دعوة إلى إضراب عالمي شامل يوم الإثنين للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
تهدف الحملة إلى الضغط على الدول الداعمة لإسرائيل في سبيل وقف الحرب على غزة، والتي خلفت نحو 18 ألف قتيل.
دعا ناشطون ومؤثرون في دول عدة، لإضراب عالمي عام من أجل قطاع غزة، الذي يعاني من حرب إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من شهرين، تسببت بمقتل نحو 18 ألف فلسطيني أكثرهم من الأطفال والنساء وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين.
وتفاعل عدد كبير من الناشطين والمؤثرين مع وسم "إضراب من أجل غزة" أو strikeforgaza، الذي اجتاح مواقع التواصل، في دعوة للإضراب في كل العالم تنديدًا بما أسموه "المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة"، والمطالبة بوقف إطلاق النار.
ولم تنجح الاحتجاجات والأصوات المعارضة للحرب بثني إسرائيل عن مواصلة حربها على قطاع غزة، كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
وتواصل إسرائيل بعد أكثر من شهرين، حربها المدمرة على القطاع، مرتكبة مجازر بحق المدنيين وفق منظمات أممية، حيث أسفر ذلك عن مقتل 17 ألفًا و487 فلسطينيًا، و46 ألفًا و480 مصابًا بحسب آخر الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة في القطاع.
إضراب عالمي تضامنًا مع غزةوبحسب تفاصيل الدعوات المتداولة على نطاق واسع، فإن المشاركين في الإضراب لن يستخدموا مركباتهم، ولن يتسوقوا، أولن يستخدموا البطاقات المصرفية في دفع مشترياتهم.
كما نصت الدعوة للمشاركة على الإضراب عن الذهاب إلى المداس والجامعات يوم الإثنين.
وأوضحت الصحافية والناشطة الفلسطينية إسراء الشيخ، في رسالة مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن فكرة الإضراب تتلخص بالامتناع عن التوجه إلى مراكز العمل، والمدارس، أو فتح المحال التجارية في المراكز التجارية.
وتهدف الحملة إلى الضغط على الدول الداعمة لإسرائيل في سبيل وقف الحرب على غزة، والتي خلفت نحو 18 ألف قتيل.
وبحسب القائمين على الحملة، وهم ناشطون وجمعيات مناهضة لإسرائيل وداعمة لغزة، فإن "شلّ حركة الحياة والعجلة الاقتصادية في كل الدول" هو هدف للإضراب.
يشار إلى أن هذه الدعوات تأتي بالتزامن مع إفشال الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع قرار في مجلس الأمن يلزم إسرائيل بوقف الحرب على غزة.
دعوة فلسطينية للمشاركة في الإضرابوفي السياق نفسه، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة في الأراضي الفلسطينية، أن يوم الإثنين المقبل، هو إضراب شامل لكافة مناحي الحياة.
ودعت القوى في بيان صدر عنها، يوم السبت، إلى "الخروج للشوارع وساحات المدن والقرى والمخيمات، للتعبير عن وحدة الدم والمصير وانتصارًا للأبرياء العزل، وتوجيه رسالة للعالم أن شعبنا سيقف بقوة ضد محاولات الاقتلاع والتهجير، وأن نضالنا المشروع سيتواصل حتى تحقيق الحرية والاستقلال".
وأضافت أن "شعوب الأرض قاطبة ستتوحد في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال، وستنتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ضحايا إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الاحتلالية".
وأوضحت القوى أن "الإضراب هو رسالة الشعوب الحية بالوقوف إلى جانب شعبنا وحقوقه المشروعة في العودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني الناجز في دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: لماذا رشت ناشطة مسحوقا أحمر على وزير الخارجية الآيسلندي؟ الأمين العام لأوبك يرفض أي اتفاق "يستهدف" الوقود الأحفوري في كوب28 لوضع حد لـ"إزهاق أرواح الفلسطينيين".. الأونروا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة طوفان الأقصى غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة طوفان الأقصى مظاهرات حقوق الإنسان الشرق الأوسط جرائم حرب حركة حماس السياسة الإسرائيلية فرنسا إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة طوفان الأقصى مظاهرات یعرض الآن Next قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
موقف مصر من إدارة قطاع غزة بين التحديات والمخططات الإسرائيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الآونة الأخيرة، طرح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اقتراحًا مثيرًا للجدل يتمثل في تولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة، وذلك ضمن خطة إسرائيلية للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب في غزة. وبحسب الاقتراح، فإن الإدارة المصرية للقطاع ستستمر لمدة تتراوح بين 7 إلى 15 عامًا، مع تقديم تمويل دولي لدعم إعادة الإعمار، يشمل مساهمات أمريكية وأوروبية، فضلًا عن إقامة حكومة فلسطينية معتدلة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.
لكن مصر، التي لطالما حافظت على سيادتها واستقلالها السياسي، رفضت هذا الاقتراح بشكل قاطع. إذ اعتبرت أن هذا الطرح يُعد تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية الفلسطينية والإقليمية. مصر لا ترغب في أن تكون جزءًا من إدارة قطاع غزة أو في اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تغيير الوضع السياسي والإنساني في القطاع، خصوصًا أن ذلك قد يُعتبر تحولًا جذريًا في علاقتها التاريخية بفلسطين. رفض مصر لهذا الاقتراح جاء نتيجة فهم عميق لتداعياته المحتملة على أمنها القومي وعلى الاستقرار في المنطقة.
من المعروف أن قضية غزة هي جزء من صراع أوسع يرتبط بالتاريخ الحديث للمنطقة، ويعود إلى وعد بلفور الذي يشير إلى إنشاء دولة إسرائيل. تأسيس هذه الدولة كان بمثابة خطوة استراتيجية لتوسيع النفوذ الغربي في الشرق الأوسط، وهو ما جعل المنطقة محط أنظار القوى الكبرى التي سعت إلى تنفيذ مخطط "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يهدف إلى تقوية إسرائيل وتقسيم دول المنطقة الكبرى مثل مصر والعراق وسوريا. في هذا السياق، جاء مخطط تحويل غزة إلى نقطة انطلاق لأجندات إسرائيلية، في محاولة لزعزعة استقرار مصر ومنطقة الشرق الأوسط ككل.
مصر، التي لطالما كانت في قلب هذا الصراع، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المخططات. بل عملت على تحصين نفسها سياسيًا واقتصاديًا، وتمكنت من الحفاظ على استقلالها رغم الضغوط والتحديات التي مرت بها. على الرغم من محاولات القوى الغربية للإغراء والضغط على مصر لتحجيم دورها الإقليمي والاقتصادي، إلا أن القاهرة نجحت في الحفاظ على قوتها وحرصها على ضمان موقعها الاستراتيجي.
في السنوات الأخيرة، نجحت مصر، على المستوى السياسي، في توثيق علاقاتها مع قوى عالمية جديدة، مثل انضمامها إلى مجموعة "بريكس" وارتباطها بمبادرة "طريق الحرير" الصينية، مما يعكس تحركاتها الاستراتيجية نحو تعزيز مكانتها في النظام العالمي الجديد. كما قامت مصر بتحقيق تقدم كبير في مشروعاتها الاقتصادية الداخلية، خاصة في مجالات النقل واللوجستيات، حيث أنشأت شبكة ضخمة من المشروعات الكبرى التي تهدف إلى تعزيز موقعها كمركز إقليمي رئيسي يربط بين قارات العالم.
هذه التحركات تمثل جزءًا من الاستراتيجية المصرية لتعزيز قوتها الاقتصادية والجيوسياسية، والحفاظ على مكانتها الإقليمية. إذ أن مصر تسعى من خلال تلك المشروعات إلى توفير بدائل اقتصادية وسياسية تمنع محاولات تحجيم دورها الإقليمي، وتمنع فرض أي مشاريع قد تهدد استقرارها.
في هذا السياق، يأتي رفض مصر لمقترح إسرائيل بشأن إدارة قطاع غزة ليكون جزءًا من استراتيجيتها المستمرة لحماية سيادتها الوطنية وتعزيز قوتها الإقليمية. إذا كانت إسرائيل تأمل في أن تتحول غزة إلى نقطة انطلاق لزعزعة استقرار مصر، فإن القاهرة بدورها تؤكد قدرتها على تحجيم هذه المحاولات، وتُظهر استعدادها التام لمواجهة أي مخططات تهدف إلى إضعاف مكانتها في المنطقة.
من المتوقع أن يتبلور الموقف المصري بشكل أكبر في القمة العربية المقررة في 4 مارس المقبل، والتي ستعقد في القاهرة. القمة ستكون فرصة هامة لمصر لعرض رؤيتها تجاه الأوضاع في غزة، وتأكيد موقفها الرافض لأي تدخلات خارجية في الشؤون الفلسطينية. كما أن القمة ستشهد نقاشًا حول الأزمات الإقليمية المتزايدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تظل في صلب اهتمامات السياسة المصرية.
إن الموقف المصري من إدارة قطاع غزة يتجاوز مجرد رفض عرض سياسي إسرائيلي، ليعكس رؤية أوسع تقوم على الحفاظ على سيادة مصر ومكانتها الإقليمية. وفي ظل التحديات المتزايدة في المنطقة، فإن مصر تظل لاعبًا رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط، مع تأكيدها على ضرورة تحصين أمنها القومي ضد أي محاولات لزعزعة استقرارها.