أدوات جديدة لكل تطبيق.
دور "الوكلاء الحاسوبيين" في توسيع نطاق الهجماتلقد كانت تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الهجمات السابقة محصورة في استخدام النماذج اللغوية الكبيرة لإنشاء رسائل تصيد أو لتطوير برمجيات خبيثة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ولكن مع إطلاق "OpenAI Operator"، يظهر نوع جديد من "الوكلاء الحاسوبيين" قادر على أداء مهام الويب البسيطة بشكل مشابه للبشر دون الحاجة إلى تنفيذ برامج مخصصة.
تتيح هذه التقنية الجديدة للمهاجمين إمكانية تنفيذ هجمات تعبئة بيانات الاعتماد على نطاق واسع وبجهد أقل، مما يجعل عملية المسح الآلي للمعلومات واستغلالها أكثر سهولة حتى للمبتدئين.
استغلال بياناتتشير التطورات الحالية إلى أن التحديات الأمنية المتعلقة بهجمات بيانات الاعتماد قد تصل إلى مستويات جديدة مع دخول تقنيات الأتمتة الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى الساحة.
إذ يمكن لهذه التكنولوجيا أن تمنح المهاجمين القدرة على استغلال بيانات الاعتماد المسروقة على نطاق أوسع، مما يحول الهجمات من عمليات محدودة النطاق إلى تهديدات منهجية واسعة النطاق.
في هذا السياق، يصبح من الضروري على المؤسسات تكثيف جهودها لتعزيز دفاعاتها على سطح الهجمات الأمنية والتركيز على إصلاح الثغرات المتعلقة بالهوية قبل أن يستغلها المهاجمون.